بعد اكتساح آل خليفة انتخابات الرئاسة الآسيوية.. الفهد: كنت سأقيم عزاء لو لم نجمع سوى 27 صوتا

مصادر قالت لـ «الشرق الأوسط» إن الصوت السعودي ذهب في اللحظات الأخيرة إلى الرئيس الجديد

TT

«سأقيم عزاء في حال حقق البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة 27 صوتا». كانت هذه الجملة قد ترددت في تصريح خاص للشيخ طلال الفهد الصباح رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم، قبل بدء العملية الانتخابية الخاصة بانتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم التي جرت أمس في العاصمة الماليزية كوالالمبور.

لا حديث في كوالالمبور وآسيا ومنطقة الخليج، أمس، سوى عن الفوز الساحق الذي حققه الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة في انتخابات الرئاسة، واكتساحه المرشحين بـ33 صوتا، مقابل 6 أصوات للإماراتي يوسف السركال، و7 أصوات للتايلاندي ماكودي واروري، وحقق ذلك في الجولة الأولى من تصويت الجمعية العمومية غير العادية أمس الخميس في كوالالمبور.

وفازت الأسترالية مويا دون بمنصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي بالتزكية، والفلسطينية سوزان شلبي عن غرب آسيا وهان أون من هونغ كونغ عن شرق آسيا بعضوية المكتب التنفيذي عن قارة آسيا، وخسر القطري حسن الذوادي منصب الترشح لعضوية المكتب التنفيذي لـ«فيفا» عن آسيا الذي ظفر به أيضا الشيخ سلمان آل إبراهيم. وقال إن خسارته في انتخابات عضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم عن قارة آسيا أمس الخميس في كوالالمبور لا تعني نهاية المطاف، وإن هذه التجربة سوف تؤسس للمستقبل والمرحلة المقبلة. ورفض الذوادي التعليق على نتيجة انتخابات الرئاسة، مشيرا إلى أن تركيزه كان منصبا على انتخابات عضوية المكتب التنفيذي لـ«فيفا».

وحول منافسته على الانتخابات مرة أخرى، بعد قرار «فيفا» إيقاف السريلانكي فيرنون مانيلال فرناندو 8 سنوات، قال الذوادي: «كل الاحتمالات واردة، وسنعمل على دراستها».

ورغم ثقة طلال الفهد بالفوز الساحق، فإن مراقبين للعملية الانتخابية قالوا أمس لـ«الشرق الأوسط» إن انقلابا كبيرا حدث في النتائج، إذ لم يتوقع أشد المتشائمين من الحاضرين والمتابعين أن تكون نهاية الانتخابات بهذا الشكل، الذي اعتبره كثيرون كارثيا بحق السركال، وإن كان متوقعا جدا لماكودي.

وهنأ الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز، الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية، الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم، بمناسبة فوزه بمنصب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للفترة حتى عام 2015 وفوزه بمقعد المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم، عقب الانتخابات التي أجريت في ماليزيا، وتمنى للشيخ سلمان آل خليفة التوفيق في قيادة الاتحاد الآسيوي ولجانه لما فيه نماء ورقي كرة القدم الآسيوية.

وبدت تغريدة «تويترية» لافتة للرئيس الآسيوي السابق، القطري محمد بن همام، الذي قدم العزاء لقارة آسيا بفوز سلمان بن إبراهيم آل خليفة، مشددا على أن كرة آسيا ستلحق بنظيرتها اليد تنظيميا وأداء، في إشارة إلى أن أحمد الفهد يرأس اتحاد كرة اليد الآسيوي.

وبدا السؤال الأبرز أمس في أروقة فندق ماندرين أورينتال بكوالالمبور ومواقع التواصل الاجتماعي في «تويتر»: إلى أين ذهب الصوت السعودي، خاصة أن الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب، كشف في تصريحات كثيرة عن أن صوت السعودية سيذهب إلى يوسف السركال، خاصة أن مصالح كبيرة ستأتي من ذلك، من بينها أن السعودي الدكتور حافظ المدلج سيكون نائبا لرئيس اتحاد القارة، فضلا عن تنظيم السعودية كأس آسيا عام 2019. لكن كثيرين شددوا أمس على أن أحمد عيد صوت لسلمان آل خليفة، على اعتبار أنه وصف برنامجه الانتخابي بالأقوى، وأن من فاز هو الأجدر والأكفأ.

وحسب مصادر موثوقة في الاتحاد السعودي لكرة القدم، فإن الأخير صوت لمصلحة البحريني سلمان آل خليفة ضد يوسف السركال، وذلك في انقلاب كبير في العملية الانتخابية التي كان مفترضا أن تتم. وحسب المصادر ذاتها، فإن اتصالات من المسؤولين الرياضيين السعوديين عشية الانتخابات الرئاسية الآسيوية أبلغت أحمد عيد بالتصويت لآل خليفة.

وكان واضحا أن الصوت السعودي ذهب إلى سلمان، في ظل تأكيد أحمد عيد أن المرشح البحريني الفائز بالانتخابات كان يملك الملف الأقوى وأنه الأجدر بالكرسي.

وبات الشيخ سلمان، بالتالي، الرئيس العربي الثاني الذي يتبوأ هذا المنصب الرفيع، بعد القطري محمد بن همام الذي أوقف مدى الحياة بسبب اتهامات بالرشوة في انتخابات «فيفا» عام 2011. كما بات الرئيس الحادي عشر للاتحاد الآسيوي.

وستكون مدة ولاية الشيخ سلمان في رئاسة الاتحاد الآسيوي سنتين حتى عام 2015 لإكمال الولاية السابقة لابن همام.

وصوت 46 اتحادا، بعد أن سمحت الجمعية العمومية لبروناي بالتصويت، في حين أن اتحاد جزر ماريانا الشمالية العضو الجديد، لم يتح له فرصة المشاركة في الانتخابات.

حضر الجمعية العمومية لانتخابات اتحاد كبرى قارات العالم من حيث المساحة الجغرافية والعدد السكاني، رئيس «فيفا» السويسري جوزيف بلاتر، والفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي.

وكان الشيخ سلمان بن إبراهيم رفع شعار «آسيا المتحدة»، وقال بعيد فوزه بالانتخابات: «أنا فخور وسعيد بانضمامي إلى أسرة كرة القدم الآسيوية»، مضيفا: «سئلت في الماضي: لماذا أخوض الانتخابات مجددا؟ وقلت إن مهمتي هي إعادة توحيد الاتحاد الآسيوي، والآن أبدأ المهمة رئيسا لهذا الاتحاد».

وأضاف: «قلت لكم إنني لم أكمل مهمتي، وأدعوكم إلى أن تكونوا جزءا منها، وأدرك جيدا أن الاتحاد الآسيوي في الفترة المقبلة يحتاج رئيسا قويا وقائدا قويا لاتخاذ قرارات مناسبة تعيد إليه هيبته وبريقه وسمعته، سنطوي الصفحة ونتطلع إلى المستقبل، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الأسرة الآسيوية».

من جهته، قال يوسف السركال بعد خسارته: «أهنئ الشيخ سلمان، فالانتخابات لن تؤثر في علاقات الدول وعلاقات المسؤولين. لقد خضنا الانتخابات ونحن نعرف حق المعرفة أننا قد نفوز وقد نخسر، فالخسارة واردة، ومثلما كنا سنفرح بالفوز، فإننا نقبل الخسارة. إنها مسيرة الحياة، واعتبر التصويت قد اتسم بالشفافية والحيادية، وأيضا الموضوعية. لقد خضنا انتخابات شريفة ونعرف تماما أن الخسارة والفوز واردان، ولا أظن أن الخسارة ستؤثر في مسيرتي الرياضية، وأنا ما زلت رئيسا للاتحاد الإماراتي لكرة القدم، وهو اتحاد مرموق له مكانته في آسيا، ولدينا رهانات كبيرة سنخوضها، بالإضافة إلى أنني ما زلت نائبا لرئيس الاتحاد الآسيوي وأمامنا مسؤوليات، وسنعمل مع بعض لإنجاح كرة القدم في آسيا».

وأضاف السركال: «صراحة، توقعت أن تكون الأصوات الانتخابية أكثر بكثير من العدد الذي حصلت عليه، وهي ستة أصوات، وهي لا تمثل حتى منطقة غرب آسيا؛ ولكن يبدو أن الطرف الآخر اجتهد بشكل أكبر واستعد أكثر. وفي نهاية المطاف، هذه هي ظروف الانتخابات، وعلينا أن نقبلها».

وعن تأثير الخسارة في مستقبله الرياضي، قال السركال: «لا تأثير في مستقبلي الرياضي، فأنا ما زلت رئيسا للاتحاد الإماراتي الذي له مكانته في آسيا، وما زلت نائبا للرئيس في الاتحاد الآسيوي. أمامنا مشوار كبير ومسؤوليات وعمل للمصلحة العامة، وأنا والشيخ سلمان صديقان ومن بلدين شقيقين».

وعن الشيخ أحمد الفهد، قال: «إنه رجل فاضل وكريم، وتربطنا به علاقة جيدة. هذه منافسة، هو اختار الصف الآخر، وهذا حق مشروع، ونحن مسؤولون عن لاعبين وعن قطاع كبير من الشباب، ويجب أن نكون قدوة لهم، لأنه في المنافسة الشريفة لا يجب الغضب أو الحقد».

وأكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري، جوزيف بلاتر، أن الديمقراطية في كرة القدم قد حضرت، وأن الكرة الآسيوية هي المستفيدة من هذه العملية الديمقراطية.

وقال بلاتر في تصريحات بعد فوز الشيخ سلمان بن إبراهيم بمنصب رئيس الاتحاد الآسيوي: «أهنئ الشيخ سلمان على هذا الفوز الكبير الذي ينم عن عمل كبير طوال الفترة الماضية».

وأضاف: «أتمنى التوفيق له، ولفريق العمل في الاتحاد الآسيوي الذي أمامه تحديات كبيرة في الوقت الحالي والمقبل». ولفت إلى أن الاتحاد الآسيوي أصبح أكثر قوة وتماسكا: «وهذا ما كنا نرجوه، لأن هناك رئيسا بالأغلبية».

وأضاف قائلا: «التعاون سيكون أكثر مع الكرة الآسيوية بعد هذه العملية الديمقراطية، ويجب أن يكون هناك تشديد على الأمور التي تسيء إلى سمعة الكرة في كبرى قارات العالم».

وزاد: «الأهم أن يكون هناك احترام لإرادة الناخبين، وإتاحة الفرصة له ولفريقه للعمل والتغيير وتحقيق التطور المنشود للكرة الآسيوية».

وعن الاتحادين الدولي والآسيوي، ختم قائلا: «أعتقد أن التعاون سيكون مثمرا مع الشيخ سلمان الذي أعرفه جيدا، وأتمنى له النجاح والتوفيق، أنا أعرف الكرة الآسيوية وقيمتها وحاجتها إلى تجديد العمل والتحديات، و(فيفا) سيتعاون معها بكل تأكيد».

من جهته، قال رئيس الاتحاد السعودي أحمد عيد: «أهنئ أخي وزميلي الشيخ سلمان على تفوقه».

وتابع: «المملكة العربية السعودية جزء مهم من القارة الآسيوية، وعليه فإن السعودية ستقدم عناصر جديدة في المرحلة المقبلة، ليس على نطاق الاتحاد الآسيوي فقط؛ بل على نطاق الاتحاد الدولي، وبدأنا تقديم هذه العناصر».

وأضاف: «برنامج الشيخ سلمان الانتخابي كان على مستوى أفضل، وحضوره - أيضا - في الفترة الماضية كان أكثر تميزا. وبالتالي، أعتقد أن النتيجة كانت مستحقة، وأريد التأكيد مرة أخرى أن صوت السعودية ذهب إلى من يستحقه».

وأكد: «نحن أبناء منطقة واحدة، ونسعى إلى تطوير منطقتنا رياضيا، وليس هناك خاسر بعد هذه الانتخابات؛ لأن الجميع يسعون إلى التطوير والبناء».

وعما إذا كان حافظ المدلج ما زال يحظى بدعم السعودية في انتخابات 2015، قال عيد: «ما زال الدكتور حافظ المدلج يحظى بعضوية المجلس التنفيذي، ونسعى - إن شاء الله - أيضا إلى منح الفرصة لشباب آخرين في اللجان، وسنسعى إلى تحقيق مبتغانا في 2015».