الإعلام التايلندي: ماكودي دخل في مغامرة كبيرة بترشحه للرئاسة الآسيوية

الكاتب الرياضي سانغونساك قال إن مرشحهم فشل في إعادة هيبة كرة القدم لبلاده

TT

قبل أسبوع واحد على موعد انتخاب رئيس اتحاد كرة القدم الآسيوي الجديد خلفا للقطري محمد بن همام، ظهرت بعض الأصوات في وسائل الإعلام التايلاندية التي تصف دخول مرشح بلادها، ورواري ماكودي، بأنه مغامرة كبيرة، قد ينجح فيها وقد يخسر جميع مناصبه التي يشغلها حاليا، الخارجية منها والمحلية، إذا لم يتدارك الأوضاع.

وكتب كيتينان سانغونساك، الكاتب الرياضي التايلاندي، مقالا بصحيفة «تايلاند ذا نايشن»، يتحدث حول أهمية المرحلة المقبلة في مسيرة مرشح بلاده، ماكودي؛ كون فوزه برئاسة الاتحاد الآسيوي سيفتح له آفاقا واسعة في عالم كرة القدم، وفي المقابل قد يخسر العجوز التايلاندي المنافسة لصالح أحد المرشحين الغرب آسيويين، وبعدها قد يفقد مقعده برئاسة الاتحاد التايلاندي لكرة القدم، الذي ستجري انتخاباته في شهر يونيو (حزيران) المقبل.

وأبدى سانغونساك قلقه من تأثير فوز ورواري بمقعد رئيس اتحاد كرة القدم الآسيوي، على كرة القدم ببلاده، وقال: «لا يختلف اثنان على الخبرة الكبيرة التي يمتلكها ورواري؛ كونه يعرف دهاليز الاتحادات القارية والاتحاد الدولي، وليس من السهل أن يأتي رجل من دولة لا تملك تاريخا ولا حاضرا جيدا بكرة القدم، ويتبوأ منصبا رفيعا بالاتحاد الدولي، لكن في المقابل علينا الاعتراف بأن مسؤوليات ورواري الكثيرة بالاتحادين القاري والدولي، تمنعه إعطاء الاتحاد التايلاندي وقتا كافيا لإدارة أموره، وبالنظر إلى مركز منتخب تايلاند بالتصنيف العالمي الأخير للمنتخبات، نجده يحتل المرتبة الأربعين بعد المائة، وهذا يدل على أن كرة القدم ظلت بحالة ركود منذ تسلم ماكودي مقاليد الأمور بالاتحاد التايلاندي خلفا لفيجيت فيتكاو قبل ستة أعوام». ويضيف: «اهتمام ماكودي بالانتخابات الآسيوية، وتجاهله للقضايا المهمة بالاتحاد التايلاندي حاليا، مثل مستقبل مدرب المنتخب، الألماني وينفرد شايفر، قد يجعل المصوتين يمتنعون عن منحه أصواتهم، وقد يفقد منصب رئيس الاتحاد المحلي، وهو المنصب البالغ الأهمية بالنسبة لورواري».

ولم يتجاهل الكاتب المعطيات الإيجابية التي تحيط بحملة مواطنه في السباق نحو منصب رئيس الاتحاد الآسيوي، ويقول: «تحالف ماكودي مع بن همام منح الأول صوت الدول أعضاء الآسيان وأستراليا، وكذلك علاقته الوطيدة بالسريلانكي فيرونون مانيلال فيرناندو ستساعده على كسب أصوات دول جنوب آسيا، وبعد انسحاب الصيني زانغ جيلونغ من السباق، بات واضحا إلى أين سيتجه صوتا كوريا الجنوبية واليابان، نظرا للصراع الدائم على السلطة في عالم كرة القارة الصفراء بين الطرف الشرقي والآخر الغربي».

ويضيف: «مع وجود ثلاثة مرشحين من الخليج، فهذا يعني أن أصوات غرب آسيا ستنقسم بينهم، وهذا سيعطي ماكودي أفضلية واضحة عليهم».

وأشار الكاتب إلى ضبابية مشروع ورواري الانتخابي؛ كونه لم يتحدث عن خططه المستقبلية بعد رئاسة الاتحاد الآسيوي، خصوصا أنه محسوب على محمد بن همام الذي ربط اسمه بقضايا فساد، بينما أكد الشيخ سلمان آل خليفة عزمه على تنظيف اسم الاتحاد الآسيوي من القضايا التي ارتبطت به في الفترات الماضية، رغم كونه خارج دائرة بن همام، وربما يكلف هذا الأمر ماكودي المنصب القاري الذي لطالما وضعه هدفا ينبغي تحقيقه.

يذكر أن السعودي حافظ المدلج المرشح لرئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قال إنه ربما يقبل أن يكون نائبا للرئيس إذا فاز الإماراتي يوسف السركال بمنصب الرئيس مطلع الشهر المقبل. وتعثرت محاولات كثيرة لاتفاق العرب على مرشح واحد لمواجهة رئيس الاتحاد التايلاندي، لكن رغم ذلك فقد سبق أن أكد المدلج والسركال أن كلا منهما مستعد للانسحاب من السباق لصالح الآخر.

وقال المدلج في مقابلة مع قناة «الشارقة» الرياضية الإماراتية أمس الأربعاء: «ما لا يدرك كله لا يترك كله. بغض النظر عن علاقتي القوية بالسركال والشيخ سلمان، فإن الانتخابات لعبة مصالح».

وأضاف: «من الطبيعي أن نتحدث عن أن المصلحة السعودية هي فوز السعودية بمنصب الرئيس كحل أول، والحل الثاني هو نائب الرئيس. يوسف السركال من اليوم الأول لترشحه على اتصال بي وبالقيادات الرياضية السعودية، ودائما ما يؤكد الدور السعودي، وفي المقابل لم نسمع أبدا من الشيخ سلمان مثل هذه الأمور».

ويعتقد المدلج أنه في ظل هذه العلاقة القوية مع السركال يكون من غير المنطقي بالنسبة للسعودية أن تقف موقف الحياد في السباق؛ لكنه - في الوقت ذاته - أكد أن بلاده لا ترغب في الدخول في صراع مع أي دولة خليجية.

وذكرت تقارير أن المدلج اتفق مع السركال على أن ينسحب لصالحه في الأيام الأخيرة من الانتخابات مقابل حصوله على منصب نائب الرئيس. ويدرك المدلج أن الشيخ الكويتي أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي هو الداعم الأقوى لحملة الشيخ سلمان، ويعتقد أنه سيكون وراء فوزه أو خسارته؛ لكنه كان يتمنى منه الوقوف على الحياد.

وقال المدلج: «دور أحمد الفهد (في انتخابات الاتحاد الآسيوي) أكبر من دور الشيخ سلمان. إذا فاز سلمان فالفضل، بعد الله، يعود إلى أحمد الفهد، وإن خسر فالسبب الرئيسي سيكون أحمد الفهد». ولا يوجد رئيس دائم للاتحاد الآسيوي الذي يضم 47 عضوا منذ إيقاف القطري محمد بن همام مدى الحياة عن طريق الاتحاد الدولي (فيفا)؛ بسبب مزاعم فساد ورشوة. وينفي المسؤول القطري ارتكاب مخالفات.

ويتولى الصيني تشانغ جيلونغ المنصب بشكل مؤقت منذ مايو (أيار) 2011، وسبق أن أبدى رغبته في الترشح للبقاء في منصبه قبل أن يتراجع. وسيستمر الفائز في السباق على خلافة بن همام حتى 2015.\