بن ناصر رئيس ملقة غاضب من خروج فريقه الدراماتيكي ويتهم التحكيم بالعنصرية

دورتموند إلى نصف نهائي دوري الأبطال بانتصار مثير للجدل.. وريال مدريد أفلت من فخ غلاطة سراي

TT

حالة من الغضب والحزن عمت مدينة ملقة الإسبانية إثر خسارة فريقها المثيرة للجدل 2 - 3 أمام بروسيا دورتموند الألماني والخروج من ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، التي شهدت أيضا تأهل ريال مدريد بعد خسارة محرجة أمام مضيفة التركي غلاطة سراي 2 - 3.

وأثارت خسارة ملقة أمام مضيفه الألماني بهدفين في الوقت المحتسب بدلا من الضائع، حالة من السخط الشديد عبر إسبانيا، وطالب رئيس النادي ومالكه، رجل الأعمال القطري الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بفتح تحقيق في المباراة متهما الحكام بالعنصرية.

وقال الشيخ عبد الله بن ناصر في مدونته على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي: «هذه ليست كرة قدم، بل العنصرية بكل وضوح. آمل أن يفتح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تحقيقا معمقا بخصوص الطريقة التي خرج بها الفريق الإسباني. أشكر الفريق، كنتم أبطالا على أرضية الملعب، أشعر بالأسف للخروج بهذه الطريقة نتيجة الغبن والعنصرية».

وأظهر التصوير التلفزيوني للمباراة موقفي تسلل واضحين أثناء تسجيل دورتموند هدفه الأخير بالمباراة عن طريق فيليبي سانتانا.

وقال بن ناصر: «نعم، لقد تم استهدافنا منذ بداية الموسم عن طريق اتحاد الكرة الأوروبي الفاسد، وذلك بسبب العنصرية».

يذكر أن اتحاد الكرة الأوروبي وقع عقوبة الاستبعاد على ملقة من المشاركة في المنافسات الأوروبية بالموسم المقبل لانتهاك النادي لوائح اللعب العالمي النظيف وعدم وفائه بمديونياته.

وبدا ملقة، الذي خاض غمار دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، في طريقه لمواصلة مشواره الرائع في المسابقة الأوروبية الأم بعد أن تقدم على مضيفه الألماني 2 - 1 حتى الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع قبل أن يسجل ماركو رويس هدف التعادل الذي لم يكن كافيا لتأهل فريقه بعد أن تعادل الطرفان صفر - صفر ذهابا، إلا أن البرازيلي فيليبي سانتانا سجل هدف الفوز والتأهل في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع.

ولم يسلم حكم المباراة الأسكوتلندي كريغ تومسون من انتقادات المدرب التشيلي لملقة مانويل بيليغريني، علما بأن الهدف الثاني لملقة الذي سجله البرتغالي إيليسو بيريرا قبل 8 دقائق على النهاية مشكوك في صحته بسبب التسلل أيضا.

وقال بيليغريني: «بدا كأنه لم يكن هناك حكم في أرضية الملعب في أواخر اللقاء. عمت الفوضى في نهاية اللقاء، حصلت 6 أو 7 أخطاء في منطقتنا لم يعاقب أحد عليها. كانت هناك سلسلة من الأخطاء. يجب تغيير ما هو بحاجة للتغيير».

وأضاف بيليغريني: «سنغادر البطولة ونحن نشعر بمرارة شديدة. لطالما وجدنا صعوبة في تصديق أن اتحاد الكرة الأوروبي سيسمح لفريق مفروضة عليه عقوبات بالوصول إلى النهائي، قدمنا مباراة رائعة، ولكنهم لا يريدون لنا الفوز».

وتحدثت وسائل الإعلام الإسبانية عن الظلم الذي لحق بملقة في المباراة، فكتبت صحيفة «ماركا»: «لا يمكن كتابة أو قول أي شيء حول الظلم الذي حصل في دورتموند خلال 71 ثانية فقط. إسبانيا بأكملها ستواصل الاعتقاد بأن بلاتيني (رئيس الاتحاد الأوروبي) يشعر بالضغينة ضد هذا الفريق (ملقة)»، في إشارة منها إلى حرمان النادي الإسباني من المشاركة القارية الموسم المقبل بسبب تخلفه عن دفعه الديون الواجبة عليه.

أما صحيفة «اس» فتهجمت على حكم الراية الذي «لم يتمكن من رؤية لاعب (متسلل هو سانتانا) يبعد عنه نحو مترين فقط، منهيا حلم مدينة بأكملها بأفظع الطرق وأكثرها ظلما».

في المقابل اعترف مدرب بروسيا دورتموند يورغن كلوب بأن الحظ وقف إلى جانب فريقه عندما احتسب له الحكم هدف الفوز الدراماتيكي على ملقة في الوقت بدل الضائع لينتزع فريقه بطاقة التأهل إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ عام 1998، علما بأنه توج باللقب مرة واحدة عام 1997.

وقال كلوب: «لقد أظهرت كرة القدم وجهيها في هذه المباراة؛ من جهة خيبة الأمل للفريق الخاسر، ومن جهة أخرى قمة السعادة للفريق الفائز».

وتابع: «غالبا لا نحتاج إلى هذه الكمية من الحظ، لكننا لم نكن جيدين في المباراة، لكن على الرغم من ذلك، فإننا فزنا بها».

وكشف: «وفقا لمجموع المباراتين وبعد تعادلنا سلبيا في ملقة، أعتقد بأننا نستحق التأهل، لكن إذا لعبنا كما فعلنا في هذه المباراة، فلن نفوز باللقب».

وأوضح: «ما حصل في الثواني الأخيرة أمر لا يصدق.. أعتقد أنني في حاجة إلى رؤية الطبيب».

أما المدافع البرازيلي فيليبي سانتانا صاحب الهدف الدراماتيكي الثالث، فقال: «ما حصل أشبه بفيلم هوليوودي مثير. آمل أن تكون نهايته سعيدة. لم أعش طوال مسيرتي أوقاتا مثيرة كما حصل في نهاية المباراة. لقد كانت مباراة مميزة لنا ولأنصار الفريق وللجهاز الفني».

وفي الوقت الذي سادت فيه مشاعر الحسرة والغضب ملقة، كانت مشاعر الارتياح تكتنف جنبات العاصمة الإسبانية مدريد لأن فريق الريال نجح في التأهل لنصف النهائي بعد أن اجتاز عقبة غلاطة سراي رغم الهزيمة 2 - 3.

وتأهل النادي الملكي إلى المربع الذهبي لدوري الأبطال للموسم الثالث على التوالي مستفيدا من فوزه ذهابا 3 - صفر ليتفوق 5 - 3 في مجموع المباراتين.

وكان الجميع اعتقد أن ريال مدريد سيكون في نزهة خلال مواجهة الإياب في تركيا بعد أن حسم لقاء الذهاب بثلاثية نظيفة، لكن النادي الملكي كاد يتلقى درسا لا ينساه قبل أن ينقذه نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي سجل الهدفين.

ومن المؤكد أن جماهير ريال مدريد عاشت لحظات صعبة بعد أن وجدت فريقها متخلفا أمام مضيفه التركي 1 – 3، لكن رونالدو كان المنقذ مجددا بتوجيهه الضربة القاضية للفريق التركي في الدقيقة الثانية من الوضع بدل الضائع، حاملا فريقه إلى الدور نصف النهائي للمرة الثالثة في المواسم الثلاثة الأخيرة.

وكتبت صحيفة «ماركا»: «ملاك في الجحيم» عن رونالدو وملعب غلاطة سراي المعروف بالصخب والحماس الكبير لجمهوره.

وقال رونالدو بعد المباراة: «إننا سعداء للغاية بالتأهل. لقد حققنا هدفنا، وعلينا الآن أن ننتظر لنرى من سنقابل في الدور قبل النهائي».

وأضاف: «إننا المسؤولون عن ترك المباراة تتعقد بهذا الشكل. لا يمكنك التهاون أبدا في كرة القدم. يجب أن نأخذ من هذه المباراة درسا للمستقبل، بأن نظل نلعب طوال التسعين دقيقة».

وتابع النجم البرتغالي: «إن الفريق بحالة رائعة. إنهم يقدمون لي المساعدة، وأنا أقوم بعملي الذي يتمثل في تسجيل الأهداف».

والحقيقة أن اللاعب البرتغالي هو من يمر بحالة رائعة، وهو حاليا في المركز السادس مناصفة بقائمة هدافي دوري الأبطال على مر العصور برصيد 50 هدفا.

وزعمت محطة «راديو ماركا» الإذاعية أن «رونالدو قد يصبح العامل الحاسم في نسخة هذا العام من دوري الأبطال. فلا يوجد لاعب أفضل منه حاليا في أوروبا».

وقال البرتغالي جوزيه مورينهو مدرب ريال مدريد: «لم أتوقف عن التفكير فيما إذا كنت بدأت أخاف عندما أصبحت النتيجة 3 - 1 أم لا. كان موقفا عصيبا. كان علينا أن نحسم الموقف بتسجيل هدف آخر، وهذا ما فعلناه».

ولمح مورينهو من جديد إلى إمكانية رحيله عن منصبه في ريال مدريد في يونيو (حزيران) المقبل، وسط شائعات متزايدة حول إمكانية عودته إلى تشيلسي الإنجليزي. وقال: «عندما ينتهي الموسم، سأجلس مع الرئيس (فلورنتينو بيريس) وأتحدث معه».

لكن البرتغالي الساعي لأن يصبح أول مدرب يحرز اللقب مع ثلاثة فرق مختلفة بعد أن سبق وتوج به مع بورتو عام 2004 وإنتر ميلان عام 2010، بدا متفائلا بحظوظ فريقه خصوصا أنه سيستعيد تشابي وراموس في نصف النهائي بسجل نظيف بعد أن غابا عن مباراة الإياب أمام غلاطة سراي للإيقاف.

ويأمل جمهور النادي الملكي في أن تشكل مباراة إسطنبول عبرة لفريقه الساعي إلى الفوز باللقب للمرة الأولى منذ 2001 والعاشرة في تاريخه (رقم قياسي)، وعلى المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو أن يجد اللاعب الذي بإمكانه أن يؤازر رونالدو الذي كان حاسما مجددا بتسجيله هدفيه العاشر والحادي عشر في المسابقة هذا الموسم.