الحوسني يقود الأهلي لفوز ثلاثي مثير في ربع نهائي كأس الملك للأبطال

المهاجم العماني منح المدرجات الخضراء «الأمان» بشكل نسبي قبل مباراة الرد في الرياض

TT

قاد المهاجم العماني الخطير عماد الحوسني فريقه الأهلي لفوز كبير ومهم على النصر 3-1 أمس في المواجهة التي جمعتهما في ذهاب ربع نهائي كأس الملك للأبطال على ملعب الشرائع بمكة المكرمة، وذلك بتسجيله هدفين (25، 47) وتسببه في ضربة سجلها برونو سيزار في الدقيقة 11؛ ليمنح الاطمئنان للمدرجات الخضراء قبل لقاء الرد في الرياض في 8 مايو (أيار) الجاري.

وكان إبراهيم غالب سجل هدف النصر بعد مرور 7 دقائق من انطلاقة الشوط الثاني، ورفض المنتقل من الاتحاد محمد نور تقليص الفارق وتسجيل نتيجة إيجابية على أرض الخصم عندما أضاع ضربة جزاء لصالح النصر في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي للمباراة.

وعلى عكس السائد في مثل هذه المواجهات الحساسة، انخرط الفريقان في تحد مبكر وسط رتم سريع مع ثواني المباراة الأولى، وجاء أول خطأ في اللقاء عند الدقيقة 3 نفذه البرازيلي برونو سيزار، لتسفر عنه أول فرصة خطرة في اللقاء، وحرص الأهلاويون على استغلال عاملي الأرض والجمهور من خلال هجمات متتالية يقودها الثنائي تيسير الجاسم وسيزار.

وطالب قائد الأهلي تيسير الجاسم بضربة جزاء على اعتبار أن الكرة التي مررها اصطدمت بيد مدافع النصر، ولكن في الدقيقة الثامنة احتسب حكم المباراة عبد الرحمن العمري ضربة جزاء بعد تعرض العماني عماد الحوسني لدفعه من الخلف، من قبل المدافع عبد الله مادو. وتمكن البرازيلي سيزار من تنفيذ الكرة بشكل صحيح معلنا الهدف الأهلاوي الأول في الدقيقة 11.

النصراويون منذ منتصف ربع الساعة الأول من اللقاء، شعروا بخطورة الضغط الأخضر، ليبدأوا بالرد من خلال هجمات متعددة، وتنسيقات من منتصف الملعب بقيادة نجم الفريق الجديد محمد نور الذي لقي تفاعلا كبيرا من قبل الجماهير في أول لقاء له مع الفريق، كما واصل حسين عبد الغني غزوه المتواصل من الجهة اليسرى. وبدا أن رد النصراويين الهجومي أعاد لاعبي الأهلي لأداء دور دفاعي أكثر، في مواجهة هجمات نصراوية متتالية عابها انحصارها في منتصف ملعب الأهلي بعيدا عن خطورة واضحة على المرمى، باستثناء هجمة هي الأخطر للنصراويين احتسبت تسللا على البرازيلي رافاييل.

ومع مرور نصف الساعة الأول من الشوط، بدأ الهدوء تدريجيا يعود للفريقين، غيره ردة فعل سريعة من عماد الحوسني مهاجم الأهلي الذي استغل خطأ فادحا من الدفاع النصراوي بعد أن أهمل الأخير تمريرة طويلة من تيسير الجاسم، لحق بها الحوسني الذي يبدو أنه فوجئ بمواجهته لمرمى عبد الله العنزي حارس النصر، في ظل غفلة الدفاع النصراوي، وسجلها بكل ثقة هدفا أهلاويا ثانيا في الدقيقة 25، وسط محاولات جادة من عبد الله العنزي الحارس النصراوي الذي لا يتحمل كلا الهدفين، خصوصا بعد اجتهاده الكبير.

استمرار الهجوم الأهلاوي أصاب الدفاع النصراوي بارتباك واضح، وأسفر عن أخطاء فردية، كالكرة التي أعيدت خطأ لمرمى عبد الله العنزي. في المقابل حاول قائد النصر حسين عبد الغني الاستفادة من خبرته بالإشارة لزملائه في أكثر من موقف لتهدئة اللعب بهدف امتصاص حماس الأهلاويين. وتهيأ لعبد الغني ما أراد وزاد على ذلك تهيؤا أكثر منها تسديدة خطرة في داخل منطقة الجزاء من محمد السهلاوي، نجح في صدها ياسر المسيليم الذي لم يواجه هجمات بقدر ما لقيها نظيره عبد الله العنزي الذي اجتهد كثيرا في إصلاح أخطاء زملائه المدافعين في أكثر من واقعة. ولكنه عجز عن ذلك في الدقيقة 47 عندما أضاف عماد الحوسني الهدف الثاني له والثالث لفريقه، بتسديدة قوية، مستفيدا من تمريرة سهلة مقننة لتيسير الجاسم.

ومع مطلع الحصة الثانية من اللقاء، بدا حرص النصراويين على التعويض السريع من بداية الوقت، وأضاع محمد السهلاوي كرة هدف محققة بعد تلقيه تمريرة ذكية من حسين عبد الغني، ليسددها ضعيفة في يد الحارس الأهلاوي المسيليم.

وتواصلت الهجمات الصفراء في ظل حيوية كبيرة للمهاجم البديل حسن الراهب الذي شكل مصدر إزعاج للدفاع الأخضر من خلال هجمات سريعة، ورغم الهدوء النسبي للأهلاويين في الجانب الهجومي، فإن غفلة الدفاع النصراوي استمرت، بأخطاء فادحة لاح أثرها في الكثير من الهجمات الخضراء بفعل هجمات مرتدة.

ومن تمريرات بطيئة بين الثلاثي عبد الغني ونور والسهلاوي، تمكن إبراهيم غالب في الدقيقة 57 من تسجيل الهدف الأول لفريقه بتسديدة قوية من منتصف ملعب الأهلي، وهو ما زاد بصورة تدريجية الثقة لدى النصراويين في ظل حركة دؤوبة من قبل حسن الراهب، وتغذية مستمرة بتمريرات عرضية من عبد الغني الذي شكل جبهة نصراوية بمفرده.

ومع انحسار واضح في الدور الهجومي الأهلاوي توالى الضغط الأصفر، ومرر نور لعبد الغني كرة خطأ في منتصف الملعب سددها الأول قوية مرت بجانب القائم.

وبعد مرور 20 دقيقة من الشوط الثاني استمر الأهلاويون على أسلوب التغطية الدفاعية والاعتماد على الهجمات المرتدة، في ظل شبه ارتياح لحصيلة الأهداف. واجتهد البديل عبد الرحيم الأهلاوي في أداء واجبات هجومية، دون مساندة واضحة من بقية زملائه في خط المقدمة، في مقابل اندفاعات نصراوية متكررة حول منطقة المنتصف الأهلاوي؛ ليتهيأ أكثر خطأ نصراوي خطرا.

وفي الدقيقة 90 أضاع محمد نور فرصة تسجيل اسمه في أول لقاء مع الفريق النصراوي، عندما أضاع ضربة الجزاء التي سددها على يمين المسيليم الذي نجح في صد الكرة، ويعدها هجمة مرتدة لفريقه استفاد منها منصور الحربي في التسديد المباغت، ولكن عارضة المرمى كانت بالمرصاد، ليضيع هدف شبه مؤكد.

وفي الوقت الأخير من اللقاء تبادل الفريقان هجمات مرتدة سريعة غلب عليها عدم الدقة، وعامة مالت الحصة الثانية لحذر أهلاوي ومحاولة المحافظة على التقدم، مع اجتهاد نصراوي في تعديل النتيجة.