فرض سائق «ريد بول - رينو» الألماني سيباستيان فيتيل، بطل المواسم الـ3 الأخيرة، هيمنته المطلقة على جائزة البحرين الكبرى، المرحلة الثالثة من بطولة العالم لسباقات «فورميولا 1»، أمس، وذلك بعدما تصدر السباق الذي أقيم، للعام الثاني على التوالي، وسط مظاهرات واحتجاجات المعارضة، منذ اللفة الرابعة وحتى النهاية على مضمار «صخير».
وأحرز فيتيل المركز الأول متفوقا على الفنلندي كيمي رايكونن والفرنسي رومان غروجان سائقي فريق «لوتس»، اللذين احتلا المركزين الثاني والثالث.
وحقق فيتيل اليوم فوزه الثاني في 4 سباقات أقيمت حتى الآن ضمن فعاليات البطولة هذا الموسم، ليعزز موقعه في صدارة الترتيب العام للبطولة، حيث رفع رصيده إلى 77 نقطة بفارق 10 نقاط أمام رايكونن. وسُجل وجود أمني مكثف في محيط حلبة الصخير بهدف تأمين سلامة السباق الذي ألغي في 2011، بسبب المظاهرات قبل أن يعود إلى الروزنامة، الموسم الماضي، لكن هذه الأجواء لم تؤثر على تركيز فيتيل الذي حقق فوز الثاني على التوالي في البحرين والثاني هذا الموسم، بعد أن توج بالمرحلة الثانية في ماليزيا، والـ28 في مسيرته، مما سمح له بالابتعاد بصدارة الترتيب العام بفارق 10 نقاط عن ملاحقه الفنلندي كيمي رايكونن الذي حل ثانيا أمام زميله في لوتوس رينو الفرنسي رومان غروجان، بينما قدم الإسباني فرناندو ألونسو، الفائز بالمرحلة الماضية على حلبة شنغهاي الصينية، سباقا مخيبا، إذ حل ثامنا، في حين جاء زميله في «فيراري» البرازيلي فيليبي ماسا في المركز الـ15.
وتخلى ألونسو عن مركزه الثالث في الترتيب العالم لمصلحة سائق «مرسيدس إي إم جي» البريطاني لويس هاميلتون، الذي حل خامسا خلف مواطنه بول دي رستا «فورس انديا - مرسيدس»، الذي حقق أفضل نتيجة في مسيرته الشابة.
أما الخيبة الكبرى، فكانت لزميل «هاميلتون» الألماني نيكو روزبرغ، إذ أنهى السباق في المركز التاسع، بعد أن انطلق من المركز الأول، علما بأن زميله البريطاني عوقب بإرجاعه عند الانطلاق بـ5 مراكز، بسبب استبداله علبة السرعات، وانطلق من المركز التاسع عوضا عن الرابع.
وهيمن فيتيل على السباق منذ اللفة الرابعة، عندما تمكن من تخطي روزبرغ الذي تراجع إلى المركز الثالث، بعد لفة واحدة لمصلحة ألونسو الذي تخطى السائق الألماني في منطقة استخدام الجانح الخلفي المتحرك «دي آر إس».
وبقي الوضع على حاله، حتى بدأ مسلسل التوقفات من أجل استبدال الإطارات للمرة الأولى، مما سمح لرايكونن بالتصدر لفترة وجيزة قبل أن يتمكن فيتل من تجاوزه في اللفة 15.
وبقي فيتيل في الصدارة بعد مرور 24 لفة، وبفارق أكثر من 22 ثانية عن أقرب ملاحقيه، غروجان، وذلك بعدما أجرى منافساه الأساسيان ألونسو وروزبرغ توقفهما الثاني، قبل أن يتوقف بدوره في اللفة 25 ويخرج مجددا في الصدارة. وشهدت اللفة 26 دخول ألونسو إلى مرأب فريقه للمرة الثالثة من أجل استخدام الإطارات القاسية، فوجد سائق «فيراري» نفسه في المركز العاشر بعد 30 لفة خلف هاميلتون، بينما تراجع روزبرغ إلى المركز السابع بفارق أكثر من 26 ثانية عن فيتيل الذي واصل سباقه بهدوء تام، على الرغم من محاولة دي رستا ورايكونن اللحاق به من خلال البقاء على توقف واحد لفترة طويلة، قبل أن يدخلا إلى مرأب فريقيهما في اللفتين 38 و36 على التوالي! مما فتح الباب أمام بطل العالم في المواسم الـ3 الأخيرة إلى الابتعاد بفارق نحو 30 ثانية عن ملاحقه الجديد غروجان و33 ثانية عن رايكونن الثالث.
وفي معسكر «فيراري»، لم تكن استراتيجية الفريق موفقة مع ألونسو الذي دخل إلى المرأب للمرة الرابعة، كما حال زميله البرازيلي فيليبي ماسا الذي خاض سباقا مليئا بالمشكلات، فأصبح الإسباني بعد 40 لفة في المركز العاشر بعد أن كان سادسا وزميله في المركز الـ14.
وشهدت اللفة 43 دخول فيتيل إلى مرأب فريقه للمرة الثالثة والأخيرة دون أن يؤثر ذلك على موقعه، إذ خرج مجددا في الصدارة بفارق نحو 8.5 ثانية عن رايكونن، الذي أصبح ثانيا بعد توقف زميله غروجان للمرة الثالثة، وخروجه في المركز الخامس خلف سائق ريد بول الثاني الأسترالي مارك ويبر، بينما كان المركز الثالث من نصيب دي رستا مع توقفين فقط.
ونجح غروجان بعد لفة فقط في أن يصبح رابعا، بعد تخطي ويبر، في حين أصبح روزبرغ عاشرا خلف ألونسو بعد توقفه للمرة الرابعة في اللفة 46 وزميله هاميلتون سادسا، بعد أن تخطى رفيق الدرب السابق في ماكلارين «مرسيدس» مواطنه جنسون باتون.
وشهدت اللفات الـ3 الأخيرة صراعا مثيرا على المركز الثالث بين غروجان ودي رستا، وتمكن سائق لوتوس من تخطي البريطاني، وحافظ على مركزه حتى النهاية ليصعد مع زميله رايكونن إلى منصة التتويج! في حين نجح هاميلتون في تخطي ويبر والصعود إلى المركز الخامس خلف دي رستا وأمام خلفه في «ماكلارين - مرسيدس» المكسيكي سيرخيو بيريز الذي تمكن أيضا من تجاوز السائق الأسترالي الذي أنهى السباق في المركز السابع مباشرة أمام ألونسو وروزبرغ وباتون.