كونتي: لا أريد موسما جافا.. وأتطلع للفوز بدوري أبطال أوروبا

جماهير اليوفي احتفلت مع اللاعبين بتحقيق درع «الكالتشيو» الثانية على التوالي

TT

احتفل نجوم يوفنتوس، أول من أمس (الأحد)، وسط جماهيرهم الغفيرة، وذلك بعد أن نجح الفريق الإيطالي في حسم لقب «الكالتشيو» قبل 3 جولات من نهاية البطولة بعدما تمكن من الفوز على ضيفه باليرمو بهدف دون رده، سجله التشيلي ارتورو فيدال من ركلة جزاء في الدقيقة 59. ليرتفع رصيد اليوفي إلى النقطة 83 في الصدارة، وبفارق 11 نقطة عن أقرب منافسيه نابولي، بينما تجمد رصيد باليرمو عند النقطة 32 في المركز الـ18. وهكذا أهدى فريق السيدة العجوز جماهيره الدرع الإيطالية رقم 29 رسميا في تاريخ النادي (يذكر أن هناك بطولتين تم سحبهما من الفريق بسبب فضيحة الكالتشوبولي)، والثانية له على التوالي. وفور انتهاء المباراة اندلعت الاحتفالات في استاد اليوفي وداخل غرفة خلع ملابس الفريق، وفي جميع أنحاء مدينة تورينو.

اللقب المحلي هذا الموسم لم يكن موضع شك مطلقا بالنسبة لنادي اليوفي وجماهيره، فالفريق يتربع في الصدارة منذ الجولة الأولى، فضلا عن تحقيقه 9 نتائج إيجابية في آخر 10 مباريات ومنها ثمانية انتصارات متتالية. وقد صرح عقب المباراة المدرب انطونيو كونتي، الذي يحمل سجله التدريبي على مدار 5 مواسم الصعود مرتين لدوري الدرجة الأولى وبطولتين محليتين: «لقد قمنا بشيء غير عادي. حصيلة جيدة، أليس كذلك؟ أنا فخور بأبنائي. إنه فوز الجميع، أود أن أقول شكرا إلى الفريق وإلى الطاقم الفني وإلى إدارة النادي، وبالأحرى إلى أندريا انيللي. نقطة التحول في الفريق؟ الخسارة أمام الإنتر أيقظتنا. أهدي هذه البطولة بشكل خاص إلى عائلتي التي طالما كانت إلى جواري خلال فترة الإيقاف».

جماهير اليوفي تعشق زعيمها، ولكن هل سيظل كونتي في قيادة الفريق خلال الموسم المقبل؟ تظل الشكوك حائمة حول هذا الأمر، وتدعمها أيضا تصريحات كونتي الصادقة التي صدرت في الأيام الماضية: «نحن في حاجة إلى سوق انتقالات مهمة حتى ننضج أكثر».

جدير بالذكر أن مدرب الفريق يطالب على الأقل بمهاجمين كبيرين وعملية إحلال وتبديل لـ6 إلى 7 عناصر من الفريق الحالي: «أنا أود الفوز، وأعمل من أجل ذلك. هدفي الآن هو حمل بطولة دوري أبطال أوروبا إلى إيطاليا. وبالتأكيد يروق لي تحقيق ذلك مع اليوفي». ولكن هذا الهدف يقترب من حدود المستحيل إذا لم تقم إدارة نادي السيدة العجوز بسبق الوقت المحدد وتنفيذ الاستثمارات المرتقبة لصيف عام 2014. ومن أجل هذا يطالب كونتي إدارة النادي بتوعية الجماهير والإعلام بالموقف: «وضوح كبير على كل الجوانب، أنا لا أبيع الهواء ولن أبيعه مطلقا. لا أود التقليل من شأن من حققناه. على مدار موسمين تم بذر وإعادة كتابة مشروع. الفكرة الأولية لهذا المشروع كانت هي تسوية الديون ومحاولة العودة إلى بطولة الدوري الأوروبي في الموسم الأول، وبعدها التأهل المباشر لدوري أبطال أوروبا هذا الموسم، ثم الفوز بالدرع الإيطالية عام 2014. حسنا، ولكن على العكس وصلت الدرع الإيطالية مرتين على التوالي في أول موسمين واليوم العجز في الديون بات عند الحد الأدنى. كل هذه الأمور لم يتم التأكيد عليها بشكل سليم، بل سمعت انتقادات ثقيلة بعد الإقصاء أمام بايرن ميونيخ في ربع نهائي تشامبيونز ليغ. كان يبدو وكأني قد أخطأت في كل شيء، على الرغم من أننا كنا نلعب أمام أقوى فريق أوروبي حاليا».

ويدرك كونتي جيدا أن الموسم المقبل: «سننطلق محليا أكثر لحصد الدرع، وعلى المستوى الأوروبي كل خطوة غير صحيحة سيتم رؤيتها على أنها إخفاق. المشكلة أن الفجوة بيننا وبين منافسينا (الميلان والآخرين) ليست كبيرة، على العكس فأنا لا أرى اختلافات مهمة على الجانب الفني، الفجوة في الواقع عقلية وتتعلق بثقافة العمل والضراوة البدنية. أنا أحمل بداخلي مودة كبيرة لأندريا انيللي وأقدره كثيرا، بفضله تمكنت من تحقيق حلمي؛ تدريب اليوفي والفوز مع الفريق الذي أعشقه من قلبي. وعليه، سنقوم بالتقييمات اللازمة بهدوء شديد».

ربما تشهد الساعات القليلة المقبلة هذا اللقاء المرتقب بين المدرب وإدارة اليوفي، ولكن هل يقبل كونتي بمشروع على غرار مشروع بروسيا دورتموند؟ «اليوفي ليس بروسيا. أنا أحترم كثيرا هذا النادي الألماني وقد خسرت أمامه أيضا نهائي دوري أبطال من قبل، ولكن التاريخ والتقاليد مختلفة. هنا في اليوفي من الصعب القبول بموسم دون بطولات بينما في بروسيا لا يزال بإمكانها إنهاء الموسم بلا أي بطولة، وبفارق 20 نقطة عن بايرن ميونيخ، هذا كله دون التعرض لانتقادات. ولكن أنا نفسي سأجد صعوبة في القبول بموسم جاف. لقد انزعجت بعد الإقصاء من دوري الأبطال وذهبت لمتابعة مباريات نصف النهائي تحديدا لفهم المستوى الحقيقي لتلك اللقاءات. لا يروق لي أن أكون شخصا لطيفا وخاسرا، أكرر، أتمنى الفوز بدوري أبطال أوروبا؟ مع اليوفي؟ احتمال أجل».

الفضل في ذلك يرجع دائما إلى تصديات بوفون، البطل دائما، الذي صرح عقب لقاء باليرمو: «لقد نزعنا عن أنفسنا حملا، لو أمكن قول ذلك. منذ بداية الموسم منذ شهر يوليو (تموز) ونحن نحمل تلك المسؤولية على عاتقنا، بعد الفوز بالدرع الموسم الماضي لم يمكن لدينا سوى أن نخسره. كان لدينا الأمر بالفوز ولو كنا أنهينا الموسم في المركز الثاني لتذمر البعض. لقد كنا رائعين في إدارة الموسم في بعض المراحل، وإن قمنا بالقفزة الحاسمة في نهاية الموسم».

يذكر أن بوفون وكونتي كانا معا في الخامس من مايو (أيار) 2002، عندما نزع اليوفي عن الإنتر اللقب المحلي: «في ذلك اليوم احتفلنا معا أنا وكونتي، وكان يوما من أسعد أيام اليوفي، لأنه كان غير متوقع، ولكن بغض النظر عن كل شيء كان أنطونيو يعرق جيدا كطيف سيصبح مستقبله وما عليه أن يفعله.. إنه شخص ذكي».