بعد الحصول على درع الدوري.. فيرغسون ومالكو يونايتد يخططون للاحتفاظ باللقب لسنوات أخرى

يواجهون منافسة شرسة في سوق الانتقالات من سيتي وتشيلسي

TT

بعدما حصل نادي مانشستر يونايتد على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة العشرين في تاريخه، بدأ المدير الفني للشياطين الحمر السير أليكس فيرغسون التفكير في تدعيم صفوف فريقه حتى يتمكن من مواصلة المنافسة على البطولات والألقاب خلال السنوات المقبلة، عقب نجاحه في «تحويل الحلم المستحيل إلى حقيقة»، كما قالت إحدى اللافتات التي تشيد بالمدير الفني الاسكوتلندي القدير.

وما إن ضمن السير أليكس فيرغسون الحصول على اللقب، حتى بدأ يفكر في تدعيم صفوف فريقه، وثمة تقارير تشير إلى وجود مفاوضات مع نجم بروسيا دورتموند الألماني روبرت ليفاندوفسكي، ونجم نادي بنفيكا البرتغالي إيزيكيل غاراي. وذكرت بعض التقارير أن البولندي ليفاندوفسكي الذي قاد بوروسيا دورتموند الألماني إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بتسجيله رباعية في ذهاب نصف النهائي أمام ريال مدريد الإسباني (4-1)، يعتبر من أولويات فيرغسون للموسم المقبل لكن صحيفة «الصن» البريطانية كشفت أن العملاق الألماني بايرن ميونيخ تفوق على يونايتد وحصل على خدمات هذا اللاعب المميز.

وسبق لفيرغسون أن أعرب عن رغبته في الحصول على توقيع مهاجم بوروسيا دورتموند، لكن اللاعب البولندي المقدر سعره بـ25 مليون جنيه إسترليني على وشك التوقيع لبايرن لمدة خمسة أعوام بحسب «الصن». ونفى بايرن الذي حسم لقب بطل الدوري الألماني وبلغ نهائي الكأس المحلية ونهائي دوري أبطال أوروبا، صحة الأخبار التي تحدثت عن توقيعه عقدي اتفاق مع ليفاندوفسكي. وفي الوقت نفسه ذكرت صحيفة «بيلد» الألمانية أن فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد الإسباني لكرة القدم التقى مع ليفاندوفسكي لإقناعه بالانضمام إلى النادي الملكي. وأشارت الصحيفة إلى أن المقابلة جرت عقب مباراة الريال ودورتموند في إياب المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا في مدريد. وبالإضافة إلى بايرن ميونيخ ومانشستر يونايتد وريال مدريد، ارتبط اسم ليفاندوفسكي الذي سجل هذا الموسم 34 هدفا بينها 10 في دوري أبطال أوروبا، أيضا بتشيلسي.

والشيء الواضح هو أن مانشستر يونايتد لن يقف مكتوف الأيدي في ظل محاولات مانشستر سيتي لتدعيم صفوفه بشكل قوي لسد الفجوة بين الناديين والتي ظهرت بشكل واضح للغاية خلال مباريات الموسم الحالي الذي غرد فيه مانشستر يونايتد منفردا في صدارة الترتيب من دون منافسة قوية من بقية الفرق. وقد يبدو من الغريب الحديث عن حاجة مانشستر يونايتد للتدعيم بعد أيام قليلة من حصوله على بطولة الدوري الإنجليزي، ولكن هذه هي الميزة الكبرى في شخصية فيرغسون والتي مكنته من قيادة الفريق للحصول على 13 بطولة للدوري. وعن ذلك، يقول النجم المخضرم ريان غيغز: «مفتاح نجاح المدير الفني يكمن في كيفية نجاحه في تطوير أداء اللاعبين الشباب، والسير أليكس فيرغسون دائما ما يتطلع للقيام بذلك». في الحقيقة، لا يتوقف كل شيء على الصفقات وانتقالات اللاعبين فحسب، وخير مثال على ذلك ما يقدمه نادي مانشستر يونايتد ورؤية مديره الفني الثاقبة في اختيارات اللاعبين، فلم يمنعه عامل السن من التعاقد مع النجم الهولندي روبين فان بيرسي لأنه رأى أنه يتمتع بالذكاء الكروي والتكتيكي والتحرك الواعي داخل المستطيل الأخضر. ويقوم فيرغسون بالمزج بين عناصر الخبرة المتمثلة في بول سكولز وغيغز وفرديناند، وبين عناصر الشباب التي يتقدم مستواها بمرور الوقت مثل كريس سمولينغ وفيل جونز، الذي يرى فيرغسون أنه سيكون «أفضل لاعب» في النادي.

ويتعين على فيرغسون أيضا علاج مشكلة خط الوسط، التي يعاني منها الفريق من آن لآخر على مدار عدة سنوات ولكنها لم تمنعه من الحصول على لقب جديد للدوري الإنجليزي الممتاز، على الرغم من الأداء المميز لمايكل كاريك وتوم كليفرلي وإن كان الأخير يعاني من تذبذب وعدم ثبات في المستوى. وكان فيرغسون قد أعلن أن النادي قد قضى الأشهر الأربعة الماضية في وضع اللمسات النهائية على خطط التعاقد مع اللاعبين الذين يحتاج الفريق لجهودهم في المرحلة المقبلة من أجل الدفاع عن لقب الدوري الإنجليزي الممتاز. وأكد فيرغسون في وقت سابق على أن عائلة غليزر الأميركية المالكة للنادي مستعدة للتعاقد مع لاعبين من العيار الثقيل. وأبلغ فيرغسون الصحافيين أنه «بعد التحدث مع عائلة غليزر أعتقد أن لديهم رغبة كبيرة في الدفاع عن اللقب». وأضاف: «ربما نحتاج إلى لاعبين آخرين. إذا وجدنا لاعبا يناسب المعايير التي وضعناها فإننا سنسعى للتعاقد معه بغض النظر عن عدد اللاعبين الموجودين معنا بالفعل». وعلى الرغم من المنافسة الشرسة في سوق الانتقالات من قبل تشيلسي ومانشستر سيتي، فإن فيرغسون أكد على أن خططه لتدعيم صفوف الفريق تسير بشكل جيد، مضيفا: «نتمنى أن يكون اللاعبون الذين سنتعاقد معهم خلال العام القادم أو نحو ذلك بالمستوى الذي نحتاجه. إننا ننافس بقوة في سوق انتقالات اللاعبين. صحيح أننا لسنا تشيلسي أو مانشستر سيتي من الناحية المالية، ولكننا منافسون أقوياء. نقوم بدراسة الصفقات التي يحتاج إليها الفريق على مدى الأشهر الثلاثة أو الأربعة الماضية، وندرس الصفقات التي يمكنها أن ترفع من مستوى الفريق أو تساعده على البقاء في مستواه الحالي».

وفي ضوء احتمالات بيع كل من أندرسون وناني واعتزال بول سكولز والشكوك التي تحوم حول مستقبل واين روني مع الفريق، فمن المرجح ألا يكون ليفاندوفسكي (إذا تم التعاقد معه) هو الصفقة البارزة الوحيدة التي يعقدها فيرغسون، الذي توصل بالفعل لاتفاق بشأن الحصول على خدمات نجم نادي كريستال بالاس ويلفرد زاها مقابل 12 مليون جنيه إسترليني.

وتوقع المدرب الاسكوتلندي موسما أكثر صعوبة في البطولة القادمة خاصة إذا عاد البرتغالي جوزيه مورينهو مدرب ريال مدريد إلى تشيلسي. وأضاف: «تشيلسي سينافس بالقطع بقوة الموسم المقبل. يملك بعض اللاعبين الرائعين ويبدو أنه سيستعيد خدمات مورينهو».