عودة مفعمة بالمشاعر لأبيدال.. واللاعب يشكر ابن عمه

برشلونة نجح في اختبار قوته من دون ميسي.. واحتفل بعودة مدافعه الفرنسي ومدربه

TT

احتفل برشلونة بعودة نجمه الفرنسي إيريك أبيدال للمشاركة في المباريات، بعد أيام قليلة من عودة مديره الفني تيتو فيلانوفا إلى مقاعد الجهاز الفني بانتصار ساحق على ريال مايوركا بـ5 أهداف نظيفة في المرحلة الـ30 من الدوري الإسباني لكرة القدم.

وكانت عودة أبيدال مفعمة بالمشاعر، لأنها عودة بعد غياب 13 شهرا منذ خضوعه لعملية زرع كبد في أبريل (نيسان) من العام الماضي، بعد أن كانت كل التقارير الطبية تشير إلى استحالة مقدرته على اللعب مرة أخرى.

وشارك أبيدال مدافع منتخب فرنسا البالغ عمره 33 عاما، بدلا من جيرار بيكيه في الدقيقة 70 من المباراة ضد ريال مايوركا.

ويحظى أبيدال الذي عاد للمران مع زملائه الشهر الماضي، بشعبية ضخمة بين مشجعي برشلونة، وتلقى تحية حارة عندما بدأ الإحماء، وجاءت عودته في وقت مناسب، إذ يغيب المدافعان كارليس بويول وخافيير ماسكيرانو والظهير أدريانو بسبب الإصابة في وقت حاسم من الموسم.

ويخوض برشلونة مباراة الإياب في دور الـ8 لدوري أبطال أوروبا ضد باريس سان جيرمان في استاد نو كامب يوم الأربعاء، بعد انتهاء المباراة الأولى الأسبوع الماضي بالتعادل 2 - 2.

وأعرب أبيدال عن امتنانه لابن عمه الذي تبرع له بجزء من كبده لإجراء عملية زراعة كبد، لأنه من دون هذا الأمر لما كان سيلعب مجددا. وأظهر أبيدال عبارات الامتنان بكلمات مكتوبة على قميص ارتداه تحت قميص برشلونة وكشف عنه بعد اللقاء «شكرا ابن عمي». وقال أبيدال: «إنها ليلة خاصة بالنسبة لي؛ لم ألعب منذ أكثر من عام، والفضل في عودتي لابن عمي فمن دونه لما كنت هنا. إنها لحظة فريدة، قبل العملية كانت الشكوك كبيرة في قدرتي على اللعب مرة أخرى».

وكانت المباراة قد شهدت أيضا عودة فيلانوفا للظهور في ملعب «كامب نو» بعد غياب طويل بسبب سفره إلى مدينة نيويورك الأميركية لاستكمال العلاج بعد الجراحة التي أجراها لاستئصال ورم سرطاني، علما بأنه عاد لقيادة الفريق من خلال المباراة التي تعادل فيها 2/ 2 مع مضيفه باريس سان جيرمان يوم الثلاثاء الماضي في ذهاب دور الـ8 لدوري أبطال أوروبا.

وجاء الفوز الكاسح لبرشلونة على مايوركا بخماسية كاختبار ناجح لقدرة الفريق على مواصلة الانتصارات من دون هدافه الأبرز الأرجنتيني ليونيل ميسي.

وكان ميسي أفضل لاعب في العالم قد خرج من التشكيلة بسبب إصابة في عضلات الفخذ الخلفية ليغيب عن أول مباراة له في الدوري بسبب الإصابة منذ موسم 2010 - 2011، لكن برشلونة لم يتأثر، وسحق منافسه بخماسية دون رد، أبقته متفوقا بفارق 13 نقطة، على أقرب مطارديه ريال مدريد صاحب المركز الثاني قبل 8 مباريات من نهاية الموسم. وقدم برشلونة عرضا أثار إعجاب عشاقه، على الرغم من أن المدرب تيتو فيلانوفا فضل إراحة كثير من اللاعبين البارزين، من بينهم لاعبو الوسط تشافي وسيرغيو بوسكيتش، وذلك استعدادا لمباراة إياب دور الـ8 في دوري أبطال أوروبا، أمام باريس سان جيرمان.

ويكافح مايوركا الذي يتذيل الترتيب للبقاء في دوري الأضواء، لكنه فوجئ بهجوم كاسح من برشلونة بقيادة سيسك فابريغاس وألكسيس سانشيز وأندريس انييستا. وسجل فابريغاس الذي ارتدى عباءة ميسي في هذه المباراة أول ثلاثية له منذ عودته إلى النادي الكتالوني الذي نشأ فيه مقبلا من آرسنال في 2011، بينما سجل ألكسيس هدفين، وهيأ مثلهما.

وتألق أليكس سونغ الذي عانى للتأقلم مع لاعبي برشلونة منذ انضمامه من آرسنال في مركز لاعب الوسط المدافع الذي كان يشغله بوسكيتش، بينما لعب قلب الدفاع مارك بارترا بشكل رائع لدرجة دفعت المتابعين إلى توقع أن يكون بديلا مؤثرا للمصابين كارليس بويول وخافيير ماسكيرانو إلى جوار جيرار بيكيه.

وقال خوردي رورا مساعد مدرب برشلونة في مؤتمر صحافي عقب المباراة: «حينما يغيب عنك لاعب من عينة ميسي، فإنك بلا ريب تواجه مشكلة. لكن التشكيلة أثبتت مرة أخرى قدراتها الهائلة. أدى الجميع مباراة على أعلى مستوى». ولم يتضح بعد إذا ما كان ميسي الذي سجل 43 هدفا في الدوري الإسباني و8 أهداف في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم سيلحق بمباراة سان جيرمان أم لا. وفي حال غيابه عن هذه المباراة يتوقع أن يكون فابريغاس الذي تدرج في قطاع الناشئين في النادي مع ميسي بديلا جيدا للنجم الأرجنتيني. وقال رورا: «يتأقلم سيسك بشكل رائع مع هذا المركز وقدم مباراة استثنائية. يمنحنا المزيد من الخيارات، لكني أود أيضا الإشادة بأداء سونغ، في الحقيقة الكل قدم مباراة جيدة جدا». وحسم برشلونة المباراة تماما في شوطها الأول برباعية سجلها سيسك فابريغاس في الدقيقتين 20 و37 والتشيلي ألكسيس سانشيز في الدقيقتين 22 و39. وفي الشوط الثاني، أضاف فابريغاس الهدف الثالث له (هاتريك) في الدقيقة 46، وأهدر الفريق كثيرا من الأهداف التي كانت كفيلة بمضاعفة النتيجة. وعلى استاد «سانتياغو برنابيو»، قلب الريال تأخره بهدف إلى فوز كبير 5/ 1 على ليفانتي ليرفع رصيده إلى 65 نقطة في المركز الثاني.

وبادر ليفانتي بالتسجيل في الدقيقة 31 عن طريق ميتشل، ولكن الريال رد بقسوة بـ5 سجلها الأرجنتيني جونزالو هيغواين والبرازيلي كاكا والبرتغالي كريستيانو رونالدو في الدقائق 36 و39 من ضربة جزاء و84 والبديل الألماني مسعود أوزيل في الدقيقتين 87 و90.

وحل بان كي مون، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، ضيفا على استاد «سانتياغو برنابيو» ونزل بملابس رياضية وحذاء رياضي إلى أرضية الملعب قبل بدء المباراة.

وبدت الابتسامة واضحة على وجه الأمين العام للأمم المتحدة الذي ركل الكرة بقدمه في وسط الملعب قبل بداية فعاليات المباراة.

ويوجد بان كي مون في مدريد حاليا لحضور قمة مكافحة الجوع التي تنظمها الأمم المتحدة.

وشهدت المباراة غياب إيكر كاسياس حارس المرمى العملاق عن الريال، في ظل استمرار الجهاز الفني بقيادة خوزيه مورينهو في الاعتماد على دييغو لوبيز. وظهر كاسياس على مقاعد البدلاء للمرة الأولى بعد 72 يوما من تعرضه للإصابة بكسر في إحدى أصابع اليد.

وفي بقية المباريات عمق رايو فايكانو جراح مضيفه سلتا فيغو أمس عندما تغلب عليه 2 - صفر أمس. وسجل فرانشيسكو ميدينا لونا «بيتي» في الدقيقة الـ14 والمونتينيغري أندريا ديليباسيتش (83) الهدفين.

واستعاد رايو فايكانو توازنه بعد خسارتين متتاليتين وحقق فوزه الرابع عشر هذا الموسم فارتقى إلى المركز الثامن برصيد 44 نقطة، بينما مني سلتا فيغو بخسارته الثامنة عشرة حتى الآن هذا الموسم والرابعة في مبارياته الخمس الأخيرة التي لم يذُق فيها طعم الفوز فتجمد رصيده عند 24 نقطة في المركز التاسع عشر قبل الأخير بفارق الأهداف أمام ريال مايوركا.