سكورزا: الاتفاق قادر على خطف لقب «الأبطال».. ومشكلة السالم «انتهت»

قال إن الأندية السعودية الأكثر استغناء عن المدربين على مستوى العالم

TT

أكد البولندي ماتشي سكورزا مدرب الاتفاق أن فريقه قادر على المنافسة بقوة في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، مشيرا في حوار لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه على وفاق تام مع الإدارة حتى في موضوع إبعاد نجم الفريق يوسف السالم عن المعسكر الذي أقيم للفريق في مدينة دبي في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، مبينا أن الخيارات الفنية الضئيلة جعلته مجبرا على إعادة السالم إلى الخارطة الأساسية رغم يقينه التام بأنه سيرحل عن الفريق مع نهاية الموسم الحالي بعد أن وقع للهلال، منوها بأنه كان يأمل تجهيز لاعب بديل عنه، وهذا لم يكن ممكنا. وأفصح المدرب عن الكثير من الأمور للمرة الأولى في ثنايا هذا الحوار:

* كيف وجدت العمل في فريق الاتفاق، خصوصا في ظل إشرافك عليه في منتصف الدوري؟

- بالطبع كانت هناك صعوبات ومشكلات كثيرة وسعيت لعلاجها ولكن الوقت لم يسعفني، خصوصا في ظل ضغط المنافسات وخوض الاتفاق المباريات المتتالية في أكثر من بطولة، والجميع أدرك أننا قدمنا الكثير من المباريات القوية في كل المنافسات التي شارك بها الفريق، ومن بينها مباراتاه في دوري المحترفين الآسيوي ضد فريقي باختاكور الأوزبكي ولخويا القطري، رغم أننا خسرنا الأولى وتعادلنا في الثانية ولم نحصد سوى نقطة، ولكنّ لدي تفاؤلا كبيرا بأن الفريق سيكون قادرا على العبور الدور الأول في هذه الآسيوية، فلدينا لاعبون لديهم القدرة على تسيير الأمور لصالح فريقهم، وخصوصا بعد عودة اللاعبين المصابين وفي مقدمتهم اللاعب المميز حمد الحمد الذي أعتقد أن الإصابة التي تعرض لها وتسببت في غيابه أثرت كثيرا على توازن الفريق، كونه لاعبا لديه مواصفات خاصة وفقدناه كثيرا في المباريات الماضية.

* أقام الفريق معسكرا في دبي تزامنا مع بطولة «خليجي 21»، وكانت لديك فرصة للتعرف على قدرات اللاعبين، لكنك أبعدت يوسف السالم عنه، ما صحة خلافك مع الإدارة بهذا الشأن؟

- حينما قررنا إقامة معسكر في دبي كان يوسف السالم قد وقع لصالح الهلال، وبكون المعسكر سيستمر لمدة تقارب الأسبوع كان من الأجدى أن نبحث عن تأهيل لاعب ليحل مكان السالم الذي تقرر رحيله نهاية الموسم أو بالأحرى بعد نهاية عقده مع الاتفاق، وجربنا الكثير من اللاعبين ليكونوا بدلاء للسالم، وكانت هناك آمال كبيرة في التوفيق مع اللاعب البوركيني عبد الرزاق تراوري الذي رحل فجأة قبل التوقيع مع الاتفاق، وبعد العودة من المعسكر سمحت الإدارة للاعب يوسف السالم بالعودة إلى التدريبات الجماعية للحاجة إلى خدماته وكون عقده لا يزال ساريا مع النادي، فكان القرار الصائب من الإدارة السماح له بالعودة إلى التدريبات، وهو لاعب منسجم في الأصل مع المجموعة، ولذا لم نعانِ من أي مشكلة تتعلق بدمجه مجددا مع المجموعة.

* هل يعني أنه ليس لك أي علاقة بإبعاد اللاعب يوسف السالم عن معسكر دبي؟

- الأمر لا يتركز على موضوع العلاقة من عدمها، بل الأمر هو أن السالم تأكد رحيله، ومن الطبيعي أن يكون هناك بحث مبكر عن بديل له من خلال المعسكر، وكما قلت عدم التوقيع مع تراوري كان خسارة لأن اللاعب كان من الممكن أن يقدم الكثير ولكنه غادر المعسكر فجأة دون توقيع العقد.

* هل كانت خطوة الإدارة صائبة في التعاقد مع اللاعب الغاني البرنس تاغو الذي لم يشارك سوى في الدقائق الأخيرة لبعض المباريات؟ وبما أنك لم تكن معجبا بقدراته لماذا وافقت على تعاقد الإدارة معه؟

- اللاعب البرنس تاغو كما يعلم الجميع سبق أن لعب للاتفاق قبل قرابة 5 مواسم وكان من اللاعبين المميزين، وهذا ليس خافيا على أحد، وحينما قررت الإدارة التعاقد معه وضعت آمالا كبيرة عليه، خصوصا أنه يعرف أجواء المنافسات السعودية جيدا ويعرف فريق الاتفاق، توقعت أن يكون في الوضع المناسب بعد فترة زمنية قصيرة بعد أن يستعيد لياقته البدنية، ولكن للأسف يمكن القول إن البرنس «خيب ظني» إلى الآن على الأقل، وأتمنى أن يكون على قدر التطلعات في المباريات المتبقية للفريق في هذا الموسم، وإذا لم يكن كذلك فبكل تأكيد سأستعين باللاعب الذي يخدمني داخل الملعب مهما يكن اسمه، فالتاريخ لا يمكن أن يشفع لأحد، بل إن الحاضر هو من يحكم في موضوع الاستعانة بأي لاعب سواء تاغو أو غيره من اللاعبين.

* البرازيلي جونيور كان يقدم مستويات فنية رائعة، ولكن تم الاستغناء عنه كحال مواطنه فارغاس الذي يتفق الجميع على أنه كان عالة على الفريق، لماذا حدث ذلك برأيك؟

- جونيور من اللاعبين المميزين الذين قدموا مستويات فنية رائعة، ولكن لم يكن خيارنا الاستغناء عنه، بل خياره الشخصي، هو من طلب الرحيل لظروف وصفها بالخاصة، ولم يكن بالإمكان إقناعه بالبقاء، ورحيله حقيقة كان خسارة على خط الوسط كحال حمد الحمد وبعض اللاعبين المؤثرين الذين فقدناهم في أوقات صعبة.

* الاتفاق بعيد عن مراكز المقدمة في الدوري، وبالتالي لن يشارك في دوري أبطال آسيا النسخة المقبلة، إلا في حالة تحقيق بطولة خادم الحرمين الشريفين للأبطال. هل أنتم قادرون على تحقيقها؟

- أعتقد أن فريق الاتفاق لا يمكن أن يكون خارج الترشيحات في أي بطولة كانت، ولن يكون تحقيقها أشبه بالمعجزة، فالفريق به عناصر على مستوى فني عالٍ، وبعد عودة المصابين واكتمال صفوف الفريق، سيكون وضعنا أفضل، وسنسعى للمنافسة القوية على حصد اللقب وحجز مقعد مجددا في البطولة الآسيوية.

* هل ستستمر مع الاتفاق لموسم جديد؟

- بالطبع لدي الرغبة في ذلك، ولكن القرار النهائي يعود إلى إدارة الاتفاق، فهي التي ستحدد مصيري، ولكن أؤكد أن لدي الكثير يمكنني تقديمه مع الفريق في حال استمراري، وسأنال الوقت الكافي لإعداد الفريق بشكل قوي يجعله يعود إلى منافسات الموسم المقبل بكل قوة.

* هناك من يرى أن اقتراب فريق الفتح من تحقيق بطولة الدوري لهذا الموسم يضغط كثيرا على الاتفاق نظرا للفارق الشاسع بين تاريخ الناديين من حيث الإنجازات والبطولات، كيف تجد ذلك؟

- الحقيقة أن الفتح فريق كسب الاحترام لأنه يلعب وفق الإمكانيات الموجودة، ويشكل الفتح نموذجا في القتالية واللعب الرجولي وعدم الالتفات إلى الماضي، وأعتقد أن أبرز ميزة فيه أنه يملك مدربا يقوده منذ قرابة 6 مواسم، وهذا يعد أمرا أقرب للمستحيل أن يحدث لنادٍ سعودي.

ومعروف عالميا أن السعودية من أكثر الدول التي تستغني عن المدربين من خلال القرارات المتسرعة وكرد فعل على أي تراجع في المستويات والنتائج. وأعتقد أن الفتح مر بفترة صعبة وهزات عنيفة كما سمعت، ولكن الإدارة كانت حكيمة بالإبقاء على المدرب فكانت هذه النتيجة.

وحقيقة أتمنى أن يحقق الفتح بطولة الدوري، وأعتقد أن ذلك سيكون دافعا لجميع الفرق الطموحة لتحقيق إنجاز كبير، وأرى أنه لن يؤثر سلبا على الاتفاق، بل أتمنى أن يكون العكس، وخصوصا في بطولة خادم الحرمين الشريفين للأبطال.