كاميرون يتدخل لزيادة عقوبة سواريز.. واللاعب يشعر بأنه «مدمر»

رئيس رابطة مناهضة العنصرية في إنجلترا ينتقد تدخل رئيس الحكومة في الشأن الكروي

TT

شن رئيس رابطة مناهضة العنصرية في إنجلترا هجوما على اللجنة المستقلة التابعة للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، متهما إياها بالخضوع لضغوط ونفوذ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لرفع عقوبة لاعب فريق ليفربول لويس سواريز من 3 إلى 10 مباريات بعد أن أقدم المهاجم الأوروغوياني على عض لاعب تشيلسي برانيسلاف إيفانوفيتش خلال لقاء الفريقين الأحد الماضي.

وتأتي هذه الاتهامات في الوقت الذي أعرب فيه اللاعب عن أن عقوبة وقفه 10 مباريات قد دمرت مسيرته الكروية، فيما توقعت إدارة نادي ليفربول رحيل سواريز عن الفريق.

وتساءل اللورد أوسيلي رئيس رابطة مناهضة العنصرية في إنجلترا قائلا: «ألا يفترض أن تنظر القضية دون تدخل أرفع شخصية سياسية في البلاد لمحاولة التأثير على نتائج التحقيق في الواقعة؟». وانتقد ديفيد جيمس حارس مرمى إنجلترا السابق وغاري لينكر مهاجم المنتخب الإنجليزي السابق أيضا قرار اتحاد الكرة والانصياع للضغوط، مشددين على ضرورة وضع الاتحاد قائمة واضحة بالمخالفات والعقوبات المرتبطة بها، خاصة أن مخالفة مثل العض تم التعامل معها بحزم أكبر من العنصرية. وكان كاميرون قد مارس ضغوطا مكثفة على اللجنة لفرض عقوبة أكثر شدة على سواريز عندما اتصل باتحاد الكرة لجعل اللاعب الأوروغوياني عبرة لغيره بعد أن تعددت مشكلات سواريز. وقال اللورد أوسيلي: «إنها لجنة مستقلة يقوم الاتحاد بتعيينها، ينبغي أن تدار القضية عبر إجراءات واضحة ودون تدخل من رئيس الوزراء. هل يجوز لأرفع سياسي في البلاد بسط نفوذه على نتائج ما ينبغي أن يكون إجراء مستقلا؟». واستطرد اللورد أوسيلي قائلا: «ما كان يجب على رئيس الوزراء قوله هو أن اتحاد الكرة تقع على عاتقه مسؤولية تنظيم هذه الأمور، حتى تكون هناك عملية واضحة يدرك فيها الجميع طبيعة الجزاءات». وأضاف اللورد مشيرا إلى قضية قائد فريق تشيلسي جون تيري، الذي منع من اللعب لأربع مباريات لتوجيهه سبابا عنصريا: «لم أسمع بتدخل رئيس الوزراء في قضية جون تيري، على الرغم من الحرج الذي تسبب فيه قائد المنتخب لإنجلترا».

وأثارت عقوبة سواريز دعوات متجددة لإجراء إصلاح شامل لقانون الجزاءات في الاتحاد. وأضاف اللورد أوسيلي: «يجب أن تكون هناك مراجعة شاملة. إنه وضع مثير للسخرية، ينبغي أن تكون على علم بالجزاء قبل ارتكاب مخالفة ما».

وصدق حارس مرمى المنتخب الإنجليزي السابق، جيمس على كلام اللورد أوسيلي في تغريدة له على صفحته بالإنترنت: «ألا ينبغي على الاتحاد وضع قائمة بالمخالفات والعقوبات!». فيما قال لينكر في تغريدته أيضا: «عقوبة شديدة للغاية، ينبغي على الاتحاد أن يكون بالتالي أكثر قوة في كل القضايا، كالعنصرية والإساءات إلى الحكام وما شابهها».

من جهة أخرى، عبر نادي ليفربول عن خشيته من أن لا يلقى مهاجمه بعد هذه الواقعة معاملة عادلة من قبل الحكام وأن يدفعه ذلك إلى الرحيل عن الفريق نهاية الموسم الحالي. ويشعر سواريز أن عقوبة الإيقاف لعشر مباريات بعد عضه مدافع تشيلسي سيكون لها أثر «مدمر على مسيرته الكروية». فيما يحس الفريق أن المهاجم المثير للجدل سيسعى للرحيل عن النادي بعدما أخبر أصدقاءه في الأوروغواي أن معنوياته في الحضيض في أعقاب حكم اللجنة التأديبية للاتحاد الإنجليزي. ووفقا لهذا الحكم الذي أصدرته اللجنة المستقلة المشكلة من ثلاث شخصيات عقابا على عض مدافع تشيلسي، فإن سواريز سيغيب عن المباريات الأربع الأخيرة من الموسم ولن يرتدي قميص ليفربول قبل أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وكان سواريز قد اعتذر لإيفانوفيتش بشكل شخصي واعترف أنه ارتكب خطأ فادحا.

وزعمت تقارير صحافية في الأوروغواي أن وكيل اللاعب سواريز، بيري غوارديولا، شقيق جوسيب غوارديولا، المدير الفني السابق لنادي برشلونة، سيلتقي سواريز للحديث عن الترتيبات المستقبلية.

وتأتي العقوبة الحالية بحق اللاعب الدولي، الذي وقع عقدا جديدا لمدة أربع سنوات مع ليفربول بداية من الموسم الحالي، أطول من تلك التي وقعت عليه الموسم الماضي بعد إدانته بتوجيه ألفاظ عنصرية إلى مدافع مانشستر يونايتد باتريك إيفرا (8 مباريات).

وقال رافاييل بينيتيز المدير الفني لفريق تشيلسي الذي عمل مديرا فنيا لفريق ليفربول ست سنوات: «نحن نعلم أن ذلك كان خطأ. ولا نملك التعقيب على الحكم». وأضاف متحدث باسم تشيلسي: «إنه شأن خاص بليفربول والاتحاد، فربما يكون هناك استئناف، ونحن نرغب أن لا نتدخل في القضية». وقال غوردن تايلور، الرئيس التنفيذي لرابطة اللاعبين المحترفين: «أعتقد أن قرار اتحاد الكرة له شقان؛ هناك عقوبة، لكنها درس في الوقت ذاته للتأكد من عدم تكرار ذلك مرة أخرى. هذه العقوبة الرادعة تبعث برسالة قوية، لكن ما أود التأكيد عليه هي محاولة إعادة اللاعب وتأهيله إلى المسار الصحيح مرة أخرى والتأكد من خضوعه لبرنامج استشارة ملائم». وأضاف: «هناك أخصائي نفسي رياضي في ليفربول، آمل آن يقوم بجهد لتحسين الأوضاع مستقبلا». وفي ليفربول ساد إحساس بالظلم داخل أروقة النادي في أعقاب صدور الحكم، لكن أكبر مخاوف الإدارة تتمثل في الصحة العقلية لنجم الفريق وإمكانية رحيله عن النادي إذا استمر شعوره بالاضطهاد حتى وقت الانتقالات الصيفية. وينبغي على سواريز أن يحسم أمره بشأن استئناف الحكم، لكن عليه الانتظار حتى صدور قرار اللجنة مطبوعا. وعبر الرئيس التنفيذي للنادي، إيان آير، عن استيائه من الحكم قائلا: «أصاب اللاعب والنادي شعور بالصدمة والإحباط من شدة القرار.. سننتظر وصول القرار مطبوعا قبل اتخاذ أي إجراء».