محمد السليم: الانضباطية ونبذ المجاملات قادا الفتح إلى صدارة الدوري

أكد أن الجبال «خط أحمر».. وضمان الدوري سيصيبهم بالنكسة

TT

كشف محمد السليم عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم مدير الكرة بنادي الفتح عن أن الانضباط وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب والعدل بين جميع اللاعبين هو الذي جعل فريقه قاب قوسين أو أدنى من الحصول على لقب دوري زين السعودي للمحترفين هذا الموسم، وشدد السليم في حوار خص به «الشرق الأوسط» أن فريقه لم يضمن بأي نسبة كانت تحقيق بطولة الدوري كون هناك 3 جولات متبقية في بطولة الدوري، مبينا أن لديهم القناعة التامة بأن الفوز بالدوري يتطلب بذل جهود مضاعفة في بقية المشوار، معتبرا أن هناك من ينتظر تحديد مصيره بيد الآخرين وعادة لا يحس بالإنجاز وأن «من لا يأكل بيده لا يشبع»، وربط مصيره بالبقاء مع فريق الفتح ببقاء المدرب التونسي فتحي الجبال الذي وصفه بأكفأ من مر على نادي الفتح، وهو السبب الذي دفعهم للاحتفاظ به طوال السنوات الماضية، مؤكدا أن ثقتهم لم تهتز في قدراته وإن تعرض الفريق لبعض التراجع، كما أوضح السليم أن فريقه بحاجة إلى دعم كبير للمشاركة الآسيوية المقبلة، كما أفاد عن الكثير عن الأمور خلال الحوار التالي:

* هل يمكننا القول إن تتويج الفتح ببطولة دوري زين هذا الموسم مسألة وقت، خصوصا أن الفارق بينكم وبين الهلال صاحب الترتيب الثاني يصل إلى 7 نقاط قبل 3 جولات فقط من الختام؟

- لا يمكن الجزم بذلك؛ لأن كرة القدم لا تعترف بمثل هذه الأمور، ولا تأكيد أي شيء ما دامت هناك 3 جولات متبقية في بطولة الدوري، فمن الممكن أن تحمل معها الكثير من النتائج غير المتوقعة، خصوصا أنها حاسمة لعدد من الفرق، سواء الراغبة في الوصول إلى المراكز الأربعة الأولى، أو التي تسعى إلى الهروب من خطر الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى؛ لذا يجب علينا لعب باقي المباريات كونها مباريات كؤوس ولا تحتمل أنصاف الحلول والفوز سيكون هدفنا الوحيد، ولن ننتظر تعثر المنافسين في أي جولة حتى نحقق اللقب التاريخي؛ لأننا نؤمن بالمثل القائل «من لا يأكل بيده لا يشبع»؛ لذا سنسعى إلى حصد اللقب بأنفسنا دون انتظار تعثر أي من المنافسين، سواء الهلال أو غيره، وأعود مرة أخرى للتشديد على أن المباريات المقبلة ستكون صعبة على جميع الفرق، خصوصا فريقنا.

* فضلت إجراء الحوار بعد مواجهة الفيصلي قبل الماضية في الدوري، هل كنت قلقا من التعرض لأي هزة أمام الفريق الذي ينافس بقوة على الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى؟

- لا، بالعكس لدي ثقة كبيرة في لاعبي الفتح وقدرتهم على الفوز أمام أي فريق كان، ولكن أعتقد أن الفوز على الفيصلي كان يمثل خطوة متقدمة نحو تعزيز الصدارة والحمد لله أننا فزنا في المباراة بغض النظر عن المستوى الفني.

* ما حجم الضغوط التي باتت على لاعبيكم خصوصا أن الدوري في مراحله الأخيرة والتفريط في النقاط قد يعني فقدان حلم تاريخي طال أكثر من 52 عاما؟

- أعتقد أن لاعبينا نجحوا في أكثر من اختبار وتجاوزوا الكثير من الضغوط، والفريق واصل السير في الطريق الصحيح، وكسبنا الرهان في كثير من الجولات؛ لذا أعتقد أن الضغوط على لاعبينا أقل بكثير مما يتصوره المتابعون، خصوصا عندما نحقق الإنجاز قبل أن يختتم الدوري، فالعدد الذي حصده الفريق من النقاط يعد الأكبر في تاريخ النادي، والفتح ضمن مقعدا للمشاركة في دوري المحترفين الآسيوي وغيرها من الإنجازات التي تحققت حتى الآن، وبالتأكيد نتمنى أن يكون الختام مسكا، ويتحقق الإنجاز التاريخي الكبير بتحقيق بطولة الدوري الذي سيكون بالتأكيد تشريفا للكرة في المنطقة الشرقية بشكل عام، وفي محافظة الأحساء بشكل خاص.

* كيف تتعاملون مع الضغوط التي يحاول البعض فرضها على اللاعبين وأحيانا التشكيك في قدرتهم على المواصلة في الدوري وتحقيق اللقب في نهاية المطاف؟

- نتعامل بكل واقعية مع هذه الضغوط، واللاعبون وصلوا لمرحلة يعرفون فيها كيفية التعامل مع هذه الضغوط، فهم يتعاملون مع كل مباراة على أن الهدف الأول فيها الفوز وهذا الشعار رفع منذ بداية الموسم؛ بل وفي السنوات الماضية؛ لذا يلعبون بروح قتالية داخل الملعب من أجل إرضاء إدارة النادي وشرفييه وجماهيره، وهم يبذلون جهودا كبيرة ولا يلتفتون إلى محاولات التشكيك في قدراتهم؛ لأنهم يملكون سلاح الثقة والعزيمة والإصرار وحقيقة الأجواء التي تم توفيرها من قبل الإدارة والدعم الشرفي والتجانس بين اللاعبين والجهازين الإداري والفني عززت الثقة والاستقرار في الفريق وبالطبع هذا ينعكس إيجابيا على أداء اللاعبين داخل الملعب، وتمكن المدرب فتحي الجبال على توظيف قدراتهم داخل الملعب ولا يولي اللاعبون الآراء التي تقلل من شأنهم أي اهتمام؛ بل إنهم يستفيدون إيجابيا من ذلك على الصعيد المعنوي.

* هل تعتقد أن مواصلة تألق فريق الفتح منذ بداية الدوري كانت نتيجة سوء تخطيط من الأندية الأخيرة خصوصا الغنية ماديا؟

- هذا جزء مما تحدث به البعض، خصوصا بعد نهاية الدور الأول، والذين راهنوا على تراجع الفتح في الدور الثاني بعد أن تدعم الأندية الغنية ماديا صفوفها من أجل العودة القوية وإزاحة فريقنا من مراكز المقدمة؛ لكن هذا الكلام لم يتحقق على أرض الواقع؛ كون الفتح ثبت مساره وواصل طريقه إلى الناجح، وهذا يعني أنه كان واثق الخطوة وما زال.

* الجميع يعرف أن نادي الفتح لم يكن يمثل أحد الأندية الكبيرة والمنافسة على البطولات في السعودية، كيف تعاملتم مع اللاعبين الذين تم استقطابهم من خارج الشرقية، خصوصا ممن كانوا من أبرز النجوم في فترات سابقة؟

- أهم الجوانب بالنسبة لنا تمثلت في تطبيق مبدأي العدالة والثواب والعقاب بين اللاعبين وتكافؤ الفرص على جميع اللاعبين دون أي تمييز بين مستجد أو نجم تم استقطابه من أي نادٍ آخر، وحينما تتحقق العدالة تسود الطمأنينة نفوس اللاعبين، وهذا ما تحقق ولله الحمد والجميع يشهد على ذلك، فلا يوجد لدينا لاعب كبير فوق القانون، فمن يتجاوز الأنظمة يتم عقابه مهما يكن اسمه، ومن يستحق الثواب يناله ولا تساهل في هذا الجانب.

* كيف يتم التعامل مع أي لاعب ينتقد المدرب فتحي الجبال لأي سبب من الأسباب؟

- المدرب خط أحمر بالنسبة لنا، وهذا الأمر - كما قلت - لم يكن وليد هذا الموسم؛ بل إنه يطبق منذ سنوات، ففرض احترام المدرب على أي لاعب كان هو أساس ومبدأ لا نتراجع عنه، والجبال كذلك يحترم اللاعبين ويعدهم أشقاء له، والجانب الودي المتبادل بين المدرب واللاعبين والجهاز الإداري وكل من يعمل في الفريق هو أساس النجاح، ومع أننا نسعى - دائما – إلى الابتعاد عن الرسميات في التعامل، إلا أن اللاعبين من تلقاء أنفسهم يعتذرون للمدرب في حال أي قصور فني من أي منهم، وهذا يؤكد أنهم جميعا يحتفظون بالمبدأ الأساسي، وهو الاعتذار عن أي تراجع يحدث، والمدرب بالطبع يتقبل ذلك بكل أريحية وتواضع.

* هناك من يرى أن الفتح يعتمد على اللاعب البرازيلي التون جوزيه ومن دونه لا يمكنه الفوز على أي فريق؟

- هذا ليس صحيحا، فالفريق فاز في الكثير من المباريات، سواء هذا الموسم أو الموسم الماضي دون تواجد التون، وفريقنا لا يوجد فيه نجم؛ بل الجميع نجوم، ولا يتأثر الفريق بغياب أي لاعب كون البديل يكون بالكفاءة نفسها، وهناك دليل آخر على أن الفتح لا يتأثر بغياب أي لاعب، فبعد أن تعرض الحارس عبد الله العويشير للإصابة في مباراة الأهلي وعاد الحارس محمد شريفي للمشاركة، هناك من شكك في أن يبقى الفريق بنفس التوازن؛ كون شريفي ابتعد عددا من المباريات؛ ولكنه عاد إلى مستواه القوي تدريجيا، وبات الجميع مقتنعا بأن الفتح لا يعتمد على لاعب بعينه.

* تنتظر الفريق مشاركة في البطولة الآسيوية وسبق أن أكد عضو الشرف البارز عبد الرحمن الراشد أن المشاركة في مثل هذه البطولات القارية تمثل إرباكا للأندية غير القادرة على المنافسة ومن بينها الفتح، هل توافق على كلام الراشد الذي قاله في حوار مع «الشرق الأوسط» مؤخرا؟

- حديث عبد الرحمن الراشد صحيح، والفتح يحتاج دعما أكبر؛ ليكون قادرا على المنافسة في البطولة القارية، وأتمنى أن تكون مشاركتنا موفقة وقوية، وبقدر ما نتلقاه من دعم ووقفة من محبي النادي سنسير في البطولة الآسيوية.

* كلمة أخيرة تود قولها قبل الختام؟

- أشكر كل من وقف خلف الفريق من إدارة النادي بقيادة المهندس عبد العزيز العفالق ومشرف الكرة أحمد الراشد والبقية وكل الشرفيين الداعمين والجماهير الوفية وكل من له بصمة، وأجدد التأكيد على أننا نعمل في نادي الفتح على قلب واحد، سواء إبراهيم الشهيل أو مدير الاحتراف خالد السعود أو الجهاز الفني، وكذلك كل اللاعبين، وكل من يعملون مع الفريق، فالإنجاز في حال تحققه سيكون بشراكة الجميع.