المنافسة الشرسة بين الكرة الإسبانية والألمانية تتحول إلى صراع بين الأندية

بعد أن أوقعت القرعة برشلونة وريال مدريد في مواجهة بايرن ودورتموند في المربع الذهبي لدوري الأبطال

TT

مع إجراء قرعة الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وصلت المنافسة العصيبة بين الكرة الإسبانية ونظيرتها الألمانية في السنوات الأخيرة لمحطة جديدة وتحولت من ساحة الصراع بين منتخبي البلدين إلى ساحة الصراع على مستوى الأندية.

وأوقعت القرعة، التي أجريت أول من أمس في مقر الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) بمدينة نيون السويسرية، فريق برشلونة الإسباني في مواجهة صعبة مع بايرن ميونيخ الألماني كما يصطدم ريال مدريد الإسباني بفريق بوروسيا دورتموند الألماني.

وأكد يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني، الذي لم يخف قط إعجابه بالكرة الإسبانية والمنتخب الإسباني، «بالنسبة لي، يمثل هذا الصراع مدى التقدم الذي وصلت إليه كرة القدم ومدى التنظيم الذي تتمتع به في البلدين».

ويعتمد المنتخب الإسباني بشكل كبير على لاعبي برشلونة والريال كما يشكل لاعبو دورتموند وبايرن جزءا كبيرا من تشكيلة المنتخب الألماني الذي خسر أمام نظيره الإسباني في نهائي كأس الأمم الأوروبية (يورو 2008) وفي المربع الذهبي لكأس العالم 2010. وتبدو الفرصة سانحة الآن أمام الكرة الألمانية للثأر من نظيرتها الإسبانية من خلال المواجهتين المثيرتين في المربع الذهبي لدوري الأبطال. وأوضح لوف «الدور قبل النهائي في دوري الأبطال يشبه مواجهة رائعة في أحد الأدوار الفاصلة بكأس العالم أو كأس أوروبا. إنه تحدٍ عظيم».

وتقام مباراة الذهاب بين بايرن وبرشلونة في ميونيخ في 23 أبريل (نيسان) الحالي ثم يلتقي الفريقان إيابا على استاد «كامب نو» ببرشلونة في أول مايو (أيار) المقبل. وفي المواجهة الأخرى، تقام مباراة الذهاب بين دورتموند والريال في دورتموند في 24 أبريل الحالي ثم يلتقي الفريقان إيابا على استاد «سانتياغو برنابيو» بالعاصمة الإسبانية مدريد في 30 من الشهر نفسه. ويلتقي الفائزان في هاتين المواجهتين سويا في المباراة النهائية التي تقام على استاد «ويمبلي» الشهير بالعاصمة البريطانية لندن في 25 مايو المقبل.

وهذه هي المرة الأولى في تاريخ البطولة التي يصل فيها فريقان ألمانيان سويا للمربع الذهبي بينما وصل برشلونة والريال سويا لهذه المرحلة في البطولة عدة مرات سابقة وكان آخرها في الموسم الماضي ولكنهما خرجا سويا أيضا من المربع الذهبي.

وبالنسبة لبايرن، تعيد المواجهة مع برشلونة ونجمه الأرجنتيني الفذ ليونيل ميسي للفريق الألماني ذكريات سيئة حيث التقى الفريقان في دور الثمانية للبطولة قبل أربعة مواسم وتغلب برشلونة على بايرن 4-صفر في برشلونة وتعادل 1-1 في ميونيخ ليكمل الفريق الكتالوني بعد ذلك مسيرته نحو التتويج باللقب الغالي.

وكان يورجن كلينسمان مديرا فنيا لبايرن في هذا الوقت ولكن السقوط المدوي أمام برشلونة ساهم بشكل كبير في رحيله من تدريب الفريق. ولكن بايرن، الذي توج بلقب الدوري الألماني (بوندسليغا) مطلع الأسبوع الماضي وقبل ست مراحل من نهاية فعاليات المسابقة هذا الموسم، يبدو الآن بمعنويات وبحالة فنية وبدنية أفضل تؤهله لعبور العقبة الصعبة أمام برشلونة. واعترف أندوني زوبيزاريتا مدير الكرة بنادي برشلونة بأن فريقه يجب أن يتوخى الحذر عندما يلتقي بايرن في المربع الذهبي لدوري الأبطال. وحذر زوبيزاريتا «إنه (بايرن) فريق كبير وينتمي لناد هائل». ويدرك زوبيزاريتا أن فريقه لم يصل إلى المربع الذهبي للبطولة هذا الموسم بالشكل الرائع الذي كان عليه في المواسم القليلة الماضية. كما يدرك زوبيزاريتا أن فريقه يعاني من تراجع واضح في مستوى اللياقة البدنية لنجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي.

وفي المقابل، بدا الارتياح وسادت حالة من السعادة نادي بايرن ومسؤوليه مع إجراء القرعة ووقوع الفريق في مواجهة برشلونة. وأكد كارل هاينز رومينيغه نائب رئيس نادي بايرن أنه يرى، على عكس رأي الكثيرين، أن خوض مباراة الذهاب أمام برشلونة الإسباني في ميونيخ يمنح بايرن بعض الأفضلية. وقال رومينيغه «أعتقد أن خوض مباراة الذهاب على ملعبنا يمنحنا بعض الأفضلية، على عكس ما يراه كثيرون». وأضاف «رأينا هذا أمام يوفنتوس، عندما قال الناس إن هذا سيمثل مشكلة لبايرن. ولكننا قدمنا أداء رائعا على ملعبنا ومهدنا الطريق للقاء الإياب لنحسم تأهلنا إلى المربع الذهبي».

وقال رومينيغه إن بايرن سيلتقي «أفضل فريق في أوروبا» مشيرا إلى فوز برشلونة بلقب دوري الأبطال ثلاث مرات في غضون المواسم السبعة الماضية. وأوضح «إنها فرصة رائعة لتأكيد أن بايرن ميونيخ أصبح أفضل مما كان في 2009. لدينا إمكانات جيدة». وقال أسطورة كرة القدم الألماني فرانز بيكنباور إن بايرن يجب أن يغلق جميع المساحات أمام ميسي مهاجم برشلونة عندما يلتقي الفريقان. وسجل ميسي هدفين ليقود برشلونة للفوز الساحق 4-صفر على بايرن في دور الثمانية لدوري الأبطال موسم 2008-2009.

وكان جوسيب غوارديولا مديرا فنيا لبرشلونة في ذلك الوقت علما بأنه سيخلف يوب هاينكس في تدريب بايرن بعد نهاية الموسم الحالي. وقاد غوارديولا فريق برشلونة إلى أربعة مواسم ذهبية حيث أحرز الفريق خلالها 14 لقبا في مختلف البطولات محليا وأوروبيا وعالميا. وعلى الرغم من الهزيمة المدوية في موسم 2008-2009 يمتلك بايرن سجلا إيجابيا في مواجهاته مع برشلونة حيث التقى الفريقان في ست مباريات سابقة بهذه البطولة فكان الفوز من نصيب بايرن في ثلاث منها مقابل فوز وحيد لبرشلونة وتعادلين بينهما.

وفي المقابل، يبدو سجل المواجهات بين الريال ودورتموند متكافئا إلى حد بعيد حيث التقى الفريقان ست مرات أيضا ففاز الريال في مباراتين مقابل فوز وحيد لدورتموند وثلاثة تعادلات بين الفريقين. والتقى الفريقان في الدور الأول للبطولة هذا الموسم وكانت كفة دورتموند هي الأرجح حيث تعادل الفريقان 2-2 إيابا بعد فوز دورتموند 2-1 على ملعبه ذهابا وتصدر الفريق الألماني المجموعة على حساب الريال الذي احتل المركز الثاني. وأكد إيميليو بوتراجينيو مدير العلاقات المؤسسية بنادي ريال مدريد أن المواجهة مع دورتموند ستكون مختلفة عن المواجهة بالدور الأول للبطولة.

وقال بوتراجينيو «التقينا هذا الفريق مرتين هذا الموسم ولم نستطع التغلب عليه».

وأضاف «نثق في أن المواجهة معه بالمربع الذهبي ستكون مختلفة وستنتهي بوصولنا للنهائي في ويمبلي الذي نحلم به جميعا».

وبينما تتوقع ألمانيا أن يثأر بايرن ودورتموند لسقوط منتخبها أمام نظيره الإسباني أكثر من مرة، يطمح الإسبان إلى مشاهدة لقاء قمة جديد «كلاسيكو» مثير بين الريال وبرشلونة في النهائي لتكون المرة الأولى في تاريخ البطولة الذي يجمع النهائي بين الفريقين. ويحتاج الجميع للانتظار حتى لقاء برشلونة مع بايرن على استاد «كامب نو» في أول مايو المقبل لمعرفة ما إذا كان هذا ممكنا.