سيواجه اليوفي اليوم السبت على ملعب سان سيرو، غريمه الوحيد الذي نجح في هزيمته على أرضه هذا الموسم، وهز شباك بوفون ثلاث مرات، حيث حقق الإنتر على ملعب اليوفي انتصارا أعلى من الفوز، بقهر اليوفي بثلاثة أهداف، فأمام الفريق المتصدر نجح نابولي فقط الموسم الماضي والإنتر هذا الموسم في هزيمة بوفون ثلاث مرات. كما نجح فريقان فقط في هز شباك السيدة العجوز مرتين في المباراة ذاتها منذ أن تولى كونتي تدريبه، وهما جنوا في موسم 2011-2012 وسمبدوريا في موسم 2012-2013.
ومن المنطقي أن يحاول دفاع اليوفي أن يظهر للإنتر أن ما حدث في الجزء الأول من الدوري الإيطالي كان محض مصادفة. وحينما يغيب أحد اللاعبين الأساسيين يكون الأداء أيضا أكثر من جيد. وفي ملعب سان سيرو سيغيب على الأرجح أحد مدافعي اليوفي الأساسيين، حيث سيبقى كاسيريس خارج الملعب لمدة 20 يوما إضافيا على الأقل، لذا يبقى أمام كونتي خياران لوكا ماروني وفيديريكو بيلوزو. وكلاهما مستعدان للدفاع عن اليوفي. إذن من سيبقى على مقعد البدلاء في مباراة الإنتر؟ في الوهلة الأولى، كان يبدو أن كيلليني هو من سيجلس على مقعد البدلاء، لعودته من الإصابة العضلية في كاحليه. ولكن كيلليني مدافع قوي، تحامل على نفسه الأربعاء الماضي ونزل ليلعب مباراة مانتوفا الودية التي أقيمت في فينوفو. وكانت النتائج ممتازة؛ لذا يفكر المدرب كونتي بشكل جاد في تجربة كيلليني في مباراة الإنتر، لكي يستخدمه بقدر محدود في مباراة بايرن ميونيخ الخارجية المقبلة في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا. ولا يمكننا التغاضي عن بيان إحصائي يرتبط بعدم خسارة اليوفي إلا مرة واحدة فقط في ظل وجود كيلليني، وكانت هذه المرة أمام الإنتر (بينما تعثر اليوفي في هذا الموسم خمس مرات)، وهذا ما يمثل حافزا إضافيا للاعب المنتخب الإيطالي.
وعلى صعيد فريق الإنتر، أبلغ الكولومبي فريدي غوارين زميله ومواطنه إيفان كوردوبا مساء الأربعاء الماضي أنه لم يتمكن من اللحاق بالطائرة التي كانت ستقله من كولومبيا للعودة إلى إيطاليا بعد أدائه لمباراة مع منتخب بلاده. ولا شك أن ستراماتشوني مدرب الإنتر هو أكبر المتضررين من هذا الأمر خاصة أنه يستعد لمواجهة اليوفي في مباراة هامة. وعانى ستراماتشوني بشدة خلال الأيام الماضية من غياب ستة من لاعبيه الأساسيين عن مران الفريق لارتباطهم بمباريات دولية مع المنتخبات لكن الأمر يصبح أكثر سوءا عندما يتأخر ثلاثة من هؤلاء في العودة عن الموعد المقرر بـ24 ساعة قبل لقاء حساس أمام متصدر الدوري. وينبغي الأخذ في الاعتبار أيضا أن هؤلاء اللاعبين يعودون برحلات جوية طويلة ومرهقة وهو ما يدفع مدرب الإنتر دون شك لوضع خطة بديلة لمباراة اليوم أمام اليوفي.
وكان من المفترض أن يعود غوارين من بوغوتا يوم الأربعاء الماضي لكنه لم يتمكن من اللحاق بالطائرة التي كانت ستقله إلى ميلانو ليلحق بمران الإنتر عصر الخميس الماضي. وكان ستراماتشوني يعتمد على هذا المران من أجل فك العضلات للاعبي أميركا الجنوبية وإعدادهم للمران الفني والخططي أمس الجمعة. لكن الرياح لا تأتي دائما بما تشتهي السفن ولم يعد من لاعبي أميركا الجنوبية سوى بالاسيو الذي قام بتحية زملائه في مران الخميس ثم خاض مرانا منفردا. ومثلما كان معروفا بشكل مسبق غاب عن مران الخميس كل من غارغانو وبيريرا لاعبي الأوروغواي اللذين تعرضت طائرتهما لعطل فني أجبرهما على تغيير برنامج الرحلة وتسبب في تأخيرهما. ومن المقرر أن يصل اللاعبان، إلى جانب كافاني وأريفالو ريوس لاعب باليرمو، إلى إيطاليا عبر مطار مدريد.
وفيما يتعلق بغوارين فإنه لم يتمكن من اللحاق بالطائرة في بوغوتا مثلما أوضحنا ولم يرق ذلك بالتأكيد لنادي الإنتر الذي لم يعلن رسميا عن أية إجراءات ضد اللاعب، لكن المؤكد أنه سيتعرض لغرامة مالية بسبب هذا التأخير. وقد تعرض الإنتر لضرر واضح بسبب تأخر غوارين ويفكر ستراماتشوني حاليا بشكل جدي في إبقاء اللاعب الكولومبي على مقعد البدلاء أمام اليوفي احتراما لباقي لاعبي الفريق. فغوارين، الذي لعب دورا حاسما عندما شارك في مباراة الدور الأول أمام اليوفي، لم يتدرب مع زملائه بالإنتر منذ أسبوعين كما أنه سيصل إلى إيطاليا دون لياقة بعد هذه الرحلة الشاقة.
ويبدو على الأرجح أن مدرب الإنتر سيدفع بكاسانو وبالاسيو أمام اليوفي، لكن المهاجم الأرجنتيني لا يتحلى بكامل لياقته بعد أن لعب مع منتخب التانغو مباراة مساء الثلاثاء على ارتفاع 3700 متر في لاباز. وهكذا يبدو ألفاريز المرشح الأول للعب في مركز لاعب الوسط المهاجم. وقد تدرب ألفاريز بشكل جيد خلال الأسبوع الأخير بشكل جيد بعد شعوره بآلام عضلية منعته من المشاركة في مباراة جنوا. وإذا لم يتمكن بالاسيو من المشاركة فسيكون كوفيتشيتش هو البديل الأرجح أكثر من سكيلوتو (من خلال التحول لطريقة 4/3/3). وفي هذه الحالة سيشارك أيضا كوزمانوفيتش الذي شفي من الشد العضلي وعاد بشكل مبكر من ارتباطه مع منتخب صربيا. وقد يلعب سكيلوتو دورا هاما على أية حال إذا لم يظهر غارغانو بحالة جيدة رغم أنه لم يشارك في مباراة منتخب الأوروغواي الأخيرة. ولعل أكثر ما يقلق الإنتر هو أن اليوفي لا يعاني من مثل هذه المشكلات لأن أرتورو فيدال، اللاعب الوحيد من أميركا الجنوبية في تشكيلة اليوفي الأساسية، لم يغادر معسكر الفريق لإيقافه مع منتخب شيلي.