أبدى السويسري جوزيف سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم تعجبه من عدم قدرة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على استثمار الشركات في قارته، مشددا على أنه يجب على الأعضاء الـ47 أن يعرفوا أن 50 في المائة من إيرادات «فيفا» تأتي من قارة آسيا حيث شركاته العملاقة المنتشرة في دوله الكبرى.
وطالب بلاتر في كلمته أمام الجمعية العمومية الآسيوية العادية التي عقدت أمس في كوالالمبور والتي ترأسها للمرة الأولى البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة بعد انتخابه الخميس الماضي رئيسا للاتحاد الآسيوي لكرة القدم بـ33 صوتا مقابل 7 أصوات للتايلاندي ماكودي واروري و6 أصوات للإماراتي يوسف السركال وطالب بضرورة أن توحد القارة الآسيوية نفسها وأن تعود قوية لأنها مهمة على الصعيد الدولي.
من ناحيته قال الشيخ سلمان آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، إنه «حان الوقت لإعادة توزيع الأموال على الاتحادات الأهلية لأنها بحاجة إلى مزيد من الدعم»، مشددا على أنه دقت ساعة العمل والسعي نحو توحيد آسيا وتطويرها وإعادة النظر في كثير من القرارات المهمة التي كانت غير واقعية في سنوات مضت. وأضاف: «أنا سعيد بالوقوف أمام الأعضاء الـ47 وسأعمل ما بوسعي للارتقاء باللعبة».
وشهد اجتماع العمومية غيابا إماراتيا عم الحضور؛ إذ خلت طاولة الاتحاد الإماراتي المخصصة لغياب يوسف السركال الخاسر الأكبر في الانتخابات أمام آل خليفة كما لم يحضر أي عضو آخر وهو ما يعطي انطباعا عن حالة الصدمة الإماراتية من الخروج من الانتخابات بهذا العدد المخيب لآمال وتطلعات الشارع الرياضي الإماراتي.
كما شهد الاجتماع اعتراضا لنحو 3 مرات من الشيخ أحمد الفهد الصباح الذي حضر مبكرا لاجتماع الجمعية العمومية؛ إذ خرج في المرة الأولى وتحدث أمام الأعضاء عن ضرورة دعم اتحادات سريلانكا وطاجيكستان وقيرقستان، كما طالب بلاتر بضرورة دعم اتحاد الكونكاكاف قبل أن يتداخل للمرة الثالثة رافضا مقترحا باكستانيا ينص على منح رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أحقية أن يكون نائبا لرئيس «فيفا» مباشرة، وهو ما اعترض عليه الفهد الذي بدأ أولا في رفع راية الاعتراض ليتحدث مباشرة مع الاتحادين السعودي والقطري عن ضرورة الرفض مثله ليفعلا بعدها ما رآه؛ لينتهي الأمر برفض المقترح بتصويت 35 معترضا من الاتحادات من أصل 46 اتحادا. مداخلات الشيخ أحمد الفهد أظهرت قدرته على إدارة الاتحادات حتى أثناء انعقاد الجمعية العمومية؛ حيث طالب - حسب مقربين منه - القطريين والسعوديين برفض المقترح الباكستاني ليسيرا معه في الاتجاه نفسه لاحقا.
وناقش المجتمعون في الجمعية العمومية بعض التعديلات على النظام الأساسي للاتحاد كما قرروا فصل لجنة التسويق والمالية لتكون لجنتين. وكشف عضو المكتب التنفيذي الآسيوي رئيس لجنة التسويق في الاتحاد الآسيوي الدكتور حافظ المدلج ميزانية الاتحاد وما وصلت إليه الحالة التسويقية في السنوات الأخيرة؛ إذ بدأت عام 2000 الماضي بنحو 64 مليون دولار قبل أن تصل إلى 97 مليون دولار عام 2003 ثم قفزت إلى 175 مليون دولار عام 2008 فيما بلغت حتى نهاية عام 2012 الماضي 288 مليون دولار.
وأوضح السعودي المدلج أنه يتوقع أن ترتفع إيرادات تسويق برامج الاتحاد الآسيوي وبطولاته إلى ما يزيد على 500 مليون دولار بحلول عام 2016 المقبل، وكشف عن أن اللجنة ستنفق نحو 24 مليون دولار على كأس أمم آسيا في أستراليا عام 2015.