رئيس نادي اليوفي: الكرة الإيطالية بحاجة إلى إصلاحات أساسية

كيلليني قال إنه لا ينبغي التراخي أو التقليل من شأن فريق تورينو اليوم

TT

إنها إحدى المرات القليلة التي تحتاج للحديث، فضلا عن الضيف أندريا انيللي الذي انغمس في مناقشات طويلة حول نادي اليوفي وكرة القدم وإيطاليا، عن محاور اللقاء وهو الصحافي الرياضي سيمون كوبر الذي ولد في أوغندا لأبوين من جنوب أفريقيا ونشأ في هولندا، وهو صاحب عمود في جريدة «فيننشال تايمز» ومؤلف كتب تقوم على تحليل العلاقة بين كرة القدم والمؤسسات («كرة القدم والسلطة»، تم نشره أيضا في إيطاليا؛ كرة القدم في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية). وخلال الحوار بين المتقاربين في العمر(انيللي صاحب الـ37 عاما وسيمون كوبر صاحب الـ43 عاما) بزغت هذه الصورة.

انطلق أندريا انيللي في حواره من الاعتبارات المتعلقة بنظام كرة القدم: «أسأل نفسي: هل كرة القدم الإيطالية نموذج طيب؟ الاستادات شبه نصف فارغة. وهناك أيضا عنف. الإجابة هي أن الكرة القدم الإيطالية حاليا ليست أفضل منتج ممكن تحقيقه». أما المحاور كوبر فهو يرى أن الكرة الإيطالية، ما بين الفساد والعنف والإقليمية والشلل في المؤسسات، هي صورة انعكاسية لدولة إيطاليا الحالية. ولكن هناك وقائع مثل غوتشي وفيراري ونادي يوفنتوس الذين يحاولون الهروب من الاضمحلال. ثم هنا ظهر فخر أندريا انيللي بما قدمته عائلته مع اليوفي: «مدة الـ90 عاما التي امتلكت فيها عائلتي نادي اليوفي هي أطول مدة في تاريخ الرياضة العالمية. اليوفي و(فيات) هما الشركتان الأكثر تأريخا لعائلتي. نادي السيدة العجوز هو بمثابة خطيبة إيطالية. المرأة التي يتمنى الجميع الحصول عليها. كون النادي لا يحمل اسم مدينة بعينها ساعدنا على تحقيق شعبية كبيرة وجعلنا أصحاب شهرة. لدينا 11 مليون مشجع. نحن مؤسسة قومية».

وأضاف رئيس نادي يوفنتوس: «فريق اليوفي الحالي يمثل قوة كبيرة. أشعر أنه أحد الأشياء التي صنعتها بيدي، بينما الفرق السابقة في النادي كنت ملاحظا لها فحسب». ثم ذكر كوبر فضيحة الكالتشوبولي وهبوط نادي يوفنتوس إلى دوري الدرجة الثانية وحينها أوضح انيللي قائلا: «كنا وقتها متهمين بارتكاب تصرفات غير رياضية، لا احتيال رياضي. لم يكن موجي فحسب هو من يتحدث إلى الحكام ولكن هناك أشخاص آخرون كثيرون. لقد أكدنا، من خلال العودة إلى مصاف الكبار، مدى قوتنا. لقد قررت عائلتي أن من الضروري عودة أحد منا للاهتمام بشكل شخصي بكرة القدم لأنه لم يكن من السهل العودة إلى المقدمة بعد أحداث عام 2006».

اليوفي عاد يحلق عاليا، ولكن الفوز أوروبيا سيكون مغامرة صعبة: «الدوري الإنجليزي يدر ثلاثة مليارات في الموسم الواحد من حقوق البث التلفزيوني، أما أرقامنا نحن فهي أقل من ذلك بكثير. أنا أحسد الدوري الإنجليزي على اللوحات المكتوبة باللغة الصينية. عائداتنا في الموسم المنصرم كانت 214 مليون يورو، أقل من نصف ما حققه ريال مدريد وبرشلونة. الدوري الإيطالي لم يعد يملك نصف أفضل لاعبي العالم، ولكنه بطولة تمريرية. أفضل نظام كروي ينبغي أن يكون مزيجا بين النظام الكروي الإنجليزي والألماني والإسباني: إنجلترا فيما يتعلق بنظام الاستادات وإسبانيا فيما يخص إدارة الحقوق التلفزيونية وألمانيا بالنسبة إلى نظام الرعاة. أما في إيطاليا فنحن متوقفون، منذ 10 أعوام ونحن نناقش قوانين الاستادات وهناك مشكلة التزوير التي لا تحل مطلقا».

المحاور كوبر ذكر أن الاقتصاد الإيطالي وصل في آخر 10 أعوام إلى مستويات هايتي وزيمبابوي. وتساءل إذا كان حقا النظام الإيطالي يسحب لأسفل نادي اليوفي، وكانت إجابة انيللي: «هذا صحيح. إيطاليا في حاجة إلى إصلاحات مؤسسية، والشيء ذاته بالنسبة إلى كرة القدم. أمام الحاجة إلى تغييرات كبيرة، نظل دائما متوقفين. لو وضعنا في الاعتبار ما حدث في آخر 60 يوما، مع بلد من دون حكومة ولا رئيس للدولة، سوف أحسد قرارات بريطانيا العظمى. نحن متوقفون على كافة الأصعدة».

من جهة أخرى، إذا كانت مباراة الديربي تتمتع بوجه ما، فعلى الأرجح سيكون ذلك الخاص بالمدافع كيلليني. اللاعب الذي يمنح الصفعات (واسألوا الخصوم) ويتلقاها (واسألوا عن إصابته في الأنف)، لكن دائما بولائه؛ اللاعب الذي عندما تراه يركض ضدك، تأتي إليك رغبة قوية في الهروب، لكنه بعد ذلك يتحدث بصوت رقيق وهو فتى بسيط وكريم؛ اللاعب الذي يعشق الفوز ويستمتع بالانتصارات لكنه ليس من النوع الذي يذل ويخضع خصومه. إذن، لم يكن صدفة أن هناك رسالة ذكية أتت بالتحديد من كيلليني حيث صرح بهذا الصدد قائلا: «وأملي هو أن يكون يوم الأحد بالفعل عيدا في الرياضة. وأتمنى أن تعيش كافة الجماهير المباراة كما ستحدث على أرض الملعب باحترام وتقدير متبادل. وربما ستمنح الصراعات الثنائية المحتملة صورة سلبية أن مدينة تورينو لا تستحق. وأنا أعيش هنا منذ سنوات كثيرة ولدي الكثير من الأصدقاء وكان هناك الكثير خاصة بعد مباراة الهدف الحاسم في مباراة الديربي في عام 2009، لكن لم يهِني أحد في الطرقات على الإطلاق؛ حيث يشعر المرء بالتنافس لكنه يعيشه بالطريقة المناسبة».

وإذا كان من المفترض أن يفوز فريق نابولي أمام بيسكارا، فمن الممكن أن تكون مباراة الديربي هي لقاء درع الدوري الإيطالي ويتابع حديثه قائلا: «لا أصدق.. يرغب فريق نابولي في ترسيخ قدمه بشدة في المركز الثاني. وعلى أي حال، ينبغي علي التركيز فقط على مباراة تورينو. وكانت المباراة في الدور الأول لفترة معقدة وأعتقد أن ترتيب الدوري الإيطالي خاص بالفرق الفذة التي تتمتع بتنظيم متميز. ويوجد خطآن لا ينبغي علينا ارتكابهما، فلا يتعين علينا التقليل من شأن الخصم مهما كان أو التراخي لأن الهدف قريب». فإذا كان الهدف قريبا للغاية على هذا النحو، فالفضل أيضا يعود إلى خط الدفاع الذي يتلقى القليل للغاية من الأهداف؛ حيث دخل شباك اليوفي ثلاثة أهداف فقط في السبع مباريات الأخيرة و20 هدفا في كل الموسم في الدوري. وعقب بهذا الصدد قائلا: «إن الصلابة تصنع الفارق وفي إيطاليا من يفوز دائما هو الفريق الذي يتمتع بأفضل خط دفاع، حتى وإن كان في الواقع أنه حديث أكثر اتساعا ينطوي دائما على عمل بعض القطاعات». إذن، لا أحد يغبط من يمتلك في خط هجومه لاعبين أفذاذا.