المحكمة تعاقب اليوفي بسبب هتافات جماهيره العنصرية ضد بواتينغ

إبرا وسواريز ويوفيتيتش أبرز الأسماء المرشحة لارتداء قميص السيدة العجوز

TT

تتعدد الجوانب الغامضة فيما يتعلق بسوق الانتقالات الصيفية القادمة في نادي اليوفي، كما تتعدد الخيارات المتاحة أمام السيدة العجوز لدعم الفريق. ولن تتضح كافة التفاصيل والصفقات كالمعتاد إلا مع نهاية سوق الانتقالات رسميا في 31 أغسطس (آب) المقبل. لكن النادي بدأ بالفعل يتحرك في دائرة الإطار العام الذي وضعه لنفسه لدعم الفريق في الموسم القادم. وأول ما يحتاجه اليوفي هو نجم مميز يمكِنه من سد الفجوة التي تفصله عن «الفرق الأربعة» الكبرى في أوروبا بغض النظر عن أسماء هذه الفرق، بعد أن أظهر دوري أبطال أوروبا هذا الموسم عجز اليوفي عن مناطحة الكبار والوصول للدور قبل النهائي. ويعتبر إبراهيموفيتش وسواريز ويوفيتيتش هم أبرز النجوم المميزين المرشحين لارتداء قميص اليوفي في الموسم القادم.

وتلعب التصريحات في الوقت الحالي دورا كبيرا في تحديد ملامح التحركات المتوقعة في سوق الانتقالات القادمة. وكان أهم وآخر هذه التصريحات هو ما قاله إبراهيموفيتش نفسه مساء الأحد الماضي: «إنه شرف لي أن يهتم بي اليوفي لكنني أرتبط بعقد مع باريس سان جيرمان». وقال النجم السويدي بشأن اليوفي إنه «فريق مثلته في السابق وهو فريق كبير يقوم ببناء مشروع طويل الأجل. لكنني أنتمي حاليا لباريس سان جيرمان وما زالت هناك خمس مباريات قبل نهاية الموسم وأتمنى أن نصبح أبطال الدوري الفرنسي. وبعد ذلك سأحصل على إجازة طويلة لأنني أحتاج إليها». ولعل الأمر لا يبدو واضحا لكن المغزى الأساسي للجزء الأول من تصريحات إبراهيموفيتش هو أنه يدعو مَن يرغب في ضمه للحديث معه في هذه المسألة. وقد بدأت بالفعل المفاوضات بين نادي اليوفي وإبراهيموفيتش، ويجب الانتباه هنا لأننا نقول مع إبراهيموفيتش وليس مع نادي باريس سان جيرمان. ورغم راتب اللاعب السويدي الباهظ يبدو اليوفي مستعدا لضمه إذا وافق على تخفيضه بعض الشيء مثلما ورد ضمنيا في تصريحات بيبي ماروتا المدير التنفيذي للنادي: «إذا خفض إبراهيموفيتش راتبه فهناك الكثير من الأندية التي ستسعى لضمه». وعلى رأسها يأتي اليوفي.

ويدخل لويز سواريز ضمن اللاعبين الذين يمكنهم الإجادة مع اليوفي. وسنه الصغيرة (من مواليد 1987) وخصائصه الفنية (مهاجم بارع وقناص مميز) وشخصيته القوية وهامش التطور الكبير في أدائه يجعل منه محط أنظار اليوفي والكثير من الأندية الأخرى. ويمر لاعب الأوروغواي وليفربول الإنجليزي حاليا بفترة توتر جديدة بعد أن تم إيقافه ثلاث مباريات في الدوري الإنجليزي بسبب قيامه بعض إيفانوفيتش لاعب تشيلسي يوم الأحد الماضي، ووقع نادي ليفربول غرامة مالية على سواريز كما فتح الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم تحقيقا في الواقعة. وحاول نادي ليفربول رغم ذلك تهدئة غضب اللاعب حيث صرح النادي على لسان إيان آير المدير العام: «إن سواريز لاعب هام بالنسبة لنا ولن تكون لهذه الواقعة أي عواقب إلا في الجانب الانضباطي. لقد وقع سواريز خلال الصيف الماضي عقدا لمدة أربع سنوات ونتمنى أن يبقى معنا. فهو مهاجم كبير ويمتلك مقومات رائعة. وستكون مهمة روجرز المدير الرياضي لليفربول هي تهذيب بعض الجوانب في شخصيته». وتعتبر هذه التصريحات محاولة منطقية من مسؤولي ليفربول للتخفيف من آثار الواقعة على هذا المهاجم الشاب الذي تبلغ قيمته نحو 40 مليون يورو ويمتد عقده حتى عام 2018 فضلا عن أنه يحرز 30 هدفا في الموسم الواحد. ويأتي يوفيتيتش لاعب فيورنتينا في نهاية قائمة الترشيحات للعب في اليوفي، لكن هذا لا يعني أنه أقل مهارة ونجومية من اللاعبين الآخرين. والمؤكد هو أن اللاعب سيترك فيورنتينا بنهاية الموسم الحالي وهناك ميل من جانبه للعب في اليوفي لكن هذا الود والميل لا ينطبق على العلاقة بين الناديين. ولهذا يبدو أن إتمام هذه الصفقة يحتاج للكثير من الجهد والدبلوماسية. وثمة عدد آخر من اللاعبين يدخلون ضمن اهتمامات اليوفي مثل سانشيز (برشلونة) وموريل (أودينيزي لكن نادي أتلتيكو مدريد يسعى خلفه بقوة) وزازا (سمبدوريا) الذي يعتبر صفقة مثالية لخدمة مستقبل اليوفي. ومع مرور الوقت ونهاية الموسم بشكل رسمي سيتضح أي من هذه الصفقات يمكن أن يدخل حيز التنفيذ.

وبعيدا عن سوق الانتقالات ودروبها المعقدة والمتشعبة، وقعت المحكمة الرياضية يوم أول من أمس غرامة مالية قدرها 30 ألف يورو على نادي اليوفي «لقيام بعض مشجعيه في الدقيقة 26 من الشوط الأول بتوجيه بعض الهتافات التي تمثل تمييزا عنصريا ضد أحد لاعبي الفريق المنافس؛ ولقيام بعض جماهيره في الدقيقة الثانية من الشوط الثاني بتوجيه هتافات مسيئة ضد أحد لاعبي الفريق غير الموجود بالملعب». ووقعت هذه المخالفات في مباراة اليوفي والميلان حيث كان بواتينغ لاعب الميلان هو المقصود بتلك الهتافات العنصرية بينما كانت الهتافات المسيئة موجهة لبالوتيللي. والحقيقة أن هذه العقوبة تبدو غريبة للغاية لأن المدرج الجنوبي (لاكورفا سود) لجماهير اليوفي كان حريصا بشدة على عدم تجاوز القانون أثناء المباراة. وكانت هناك لافتة كبيرة كتب عليها: «لا للعنصرية، نعم للقفز». وهي ليست عبارة عنصرية بأي حال من الأحوال، فضلا عن أن اللافتة الأخرى التي كتب عليها «اقفز معنا يا ماريو بالوتيللي» لا يمكن تصنيفها هي الأخرى على أنها مسيئة. لكن تقرير المحكمة الرياضية لم يشر إلى ما تعرض له بواتينغ لاعب الميلان نفسه أثناء عملية الإحماء عندما اشتكى اللاعب الأسمر من مضايقات فردية من بعض الجماهير ولعل التقرير لم يتطرق لذلك لأنها كانت مجرد محاولات فردية من بعض المشجعين الحمقى. وينبغي التأكيد هنا على التصرفات المثالية لجماهير الألتراس الذين لم يشاركوا في أي هتافات أو أفعال غير مقبولة، وجاءت هذه الوقائع من بعض الجماهير التي تواجدت في أماكن أخرى من مدرجات إستاد اليوفي.