مصدر موثوق لـ «الشرق الأوسط»: المدلج ينسحب اليوم.. والسركال يطالب بالتحقيق في مزاعم أسترالية

صحافي الـ«غارديان» البريطانية اعتبر آل خليفة الأبرز للفوز بالرئاسة الآسيوية.. واتحادات الشرق تدعمه

TT

كشف مصدر موثوق أمس لـ«الشرق الأوسط» عن بيان محتمل اليوم الثلاثاء سيصدر عن المرشح السعودي الدكتور حافظ المدلج قد يتضمن انسحابه من سباق الرئاسة الآسيوية التي ستجرى يوم الخميس المقبل في العاصمة الماليزية كوالالمبور، مشددا على أن الانتخابات ستنحصر بين الإماراتي يوسف السركال والبحريني الشيخ سلمان آل خليفة والتايلاندي ماكودي واروي.

وأشار المصدر ذاته إلى أن مفاجآت كبرى ستنكشف في اليومين المقبلين اللذين يسبقان الانتخابات الرئاسية التي يتوقع أن يحضرها السويسري جوزيف سيب بلاتر الذي - حسب مصادر موثوقة - يدعم بقوة الإماراتي يوسف السركال في حملته الانتخابية رغم نفيه ذلك وأنه سيكون في الحياد ومع كل المرشحين.

ومع اقتراب ساعات الانتخابات الرئاسية بدا واضحا أن المرشحين يضغط بعضهم على بعض بخصوص من سيفوز، فضلا عن نزاهة الانتخابات، وهو ما حدا بالإماراتي يوسف السركال إلى التلويح بالاعتراض على نتيجة التصويت في حال خسر السباق وفاز على حسابه البحريني الشيخ سلمان آل خليفة الذي التزم الصمت في الأيام القليلة الماضية مع تزايد أنباء بأن قرارا محتملا قد يصدر من الاتحاد الدولي لكرة القدم عبر لجنة الأخلاق والقيم بتعليق انتخابه في ظل تزايد التهم الموجهة إليه من قبل وسائل إعلام أسترالية.

وطالب رئيس الاتحاد الإماراتي يوسف السركال، المرشح لرئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أمس الاثنين بالتحقيق في مزاعم شراء الأصوات ومسألة التدخل في التصويت التي ظهرت قبل أسبوع من الانتخابات المقررة في الثاني من مايو (أيار) المقبل.

وقال السركال في سنغافورة إن مزاعم «جادة» يتعين التحقيق بشأنها، محذرا من أنه قد يتقدم بالطعن في حال فشل في الحصول على منصب رئيس الاتحاد الآسيوي.

ولمح رئيس الاتحاد الإماراتي إلى شكاوى بأن المجلس الأولمبي الآسيوي حاول التأثير في انتخابات عام 2009 لمصلحة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، الذي يخوض السباق - حاليا - إلى الرئاسة.

وخسر سلمان بن إبراهيم انتخابات عضوية المكتب التنفيذي لـ«فيفا» عام 2009 بفارق صوتين (23 مقابل 21) أمام القطري محمد بن همام الذي كان رئيسا للاتحاد الآسيوي في حينها.

وقال السركال: «يجب أن نحقق في هذه المزاعم... وأدعو (فيفا) إلى التدخل، كما أدعو اللجنة التأديبية في الاتحاد الآسيوي إلى التحرك، فهذه المزاعم جادة». وتابع: «يجب أن يتم التحقيق في الأمر، وأنا كنائب لرئيس الاتحاد الآسيوي، وكمرشح للرئاسة، أدعو الهيئات المعنية بالتدخل والتحقيق لمعرفة من الذي يحاول التأثير والتلاعب في التصويت».

وكان موقع «إنسايد وورلد فوتبول» نشر قبل أيام تقريرا من مصادر عدة يتحدث عن تدخل المجلس الأولمبي الآسيوي في الانتخابات السابقة عام 2009، كما اتهم الشيخ سلمان بن إبراهيم بانتهاك حقوق الإنسان من خلال التعرض للاعبين في بلاده أثناء المظاهرات التي شهدتها البحرين قبل أكثر من عامين.

لكن رئيس الاتحاد البحريني نفى مزاعم شراء الأصوات وانتهاكات حقوق الإنسان التي نشرها التقرير وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا أدلة موثوقة» في تقرير موقع «إنسايد وورلد فوتبول»، كما استبعد «مزاعم توقيف وإساءة معاملة لاعبي المنتخب البحريني وإداريين خلال الاحتجاجات الدموية التي ضربت المملكة الخليجية عام 2011».

ويتنافس ابن إبراهيم مع السركال ورئيس لجنة التسويق في الاتحاد الآسيوي السعودي حافظ المدلج الذي قد يعلن انسحابه من السباق اليوم الثلاثاء، وعضو «فيفا» التايلاندي واروي ماكودي في انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي، بعد إبعاد القطري محمد بن همام عن مركز الرئاسة، بسبب اتهامات بالرشوة، كما يتنافس الشيخ سلمان مع القطري حسن الذوادي على عضوية المكتب التنفيذي لـ«فيفا» أيضا.

لكن السركال يرى أنه في موقع «قوي» ويعتقد أنه سيفوز بالانتخابات إذا ذهبت إلى الجولة الثانية من التصويت. كما أعرب المرشح الإماراتي عن قلقه بشأن انتهاك حقوق الإنسان بقوله: «أنا أؤمن بحرية التعبير».

من جهة أخرى، قال المدلج أيضا: «بالنسبة لي أتمنى أن تقرر آسيا بنفسها من دون تدخل لأي منظمة مثل المجلس الأولمبي الآسيوي أو الفيفا أو أي منظمة أخرى، فيجب أن يكون شأنا آسيويا».

من جهة أخرى، اعتبر جون ديوردن، الصحافي البريطاني المختص بشؤون كرة القدم الآسيوية بصحيفة الـ«غارديان» البريطانية الشهيرة وموقع «وورلد فوتبول إنسايدر»، أن المرشح السعودي حافظ المدلج غير معروف خارج منطقة غرب آسيا، ما قد يؤثر في فرص فوزه التي وصفها بالمعدومة مقارنة بالمرشحين الآخرين من المنطقة ذاتها، وهما الشيخ البحريني سلمان آل خليفة، والإماراتي يوسف السركال.

وقال ديوردن الموجود في كوالالمبور - حاليا - لتغطية الانتخابات الآسيوية، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»: «الحقيقة أن المدلج غير معروف خارج نطاق منطقة غرب آسيا، وهذا بسبب عدم قيامه بحملة انتخابية حقيقية لتعريف الآخرين بأهدافه التي يطمح إلى تحقيقها في فترته الرئاسية، وأعتقد أنه لا يملك أي فرصة في الفوز ما دام منافساه السركال وآل خليفة في السباق ذاته ولم ينسحبا حتى الآن».

وأجاب جون حول تأثير انسحاب المدلج - إن حدث - على فرصه المستقبلية بالاتحاد الآسيوي قائلا: «حافظ أدلى لي بحديث سابق حول عزمه الانسحاب قبل موعد الانتخابات، وعلينا الانتظار حتى يعلن هذا القرار. وفي حالة انسحابه من السباق الآسيوي، فهذا لن يؤثر في فرصه المستقبلية في الحصول على منصب بالاتحاد، لأنه لا أحد يعرفه خارج آسيا كما أسلفت، مع اقتناعي التام بأنه أضاع فرصة حقيقية لتعريف الآسيويين بنفسه، والحديث عن وجهة نظره تجاه القضايا المهمة التي تدور حول كرة القدم الآسيوية، وإذا أردت كشخص يقيم بالجزء الشرقي من آسيا اختبار قوة موقف المدلج بهذه الانتخابات سأطرح أسئلة مهمة تتعلق بخططه المستقبلية لتطوير كرة القدم والاتحاد الكروي في آسيا، والحلول التي يضعها لمعالجة المشكلات التي تعانيها الكرة الآسيوية، والإجابة هي: لا أحد من شرق آسيا يعرف ذلك». وأضاف الصحافي البريطاني: «المدلج لا يقوم بأي حملة انتخابية، هو ينتظر انسحاب المرشحين الخليجيين من السباق فقط».

وقلل ديوردن من تأثير وجود 3 مرشحين من منطقة غرب آسيا في حظوظ المنطقة في الفوز بمقعد الرئيس أمام مرشح وحيد من شرق آسيا، وزاد بقوله: «في الحالة الطبيعية، سيكون هناك تأثير، لكن لوجود واروي ماكودي من الطرف الشرق آسيوي، لا أعتقد أن على الغرب آسيويين القلق من هذا الأمر».

ولا يجد الخبير البريطاني مرشحا أقرب إلى المنصب من الشيح سلمان آل خليفة، ويقول: «حتى هذه اللحظة يسير الشيخ سلمان آل خليفة بشكل جيد، ستدعمه دول شرق آسيا، ولديه مؤيدون من منطقة جنوب القارة، ولهذا أنا أرشحه للفوز بمقعد الرئيس بعد غد، وهذه فرصته الأخيرة وعليه اقتناصها».

وبيّن جون أن سبب تفوق آل خليفة على السركال هو عدم اهتمام الأخير بالتسويق لحملته لدى دول شرق آسيا بالشكل الكافي، مواصلا حديثه: «يوسف شخص قضى وقتا طويلا في الاتحاد القاري، وعلاقته مع الإعلام أكثر من جيدة، نظرا لتعامله الجيد معهم وصراحته، ولكن أعتقد أنه كان من المفروض أن يسوق حملته بشكل أكبر لدى الدول الشرق آسيوية».

ويرى صحافي الـ«غارديان» أن الفترة الزمنية التي تفصل بين تعيين الرئيس الجديد والانتخابات المقبلة مطلع عام 2015 ستكون مهمة بالنسبة لمن يعتلي رأس الهرم الآسيوي، واختتم حديثه بالقول: «الرئيس الذي سيتم اختياره يوم الخميس سيكون أكثر قوة في انتخابات أستراليا 2015، لأن الأمر - في ذلك الوقت - سيكون أسهل عندما يرشح الشخص الذي يمتلك السلطة نفسه، وهو ما سيخدم الرئيس مهما كان اسمه».