اختيار بالوتيللي بين 100 شخصية الأكثر تأثيرا بالعالم

مجلة «تايم» الأميركية ستكرم المهاجم الإيطالي في نيويورك يوم 23 أبريل

TT

من يدري فيم سيفكر أولئك «الثلاثة» في 23 من شهر أبريل (نيسان) الحالي، حينما يصعدون على الطائرة التي سوف تقلهم من ميلانو إلى نيويورك. لا تكف حياة ماريو بالوتيللي عن إهدائه مفاجآت «إيجابية» في هذه اللحظة السحرية للاعب الكرة. الثلاثاء 23 أبريل سيكون تاريخا مهما للغاية بالنسبة لمهاجم الميلان والمنتخب الإيطالي، فقد قررت مجلة «تايم» الأسبوعية الأميركية العريقة (مجلة الأخبار الأولى في أميركا والتي أسست عام 1923، وتعتبر اليوم أحد أكثر الصحف الأسبوعية قيمة وأهمية بالعالم، خاصة فيما يتعلق بالسياسة والاقتصاد العالميين) منح جائزة لماريو، والذي دخل بين المائة شخصية الأكثر تأثيرا في العالم لعام 2012.

أولئك الأربعة الذين سيسافرون معا إلى نيويورك هم صاحب الجائزة بالوتيللي، ومدير أعماله مينو رايولا وممثل عن الميلان لا يمكن أن يتخلف عن الحضور المدير التنفيذي أدريانو غالياني، وهو فخور وسعيد بهذا التكريم. وصل الخبر عبر الفاكس سواء إلى مقر موناكو، حيث يوجد مكتب رايولا أو إلى مقر نادي الميلان. حينما علم ماريو بالأمر أراد تقاسم هذه الفرحة على الفور مع أمه سيلفيا. اتصل الهداف بأمه، وصرخ من فرط السعادة، وكان تأثر والديه قويا أمام تكريم مهم هكذا.

دائما ما كان لمجلة «تايم» نقطة ضعف تجاه سوبرماريو، ففي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي كانت قد خصصت غلافها له، وحينها كان يتحدث بالوتيللي عن العنصرية، وعن رغبته في لعب الكرة وحلمه الكبير بلقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما. وكشف صحافيو المجلة بعد إجراء المقابلة مع اللاعب الأسمر قائلين: «وجدنا ماريو ناضجا وذكيا ولطيفا. لا يزال وقع الطفولة غير الطبيعية ملحوظا بشدة فيه، لقد التقينا أيضا بالوتيللي أكثر سحرا من خلال قرطين لامعين من الألماس». من بين الإيطاليين الذين حظوا بصورة غلاف المجلة الأميركية العريقة أيضا لوتشيانو بافاروتي، وسيلفيو برلسكوني، وجياني أنييللي، وبريمو كارنيرا ومنتخب إيطاليا بطل العالم عام 2006. وحديثا، بين لاعبي الكرة، تم تخصيص الغلاف لليونيل ميسي ونيمار.

وكان أول إيطالي تم إدخاله بين المائة شخصية، العالم والفيزيائي النووي إنريكو فيرمي (والذي اختار ترك إيطاليا نتيجة الاضطهاد العرقي وحصل على المواطنة الأميركية). الفئات المنصوص عليها لمن يحصلون على جوائز «تايم» هي خمسة: قادة وثوريون، بناة وعمالقة، فنانون ومبدعون، علماء ومفكرون، أبطال وأيقونات. ولكل فئة يتم اختيار أكثر 20 شخصية (أو مجموعة من الأشخاص) تأثيرا، لتكوين إجمالي 100 شخصية. وتم إدراج ماريو في فئة الأيقونات، وهو كذلك بالفعل بالنسبة للميلان. الغائبة الأكبر في نيويورك ستكون فاني روبرت نيغويشا، خطيبة اللاعب. لكن هذا عمل، كما هو معلوم.

وعلى صعيد فريق الميلان، كان شهر يوليو (تموز) 2012 يبدو بالنسبة لأحدهم أنه بداية النهاية. وعلى العكس، كانت بداية فقط. فخلال ثمانية أشهر أصبح فريق الميلان نموذجا جيدا كمؤسسة في مأزق مادي تنجح في إعادة الانطلاق دون الحد فقط من الأخطار، لكن مع صنع قيم جديدة في الفريق. والآن يعتبر أدريانو غالياني نائب رئيس الميلان إداريا واضحا وفي كل مرة يتابع فيها مسار الموسم مع الفريق، يجد فريقا يسير في مشوار طويل على الطريق الصحيح. وكان ليكون فريق أليغري أقل تنافسية لبعض الوقت لكن تم وضع في الحسبان أن ما أثار الجميع في هذا الفريق هو السرعة التي انطلقت معها حقبة جديدة. وينبغي القول إن المنطقة الوحيدة المظلمة هي أول شهرين مثيرين للفزع والقلق في هذا الموسم والتي بعدها لم يعد يتوقف الميلان عن تحقيق الإنجازات تلو الأخرى. وعلى هذا النحو، نجد أن نائب رئيس نادي الميلان يؤكد على شيء ما الذي كان منذ ثمانية أشهر فقط أمرا غير وارد الحدوث. وصرح أدريانو غالياني الرجل الثاني في الميلان بهذا الصدد، قائلا: «ما مدى تأثير بيع أبطال كبار مثل المهاجم السويدي إبراهيموفيتش والبرازيلي تياغو سيلفا؟ كان عنصرا محفزا والذي أثار بعض الطاقات التي لم أكن أشعر بها منذ فترة».

وانتهى مفعول الصدمة أخيرا ولم يعد المهاجم السويدي إبراهيموفيتش والبرازيلي تياغو سيلفا شبحين ينزعان النوم من عيون الجميع، لكن أصبح الأمر طريقا اتفق عليه الجميع لرأب صدع ميزانية النادي. وهو الأمر الذي من جانب آخر كان بالأحرى واضحا منذ عام مضى وكان هناك الكثير من الاعتبارات؛ الأول هو الحديث عن كيفية مواجهة هذه الأزمة والثاني يتعلق بالفريق الذي يسير بإيقاعات درع الدوري الإيطالي. والعالم يبتسم أكثر على هذا النحو لهذا الفريق خاصة إذا كان هناك تأكيد ما. ويتابع غالياني حديثه قائلا: «أنا على قناعة أننا خلقنا قيما جديدة. وكان يقدر الميلان منذ عام مضى بشكل أقل من هذا الكيان الحالي. ولم يكن مفهوما في أغسطس (آب) الماضي وهو أمر يمكن استيعابه». إن القيمة التي يتحدث عنها الرجل الثاني في نادي الميلان لا تتعلق بأداء اللاعبين في الملعب لكن بالجانب المادي. وأردف أدريانو بهذا الصدد قائلا: «رأيت في مباراة مالطة ضربة جزاء أنتجها لاعبنا من مواليد عام 1992 (ستيفان الشعراوي) وحولها إلى ضربة موفقة لاعب من مواليد 1990 (ماريو بالوتيللي) ورأيت تمريرة حريرية من لاعب آخر من فريقنا من مواليد عام 1992 (دي تشيليو) والتي سجلها مجددا لاعب من مواليد عام 1990 (سوبر ماريو). وبشكل عام سارت الأمور مع كل الخمسة لاعبين في فريقنا والذين يشاركون في المنتخب بشكل جيد وجميعهم من الشباب. وأباتي من مواليد 1986 ومونتوليفو 1985».