ماريانو: تصرفات القدساويين «غريبة».. وسأقاضيهم في «فيفا»

قال إن عبد العزيز الموسى يرفض تسليمه حقوقه منذ قرار إقالته

TT

توعّد البرتغالي ماريانو، مدرب فريق القادسية «المقال»، باللجوء إلى «فيفا» في حال لم ينصفه اتحاد الكرة السعودي في قضية عدم تسليمه مستحقاته، التي تشمل رواتب 6 أشهر، فضلا عن الشرط الجزائي، كونه أقيل وهو على رأس العمل، وذلك بحسب العقد المبرم, مشيرا إلى أنه لم يعد يحتمل البقاء في مدينة الخبر بعد الفترة الطويلة التي قضاها «منذ يناير (كانون الثاني) الماضي» بانتظار تسليمه مستحقاته, متهما أمين عام النادي عبد العزيز الموسى بالمماطلة في حسم الموضوع، مشيرا إلى أنه يوافق على أمر ويرفضه في اليوم التالي، وهو ما أطال عمر القضية.

وكشف ماريانو في حوار لـ«الشرق الأوسط» عن أن تقهقر الفريق من المركز الأول في دوري الدرجة الأولى لكرة القدم إلى أحد مراكز الوسط، يعكس حجم التأثر لدى شريحة كبيرة من اللاعبين بسبب رحيله عنهم, مبينا أنه يعتقد قيام الإدارة القدساوية بإبعاده بسبب أنها لم تستطع التدخل في عمله، حيث رأت إنهاء العلاقة إلى الأبد, واصفا السياسة الإدارية في نادي القادسية بـ«الغريبة».

* على الرغم من انتهاء العلاقة بينك وبين نادي القادسية، فإنك لم تغادر إلى بلادك حتى الآن, ما السبب وراء ذلك؟

- حتى أيام قليلة مضت، أحاول الوصول مع إدارة القادسية لاتفاق بخصوص مرتباتي المتأخرة منذ 6 أشهر، وبالتحديد مع أمين عام النادي عبد العزيز الموسى، لكني لم أنجح في ذلك، كما أنني مضطر للرحيل بسبب ارتباط ابني بالدراسة نظير توقفي عن العمل مع النادي منذ أواخر يناير (تشرين الثاني)، حيث إن هذا التوقف سيؤثر عليه سلبا، كما أن عائلتي لم تعد ترغب في البقاء هنا بعد إنهاء مهمتي. ونظرا لعدم الوصول إلى اتفاق مع أمين عام النادي، قررت شراء تذاكر سفر لي ولعائلتي والرحيل.

* غالبية مدربي الأندية السعودية يحصلون على حقوقهم مباشرة أو ينجحون في توقيع اتفاقية تسليم مستحقاتهم بعد إلغاء عقودهم؛ لماذا لم تحصل لا على هذا أو ذاك؟

- الموسى لا يريد حل هذه الإشكالية، فهو في يوم يوافق على الاتفاقية، وفي يوم يرفضها.. وبعد آخر مرة تحدثنا فيها، اتصلت على هاتفه لأكثر من 100 مرة لكنه لم يرد على تلك الاتصالات، وبناء على ذلك، اتخذت قرار السفر. وهذا الأمر غريب، لأنهم عندما أرادوا التعاقد مع المدرب الجديد فعلوا ذلك من وراء ظهري وأنا على رأس العمل، وأنجزوا الأمر بسرعة فائقة دون توجيه الشكر لي، وللأسف، فإن هذه الخطوة أزعجتني كثيرا؛ فهم لم يقدروا تعبي والجهد الذي قدمته معهم، لكن هذا الأمر من أبسط حقوقهم فهم من يدير النادي.

* سترحل الآن، لكن ماذا عن رواتبك المتأخرة، كيف ستحصل عليها؟

- اتفقت مع أحد المحامين على المطالبة بكامل حقوقي، كونهم أقالوني وعقدي سارٍ، وهذا سيكفل لي الحصول على الشرط الجزائي. حاولت كثيرا بالطرق الودية الحصول على رواتبي المتأخرة فقط، لأنني أحب القادسية من كل قلبي، لكنهم لم يلتفتوا إلى تلك المحاولات وبقيت معلقا، ولا أستطيع البقاء هكذا لفترة أطول.

* عندما رحلت عن القادسية كان الفريق متصدرا للترتيب في دوري الدرجة الأولى السعودي، لكنه تقهقر الآن إلى أحد مراكز الوسط, كيف تفسر ذلك؟

- الحقيقة، تحدثت مع بعض اللاعبين، وبالتحديد صغار السن الذين أشعر بأنهم أبنائي، ولمست منهم الألم والحسرة على الفراق، وربما ذلك خلف النتائج الأخيرة.

* هل تحدثت مع شخص آخر حول حقوقك؟

- تحدثت مع أحد المسؤولين بالقادسية، إضافة إلى الموسى، لكني عرفت أنهم بعد جميع الاتفاقيات التي عرضتها، ووافقوا عليها، يعطون تعليمات مخالفة إلى سكرتارية النادي، وهذه مشكلتي الأزلية؛ أنني أثق بالجميع ثقة عمياء! وحتى أكون محقا ولا أجحف حق الآخرين، لم يسبق لنا أن دخلنا في مشكلات شخصية، وهذا يدحض أي فرضية حول انتقامهم مني.

* تعليمات مخالفة؟! مثل ماذا بالتحديد؟

- بخصوص المستحقات، يتفقون معي على التسديد ومن ثم يطلبون من السكرتارية عدم التنفيذ، وهذه المعلومات قالها لي أحد موظفي السكرتارية في القادسية، وعندما تحدثت مع عبد العزيز الموسى بهذا الخصوص لم يرد علي بعدها، وشعرت بالإهانة وقررت السفر دون أي اتفاق.

* هل حاولت الذهاب إلى النادي للقائهم شخصيا والبحث عن حل لمشكلتك؟

- لم أذهب للنادي إطلاقا منذ أبلغوني بانتهاء مهمتي مع النادي، لأن حضوري سيضع الجميع بموقف محرج، وأنا معهم أيضا.

* على ماذا ستتفق مع محاميك الخاص بعد رحيلك؟

- سنتواصل مع الاتحاد السعودي أولا، وإذا لم نجد إجابة سنتوجه مباشرة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم لتقديم شكوى ضد إدارة القادسية، ولن تكون فقط بخصوص الرواتب المتأخرة، بل بخصوص الشرط الجزائي أيضا، مثلما ذكرت مسبقا؛ لأنهم أقالوني وأنا على رأس العمل، وهذا حقي الذي يكفله لي القانون.

* سألتك قبل 5 أشهر تقريبا عما إذا كانت الإدارة الحالية للقادسية أفضل من نظيرتها السابقة برئاسة عبد الله الهزاع، وكان جوابك بالتحديد: «سأجيب لك من منظور وحيد وهو المنظور المالي، في السابق كانت رواتبنا تتأخر لـ6 أو 7 أشهر، واليوم نتسلم مرتباتنا بانتظام، وأعتقد هذه الجزئية كافية للحكم على الإدارتين».. اليوم سأعيد السؤال ذاته، وأريدك أن تجيبني بصراحة.

- لا أستطيع الإجابة بشكل مفصل، لكن أريد القول إن التغيير الإداري عندما حدث كان على صعيد الهزاع فقط، بينما بقي الآخرون، وأرجو أن تعفيني من الإجابة عن هذا السؤال؛ لأنني سأجيب بناء على وجهة نظري الشخصية، ولا أريد تحوير الأمر ليسلك هذا المنحى الشخصي.

* يتردد كثيرا في أوساط مدربي الأندية السعودية أن الإداريين يتدخلون بعملهم؛ هل واجهت ذلك في القادسية؟

- لا، لم يحصل ذلك، وربما هذه المشكلة الحقيقية؛ لأنهم ربما يريدون التدخل، لكنهم لم يستطيعوا فعل ذلك معي. وحقيقة الوضع بالقادسية من الناحية الإدارية غريب جدا.

* أين مكمن الغرابة؟

- لا يوجد هناك مدير رياضي أو أمين عام للإدارة الرياضية، بينما هناك 8 أشخاص يعملون في إدارة كرة القدم، وهذا عدد كبير جدا، ومع كثرتهم، لم يستطيعوا ضبط اللاعبين من ناحية التمارين وخلافها، وهذا يدفعني للاستغراب، أعتقد أنهم لم يأتوا للعمل، ولا أعلم لماذا. لأن في كرة القدم الإداريين يساعدون المدرب المسؤول أولا وأخيرا على الشؤون الفنية، وليس الحديث عن التكتيك وعن طريقة اللعب، وهذه من أكبر المشكلات التي واجهتها.

* هل تعتقد أن مثل هؤلاء الإداريين هم الذين يسببون المشكلات داخل أروقة الأندية السعودية؟

- سأقول في القادسية فقط؛ لأنني عايشت الوضع بشكل كامل، ولا أعلم عن حقيقة الأمر في الأندية الأخرى. في القادسية، عندما كنت مدربا للفريق الكروي الأول، لم نخسر سوى مرتين طوال الموسم، وبعد إقالتي خسر الفريق 3 مباريات في ظرف شهر واحد.

* أشعر بأنك تتكلم عن أيامك في القادسية بحرقة وحزن.

- بالتأكيد، أشعر بالحزن على فراق النادي واللاعبين، كما أن عددا من اللاعبين كانوا حزينين على رحيلي، وأعربوا لي عن ذلك عندما ودعتهم في مكتبي قبل الخروج من القادسية.