ديفيد مويز علامة مميزة في إيفرتون لا يمكن تعويضها

أثبت أنه أحد أفضل المديرين الفنيين في الدوري الإنجليزي

TT

أثبت المدير الفني لنادي إيفرتون ديفيد مويز أنه أحد أبرز المديرين الفنيين في الدوري الإنجليزي الممتاز، رغم أنه لم ينجح في حجز مكان بين رباعي القمة بالدوري الممتاز الإنجليزي وضمان بطاقة التأهل لدوري الأبطال الموسم المقبل.

إلا أن مويز نجح في جعل الفريق ندا لأهل القمة، ولولا بعد الحظ لحصد مكانا أفضل من المركز السادس، خصوصا أنه حصد نقاطا مهمة من فرق قوية مثل مانشستر يونايتد المتوج بطلا ومانشستر سيتي حامل لقب الموسم الماضي وليفربول.

وكان لمويز محطات مهمة هذا الموسم، فقد تغلب على آثار الخروج من كأس الاتحاد الإنجليزي بعد الهزيمة الثقيلة أمام نادي ويغان أتليتك بثلاثية نظيفة، ليفوز بعدها مباشرة على حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز مانشستر سيتي بهدفين دون رد، على الرغم من أن الفريق قد لعب معظم شوط المباراة الثاني بعشرة لاعبين فقط.

ومن الناحية الخططية، فلطالما تفوق مويز على الكثير من المديرين الفنيين وأثبت دهاءه الكروي في أكثر من مناسبة، كما حدث خلال مباراتيه أمام مانشستر يونايتد عام 2012 عندما نجح في إرباك خطط الشياطين الحمر عن طريق تغيير مركز مروان فيلاني والاستفادة من انطلاقاته في المساحات الخالية. وفي مباراته أمام مانشستر سيتي، قام مويز بتغيير مركزي بينار وميرالاس ليتسبب في مشكلة أخرى لحامل لقب البطولة الماضية الذي دائما ما يعتمد على مدافعيه بابلو زابليتا وألكسندر كولاروف، ولكن مويز نجح في إيقاف خطورتهما تماما.

ويرى مويز أن الهزيمة القاسية أمام ويغان بالكأس كانت نقطة مهمة لإفاقة اللاعبين من غفوتهم وقال لجمهور النادي عقب تلك المباراة: «تم إبلاغ اللاعبين بشكل واضح بأن الهزيمة أمام ويغان غير مقبولة. لقد فقدنا الإرادة والعزيمة التي يجب أن نتحلى بها ونحن ندافع عن قميص النادي».

في الحقيقة، تعكس هذه التصريحات مدى احترام، وربما خوف، اللاعبين من المدير الفني الاسكوتلندي، وهو ما بدا واضحا خلال الأداء القوي الذي قدمه الفريق في المباراة التالية أمام مانشستر سيتي على الرغم من طرد ستيفن بينار بعد مرور ساعة من عمر اللقاء.

ولا يجلس مويز مطلقا على مقاعد البدلاء ويظل واقفا يصرخ في لاعبيه بقوة على الرغم من الإفراط في ذلك في بعض الأحيان ليطالبهم بالقتال على الكرة، وهو ما ينعكس كثيرا بالشكل الإيجابي على لاعبيه.

ويبدي مويز سعادته بالمستوى الرائع الذي وصل إليه صانع ألعابه البلجيكي مروان فيلاني والذي دائما ما يتألق في المواعيد الكبرى مثل زملائه النيجيري فيكتور أنيتشيبي أو ليون عثمان أو النجم الآيرلندي شيموس كولمان، ودارون غيبسون، الذي نجح مويز في الفوز بخدماته في صفقة لم تكلف إيفرتون سوى مليوني جنيه إسترليني من مانشستر يونايتد، ليصبح أحد أبرز نجوم الفريق. ولكن الشيء المؤكد هو أن مويز قد نجح في إعادة فيلاني إلى الطريق الصحيح وأشعل حماسه من جديد هذا الموسم.

ولا يتوقف المدير الفني الاسكوتلندي عن الحركة داخل المنطقة المخصصة له بجوار خط المرمى، ودائما ما يخرج ورقة صغيرة ليدون عليها الملاحظات التي سيمليها على لاعبيه بين شوطي المباراة.

ونادرا ما مر إيفرتون بمرحلة من البحث عن الذات تحت قيادة مويز، فبعد الهزيمة المذلة أمام ويغان عبر البعض عن إحباطه وامتعاضه من مستوى الفريق، في الوقت الذي شكك فيه البعض الآخر من قدرات مويز نفسه، وكانت هناك وجهة نظر ثالثة ترى أن مويز بحاجة إلى الاستعانة بلاعبين جدد لتدعيم صفوف فريقه، ولكن عقب الفوز على مانشستر سيتي، وصف مويز فريقه بأنه «أفضل فريق لإيفرتون تحت قيادته»، مشيرا إلى أن الفريق قدم كرة قدم ممتعة نالت إعجاب عشاقه ومحبيه في كل مكان. في الحقيقة، بات نجوم الفريق يستحقون المشاهدة، ولا سيما عثمان وغيبسون وليتون بينز وبينار وفيلاني وميرالاس وأنيتشيبي، علاوة على النجم المصاب فيل جاجيلكا، الذي تألق تحت قيادة مويز وانضم لصفوف المنتخب الإنجليزي.

ما يقدمه مويز يوضح أنه صاحب قدرات عالية وأنه لم يحصل على التقدير المناسب من البعض، وأنه يوجه رسالة لمنتقديه بصفة عامة بأنهم «يتعين عليهم الحذر» وهم يقللون من شأنه.

ولم يوقع مويز على عقد جديد مع النادي حتى الآن، ربما لأنه يريد أن ينتظر لرؤية ما سيحدث في الأندية الأخرى خلال الصيف، وربما لأنه يريد أن يضغط على إدارة النادي حتى تخصص مقابل مادي أكبر للتعاقد مع لاعبين جدد لتدعيم صفوف الفريق، ولكن الشيء المؤكد هو أن إيفرتون سوف يخسر كثيرا إذا ما رحل مويز.

ودافع مويز عن تاريخه الطويل مع النادي، قائلا: «خلال العشرة مواسم الماضية لم ننه الموسم خارج أول عشرة مراكز سوى مرتين فقط، أما في العشرة مواسم السابقة فكان الفريق دائما ما يكافح من أجل البقاء في الدوري الإنجليزي، ربما باستثناء عام واحد». ويرى النقاد أن انتصار إيفرتون على مانشستر سيتي كان له تأثير كبير على شكل البطولة التي حسمها مانشستر يونايتد، ويعلق مويز على تلك المباراة قائلا: «لم أرَ الفريق يلعب بهذا التحدي والصمود منذ 11 عاما»، وفي إشارة إلى أنه هو من أحضر لاعبين أصحاب شخصية قوية وأن الهزيمة أمام ويغان لم تكن سوى انحراف عن المسار الصحيح بشكل استثنائي وأنها لا تعني وجود مشكلات داخل صفوف الفريق.

واعترف مويز أنه يتمنى تحقيق نفس النجاح الذي حققه المدير الفني القدير هوارد كيندال مع النادي في الثمانينات من القرن الماضي. ويفتقد النادي النجوم ذات الأسماء اللامعة مثل أندي غراي وغاري لينكر، ولكنه يتغلب على ذلك بالاعتماد على كرة القدم الجماعية التي يقدمها الفريق والتي لا تعتمد على لاعب بعينه. وأشاد مويز بـ«الاستقرار» الذي يتمتع به النادي، مشيرا إلى أن مجلس إدارة النادي «سوف يواجه مشكلات مالية إذا ما قام بتغيير المدير الفني باستمرار أو إذا ما قام بتغيير اللاعبين على فترات قصيرة». وتلقي تصريحات مويز الضوء على السياسة التي يتبعها النادي، كما تعد بمثابة تذكير لأولئك الذين ينتقدون السياسة الحالية للنادي بأن مجلس الإدارة يحاول جاهدا ترشيد النفقات حتى لا يواجه مشكلات مالية.

في الواقع، يعد إيفرتون محظوظا للغاية لأنه يملك مديرا فنيا بقدرات وشخصية مويز الذي لم تقف العقبات الكثيرة دون نجاحه.