«عضة» إيفانوفيتش تهدد مستقبل سواريز مع ليفربول

عقوبات صارمة تنتظر المهاجم الأوروغواياني لتكرار فعلته.. ومدافع تشيلسي لن يتقدم بشكوى للشرطة

TT

فتح الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم تحقيقا مع مهاجم فريق ليفربول (الأوروغواياني) لويس سواريز بعد حادثة عضه لمدافع تشيلسي «الصربي» برانيسلاف إيفانوفيتش خلال مواجهة الفريقين بالدوري.

وكان سواريز غرس أسنانه في ذراع إيفانوفيتش خلال المباراة التي تعادل فيها الفريقان 2/ 2، ليثير ردود فعل واسعة حول مستقبله مع ليفربول، إثر تكرار مشكلاته وإيقافه.

وكان مدير نادي ليفربول إيان آير قد قرر إلغاء رحلته الممتدة إلى 4 أيام إلى الشرق الأقصى وأستراليا، أمس، من أجل الترويج لجولة الفريق الصيفية، مما يؤكد أن مستقبل سواريز مع ليفربول أصبح مهددا، بعد عضه إيفانوفيتش.

ويبدو أن المهاجم الأوروغواياني لويس سواريز يعشق وجوده تحت المجهر للأسباب الخاطئة التي تطغى في معظم الأحيان على تألقه كلاعب، عندما لم يتحدث أحد عن هدف التعادل الذي سجله في الوقت بدل الضائع في شباك تشيلسي، بل عن عضه لإيفانوفيتش. واعتذر سواريز بعد المباراة مباشرة عن الحركة «الصبيانية» التي قام بها دون أن يتنبه إليه الحكم، قائلا: «أنا حزين لما حصل خلال المباراة مع تشيلسي، أعتذر لإيفانوفيتش وكل عالم كرة القدم عن التصرف غير المبرر الذي قمت به، أنا متأسف جدا!!». وأضاف: «لقد قدمت اعتذاري وحاولت الاتصال بإيفانوفيتش لكي أتحدث إليه شخصيا. كما أعتذر لمدربي ولزملائي بالفريق وللجميع في نادي ليفربول لأنني خذلتهم».

وبعدها كتب سواريز بحسابه على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي على الإنترنت: «تحدثت لتوي على الهاتف مع إيفانوفيتش وتمكنت من تقديم اعتذاري المباشر له.. شكرا لقبول اعتذاري».

وكشف سواريز أن ليفربول وقع عليه غرامة مالية، لكن النادي لم يفصح عن قيمتها. وكتب سواريز بحسابه الشخصي: «وقع النادي غرامة مالية عليّ، وقد طلبت من إدارة ليفربول أن توجه قيمة الغرامة لمجموعة (ميدلزبره فاميلي سابورت)».

ومع عودته إلى لندن، تحدثت شرطة مقاطعة «ساري» إلى إيفانوفيتش لترى إذا ما كان أصيب في تلك الواقعة، وما إذا كان يريد التقدم بشكوى رسمية. ولكن يبدو أن اللاعب الصربي قرر عدم توجيه اتهامات لسواريز.

لكن ذلك قد لا يكون كافيا لكي يواصل سواريز مشواره مع ليفربول، لأن مدربه الآيرلندي الشمالي برندن رودجرز لمح إلى إمكانية بيع اللاعب الأوروغواياني.

واعتبر رودجرز أن قيم النادي أهم بكثير من أي فرد، وعلى اللاعبين تحمل عواقب أفعالهم، وقال: «سأجري تقييما صادقا لما حصل. سأراجع الحادث وسنراجعه معا كنادٍ. من المؤكد أنه ليس هناك شيء أكبر من هذا النادي، إن كنت لاعبا أو مدربا. كمدربين وطاقم فني ولاعبين، نحن نمثل هذا النادي الكبير خارج الملعب وداخله بشكل أخص».

ووعد رودجز الذي أشار إلى أنه لم ير ما حصل في الدقيقة 66 من المباراة ورفض عرضا من أحد الصحافيين من أجل رؤية اللقطة والحركة التي قام بها سواريز، بإجراء تحقيق داخلي قد يشارك فيه مالكو النادي مجموعة «فينواي سبورتس غروب». وأضاف: «الوقت ليس ملائما من أجل إجراء تعليق واقعي حول ما حصل، لو خسرت لاعبا وظننت أنك لن تتمكن من استبداله أبدا، ستجد بديلا له يحل محله لاحقا. لطالما وجدنا لاعبين على المستوى المطلوب بهذا النادي، ولذا فقد أصبح ليفربول تلك المؤسسة العالمية التي هو عليها الآن».

وتابع: «تاريخ هذا النادي يتمحور حول الاحترام والطريقة التي يتم التعامل بها مع الناس. وسنحافظ على هذا الأمر على الدوام، وسيبقى (النادي) على هذا المسار بعد رحيلي بفترة طويلة».

وكان آير مدير ليفربول قد غادر «آنفيلد» قبل هذه الواقعة للحاق بطائرته المتجهة إلى آسيا، ولكنه عاد من المطار ليصدر بيانا قال فيه: «قدم لويس اعتذارا خاليا من التحفظات على أفعاله، كان هذا السلوك لا يتلاءم على الإطلاق مع أي لاعب يرتدي قميص نادي ليفربول، وقد أدرك لويس جيدا أنه خذل نفسه وكل من له علاقة بالنادي. سنتعامل مع هذه المسألة داخليا، وننظر رد فعل اتحاد الكرة الإنجليزي».

وهذه ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها سواريز إلى عض لاعب خصم، إذ إن مسيرته مع أياكس أمستردام الهولندي انتهت بسبب حركة من هذا النوع بعدما أوقف عام 2010 لـ7 مباريات بسبب عضه لاعب ايندهوفن عثمان بقال، كما أن مسيرته مع ليفربول شهدت حادثة تسببت بضجة كبيرة وبإيقافه لـ8 مباريات وفرضت عليه غرامة مالية مقدارها 60 ألف دولار، بعد اتهامه بتوجيه كلام عنصري باتجاه مدافع مانشستر يونايتد الفرنسي باتريس ايفرا خلال مباراة الفريقين بالدوري المحلي في 15 أكتوبر (تشرين الأول) 2011.

ووقف ليفربول حينها إلى جانب لاعبه الأوروغواياني، واعتبر أن الاتحاد الإنجليزي كان «عازما» على إيجاد سواريز مذنبا، معتبرا أن المهاجم الأوروغواياني لم يحصل على جلسة استماع عادلة.

وفتح الاتحاد الإنجليزي حينها تحقيقه استنادا إلى التصريح الذي أدلى به ايفرا بعد المباراة مباشرة لقناة «كنال بلوس»، حيث أكد أن مهاجم أياكس أمستردام السابق وجه له إهانات عنصرية أكثر من 10 مرات في تلك المباراة.

وقال ايفرا حينها: «كنت منزعجا. لا يمكنك قول أشياء مماثلة في 2011. إنه يعلم ما قاله، الحكم يعلم ذلك أيضا، ستظهر الأمور إلى العلن. لن أكرر ما قاله، لكنها كانت كلمة عنصرية ورددها أكثر من 10 مرات. حاول أن يستدرجني. لن أضخم المسألة لكنه أمر مزعج ومخيب».

وعلق ليفربول على تصريح ايفرا حينها قائلا: «من المستغرب أن يتم تجريم لويس استنادا إلى كلمة باتريس ايفرا وحده، ولا أحد سواه في أرضية الملعب، بينهم زملاء ايفرا في مانشستر يونايتد، وجميع حكام المباراة الذين لم يسمعوا أي شيء من المحادثة المفترضة بين اللاعبين».

وشكك ليفربول بمصداقية ايفرا، قائلا: «نحن نعتقد أن الاتهامات الموجهة من قبل هذا اللاعب بالذات لا تتمتع بالمصداقية (كما كانت الحال في ادعاءاته السابقة التي لم يكن لها أي أساس من الصحة»، في إشارة منه إلى ما حدث عام 2008 بين ايفرا والطاقم الفني لتشيلسي، وما تبعه من قرار للاتحاد الإنجليزي الذي اعتبر أن شهادة المدافع الفرنسي «مبالغ فيها، ولا تتمتع بالمصداقية».

ويبدو أن المهاجم الأوروغواياني الذي زادت النقمة عليه بعد رفضه مصافحة ايفرا في المواجهة التالية بينهما في فبراير (شباط) 2012، ثم بلمسه الكرة بيده قبل تسجيل هدف الفوز لفريقه في يناير (كانون الثاني) الماضي في الدور الثالث من مسابقة الكأس أمام مانسفيلد، قد لا يحظى هذه المرة بمساندة النادي ومدربه الذي قال: «على الناس أن يتقبلوا الأمر عندما يخطئوا.. يجب أن يتقبلوا العواقب الناجمة عن أخطائهم».

ويتوقع أن يواجه سواريز، إيقافا طويل الأمد هذه المرة أيضا من قبل الاتحاد الإنجليزي.