مانشستر يونايتد يبيع حق تسمية ملعب تدريباته مقابل 120 مليون إسترليني

شعبيته الواسعة جعلته يحصد من الإعلانات والترويج 5 أضعاف أندية القمة بالدوري الإنجليزي

TT

أعلن نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي أمس عن قيامه ببيع حقوق إطلاق الاسم على ملعبه التدريبي مقابل 120 مليون جنيه إسترليني (184 مليون دولار) لمدة ثمانية أعوام.

وسيتحول اسم ملعب «كارينجتون» التدريبي الآن إلى مجمع «إيه أو إن» التدريبي بعدما تم تمديد الصفقة الحالية مع شركة التأمين الأميركية لثمانية أعوام أخرى.

ووفقا للصفقة، التي يبدأ تنفيذها في يوليو (تموز) المقبل، ستقوم شركة «إيه أو إن» أيضا بطباعة اسمها وشعارها على ملابس تدريبات مانشستر في المباريات المحلية على المستويين الودي والرسمي. كما أن الشركة الأميركية ستصبح الشريك «المسؤول» عن تقديم النادي خلال جولاته عبر البحار.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن نائب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لمانشستر إد وودورد أكد أن حقوق تسمية ملعب «أولد ترافورد» الرئيسي للنادي «لن يتم بيعها».

وتحل «إيه أو إن» محل شركة «دي إتش إل» على ملابس تدريبات مانشستر يونايتد الذي أصبح قبل عامين أول ناد لكرة القدم يبيع حقوق طباعة الاسم على ملابس تدريباته.

ويفخر مانشستر يونايتد بوجود 650 مليون متابع له حول العالم، ومنذ أن اشترت عائلة غليزر الأميركية النادي عام 2005 حاولوا ترشيد الإنفاق بدافع الإقبال العالمي الملحوظ.

ولذا فإن توقيع صفقة بقيمة 120 مليون جنيه إسترليني، مقابل تحويل اسم ملعب «كارينجتون»، تأتي متماشية مع استراتيجية شهدت نمو دخل النادي التجاري بأكثر من 13 في المائة خلال العام الماضي وحده.

حصد نادي مانشستر يونايتد 117 مليون جنيه إسترليني من الإعلانات والترويج، في وقت لم تتمكن سوى 5 أندية أخرى في الدوري الإنجليزي من جمع أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني من كل مصادرها.

تعود هذه الزيادة الملحوظة في الدخل إلى الاستراتيجية التي ابتكرتها عائلة غلايزر بتوزيع حقوق رعاية مانشستر يونايتد على أساس كل دولة على حدة. فبين أسبوع وآخر يعلن النادي عن راع جديد في مكان ما في العالم، وبعد مكتب (مايفير) لندن، ومكتب هونغ كونغ سيفتتح النادي مكتبا في الولايات المتحدة قريبا.

ورغم كون الفريق إنجليزيا، إلا أن مالكيه أميركيين، ومسجل في جزر كايمان وله رعاة في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط. قد يبدو ذلك نوعا من التدافع بالنسبة للشركات التي تسعى إلى التحالف مع العلامة التجارية لمانشستر يونايتد، لكن ذلك لم يضعف من عزيمة الشركات.

صنع مانشستر يونايتد سابقة في عام 2011 عندما أبرم اتفاقا مع شركة «دي إتش إل» لأربع سنوات مقابل 40 مليون جنيه إسترليني لرعاية ملابس تدريب الفريق، لكنهم ألغوا ذلك في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وسط توقعات بالحصول على مزيد من المال من نوع مختلف من الصفقات. وجاء إعلان الأمس نتيجة لذلك القرار، ورغم أن شعار «إيه أو إن» على ملابس التدريب قد يجذب غالبية الأنظار، إلا أن قرار إعادة تسمية ملعب تدريب النادي سيثير الدهشة.

وعلى الرغم من أنه لم يعرف على وجه التحديد تفاصيل الاتفاق مع «إيه أو إن»، إلا أنه في المجمل يضع النادي في مكانة أفضل مقارنة باتفاقات حقوق التسمية الأخرى التي أبرمتها أندية الدوري الإنجليزي. وكان مانشستر سيتي غريم مانشستر يونايتد قد تمكن من تأمين أضخم عقد لحقوق التسمية وملابس التدريب في البلاد - وربما في العالم، عندما وقع عقدا لمدة 10 سنوات مع شركة الاتحاد بقيمة 40 مليون جنيه إسترليني سنويا في عام 2011.

ووقع نادي آرسنال عقدا بقيمة 150 مليون جنيه إسترليني مع شركة طيران الإمارات يشمل عقد ملابس التدريب لمدة خمس سنوات واتفاق حق التسمية لاستاد النادي حتى عام 2028.

لكن تحقيق أرباح بنحو 15 مليون جنيه إسترليني سنويا مقابل اتفاق ملعب وملابس التدريب بهذه الطبيعة يعد أمرا استثنائيا ويظهر أن مانشستر يونايتد لا يزال متقدما بفارق كبير على منافسيه في مجال جذب الإعلانات.

كل هذا من شأنه أن يثير التساؤل حول إمكانية بيع مالكي النادي حق تسمية أولد ترافورد، فهم بوصفهم مالكين لفريق كرة قدم أميركي، ينحدرون من ثقافة رياضية تشكل فيها عقود الرعاية هذه أحد أهم مصادر زيادة الدخل. لكن النادي يؤكد على أن اسم «أولد ترافورد ليس للبيع».

وتعلم عائلة غلايزر أنهم لا يحظون بشعبية كبيرة بين قطاع كبير من مشجعي النادي وأن بيع اسم مقر النادي سيكون أشبه بمثابة بيع جوهرة التاج. لا تزال الشكوك في أن أية أرباح تحصل عليها عائلة غليزرز ستوجه إلى تسديد الديون التي اقترضوها عند شراء النادي قبل 8 سنوات، لكن على الجانب الآخر يرى البعض الفوائد الكبيرة في كرة القدم التي صاحب هذه القوة التمويلية، ويعلم السير أليكس فيرغسون أن تطبيق قواعد اللعب المالي النظيف الجديدة في كل من أوروبا والولايات المتحدة ستمنحه ونموذج عمل غلايزر ميزة على الأندية الأخرى مثل مانشستر سيتي وتشيلسي التي لا تزال معتمدة على المالكين الأغنياء في تمويل بناء الفريق.