الإيرانيون يعبثون بالنقل التلفزيوني ويهاجمون الهلال بـ«النارية» وسط صمت «آسيوي»

ميرشد ماجدي: شغب جماهيرنا وضعنا في موقف صعب أمام لجنة الانضباط

TT

في مشهد جديد من مسلسل تصرفات الإيرانيين المثيرة للجدل مع الفرق السعودية، تعرض النقل التلفزيوني لمواجهة استقلال طهران الإيراني والهلال السعودي في طهران مساء أول من أمس، ضمن منافسات دوري أبطال آسيا؛ لانقطاع متكرر، مما عكر صفو المتابعين. وتأتي هذه الخطوة غير المسؤولة على خلفية عدم التوصل إلى اتفاق بين الجهة الناقلة الإيرانية وقناة الجزيرة الرياضية التي تحظى بنقل حصري لمباريات دوري أبطال آسيا، وهذه السلوكيات في اللقاءات التي تحتضنها إيران ليست الأولى من نوعها، حيث تسعى إلى وضع العراقيل أمام الفرق السعودية وممارسة مزيد من الضغوط للزج بها في مهاترات خارج المستطيل الأخضر.

ويلاحظ أن أبرز الأسباب التي تجعل الأندية الإيرانية وجماهيرها تواصل خرقها للأنظمة التي سنها الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» هو الصمت المريب من قبل الاتحاد القاري الذي ظل مكتوف الأيدي خلال التصرفات الماضية، التي بات تكرارها يهدد سلامة البعثات السعودية. ويبدو أن الاتحاد السعودي سيجد نفسه في قابل الأيام مطالبا بتصعيد الموقف للحد من أي تجاوزات تكشف عن التمييز في التعامل بين الاتحادات الوطنية في القارة الصفراء، أما في حال اكتفاء اتحاد اللعبة السعودي بإصدار الاستنكارات الإعلامية من دون أي خطوات جريئة بهذا الصدد، فإن الأمور من المرجح أن تتفاقم ويزداد الوضع سوءا في المناسبات المقبلة.

الوسط الرياضي السعودي لن يرضى بوجود مسؤولين في اتحاده ليس بإمكانهم تحريك أي ساكن حول ما يجري، خصوصا أنهم مؤتمنون على سلامة كل البعثات السعودية التي تواجه الاستفزازات منذ أن تطأ أقدامهم المطارات الإيرانية، حتى ارتحالهم عنها.

من جانب آخر، اعترف سيروس محمدي، لاعب خط وسط نادي الاستقلال الإيراني، بأن خروج جماهير ناديه عن النص في مباراة الهلال السعودي، أول من أمس، كان تأثيره عكسيا على زملائه الذين فقدوا التركيز أثناء اللقاء الآسيوي الذي انتهى بهدف نظيف للزوار، مؤكدا أن الوقت مبكر جدا لتحديد الأطراف المتأهلة للدور المقبل بعد خسارة العين الإماراتي من الريان القطري بنتيجة 2/1 وتقدم الهلال في الترتيب للمركز الثاني بالمناصفة مع العين.

وقال محمدي في تصريح لموقع «استقلالي» الخاص بجماهير ناديه «عندما بدأ الجمهور بإلقاء المقذوفات على أرضية الملعب فقدنا التركيز ولم نستطع التركيز في المواجهة، أتفهم غضب الجماهير على النتيجة، لكن ذلك أثر علينا ولم يؤثر على لاعبي الخصم». وأضاف «ما زلنا في وضع جيد نسبيا، ويتبقى لدينا لقاءان متبقيان قبل انتهاء دور المجموعات، وبهذه الحالة سيتعين علينا خوض كل مباراة وكأنها مواجهة مصيرية حتى نستطيع التأهل لدور الـ16».

من جانبه، أبدى ميرشد ماجدي، المدير التنفيذي لشؤون كرة القدم في نادي الاستقلال، غضبه من جماهير ناديه لإلقاء المقذوفات وإشعال الألعاب النارية رغم التحذيرات، ويقول «أبلغنا الجماهير قبلا بأن أعمال الشغب غير مقبولة تماما لأنها ستضر بالنادي، لكن مع كل هذه التحذيرات لم ينصع بعضهم للتعليمات، وأبقوا النادي في موقف ضعيف أمام لجنة الانضباط الآسيوية، والتي بالتأكيد ستفرض عقوبة مالية علينا»، مضيفا «الخسارة ليست سيئة للغاية، ما زال بإمكاننا التأهل، وإذا كان الجمهور غاضبا على أداء الفريق في كل مباراة فهذا يعني أننا سنتلقى عقوبات كل مرة».

وبرّأ الموقع ذاته ساحة جماهيره الحاضرة في ملعب أزادي، مساء الثلاثاء، مؤكدا أن تساقط لاعبي الهلال وإضاعتهم للوقت سبب في إشعال فتيل غضب مناصري الاستقلال، وقال «بات تعرُّض الاستقلال لعقوبات مالية أمرا واقعا لا محالة بسبب إلقاء الجماهير مقذوفات وإشعال بعض الألعاب النارية، لكن على المسؤولين عن لجان الانضباط الآسيوية أن يأخذوا بحسبانهم السبب الرئيسي لذلك، وهو إضاعة لاعبي الهلال للوقت وتساقطهم المستمر على أرضية الميدان لإيقاف لاعبي الاستقلال عن بحثهم عن هدف التعديل».

واعترف أنصار الاستقلال بأن فريقهم لم يكن مؤهلا للفوز على الهلال، رغم أفضلية الملعب والجماهير، وقال اللاعب السابق علي لطيفي تعليقا على الخسارة «اليوم أثبتت هذه المواجهة أننا نحتاج للكثير من العمل، فأعمار اللاعبين متقدمة نسبيا، والعمود الفقري للفريق يحتاج إلى تدعيم، أعتقد أن لقاء اليوم كان إحدى أسوأ المباريات التي شاهدتها للاستقلال على مدار التاريخ».

يذكر أن بعثة نادي الهلال تعرضت عند وصولها إلى طهران لموقف استفزازي من قبل السلطات المحلية في المطار بتأخيرها إلى أكثر من ثلاث ساعات. وعلم سامي أبو خضير، رئيس البعثة الهلالية، عبر مسؤولي المطار؛ أن هناك تأخيرا سيطالهم أسوة بما حصل لبعثة الاستقلال في مطار الرياض، ورغم حالة الاستفزاز التي تعرض لها لاعبو الهلال، فإن الروح المعنوية لهم كانت عالية وبادلوها بالابتسامة أثناء الإجراءات الطويلة والمملة، وهو ما كشف عن تأقلم اللاعبين مع هذه التصرفات المعتادة من قبل السلطات الإيرانية تجاه البعثات الرياضية السعودية.

وكانت سفارة السعودية في طهران وبجهود مباشرة من السفير السعودي هناك قد ساعدت على تسهيل خروج البعثة بسلام بعد انتظار تجاوز الثلاث ساعات. وحينها علق الأمير عبد الرحمن بن مساعد، رئيس نادي الهلال، على حادثة التأخير المتعمد للبعثة فقال «من المعلوم أن بعثة فريق الاستقلال الإيراني وصلت الرياض قبل أسبوع، وكان عددها 80 شخصا (ضعف العدد المقرر بـ40 شخصا)، وكان وصولهم على الطيران الخاص الذي يوجد به منفذان لأخذ البصمة فقط، وانتهت إجراءاتهم خلال ساعتين ونصف الساعة، وسط معاملة حسنة من الجميع واعتذارات من أمين عام النادي وكذلك من جميع مستقبليهم من طرف نادي الهلال أو الجهات المختصة على التأخير غير المتعمد، وتكفلت الإدارة باستضافة جميع الوفد الإيراني، بينما النظام الآسيوي يحدد وجوب استضافة البعثة بـ40 شخصا فقط، ووجهت إدارة البعثة الإيرانية خطاب شكر للإدارة الزرقاء على حسن الاستضافة، وعند وصول بعثة الهلال إلى طهران تم إبلاغ رئيس البعثة صراحة بأنهم سيتم تأخيرهم كما حصل مع البعثة الإيرانية، وتأخروا لـ3 ساعات وسط بعض التصرفات الاستفزازية وغير الودية وغياب مراقب اللقاء الذي لم يحضر للمطار كما تقتضي الإجراءات بحجة أنهم لم يرسلوا له سيارة تقله للمطار»، وأردف «عموما ما حدث كان متوقعا من قبلنا ولم يفاجئنا».

وبحسب الخبر الذي نشرته وكالة الأنباء الإيرانية، فإن رجال الأمن الإيرانيين طلبوا من لاعبي الهلال التخلص من عبوات المياه التي كان بعضهم يشرب منها نظير درجة الحرارة العالية داخل الصالة الدولية، مبدية أسفها بأن التأخير الذي حصل للبعثة السعودية كان أقل بكثير مما تعرضت له بعثة الاستقلال في الرياض.

وخلافا لما ذكرته وكالة أنباء «فارس»، أكد محمد سرشسته، مسؤول العلاقات العامة في نادي الاستقلال، في تصريح لموقع النادي الرسمي؛ أنهم سعداء لأن بعثة الهلال لم تلقِ أي تأخير مثل ما واجهته بعثة فريقه في الرياض قبل أسبوع، وقال «سعداء جدا بأن بعثة الهلال لم تعانِ بالمطار، بل على العكس وفرّنا كل ممكن لاستقبالهم بحفاوة، ولم نلتفت لما حصل لفريقنا الأسبوع الفائت، بل تجاوزناه كاملا، وقدمنا للفريق الزائر الاستقبال اللائق بهم».