منصور بن زايد يرصد 100 مليون دولار لتأسيس ناد للكرة في أميركا

الفريق الجديد سيكون مقره نيويورك وسيستفيد من نجاح تجربة مانشستر سيتي

TT

اقترب مالك نادي مانشستر سيتي الإنجليزي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان من توقيع صفقة بقيمة 100 مليون دولار (64.55 مليون جنيه إسترليني) لتأسيس فريق جديد يشارك في الدوري الأميركي لكرة القدم بداية من موسم 2016.

وكشفت صحيفة «ديلي مايل» البريطانية بأن الشيخ منصور أجرى محادثات لإطلاق ناد جديد في نيويورك، وأن الإعلان الرسمي عن توقيع العقد سيتم على هامش مباراة مانشستر سيتي وتشيلسي في نيويورك نهاية الشهر المقبل. ومن المتوقع أن يكون مقر النادي في ضاحية كوينز بمدينة نيويورك بالقرب من مقر نادي نيويورك ميتس للبيسبول وملاعب فلاشينغ ميدوز، حيث تقام منافسات بطولة الولايات المتحدة المفتوحة للتنس إحدى البطولات الأربع الكبرى، ورددت مصادر بأن الاسم المقترح للنادي سيكون «نيويورك سيتي إف سي».

ومن المتوقع أن ترتفع قيمة استثمارات الشيخ منصور في هذا النادي إلى 500 مليون دولار (322.7 مليون جنيه إسترليني)، نظرا لبعض التكاليف الأخرى، مثل بناء ملعب يستضيف تدريبات ومباريات الفريق.

وقد تم اختيار منطقة «كوينز» لتكون مقرا للنادي الذي قد يحمل اسم «نيويورك سيتي لكرة القدم»، بعد مناقشات مع ملاك نادي «نيويورك ميتس» للبيسبول لإعادة تطوير موقف السيارات في ملعب «سيتي فيلد».

ونتيجة للاعتراضات من جانب السكان المحليين للمنطقة، فإن القرار النهائي بشأن مكان النادي سوف يعتمد بصورة كبيرة على موافقة عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ، الذي سيترك منصبه بنهاية العام الحالي.

وعلى الرغم من امتناع مسؤولي مانشستر سيتي الإنجليزي عن الإدلاء بأي تصريحات بشأن نية الشيخ منصور الاستثمار في الدوري الأميركي، إلا أن هذا الاستثمار، في حال حدوثه، لن يكون له أي تأثير على استثمارات الشيخ منصور في الدوري الإنجليزي.

وسوف تكون هذه الخطوة مهمة للغاية للترويج للدوري الأميركي لكرة القدم، لأن وجود ناد أميركي يكون مملوكا ومدارا من قبل أحد أكبر الأسماء في كرة القدم الأوروبية سوف يكون له تأثير كبير وفوري على القيمة التجارية للدوري الأميركي.

وبالنسبة لنادي مانشستر سيتي والشيخ منصور، ينظر إلى هذه الخطوة على أنها وسيلة للاستثمار في منطقة لم تتعرض للغزو التجاري من قبل الأندية الأوروبية، علاوة على أن النادي الجديد سيتم استغلاله في الاستعانة بلاعبين شباب يتم صقل موهبتهم وخبراتهم حتى يكونوا جاهزين فيما بعد لتدعيم نادي مانشستر سيتي، كما يمكن أيضا للنادي الإنجليزي نقل بعض لاعبيه غير الأساسيين للنادي الأميركي لاكتساب الخبرة.

ونظرا إلى أن مانشستر سيتي يعد أحد الأندية المنضمة حديثا لعمالقة كرة القدم الإنجليزية والعالمية عقب الاستحواذ عليه من الشيخ منصور عام 2008، فقد وجد النادي أسواقا تجارية مربحة للغاية في آسيا وجنوب أفريقيا، وهي الأماكن التي دائما ما كان ينظر إليها على أنها حكرا على قوى تقليدية بعينها مثل مانشستر يونايتد وليفربول وتشيلسي وآرسنال.

ومع ذلك، فشلت المحاولات السابقة من جانب الأندية الكبرى لغزو السوق الأميركية، فعلى سبيل المثال، دخل نادي مانشستر يونايتد في شراكة مع نادي نيويورك يانكيز للبيسبول عام 2001، ولكن التجربة لم تكن مثمرة. وعلى الرغم من فشل مثل هذه التجارب والمحاولات، إلا أن نادي مانشستر سيتي قد لجأ لتلك الخطوة في إطار محاولاته للبحث عن إيرادات جديدة للتوافق مع قواعد اللعب المالي النظيف التي يطبقها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بداية من الموسم المقبل. وفي هذا الإطار، يدرس النادي الدخول في شراكات مع أندية في المكسيك والصين، وغيرها من البلدان الآسيوية.

وعلى الجانب الآخر، يبحث الدوري الأميركي لكرة القدم عن التطوير والانتشار بصورة أكبر خلال الفترة المقبلة، مع العلم بأن مدينة نيويورك الأميركية ليس بها فريق كرة قدم، ولذا فكر الشيخ منصور في الاستثمار في ناد في تلك المدينة.

وسيكون نادي مانشستر سيتي، مثله في ذلك مثل سباق جائزة أبوظبي الكبرى للفورميولا 1 في حلبة مرسى ياس، ومتحف غوغنهايم الذي يجري بناؤه في تلك الإمارة الصغيرة، مثالا عالميا على ما يمكن القيام به من قبل البلدان العربية الغنية.

وثمة أحاديث بأن نادي مانشستر سيتي يعد بمثابة ملكية خاصة للشيخ منصور، بدلا من كونه أداة في يد حكومة أبوظبي، علاوة على وجود خطوات تهدف إلى اعتماد النادي على نفسه من الناحية المالية وليس على ما يسمى بالبترودولار.

وكانت تقارير نشرتها صحيفة «الغارديان» قد أشارت إلى أن الشيخ منصور صرف أكثر من مليار جنيه إسترليني في مانشستر سيتي منذ أن استحوذ عليه عام 2008 ليصعد به إلى أندية النخبة.

وأشارت التقارير إلى أن 365 مليون جنيه إسترليني من أصل 930 مليون شكلت مداخيل النادي المباشرة، الأمر الذي يعني أن الإدارة أنفقت 565 مليونا إضافية بين موسمي 2008 - 2009 و2010 - 2011، موضحا أن استقدامات اللاعبين الجدد الصيف الماضي كلفته 53.6 مليون جنيه.

وأكدت المصادر أن النادي أنفق خلال الفترة نفسها أكثر من 390 مليون جنيه على أجور اللاعبين وباقي الموظفين و61.6 مليون جنيه على تجديد المنطقة القريبة من محيط النادي في مدينة مانشستر.

ولفت التقرير إلى صفقة الرعاية الضخمة التي وقعها سيتي مع شركة الاتحاد للطيران الإماراتية بقيمة 400 مليون جنيه والتي أسهمت في تعزيز نفقات النادي، إلا أن التقرير ذاته حذر في المقابل من أن سيتي وعددا كبيرا من الفرق الإنجليزية في الدوري الممتاز قد تجد نفسها عرضة لعقوبات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إذا فشلت في الامتثال للنظام المالي (للعب النظيف) المطبق منذ بداية الموسم المقبل والذي يمنع الأندية تجاوز نفقاتها لحجم المداخيل السنوية.

ويمثل نادي مانشستر سيتي قصة نجاح كبيرة منذ الاستحواذ عليه من قبل الشيخ منصور قبل أربعة أعوام ونصف العام، علاوة على أن محاولات الشيخ منصور لاقتحام كرة القدم الأميركية تعكس الهدف الحقيقي من الأجندة الرياضية لأبوظبي.

إن نظرة سريعة على ما قام به الملاك القطريون لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي منذ الاستحواذ عليه عام 2011 تعكس مثالا آخر على قوة امتلاك العرب للمؤسسات الرياضية الكبرى.