منتخبا اليد والتايكواندو أمل مصر بعد 16 عاما من أول ميدالية أولمبية

TT

يسعى المصريون الى احراز الميدالية الحلم في دورة الالعاب الاولمبية في سيدني وذلك للمرة الاولى منذ 16 عاما عندما احرز حسن رشوان فضية الجودو في اولمبياد لوس انجليس عام 1984.

ثلاث دورات اولمبية مضت منذ ذلك الحين ولم يتبوأ اي لاعب مصري احد المراكز الثلاثة الاولى على منصة التتويج. وقد خرجت مصر من دون ان يشعر بها احد في الوقت الذي حصدت بلدان اقل مساحة وسكانا وتاريخا رياضيا العديد من الميداليات الاولمبية.

وكانت مصر رائدة العرب والسباقة في المشاركة في الاولمبياد اذ تعود اول مشاركة لها عام 1912 في الدورة الخامسة في استوكهولم بلعبة واحدة هي السلاح ومثلها محمد احمد حسنين.

وتشارك مصر في دورة الالعاب الاولمبية المقبلة بـ98 لاعبا ولاعبة بعضهم يبحث عن امل الفوز بميدالية واخرون يأملون في مركز شرفي ضمن العشرة الاوائل وقلة يشاركون لنيل شرف المشاركة.

وتبدو حظوظ كرة اليد والجمباز والتايكواندو والسلاح والملاكمة والجودو والمصارعة الاقرب لتحقيق الحلم ولذا فإن هذه المنتخبات قررت تكثيف الاعداد الخارجي. فقد دخل منتخب اليد سابع بطولة العالم التي استضافتها مصر العام الماضي دورة تدريبية مغلقة في فرنسا من 22 اغسطس (آب) الماضي حتى الاول من سبتمبر (ايلول) الحالي وشارك في بطولة فرنسا الدولية واحرز اللقب.

وتملك كرة اليد فرصة الفوز باحدى الميداليات باعتبارها سابعة العالم وسادسة اولمبياد اتلانتا 96.

وتعول الامال على لاعب الجمباز رؤوف عبد الكريم في الجمباز الفني للرجال وشيرين كرم في الجمباز الايقاعي والاخيرة حصلت على الكارت الذهبي في بطولة العالم العام الماضي في اليابان ورؤوف حصل على الميدالية الذهبية في دورة العاب البحر الابيض المتوسط في باري الايطالية عام 1997. ويتدرب رؤوف في الصين وشيرين في روسيا استعدادا للاولمبياد.

ويتدرب لاعبو ولاعبات الجودو في اليابان. وتفاخر لعبة الجودو بأن آخر ميدالية اوليمبية احرزتها مصر كانت عن طريقها بواسطة محمد رشوان عام 84، اما اقرب اللاعبين للمنافسة فهم باسل الغرباوي (وزن 100 كلغ) وهيثم الحسيني (وزن 73 كلغ) واحمد بالي (الوزن المفتوح) وهبة رشيد (وزن 78 كلغ). و اسندت اللجنة الاولمبية المصرية رئاسة بعثتها لمشاركة في دورة الالعاب الاولمبية في سيدني 2000 الى الصحافي عصام عبد المنعم رئيس القسم الرياضي في صحيفة الاهرام ورئيس رابطة النقاد الرياضيين المصريين. وهي المرة الاولى التي تسند فيها رئاسة بعثة اولمبية الى صحافي في مصر والوطن العربي. وعبد المنعم (53 عاما) ليس غريبا على الوسط الرياضي فهو حارس سابق للمرمى في النادي الاهلي القاهري ومنتخب مصر في الستينات وحتى منتصف السبعينات واحترف في صفوف اهلي بنغازي الليبي عامين وبعد اعتزاله اللعب اتجه الى التدريب لكنه سرعان ما تركه الى الادراة التي حقق فيها نجاحا ملحوظا وتدرج في المناصب عضوا وامينا للصندوق ونائبا لرئيس الاتحاد المصري لكرة القدم وحاليا عضوا في اللجنة الاولمبية المصرية. وتشارك مصر في الاولمبياد في 19 لعبة هي الجمباز والكرة الطائرة وكرة اليد ورفع الاثقال والعاب القوى وكرة الطاولة والسباحة والقوس والسهم والسلاح والرماية والملاكمة والرماية والجودو والمصارعة والدراجات والخماسي الحديث والجمباز الايقاعي والتجذيف. وذكر عبد المنعم «ان اللجنة الاولمبية المصرية قررت سفر كل اللاعبين الذين حققوا انجازات قارية اهلتهم للاولمبياد بغض النظر عن نتائجهم فيها تكريما لهم على تفوقهم القاري وتنفيذا للشعار الاولمبي ـ المشاركة قبل الفوز». واضاف «قررت اللجنة سفر البعثة على ستة افواج تبدأ من اول سبتمبر ايلول على ان يكون سفر كل فريق قبل عشرة ايام على الاقل من موعد بدء منافساته للتأقلم مع المناخ والتدريب في الملاعب التي ستجري فيها المنافسات».

وختم عبد المنعم بالاعراب عن اسفه لغياب فريق كرة القدم المصري عن الاولمبياد للمرة الثانية على التوالي وقال «في الالعاب الاولمبية يعتبرون العاب القوى عروس الالعاب اما في بلادنا والقارة الافريقية فنرى كرة القدم عروسنا لانها تخطف الانظار ويكفي اي بلد عربي ان يحصد ميدالية كرة القدم ويخسر باقي الميداليات، كما حدث مع نيجيريا في اتلانتا 96». وتبدو حظوظ التايكواندو اكبر في الفوز بميدالية حيث ان لاعبيه الثلاثة سبق لهم الفوز بلقب بطولة العالم مثل يحيى علام ومحمد شعبان وشيماء صبحي والثلاثة يتدربون في سيول تحت اشراف مدربهم عمرو خيري الذي فاز بالميدالية الفضية الشرفية في اولمبياد برشلونة 92 لكن اللعبة لم تكن مدرجة اولمبياً وقتها. ويستعد لاعبو السلاح في بولندا املا في ميدالية وتشارك مصر باللاعبين تامر طاحون ومهند سيف ومحمود سمير واللاعبتين شيماء الجمال ومي مصطفى. ويستعد الملاكمون في المجر من خلال المشاركة في بطولتها الدولية وتبقى السباحة التي تتعلق آمال المصريين فيها على رانيا علواني التي تتدرب في الولايات المتحدة الاميركية حيث تتابع دراستها في الطب. وتبحث الكرة الطائرة والمصارعة والقوس والسهم والتجذيف عن مراكز شرفية.

انجازات أولمبية مصرية وعبر تاريخ المشاركات المصرية في الاولمبياد الذي بدأ في ستوكهولم 1912 وحتى اولمبياد اتلانتا 96 سجلت مصر اسمها بحروف من ذهب خصوصا في لعبة رفع الاثقال وكانت الميدالية الاولى لمصر في اولمبياد امستردام 1928 عن طريق المصارع ابراهيم مصطفى في وزن خفيف الثقيل، وفاز الرباع السيد نصير بذهبية رفع الاثقال والميدالية الفضية لفريد سميكة في الغطس من المنصة الثابتة، وميدالية برونزية على السلم المتحرك وكان اول لاعب عربي يفوز بميداليتين اولمبيتين في دورة واحدة، وفاز منتخب كرة القدم بالمركز الرابع في الدورة ذاتها.

وتكرر الانجاز المصري في دورة برلين 1936 وفاز فيها خضر التوني ومحمد مصباح بميداليتين ذهبيتين في رفع الاثقال.

وفي دورة لندن 1948، فازت مصر بذهبيتين في رفع الاثقال لمحمود فياض وابراهيم شمس ومثلهما فضية لعطية محمد في رفع الاثقال ومحمود حسن في المصارعة وميدالية برونزية في المصارعة لابراهيم عرابي. وفي دورة هلسنكي 1952، فازت مصر بميدالية برونزية في المصارعة الرومانية. وفي دورة روما 1960 فازت مصر (شاركت باسم الجمهورية العربية المتحدة) بفضية في المصارعة الرومانية لعيد عثمان وبرونزية في الملاكمة لعبد المنعم الجندي، وفي دورة طوكيو 64 لم تعرف مصر طريق الميداليات واكتفت بالمركز الرابع لفريق كرة القدم واستمر الغياب المصري عن الميداليات حتى اولمبياد لوس انجليس 1984 عندما فاز محمد رشوان بفضية الجودو.

عداء وسباحة يمثلان فلسطين سيمثل فلسطين في دورة الالعاب الاولمبية في سيدني العداء رامي ذيب عبد الهادي (23 عاما) في مسابقة 20 كلم مشيا، والسباحة سمر نصار (22 عاما) في سباق 100 م حرة وكلاهما يعيش في الشتات.

فعبد الهادي يقطن في مصر، اما نصار فولدت في لبنان وتعيش في الاردن. ولم يحقق كل من ذيب ونصار الرقم المؤهل الى الالعاب بيد انه يحق لكل دولة مشاركة ارسال رياضيين اثنين للدفاع عن الوانها.

ويقول رئيس الوفد الفلسطيني الى الالعاب عبد الحميد غنيم: «لا نملك البنى التحتية اللازمة لصناعة فرق على المستوى الاولمبي، فالمنشآت الرياضية كاحواض السباحة او ملاعب كرة القدم قليلة جدا».

ويعترف غنيم بالصعوبات التي يواجهها الرياضيون الفلسطينيون ويقول: «رياضيونا في غزة لا يستطيعون التدريب مع اترابهم في الضفة الغربية بسبب المضايقات الاسرائيلية، وهذا ما يزيد الامر صعوبة، فنحن لسنا كأي دولة اخرى تحظى منتخباتها بالتسهيلات اللازمة».

وهي المرة الثانية التي تشارك فيها فلسطين في الالعاب الاولمبية بعد ان دافع عن الوانها العداء ماجد ابو مراحيل من غزة في اولمبياد اتلانتا 1996. اما الان فهو احد الحراس الشخصيين للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ويعمل مدربا لالعاب القوى في مسقط رأسه غزة.

واعتبرت مشاركة مراحيل «انتصارا صغيرا» للفلسطينيين الذين يبحثون منذ سنوات عدة لوضح اسم بلادهم على الخريطة الرياضية الدولية. وفي خطوة لدعم المشاركة الفلسطينية، منح الرئيس عرفات وفد بلاده خمس بطاقات سفر الى سيدني من جيبه الخاص.

القرية الأولمبية تفتح أبوابها أمام الرياضيين فتحت القرية الاولمبية امس رسميا ابوابها امام 2000 رياضي ورياضية وصلوا الى سيدني قبل 13 يوما من انطلاق الالعاب الاولمبية المقررة من 15 سبتمبر (ايلول) الحالي الى 1 اكتوبر (تشرين الاول) المقبل وافتتحت القرية، التي بلغت تكلفتها 340 مليون دولار، من قبل اقدم رياضية اولمبية استرالية هي ايدي باين (93 عاما) التي شاركت في الالعاب الاولمبية في امستردام عام 1928. وقالت باين خلال قصها الشريط الازرق «اتمنى اقامة رائعة للرياضيين والرياضيات في القرية وان يحققوا احلامهم». وكان الرياضيون الفنلنديون اول الواصلين أمس ثم الكوبيون فالبيلاروس، في حين كان اول ممثلي استراليا منتخب كرة اليد (رجال) ومنتخب الرماية. والقرية الاولمبية في سيدني هي الاولى في تاريخ الالعاب الاولمبية التي ستستضيف جميع المشاركين في موقع واحد وعددهم 10 الاف رياضي و5 الاف اداري ينتمون الى 200 بلد. وتتضمن القرية الاولمبية نحو الف شقة ومنزل وسيكون نحو 10 الاف شخص في خدمة الضيوف. وقد بذلت اللجنة الاولمبية الاسترالية قصارى جهودها حتى يكون كل شىء جاهزا لتلبية مختلف حاجيات المشاركين من سينما وسوق تجارية وبريد ووكالة اسفار ومركز صحي ومحلات تجارية وحمامات بخارية (سونا) وصالات للالعاب الرياضية والانترن.

التايكواندو والترياتلون مسابقتان جديدتان في النهائيات تدخل رياضتا التايكواندو والترياتلون ضمن منافسات دورات الالعاب الاولمبية، والتايكواندو هي اللعبة القتالية الثانية التي تعتمد رسميا في الالعاب الاولمبية بعد الجودو، فيما يأتي انضمام الترياتلون الى عائلة الرياضات الاولمبية بعد 11 عاما على انشاء التجمع الدولي لها ويرأسها حاليا الكندي ليس ماكدونالد.

ونشأت رياضة التايكواندو في كوريا منذ اكثر من الف عام، ويقسم اسمها الى ثلاثة اقسام، التاي تعني الارجل، كوان تعني الايدي، ودو تعني الصوت. ومنعت مزاولة التايكواندو من 1910 الى 1945 نتيجة احتلال اليابان لكوريا، ثم اصبحت فيما بعد رياضة رسمية في كوريا الجنوبية حتى ان مزاولتها كانت اجبارية في المدارس والكليات الحربية.

ودخلت التايكواندو الى الساحة الدولية في اوائل السبعينات عبر يونغ كيم، رئيس الاتحاد الدولي للعبة الذي تأسس عام 1973، وخصوصا بعد ان اصبح الاتحاد الاخير عضوا في اللجنة الاولمبية الدولية. وكان كيم ايضا وراء وصول رياضة الكاراتيه الى الساحة الاولمبية. واصبحت التايكواندو معتمدة في 157 دولة ويزاولها نحو 25 مليون شخص حصلوا على شهادات رسمية فيها. وتقسم مباراة التايكواندو الى ثلاث جولات كل واحدة منها لمدة ثلاث دقائق وتقام على سجادة مربعة طول طرفها ثمانية امتار، وتسمح قوانينها باللكم والركل شرط ان يضع المتبارون خوذة واقية على رؤوسهم، ويفوز احد الطرفين الذي يجمع العدد الاكبر من النقاط، علما بان الفوز بالتثبيت الفني نادر الحصول فيها. وتوزع اوزان التايكواندو الى ثمانية اوزان في كل من فئتي الرجال والسيدات لكن كل فئة تشارك باربعة اوزان في الالعاب الاولمبية.

وبالنسبة الى مسابقة الترياتلون، فانها قد تصيب نجاحا في سيدني في اطلالتها الاولى لان الاستراليين يتميزون فيها في الفئتين معا. وكان الاتحاد الدولي للتريالتون انضم الى اللجنة الاولمبية عام 1989، لكن اللعبة شهدت تطورا لافتا في الولايات المتحدة في الربع الاخير من القرن. وتتألف مسابقة الترياتلون من ثلاث مراحل، 1500 م سباحة و40 كلم عبر دراجة هوائية و10 كلم عدوا. ويوضح رئيس التجمع الدولي للترياتلون ان 126 دولة على الاقل مسجلة في التجمع، وان بطولات العالم تشهد مشاركة 70 شخصا احيانا.