لاعبو يونايتد يحتفلون بالدوري الإنجليزي رقم «20» بقيادة فيرغسون «حاصد البطولات»

فان بيرسي يحصد أول لقب كبير له ويسطر اسمه بين أساطير مانشستر

TT

حسم مانشستر يونايتد لقب الدوري الإنجليزي لكرة القدم مبكرا وقبل أربع مراحل من نهايته بعد فوه الساحق على ضيفه أستون فيلا بثلاثية نجمه الهولندي الدولي روبن فان بيرسي في ختام مباريات المرحلة الرابعة والثلاثين من المسابقة.

ومع وصول مانشستر يونايتد، الذي فقد لقب المسابقة في الموسم الماضي في المرحلة الأخيرة بفارق الأهداف لصالح جاره مانشستر سيتي، للنقطة 84 متقدما عن سيتي الثاني بفارق 16 نقطة، أصبح لا يمكن لأي من منافسيه معادلته.

واحتفل مانشستر يونايتد بلقب البطولة بين جماهيره على استاد «أولد ترافورد» بمدينة مانشستر من خلال مهرجان أهداف يدين فيه بالفضل إلى مهاجمه الهولندي الخطير الذي رفع رصيده إلى 24 هدفا في صدارة قائمة هدافي المسابقة هذا الموسم بفارق هدف واحد أمام الأوروغوياني لويس سواريز مهاجم ليفربول.

ويستطيع مانشستر يونايتد تحطيم الرقم القياسي لعدد النقاط التي يحصدها أي فريق في موسم واحد بالدوري الإنجليزي إذا فاز في جميع المباريات الأربع الباقية له ورفع رصيده إلى 96 نقطة، بينما يستحوذ تشيلسي على الرقم القياسي الحالي ويبلغ 95 نقطة وتحقق في عام 2005.

وبعد أن فك عقدته وتوج بلقب الدوري الممتاز للمرة الأولى رغم وجوده في إنجلترا منذ 2004 أكد فان بيرسي أنه متعطش للمزيد بعد مساهمته بقيادة مانشستر يونايتد للقب العشرين.

ورغم مضي أقل من عام على انضمامه إلى مانشستر يونايتد استطاع روبن فان بيرسي أن يكتب اسمه بين أساطير ارتدوا قميص لعب النادي الإنجليزي. وكال المدرب اليكس فيرغسون المديح للاعب الهولندي بعد ثلاثيته في مرمى أستون فيلا، وقال المدرب الخبير إن «البصمة التي تركها فان بيرسي البالغ من العمر 29 عاما منذ انتقاله إلى النادي تضعه على قدم المساواة مع لاعبين عظام بالنادي، لقد سجل 24 هدفا في الدوري، أي ثلث عدد الأهداف التي سجلها الفريق إجمالا، ولن يكون تعبيرا من قبيل المبالغة إذا قلنا إنه لولا جهوده لاحتفظ الغريم مانشستر سيتي باللقب».

وعمل فيرغسون مع بعض من أفضل لاعبي كرة القدم في العالم على مدار 26 عاما أمضاها مع مانشستر يونايتد لكن الحصول على خدمات فان بيرسي كان واحدا من أفضل الإنجازات التي حققها في سوق الانتقالات الصيف الماضي.

وأشاد فيرغسون الذي فاز بثلاثة عشر لقبا للدوري الممتاز مع يونايتد منذ الإشراف عليه في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) 1986 بفان بيرسي بعد الدور الذي لعبه في حسم اللقب معتبرا أن أيا من اللاعبين الذي لعبوا سابقا تحت قيادته لم يؤثر على مسيرة الفوز باللقب بالقدر الذي أثر به المهاجم الهولندي رغم أهمية ما قدمه البرتغالي كريستيانو رونالدو خلال موسم 2007 - 2008 حين سجل 42 هدفا لفريق المدرب الأسكوتلندي، والدور الذي لعبه الفرنسي كانتونا في إحراز لقبي 1994 و1995 والنجوم المؤثرون الذين تركوا لمستهم مثل الآيرلندي روي كين وديفيد بيكام والهولندي رود فان نيستلروي والويلزي راين غيغز الذي توج هذا الموسم بلقبه الثالث عشر في الدوري الممتاز مع «الشياطين الحمر» وهو أمر لم يحققه أي لاعب في السابق.

وقال فيرغسون عن فان بيرسي: «أعتقد أنه كان له تأثير عظيم مثل كل اللاعبين الكبار الذين مروا على النادي، إيريك كانتونا كان لاعبا عظيما ترك تأثيرا كبيرا وكنت محظوظا جدا بوجود بعض المهاجمين الرائعين على مدار تاريخي ربما عشرة مهاجمين بارزين في النادي». وتابع: «توقعنا كثيرا من روبن نظرا لأدائه الاستثنائي مع آرسنال الموسم الماضي. تابعناه العام الماضي ورأينا أنه سينسجم مع الطريقة التي يلعب بها نادينا ولم يخيب أملنا أبدا».

ويحلم كل لاعب بتسجيل هدف مذهل يضمن لفريقه الفوز بلقب لكن لاعبين مميزين مثل فان بيرسي يملكون الرؤية والمهارة وهدوء الأعصاب لتحقيق هذا على أرض الواقع. وحول فان بيرسي الحلم إلى حقيقة بعد مرور 13 دقيقة من زمن المباراة أمام أستون فيلا عندما أحرز الهدف الثاني من بين ثلاثة أهداف هز بها الشباك في الشوط الأول.

ولعب فان بيرسي دورا مهما في ضمان اللقب ليونايتد على مدار الموسم بأكمله وليس في هذه المباراة فقط. ونال الهدف الثاني أمام أستون فيلا اهتماما كبيرا وأصبح ينافس على لقب الأفضل على الإطلاق في ملعب يونايتد.

وقد يكون الانتقال من فريق إلى آخر صعبا للغاية بالنسبة للغالبية العظمى من اللاعبين خصوصا إذا أمضوا الفترة التي أمضاها فان بيرسي مع آرسنال، لكن «أر في بي» كما يطلق على الهولندي، بدا كأنه لم يغير سوى القميص بانتقاله من «المدفعجية» إلى الغريم مانشستر يونايتد لأنه حافظ على المستوى الذي قدمه في الموسم الماضي بشكل خاص وتمكن من لعب دور هام جدا في المباريات التي خاضها مع «الشياطين الحمر» وقد توج جهوده بأفضل طريقة وأزاح الأوروغوياني لويس سواريز عن صدارة ترتيب الهدافين.

وقال فان بيرسي: «إنه شعور رائع، انتظرت لفترة طويلة لإحراز هذا اللقب، من الآن وصاعدا سيكون تتويجنا بلقب الأبطال معيارنا الجديد كل عام، نريد الفوز بالمزيد. نحن متعطشون أكثر من الموسم الماضي». وأضاف: «منذ اليوم الأول أدركت أن الجميع يريد اللقب وقمنا بعمل جيد. أريد الفوز مجددا، أريد الفوز بالمزيد من الألقاب. أريد الفوز بكأس إنجلترا، دوري أبطال أوروبا، كأس رابطة الأندية المحترفة. أريد الفوز بكل شيء ممكن».

وتابع: «هذه الكأس لنا جميعا – المدرب، الطاقم الفني، جميع اللاعبين، والجمهور كان مذهلا أيضا. كان رائعا تماما، شجعنا في كل مباراة إن كان على أرضنا أو خارجها، وبالتالي الفضل يعود له أيضا».

لقد شكك الكثيرون بقدرة فان بيرسي، 29 عاما، على النجاح في مغامرته الجديدة مع مانشستر وعلى تكرار ما حققه الموسم الماضي مع آرسنال حين سجل 38 هدفا في جميع المسابقات، مما جعله بين أفضل 5 هدافين في القارة العجوز إلى جانب الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو والكولومبي راداميل فالكاو والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش. لكن النجم الهولندي لم يتأخر في الرد على المشككين ومنذ موسمه الأول في «أولدترافورد» إذ سجل حتى الآن 28 هدفا في 44 مباراة.

«كان مذهلا بالنسبة لنا منذ وصوله. تحركاته واختراقاته مذهلة. يتطور من مباراة إلى أخرى»، هذا ما قاله فيرغسون عن فان بيرسي في منتصف الموسم، مضيفا: «من الصعب دائما أن تتعاقد مع لاعبين جدد لكن فريقا كبيرا (مثل مانشستر) لا يمكنه أن يبقى مكتوف الأيدي. عندما علمنا الصيف الماضي بأنه لن يمدد مع آرسنال قمنا بكل ما هو ممكن من أجل التعاقد معه، وقد ترك أثره سريعا».

وقال فيرغسون: «قال لي الفرنسي أرسين فينغر مدرب آرسنال، توقع أن ترى لاعبا أفضل مما تتخيل».

وتحدث فيرغسون عن الهدف الثاني الذي سجله فان بيرسي أمام أستون فيلا بتسديدة «طائرة» رائعة من خارج المنطقة قائلا بشكل مازح: «إنه هدف القرن». مضيفا «لا يهم أين يوضع هذا الهدف (من حيث الجمالية) لكنه ينضم إلى الأهداف الرائعة التي سجلها ديفيد بيكام وأولي غونار سولشكيار وكانتونا». ويبدو أن فان بيرسي وضع خلفه الفترة الصعبة التي مر فيها مؤخرا حيث فشل في إيجاد طريقه إلى الشباك خلال شهرين، إذ سجل 5 أهداف في المباريات الثلاث الأخيرة ودخل بقوة على خط الصراع على جائزتي الهداف وأفضل لاعب في الدوري الممتاز أيضا.

وتحدث فيرغسون عن هذه المسألة قائلا: «كان مذهلا. المستوى الذي قدمه في الأشهر الستة الأولى كان مذهلا. مر بفترة عجز فيها عن تسجيل الأهداف وكل لاعب يختبر أمرا من هذا النوع بين الحين والآخر. لكن عندما سجل ركلة الجزاء أمام ستوك سيتي (2 - صفر الأسبوع الماضي)، قلت لنفسي عاد إلى الحياة ثم كان خارقا أمام فيلا».

وقال فان بيرسي بعد إعلان خبر تركه لآرسنال والانضمام إلى «الشياطين الحمر» مقابل 32 مليون يورو، إن الطفل في داخله هو الذي أقنعه بالانتقال إلى «أولد ترافورد».. كان ذاك الطفل يصرخ مطالبا بـ«مانشستر يونايتد». ويبدو أن هذا الطفل كان مصيبا لأن النجم الهولندي نجح أخيرا في تحقيق حلم الفوز بلقبه الأول على الإطلاق على صعيد الدوري منذ أن بدأ مشواره مع فينورد روتردام عام 2001 مرورا بآرسنال الذي لعب في صفوفه بين 2004 و2012 لكنه لم يتوج معه سوى بالكأس المحلية عام 2005 والتي كانت اللقب الأخير لفريق فينغر منذ حينها.

وإذا كان فان بيرسي هو نجم المرحلة فإن فيرغسون يثبت يوما بعد آخر أنه الأسطورة التي يصعب تكرارها بين مدربي الدوري الإنجليزي.

ويعد فيرغسون المدرب الأكثر نجاحا في كرة القدم الإنجليزية حيث رفع رصيده من الألقاب إلى 49 لقبا مع الأندية دربها منذ أن بدأ مسيرته مدربا عاما 1974.

وحصد فيرغسون ثلاثة ألقاب للدوري الأسكوتلندي مع إبردين في 1980 و1984 و1985، أربعة ألقاب كأس أسكوتلندا في 1982 و1983 و1984 و1986، وكأس الرابطة الأسكوتلندية في 1986، ولقب كأس أوروبا للأندية أبطال الكؤوس في 1983، ولقب كأس السوبر الأوروبية في 1983.

ومع يونايتد حصد 13 لقبا للدوري الإنجليزي الممتاز في 1993 و1994 و1996 و1997 و1999 و2000 و2001 و2003 و2007 و2008 و2009 و2011 و2013. وخمسة ألقاب في كأس الاتحاد الإنجليزي أعوام 1990 و1994 و1996 و1999 و2004. وأربعة ألقاب في كأس رابطة الأندية الإنجليزية في 1992 و2006 و2009 و2010.

وعشرة ألقاب للدرع الخيرية في 1990 (مناصفة) و1993 و1994 و1996 و1997 و2003 و2007 و2008 و2010 و2011. ولقبين في دوري أبطال أوروبا في 1999 و2008، لقب بطولة أوروبا للأندية أبطال الكؤوس في 1991. ولقب كأس السوبر الأوروبية في 1991. ولقب كأس العالم للأندية بنظامها القديم في 1999، ولقب كأس العالم للأندية بنظامها الجديد في 2008.