«الساحر» ميسي يعود لينقذ برشلونة.. وفيلانوفا إلى نيويورك للعلاج مجددا

رئيس ريال مدريد يناشد الجميع بالتوحد للخروج من الأزمة التي تواجه النادي

TT

ربما لم يستعد بعد مستواه المعهود وما زال يعاني من مشكلات الإصابة التي طاردته على مدار نحو شهر وحرمته من المشاركة مع الفريق في مباريات حاسمة، ولكن المهاجم الأرجنتيني الفذ ليونيل ميسي أكد مجددا على الهوة الواضحة بين مستوى برشلونة الإسباني مع وجود ميسي ومستوى الفريق الكتالوني في غياب النجم الأرجنتيني الرائع.

وأكدت التجربة مجددا أن برشلونة يبدو فريقا مختلفا تماما من دون ميسي وأن أي محاولات للتعتيم على هذه الحقيقة لن تفلح.

وكانت مباراة الفريق أمام ضيفه ريال بيتيس في المرحلة الرابعة والثلاثين من الدوري الإسباني نموذجا واضحا لتأكيد هذه الحقيقة حيث قاد ميسي الفريق بمهارة إلى الفوز 4 / 2.

وقبل نزول ميسي بعد نحو عشر دقائق من بداية الشوط الثاني للمباراة، ظهر برشلونة في صورة الفريق الذي يعاني ولا يستطيع هز الشباك في مواجهة الأداء الدفاعي الجاد من ضيوفه رغم تعادل الفريقين 2 / 2 بعدما حول الفريق تأخره مرتين إلى تعادل صعب مع الضيوف.

ورغم هذا، كانت الدقائق الـ35 التي لعبها ميسي كافية ليقدم النجم الأرجنتيني كثيرا من الأشياء، حيث سجل هدفين رائعين وأعاد الهدوء لفريقه والسعادة لجماهيره بينما تصدت العارضة لهدف آخر كان سيرفع رصيده إلى ثلاثة أهداف (هاتريك) في المباراة.

ورفع ميسي رصيده بهذا إلى 45 هدفا في صدارة قائمة هدافي المسابقة هذا الموسم كما أصبح أفضل بديل في المسابقة بعدما أصبح أفضل بديل يهز الشباك بعد مشاركته في وسط المباريات.

ورفع ميسي رصيده إلى ستة أهداف في أربع مباريات شارك فيها بديلا في الشوط الثاني.

وسبق له أن سجل هدفين وهو بديل أيضا في لقاء خيتافي الذي فاز فيه برشلونة 4 / 1 وهدفا في شباك ديبورتيفو لاكورونيا الذي فاز به برشلونة 2 / صفر وهدفا أمام أتلتيك بلباو ليتعادل الفريقان 2 / 2 قبل أن يحرز ثنائية في مرمى بيتيس.

وأوضحت إحصائية أخرى أنه عندما يشارك ميسي لاعبا بديلا فإنه يهز الشباك مرة واحدة كل 6.‏23 ثانية.

وأكدت صحيفة «إلبايس» الإسبانية أمس «رغم جدارة برشلونة بالفوز المنتظر بلقب الدوري الإسباني بتفوقه على ريال مدريد في المسابقة هذا الموسم، يجب أن يحمل اللقب هذه المرة اسم ليونيل ميسي» وأشارت إلى الاعتماد الهائل لبرشلونة على ميسي في الفوز بهذا اللقب.

وأظهرت مباراة بيتيس صورة أخرى لميسي الذي يصاب بالغضب الشديد لدى إهدار فرصة ثمينة واضحة خاصة في نهاية المباراة وذلك لتصميمه وحرصه الشديد على تحقيق الانتصارات.

ومر ميسي في الأسابيع القليلة الماضية بفترة عصيبة قد تكون الأصعب والأسوأ في مسيرته الكروية حتى الآن والتي تمتد عبر تسع سنوات منذ تصعيده للفريق الأول ببرشلونة.

وتعرض ميسي لإصابة عضلية في الثاني من أبريل (نيسان) الماضي. ومنذ ذلك الحين، لم يقدم ميسي مستواه المعهود ولياقته البدنية المعروفة.

وخلال الأسابيع الأربعة الماضية، تحولت إصابة ميسي إلى لغز وسر غير واضح، حيث لم يعرف أي أحد عما يدور بشأن اللاعب.

ودفع هذا الغموض بعض الصحف إلى اتهام ميسي «برفض» المشاركة أمام بايرن ميونيخ الألماني في إياب الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا وهي المباراة التي خسرها برشلونة صفر / 3 على ملعبه بعدما خسر صفر / 4 ذهابا في ميونيخ.

وأظهرت المباريات التي خاضها برشلونة في هذه الأسابيع الأربعة أنه فريق «متواضع» من دون ميسي.

وخلال آخر تسع مباريات خاضها برشلونة في مختلف البطولات، كان ميسي أساسيا في مباراة واحدة فقط وهي مواجهة الذهاب أمام بايرن والتي لم يظهر فيها على الإطلاق على عكس ما هو عليه الحال في مبارياته على مدار تسع سنوات مع الفريق الأول للنادي.

ولعب ميسي بديلا في المباراة التي تعادل فيها برشلونة 2 / 2 مع بلباو بعد هذا بأربعة أيام.

ولعب ميسي في الشوط الثاني من هذه المباراة عندما كان بلباو متقدما 1 / صفر قبل أن يسجل ميسي هدف التعادل 1 / 1 ثم يصنع هدف التقدم 2 / 1 بينما تعادل بلباو 2 / 2 قبل نهاية اللقاء مباشرة.

ولذلك، كانت مفاجأة للجميع عدم مشاركة ميسي في مباراة الإياب أمام بايرن يوم الأربعاء الماضي.

وجاءت مشاركة ميسي أمام بيتيس لتؤكد مجددا على مدى تأثيره في أداء ونتائج برشلونة مثلما حدث من قبل أمام باريس سان جيرمان الفرنسي قبل شهر واحد فقط في دور الثمانية لدوري الأبطال عندما سجل هدفين وقاد الفريق للتأهل إلى المربع الذهبي على حساب سان جيرمان المفعم بالنجوم.

من جهة أخرى عاد تيتو فيلانوفا مدرب برشلونة إلى مدينة نيويورك الأميركية في زيارة تستغرق عدة أيام لاستئناف العلاج من سرطان الحلق الذي يعاني منه. وأوضح فيلانوفا، 42 عاما، أنه سيقضي أربعة أيام في مركز «سلون كاتيرينغ» لعلاج السرطان بمانهاتن. وكان فيلانوفا تلقى علاجا متخصصا لحالته في المركز نفسه منذ يناير (كانون الثاني) وحتى أبريل (نيسان) الماضيين، تاركا قيادة برشلونة لمساعده جوردي رورا.

وقال فيلانوفا بعد ساعات قليلة من الفوز 4 / 2 على ريال بيتيس: «سأتوجه إلى نيويورك وأعود يوم الخميس». وأضاف: «لن أتغيب سوى عن حلقة الأربعاء التدريبية. لقد خططت للأمر منذ فترة. كما أنني سأضطر إلى العودة إلى هناك (نيويورك) في يونيو (حزيران) عندما تنتهي مسابقة الدوري. إنه إجراء طبيعي بعد أي علاج مطول».

ويمكن أن يتوج برشلونة بلقب الدوري الإسباني للمرة الـ22 في تاريخه، أثناء سفر فيلانوفا. وهذا في حال لم يفز ريال مدريد، صاحب المركز الثاني على ضيفه ملقة غدا بجولة مباريات منتصف الأسبوع.

وعمل فيلانوفا كمساعد لمدرب برشلونة السابق بيب غوارديولا، الذي حقق نجاحا كبيرا مع الفريق. وتولى فيلانوفا بعدها تدريب الفريق عندما تنحى غوارديولا عن منصبه قبل عام واحد.

وكان برشلونة أعلن الأسبوع الماضي أن فيلانوفا سيستمر في منصبه خلال الموسم المقبل رغم مشكلاته الصحية، ورغم هزيمة الفريق المهينة صفر / 7 أمام بايرن ميونيخ الألماني في مجموع مباراتي الذهاب والعودة بقبل نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا مؤخرا.

من جهة أخرى ناشد فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد جميع أعضاء النادي ومسؤوليه أمس بالتوحد والتماسك في هذه الفترة العصيبة والمتوترة لتجاوز الأزمة التي يمر بها النادي. وطالب بيريز لاعبي فريق الكرة بتقديم كل ما بوسعهم من أجل تحقيق «أفضل شيء» للجماهير. وأكد بيريز: «سنواجه بشكل سريع وفي الفترة المقبلة اثنين من أكبر التحديات حيث نخوض فعاليات المربع الذهبي بالدوري الأوروبي لكرة السلة والمباراة النهائية لبطولة كأس ملك إسبانيا لكرة القدم. يجب أن نتوحد وأن نبذل كل ما بوسعنا وأن نقدم أفضل ما لدينا للجماهير التي تؤيد النادي وتناصره. لاعبونا سيفعلون هذا».

وشارك بيريز في حدث ترويجي هو الأول له منذ أحداث الأسبوع الماضي التي كان أبرزها خروج الريال من المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا بخلاف التصريحات التي أدلى بها البرتغالي جوزيه مورينهو المدير الفني للفريق يوم الجمعة الماضي والتي انتقد فيها مجددا حارس مرماه العملاق إيكر كاسياس، بينما طالب البرتغالي الآخر بيبي مدافع الريال مديره الفني ومواطنه مورينهو «بمزيد من الاحترام» نحو كاسياس.

وبعد فوز الريال بصعوبة 4 / 3 على بلد الوليد يوم السبت، قال إيميليو بوتراغينيو مدير النادي الملكي إنه يرفض تقييم التصريحات التي أدلى بها مورينهو والرد الذي قدمه بيبي، مشيرا إلى أن هذا كله يكشف مدى التفكك الذي يشهده الفريق.

ويلتقي الريال جاره أتلتيكو مدريد في 17 مايو الحالي في نهائي كأس ملك إسبانيا بحثا عن اللقب الوحيد المتاح أمامه هذه الموسم بعد الخروج المبكر من المربع الذهبي لدوري الأبطال واقتراب برشلونة بشدة من التتويج بلقب الدوري الإسباني.