هل يصطدم ريال مدريد وبرشلونة في كلاسيكو جديد.. والبايرن يفضل مواجهة دورتموند!

فريقان إسبانيان وآخران ألمانيان في المربع الذهبي لدوري الأبطال.. وقرعة نصف النهائي اليوم

TT

انحصر نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بين فريقين من إسبانيا هما برشلونة وريال مدريد وآخرين من ألمانيا هما بايرن ميونيخ ووبوروسيا دورتموند، وينتظر المراقبون ماذا ستسفر قرعة هذا الدور هل عن مواجهتين إسبانية - ألمانية أو كلاسيكو جديد بين برشلونة وريال مدريد وقمة بين بطلي ألمانيا الموسم الماضي والحالي.

وتسحب قرعة نصف النهائي اليوم في مدينة نيون السويسرية مقر الاتحاد الأوروبي، بحضور الدوليين الهولنديين السابقين باتريك كلويفرت ورود فان نيستلروي.

وسيتم اختيار الفريق الذي تحتسب المباراة على أرضه ذهابا في 23 و24 أبريل (نيسان) الحالي وإيابا في 30 أبريل و1 مايو (أيار)، بينما سيكون النهائي على ملعب ويمبلي في لندن في 25 مايو المقبل.

وهذه المرة الأولى في تاريخ المسابقة يبلغ فيها فريقان من دولة واحدة وفريقان آخران من دولة ثانية دور الأربعة.

وتتركز الأنظار على إمكانية لقاء العملاقين الإسبانيين، بعد تواجههما في هذا الدور عام 2011 عندما تفوق الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه 2 - صفر و1 - 1 خلال سلسلة «الكلاسيكو المتعدد» الشهيرة.

لكن منذ ذاك الوقت، كسر البرتغالي جوزيه مورينهو حاجز الرهبة أمام الفريق الكاتالوني، ففاز ريال أربع مرات في آخر سبع مباريات وتعادل مرتين وخسر مرة واحدة.

ويعول العملاقان على المسابقة القارية، إذ يملك ريال الرقم القياسي بعدد مرات إحراز اللقب بتسع مرات آخرها عام 2002، وبرشلونة أربع مرات آخرها عامي 2009 و2011.

محليا، يتجه برشلونة نحو لقب الدوري، إذ يبتعد بفارق 13 نقطة عن ريال، لكن الأخير لا يزال منافسا في مسابقة كأس الملك.

واللافت أن بلوغ برشلونة وريال إلى هذا الدور تحقق بعد مخاض عسير، إذ قلب الأول تأخره أمام ميلان الإيطالي في الدور الثاني ثم أنقذه ميسي بتمرير هدف التعادل أمام باريس سان جيرمان الفرنسي أول من أمس ليستفيد من تسجيل هدف إضافي خارج أرضه، ويصبح أول فريق يتأهل إلى نصف النهائي لستة مواسم متتالية. أما الريال فاجتاز مانشستر يونايتد الإنجليزي بصعوبة في الدور الثاني قبل أن يمنى بخسارة معنوية أمام غلاطة سراي التركي 2 - 3 في إياب ربع النهائي عوضها فوزه ذهابا بثلاثية نظيفة.

وفي حال أوقعتهما القرعة وجها لوجه فتكون المواجهة الرابعة بينهما هذا الموسم حيث التقيا في الكأس السوبر المحلية والدوري المحلي والكأس المحلية (ذهابا وإيابا).

وعلى الجانب الألماني فقد تأهل بوروسيا دورتموند بطل 1997 بطريقة تشبه الأعجوبة، بعدما كان متأخرا أمام ضيفه ملقة الإسباني 2 - 1 في إياب ربع النهائي (تعادلا ذهابا صفر - صفر)، قبل أن يسجل هدفين في الوقت الضائع أحدهما من تسلل واضح.

وكان دورتموند قد هيمن على ريال مدريد في دور المجموعات (2 - 1 و2 - 2) ليحتل المركز الأول ثم يبلغ نصف النهائي لأول مرة منذ 1998، وإذا ما أوقعته القرعة مع غريمه بايرن ستكون المواجهة بالغة الأهمية نظرا للمنافسة الشرسة بينهما محليا في السنوات الأربع الأخيرة.

واقتنص بايرن لقبه الثالث والعشرين في الدوري السبت الماضي! بعد هيمنة دورتموند في آخر موسمين، وهو يحارب على 3 جبهات، لكنه يأمل هذه المرة فك عقدة المركز الثاني في أوروبا بعد حلوله وصيفا عامي 2010 أمام إنتر ميلان الإيطالي و2012 أمام تشيلسي الإنجليزي.

وتخلص بايرن من يوفنتوس الإيطالي بسهولة تامة في ربع النهائي بهدفين ذهابا ومثلهما إيابا، خلافا لمسيرة دورتموند الصعبة.

وسيغيب عن بايرن في ذهاب نصف النهائي هدافه الكرواتي ماريو ماندزوكيتش بسبب الإيقاف.

أما دورتموند الذي يشرف عليه الشاب يورغن كلوب ويعتمد على صانع اللعب الموهوب ماريو غوتزه والهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، فهو الوحيد الذي لم يخسر بعد في المسابقة.

وقال أولي هونيس رئيس بايرن ميونيخ أن فريقه متعطش للتأهل إلى نهائي دوري الأبطال للمرة الثالثة في غضون أربع مواسم، مفضلا أن يلتقي فريقه مع دورتموند في المربع الذهبي، بعدما أظهر خلال الموسم الحالي قدرته على الفوز على غريمه اللدود في البوندسليغا.

وأضاف أونيس: «أعتقد أنه فريق يمكن الفوز عليه، وأن هزيمته أسهل من برشلونة وريال مدريد».

وأوضح: «نريد أن نصل إلى النهائي، دورتموند هو المنافس الذي نمتلك فرصة أكبر في مواجهته».

وكان دورتموند قد سحق بايرن 5-2 في المباراة النهائية لكأس ألمانيا الموسم الماضي في برلين، وقد فاز بايرن مرة واحدة فقط في آخر سبع مواجهات جمعته بدورتموند، حينما أطاح به بهدف نظيف من دور الثمانية لكأس ألمانيا في الموسم الحالي.

وفي البوندسليغا تعادل الفريقان 1-1 في ميونيخ في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ومن المقرر أن يلتقيا مرة أخرى في الرابع من مايو المقبل، بعد أيام معدودة من مباراة الإياب للدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا.

وأشار هونيس متسائلا: «هل تعتقد أن دورتموند أفضل من ريال مدريد أو برشلونة»، «لا أعتقد ذلك».

وستضمن مواجهة بين بايرن ودورتموند، وجود فريق ألماني في نهائي دوري الأبطال، في خطوة تحفيزية جديدة لدفع البوندسليغا خطوة إلى الأمام، ولضمان وجود مباراة نهائية تجمع بين فريق ألماني وأخر إسباني.

وأكد هونيس: «الأمر جيد للكرة الألمانية أن يكون لديها فريقان في المربع الذهبي، في الوقت الراهن فإن الكرة الألمانية والإسبانية هما الأفضل في أوروبا». وكذلك لا يجد يوب هاينكس المدير الفني لنادي بايرن ميونيخ أي غضاضة في ملاقاة دورتموند وقال: «إذا كانت المواجهة تأجلت إلى النهائي كان ذلك سيصبح أفضل».

وكان المربع الذهبي لدوري الأبطال قد اكتملت أركانه بتأهل برشلونة الصعب على حساب سان جيرمان بفضل قاعدة الأهداف بعد التعادل 1-1 في برشلونة إيابا و2-2 في باريس ذهابا، بينما قطف بايرن ميونيخ بطاقته عن جدارة بعدما كرر فوزه على يوفنتوس الإيطالي 2-صفر، إيابا في تورينو بعد أن حقق النتيجة ذاتها في ميونيخ.

وأبرز ما جذب الانتباه في مباراة برشلونة وسان جيرمان هو المخاطرة بإشراك الأرجنتيني ليونيل ميسي في آخر نصف ساعة من اللقاء رغم عدم اكتمال شفائه من الإصابة، لكنه كان العامل المباشر في تعديل النتيجة بتمريرة ساحرة أسفرت عن هدف بيدرو رودريغيز بعد أن كان الفريق متخلفا صفر-1.

وأعرب لاعبو وجماهير العملاق الإسباني برشلونة عن امتنانهم أكثر من أي وقت مضى للساحر ميسي الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم للعام الرابع على التوالي، بعدما خاطر بنفسه وشارك من على مقاعد البدلاء وهو لم يتعاف بشكل كامل من إصابة في أوتار الساق.

وسيبتعد ميسي عن الملاعب لنحو أسبوعين، وربما يعود في المربع الذهبي لدوري الأبطال. ولم يكن من المفترض أن يجلس ميسي على مقاعد البدلاء، ولكن بسبب التزامه الذي لا يقاوم للفريق، فإنه عرض على مدربه تيتو فيلانوفا أن يتواجد مع الفريق في حال احتاجت المباراة إلى تدخله.

وهذا ما حدث بالفعل حين تقدم خافيير باستوري بهدف لسان جيرمان في الدقيقة 50. ليمنح فريقه التفوق 3-2 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب. ومن دون ميسي كان برشلونة بطيئا وعاجزا في خط الهجوم، ولم يبدو أنه قادر على اختراق الدفاع القوي لسان جيرمان، ولكن في غضون دقائق معدودة من نزول ميسي، فإنه مر من اثنين من المدافعين ليمرر إلى ديفيد فيا الذي أعاد الكرة بدوره إلى بيدرو ليسدد الأخير كرة قوية أسفرت عن هدف التعادل لبرشلونة.

ومن الواضح أن إصابة ميسي قد تفاقمت من خلال مشاركته في الربع ساعة الأخيرة من مباراة سان جيرمان، وأنهى المباراة وهو يعرج وبدا عليه الألم واضحا، ولكن الجماهير واللاعبين أدركوا على الفور الدور الذي قام به الساحر الأرجنتيني من أجل إنقاذ الفريق من شبح الخروج من دوري الأبطال.

وقال بيدرو بعد انتهاء المباراة «ميسي لاعب مهم للغاية للفريق، وهذا الأسبوع تحامل على نفسه بشدة، علينا أن نشكره على إسهاماته».

ومن جانبه قال ديفيد فيا: «ميسي مهم للغاية، يمكنه تغيير نتائج المباريات بشكل شخصي، أهنئه على التزامه مع الفريق والنادي».

واعترف فيا: «لقد لعبنا بشكل سيئ، لقد خسرنا الكرة أكثر من مرة أمام فريق يلعب على الهجمات المرتدة بشكل جيد للغاية، كان بإمكانهم إنهاء المباراة بهذه الهجمات المرتدة السريعة».

وأشار المدافع جيرار بيكيه: «ميسي أفضل لاعب في العالم، تواجده حاسم بالنسبة للفريق، وحتى إن كان مصابا ويعرج فإنه دائما ما يفرض نفسه». وأوضحت صحيفة «سبورت»: «جرعة صغيرة من ميسي كافية لإنقاذ برشلونة»، قبل أن تنتقد الفريق بشكل عام بسبب «إلزام النجم الأرجنتيني المسكين بالمشاركة».

أما بايرن ميونيخ فقد أكد جدارته بالتأهل إلى الدور قبل بعد فوزه 2- صفر في مدينة تورينو على مضيفه يوفنتوس الإيطالي وهي نفس نتيجة لقاء الذهاب على ملعبه (أليانز أرينا). أحرز هدفي المباراة الكرواتي ماريو ماندزوكيتش والبيروفي كلاوديو بيزارو في الدقيقتين 64 و91.