ريال مدريد واثق بإزاحة غلاطة سراي ودورتموند يخشى مفاجآت ملقة

بطاقة نصف نهائي دوري الأبطال الأقرب للفريق الملكي.. ومنافسة مفتوحة بين بطل ألمانيا وممثل إسبانيا الثالث

TT

يسعى بوروسيا دورتموند الألماني إلى إتمام المهمة وبلوغ الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم عندما يستضيف ملقة الإسباني، مفاجأة المسابقة هذا الموسم، على ملعبه «سيغنال ايدونا بارك»، بعد تعادلهما سلبا ذهابا، الأسبوع الماضي، في حين يبدو ريال مدريد الإسباني في مأمن من المفاجآت، عندما يحل ضيفا على غلاطة سراي التركي، بعد أن هزمه ذهابا بثلاثية نظيفة.

وكان دورتموند سيطر بشكل كبير على مجريات اللعب في مباراة الذهاب خارج ملعبه، التي انتهت بالتعادل السلبي، وأضاع كما من الفرص السهلة، وبالتالي يريد إتمام المهمة على ملعبه وبين جمهوره الصاخب، الذي يقدر بأكثر من 75 ألفا في كل مباراة يخوضها على ملعبه.

وكان دورتموند أحرز لقب البطولة الأوروبية عام 1997 بعدما توج بلقب البوندسليجا في الموسمين السابقين لذلك العام.

وكرر دورتموند فوزه بلقب الدوري الألماني في عامين متتالين، هما 2011 و2012، وانتهت فرصته لتحقيق إنجاز ثلاثي السبت الماضي، عندما ضمن بايرن الفوز بلقب الدوري الألماني بفارق 20 نقطة أمام دورتموند نفسه قبل 6 جولات على نهاية الموسم.

وحقق دورتموند مشوارا ناجحا حتى الآن، خلال حملته الحالية ببطولة دوري الأبطال، فهو الفريق الوحيد المتبقي بالبطولة الذي لم يتعرض لأي هزائم طوال مشواره فيها بهذا الموسم. وحقق التعادل السلبي في مبارياته الثلاث الأخيرة خارج أرضه.

ولا يدخل ملقة المباراة في أجواء مثالية، فهو خسر مباراته الأخيرة في الدوري أمام ريال سوسييداد 2 - 4 السبت الماضي، كما أن صاعقة ضربت طائرته 3 مرات خلال توجهه إلى بلاد الباسك، وأغلب الظن بأن مدربه القدير التشيلي مانويل بيليغريني سيغيب عن المباراة بعد وفاة والده وتوجه إلى بلاده، أول من أمس، في حين لن يشارك قائد الفريق البرازيلي ويليغتون ولاعب الوسط مانويل ايتورا لوقفهما.

لكن على الرغم من هذه المشكلات، فإن مدافع الفريق الأرجنتيني مارتن ديميكيليس أعرب عن ثقته في قدرة فريقه على خلق بعض المتاعب لدورتموند، خصوصا إذا نجح في إحراز هدف مبكر في شباك الفريق الألماني.

وقال ديميكيليس مدافع بايرن ميونيخ السابق: «المواجهة ما زالت مفتوحة، ولم تحسم بعد. دائما ما يضعك دورتموند تحت ضغط كبير على ملعبه، لكن ذلك لن يمنعنا من التسجيل. لقد سجلنا في سان سيرو وفي روسيا، ولا أجد أي سبب يمنعنا من التسجيل في ألمانيا أيضا».

وتابع: «لا شك أن دورتموند فريق خطير، لكن فريقي يملك شخصية قوية أيضا، وهو جاهز للمعركة».

واستعدادا للمباراة، قام مدرب دورتموند بإجراء 7 تعديلات على تشكيلته التي واجهت أوغسبورغ في الدوري الألماني (4 - 2) السبت، فلم يشرك المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي وماريو غوتزه وماركو ريوس وقائد الفريق سيباستيان كيهل.

واعترف كيهل بأن نتيجة الذهاب خطيرة، وقال: «التعادل السلبي ليس نتيجة مثالية، لكننا أظهرنا قدرتنا على التغلب على ملقة في عقر داره، ونملك فرصة كبيرة على ملعبنا لإتمام المهمة وبلوغ الدور التالي، أنا متفائل جدا بذلك».

وأضاف: «سيكون ملقة منظما بشكل كبير من الناحية الدفاعية، وسيعتمد على الهجمات المرتدة لتسجيل هدف خارج ملعبه، وليجبرنا على تسجيل هدفين».

ويتمتع ملقة أيضا بسجل نتائج أوروبي رائع، حيث نجح في التأهل للأدوار التالية من البطولة الأوروبية بالفوز خارج أرضه، بعد تعادله سلبيا على ملعبه.

وإن كانت كل هذه الإحصائيات تحمل دلالات مضللة، شأنها في ذلك شأن نتيجة مباراة الذهاب التي جرت الأسبوع الماضي، حيث لم يعرف دورتموند بعدها ما إذا كان عليه أن يضحك أم يبكي، وهل يسعد لأنه حافظ على سجل نتائجه الخالي من الهزائم بالبطولة أم يحزن على إهداره كثيرا من الفرص المؤكدة للتسجيل من لاعبيه ماريو جوتزه وليفاندوفسكي.

وقال جوتزه: «قبل مباراة الذهاب، كنا سنسعد بالتعادل سلبيا هناك. ولكن بالنظر إلى طريقة سير المباراة، فقد خرجنا بنتيجة مريرة منها. فقد سنحت لنا كثير من الفرص الرائعة، خاصة بالنسبة لي».

ووصف مارسيل شميلتزر الظهير الأيسر لدورتموند التعادل السلبي في مباراة الذهاب بأنه «ليس أفضل نتيجة، ولكنه أفضل من الهزيمة».

وفي إسطنبول، يستضيف غلاطة سراي ريال مدريد في مهمة شبه مستحيلة للفريق التركي بعد خسارته الفادحة ذهابا صفر - 3.

وعلى الرغم من أن المعسكر المدريدي أعرب عن حذره، بأن التأهل لم يحسم بعد، فإن المنطق يقول إن ريال مدريد خطا خطوة عملاقة نحو بلوغ نصف النهائي للمرة الثالثة على التوالي، علما بأنه فشل في تخطي هذا الدور في الموسمين السابقين بسقوطه أمام غريمه التقليدي برشلونة وبايرن ميونيخ الألماني على التوالي.

وناشد حارس ريال مدريد دييغو لوبيز زملاءه عدم الاستهتار بالفريق المنافس، وطالبهم بإحراز هدف على الأقل لتعقيد مهمة أصحاب الأرض، وقال في هذا الصدد: «في كرة القدم كل شيء يجوز، وبالتالي يتعين علينا التعامل مع المباراة باحترافية وجدية عاليتين. لا شك أن نتيجة الذهاب مثالية بالنسبة إلينا، لكن المفتاح في مباراة الإياب يكمن في تسجيل هدف لحسم النتيجة نهائيا في مصلحتنا».

وتابع: «يتعين علينا أن نسجل هدفا، ولا نعتمد على نتيجة الذهاب فقط».

وأصبح لوبيز هو الحارس الأساسي في تشكيلة الريال مستغلا إصابة العملاق ايكر كاسياس، الذي لا يحظى بعلاقة جيدة مع المدير الفني جوزيه مورينهو.

وحتى يناير (كانون الثاني) الماضي، كانت مسيرة لوبيز في وضع الانحدار والخفوت حيث كان الحارس طويل القائمة هو الاختيار، والبديل الثاني في فريق إشبيلية أحد فرق الوسط بجدول الدوري الإسباني، ولكن انتقاله إلى ريال مدريد في فترة الانتقالات الشتوية بداية 2013، والإصابة التي تعرض لها كاسياس دفعت به من إلى السطوع. وعلى الرغم من تعافي كاسياس من الإصابة مؤخرا واستعادة لياقته البدنية، ينتظر أن يظل لوبيز هو الحارس الأساسي للفريق في مباراته المرتقبة اليوم بدوري أبطال أوروبا.

والحقيقة أن لوبيز أصبح واحدا من الأسباب التي جعلت من الريال مرشحا بقوة الآن لاستعادة اللقب الأوروبي الغائب عنه منذ أكثر من عقد من الزمان.

وقال لوبيز قبل أيام: «هذه الشهور الثلاثة الأخيرة كانت رائعة ولا يمكن تصديقها.. ما من أحد كان يتخيل ما سيحدث بالنسبة لي. ولكن هذه الأمور واردة في كرة القدم».

والمثير أن لوبيز (31 عاما) كان الحارس الاحتياطي لكاسياس في صفوف الريال خلال الفترة من 2005 إلى 2007 قبل الرحيل محبطا إلى فياريال، بعدما تيقن صعوبة مشاركته على حساب كاسياس.

ولكن لوبيز ترك بصمة رائعة خلال الشهرين الأخيرين، وبرهن على أنه صفقة ناجحة ورائعة للريال بعدما نجح في تعويض غياب كاسياس بكثير من الثقة والتألق في المباريات.

ولعب لوبيز دورا بارزا في فوز الريال على مانشستر يونايتد الإنجليزي في دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا، كما لعب دورا كبيرا في فوز الريال على منافسه التقليدي العنيد برشلونة في الدور قبل النهائي لكأس ملك إسبانيا، ولذلك، لم يعد غريبا أو مثيرا للدهشة أن يصر مورينهو على بقاء لوبيز أساسيا ووضع كاسياس على مقاعد البدلاء.

والتزم لوبيز الصمت والهدوء والتواضع قبل سفره إلى إسطنبول، رافضا اعتبار المواجهة محسومة، وقال: «لا يجب أن نفكر كثيرا في نتيجة مباراة الذهاب، وعلينا أن نسجل هدفا على الأقل في لقاء الإياب».

ورفض لوبيز الإفصاح عما إذا كان هو من سيحرس المرمى اليوم أم سيعود كاسياس لمكانه، مفضلا التركيز في المباراة فقط. وقال: «حلمنا جميعا هو بلوغ المباراة النهائية ولكن لا يزال أمامنا طريق طويل نقطعه. إنها مسابقة صعبة وما زال أمامنا كثير من العمل. ولكنني أرى أننا نستطيع استكمال الطريق حتى نهايته». ويغيب عن الفريق الملكي اليوم قلب دفاع سيرجيو راموس ولاعب وسطه المؤثر تشابي ألونسو لإيقافهما وسيحل مكانهما على الأرجح البرتغالي بيبي والكرواتي لوكا مودريتش.