يستطيع نادي برشلونة الاحتفال بلقبه الـ22 بمسابقة الدوري الإسباني اليوم في حال فشل منافسه العتيد ريال مدريد في التغلب على ضيفه ملقة في «ستاديو بيرنابيو».
وكان من المقرر أن تجرى مباراة ريال مدريد مع ملقة، ضمن منافسات الأسبوع 36 من الدوري الإسباني، في 19 مايو (أيار) الجاري ولكنه تم تقديمها إلى اليوم لأن ريال مدريد سيلتقي جاره أتلتيكو مدريد يوم 17 مايو الحالي في نهائي كأس إسبانيا.
ويحتل ريال مدريد حاليا المركز الثاني بترتيب الدوري الإسباني بفارق 11 نقطة خلف المتصدر برشلونة مع تبقي أربع جولات على نهاية الموسم. لذا فإنه في حالة فشل ريال مدريد في التغلب على ملقة، الذي خرج متعادلا 1-1 من مباراته في ستاديو بيرنابيو الموسم الماضي، فسيتم تتويج برشلونة تلقائيا بطلا لهذا الموسم دون الحاجة لبذل مزيد من الجهد في الجولات المتبقية من عمر المسابقة.
وهذا الأمر سيسعد مدرب برشلونة تيتو فيلانوفا كثيرا بكل تأكيد خاصة مع عودته إلى نيويورك هذا الأسبوع لاستكمال علاجه من سرطان الحلق.
ولا شك في أن الاحتفال هو أكثر ما يحتاجه برشلونة حاليا بعد تعرضه لهزيمة مهينة صفر-7 أمام بايرن ميونيخ الألماني في مجموع مباراتي الذهاب والعودة بقبل نهائي دوري أبطال أوروبا، وهي الإهانة التي أكدت أن الفريق الكاتالوني بحاجة لعملية تجديد كبيرة خلال الصيف.
وقال أندرياس إنييستا صانع الألعاب المخضرم ببرشلونة: «إننا متألمون بالفعل بسببهما (الهزيمتين أمام بايرن ميونيخ)، وكذلك الحال بالنسبة للجماهير. كان أمرا مؤلما حقا».
وأضاف: «نحن الآن بحاجة لإجراء بعض التغييرات. ولكننا يجب أن لا نفترض أن كل شيء في النادي خطأ، لأننا يمكن أن نتوج بلقب مسابقة الدوري هذا الأسبوع. مما يعني أننا فعلنا شيئا صائبا بهذا الموسم».
وعندما سئل عن رأيه في الخلاف القائم بريال مدريد بين مدربه البرتغالي جوزيه مورينهو وحارس مرماه إيكر كاسياس، الذي يلازم مقاعد البدلاء حاليا، جاء رد إنييستا دبلوماسيا كعادته.
وقال إنييستا: «يبدو هذا الموقف صعب الفهم من هذه المسافة، بالنظر إلى ما كل ما قدمه إيكر بمشواره. من الغريب أن لا نراه يلعب. ولكن الغريب أيضا هو كل هذه الأشياء التي نسمعها. إنه موقف صعب».
وأضاف: «يلعب دييغو لوبيز (الذي حل محل كاسياس كحارس أساسي لريال مدريد) بمستوى جيد للغاية حاليا، فهو حارس رائع حقا. ولكنني لا أتحدث هنا عن الجانب الرياضي وحسب وإنما عن الجوانب الأخرى التي تتجاوز ذلك والتي نسمعها من مدريد».
واكتسب مورينهو لنفسه قاعدة من الكراهية ليس فقط باستبعاده كاسياس من تشكيل فريقه، وإنما أيضا بانتقاده الدائم لقائد منتخب إسبانيا بشكل علني. وكان أحدث اللاعبين المنضمين إلى جانب كاسياس هو المدافع بيبي الذي انتقد مورينهو لأنه «أظهر عدم احترامه» للحارس المخضرم عقب فوز ريال مدريد 4-3 على ضيفه بلد الوليد يوم السبت الماضي.
وربما تكون تصريحات بيبي الأخيرة دفعت مورينهو للتساؤل: «حتى أنت يا بروتوس؟» لأن المدرب البرتغالي لطالما هب لمساندة بيبي عندما كان المدافع عصبي المزاج ينتقد كثيرا بسبب مواقفه العنيفة في الملعب.
وشن مورينهو انتقادا حادا على كل من بيبي وكاسياس وأيضا إنييستا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس وضاعف من خلاله تحدياته بالتأكيد على استمراره بالنادي الملكي.
وبعد يوم واحد من مناشدة فلورنتينو بيريز رئيس النادي الملكي لجميع الأعضاء والعاملين بالنادي بالتوحد خلف مصلحة الريال، سلك مورينهو طريقا آخر وقدم مؤتمرا صحافيا حافلا بالرسائل قبل مباراة فريقه المرتقبة مع ملقة.
وأكد مورينهو: «قلت للإدارة إنني مستمر مع الفريق»، فيما يتعارض ذلك تماما مع ما ذكرته الصحف عن رحيله المؤكد من تدريب الريال.
ورد مورينهو بسخرية على تصريحات إنييستا التي أعرب فيها عن دهشته من الموقف بين كاسياس ومورينهو، وقال: «عليه (إنييستا) أن يعرف أنه من دون وجود (ليونيل) ميسي في فريقه (برشلونة)، يكون الفريق مختلفا. وظهر هذا في الدور قبل النهائي لدوري الأبطال».
وفي رده على بيبي قال مورينهو: «من السهل للغاية أن تحلل موقف بيبي.. مشكلته تتلخص في اسم وهو رافاييل فاران (المدافع الفرنسي بالفريق، الذي أصبح أساسيا الآن على حساب بيبي). منذ هذا الوقت لم يعد سوى تاريخ. تحدثت عن بيبي لأنكم طالبتموني بالتحدث عنه».
وأضاف: «بيبي، لا يجب أن تكون ذكيا للغاية. يكفي أن تكون شخصا عاديا لتفهم أننا نتحدث عن الإحباط، ليس سهلا على شخص في الحادية والثلاثين من عمره يتمتع بماض وتاريخ مثل بيبي أن يقصيه شاب في التاسعة عشرة من عمره. إنه (فاران) شاب رائع. كنت شجاعا بدرجة كافية للدفع به بدلا من بيبي، المشكلة في غاية البساطة. حياة بيبي تغيرت، كان لاعبا أساسيا لا يمكن الاستغناء عنه. والآن، لم يصبح كذلك، أتفهم تماما مدى إحباطه الذي ترجمه من خلال تصريحاته».
وكان ختام حديثه عن بيبي قاسيا أيضا حيث قال «قليلون فقط لا يرون أن مستقبل ريال مدريد هو فاران وسيرخيو راموس».
وبالطبع، كان كاسياس من بين الشخصيات التي تحدث عنها مورينهو في المؤتمر. وقال: «رسالتي، التي أرجو فهمها، أنني مدرب كرة قدم. تعاقدوا معي لأكون مدربا للفريق ومن مهامي اختيار التشكيلة التي تخوض المباريات. أحب الدفع بالحارس دييغو لوبيز أكثر من كاسياس لأنه الأفضل».
ووفقا للحالة المتوترة في النادي الملكي ذكرت صحيفة «ماركا» المدريدية أمس أنه لم يعد في ريال مدريد سوى ثلاثة لاعبين فقط هم لوبيز ومايكل إيسيان ولوكا مودريتش ما زالت تجمعهم علاقات جيدة مع مورينهو، بينما يتمنى باقي اللاعبين رؤيته وهو يرحل عن الفريق. ويحل ملقة ضيفا على ريال مدريد اليوم بروح قتالية بعدما تراجع إلى المركز السادس بترتيب الدوري الإسباني بهزيمته صفر-1 أمام مضيفه غرناطة السبت الماضي.
وقال لاعب ملقة البرازيلي المخضرم جوليو بابتيستا: «لا يسعنا التفريط في أي نقاط أخرى بعد هزيمة السبت. لذا فإننا سنبذل قصارى جهدنا لتحقيق نتيجة جيدة أمام الريال».
كما يشهد اليوم أيضا حلول أتلتيكو مدريد ضيفا على سلتا فيغو صاحب المركز الثاني من القاع بترتيب الدوري الإسباني والذي يواجه خطرا داهما بالهبوط.