ديفيد مويز يخلف فيرغسون مدربا لمانشستر يونايتد بعقد لمدة ستة أعوام

إعلان اعتزال «السير» تسبب في خسارة النادي 100 مليون إسترليني.. وشكوك حول مستقبل روني مع الفريق

TT

أكد مانشستر يونايتد المتوج بطلا للدوري الإنجليزي بأن المدرب الاسكوتلندي ديفيد مويز سيخلف مواطنه أليكس فيرغسون اعتبارا من 1 يوليو (تموز) المقبل.

وكان الفريق الحالي لمويز، إيفرتون، أكد أمس أن مدربه الاسكوتلندي سيتركه في نهاية الموسم الحالي، ذاكرا في بيانه: «بإمكان إيفرتون التأكيد أن ديفيد مويز سيترك النادي في نهاية الموسم. المدرب التقى رئيس النادي بيل كيورايت وأكد رغبته الانضمام إلى مانشستر يونايتد».

ثم جاء التأكيد من قبل يونايتد الذي أشار إلى أنه وقع عقدا مع مويز لستة أعوام، مضيفا على لسان فيرغسون بالذات «عندما ناقشنا أسماء المدربين الذين يتمتعون بالمؤهلات المطلوبة، توافقنا بالإجماع على ديفيد مويز». وتابع فيرغسون «ديفيد رجل يتمتع بنزاهة كبيرة وأخلاقيات عمل رفيعة. أنا معجب بعمله منذ فترة طويلة واتصلت به عام 1998 لمناقشة إمكانية شغله منصب مساعد لي. كان شابا في بداية مسيرته ومن حينها انطلق وقام بعمل رائع في إيفرتون. لا شك في أنه يملك المؤهلات التي نتوقعها من مدرب في هذا النادي».

ومن جهته قال مويز «إنه لشرف كبير أن يطلب مني أن أكون المدرب المقبل لمانشستر يونايتد»، مضيفا في بيان نشره يونايتد «أنا سعيد لأن السير أليكس اعتبرني الشخص المناسب من أجل التوصية بالتعاقد معي. أحترم كثيرا كل شيء قام به للنادي. أعلم مدى صعوبة السير على خطى أفضل مدرب في التاريخ، لكن فرصة تدريب مانشستر يونايتد لا تتاح أمامك غالبا وأنا أتطلع بفارغ الصبر لاستلام المنصب الموسم المقبل».

وسيصبح مويز ثاني مدرب جديد لفريق «الشياطين الحمر» منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 1986 عندما حل فيرغسون بدلا من رون أتكينسون.

وكان من المتوقع أن يتسلم مويز الإشراف على يونايتد منذ أن أعلن مواطنه فيرغسون أول من أمس رغبته في الاعتزال بعد نهاية الموسم الحالي الذي شهد تتويجه مع يونايتد باللقب الثالث عشر في الدوري الإنجليزي. وينتهي عقد مويز (50 عاما) مع إيفرتون حيث أمضى في صفوفه 11 موسما منذ 2002 في نهاية يونيو (حزيران) المقبل. وقبل مرحلتين من انتهاء الموسم الحالي يحتل إيفرتون صاحب الإمكانات المادية المتواضعة المركز السادس في الدوري المحلي.

وستكون أولى مهام مويز بعد توليه المهمة هي إزاحة الشكوك حول مصير مهاجم يونايتد الدولي واين روني مع الفريق بعد شائعات ربطت بين رحليه وتولي مويز للمهمة. وستكون أولى مهام مويز عند تولي منصب المدير الفني الجديد ليونايتد هي حسم مستقبل نجم الهجوم الدولي مع الفريق. ويتردد أن هناك خلافا بين مويز وروني منذ أن انتقد اللاعب مدربه السابق في كتاب سيرته الذاتية، وهو ما أنصف القضاء فيه مويز على حساب روني. ويعتقد أن روني ومويز قد تصالحا منذ ذلك الوقت وأنهما يتمتعان حاليا بعلاقة صحية.

ورغم نفي نادي مانشستر يونايتد المعلومات الصحافية التي تحدثت عن أن واين روني أعلم أليكس فيرغسون بنيته الرحيل عن الفريق قبل أسبوعين، فإن الشكوك ما زالت تحيط بالولد الشقي ليونايتد خاصة بعدما أشار البعض إلى أن المهاجم أزاح من سيرته الشخصية على حسابه الخاص في مدونة «تويتر» عبارة «لاعب مانشستر يونايتد» ليعزز الشائعات حول رحيله. واستعاض روني عن عبارة لاعب مانشستر يونايتد بأخرى تقول «رياضي نايكي إنجلترا»، في إشارة إلى شركة السلع الرياضية التي ترعاه. وتشير بعض المصادر إلى أن روني لا يرغب في ترك الدوري الإنجليزي الممتاز رغم أن بايرن ميونيخ الألماني وباريس سان جيرمان الفرنسي هما أبرز من أعرب عن رغبته في الحصول على خدماته. وشدد مانشستر يونايتد على أن روني «ليس للبيع على الإطلاق».

من جهة أخرى، تسبب إعلان السير أليكس فيرغسون اعتزال التدريب مع نهاية الموسم الحالي للدوري الإنجليزي في تراجع أسهم نادي مانشستر يونايتد في بورصة نيويورك بأكثر من 3 في المائة. وذكرت الصحف البريطانية أن الخسائر تتراوح بين 80 و100 مليون إسترليني. وتراجعت أسهم النادي الإنجليزي في بورصة نيويورك بعد ساعات من إعلان اعتزال فيرغسون بنسبة 3.14 في المائة، وتراجعت بنحو 5 في المائة عند بدء جلسة التداول.

وارتفعت أسهم مانشستر يونايتد عند إغلاق جلسة أول من أمس بنسبة 29.4 في المائة في بورصة وول ستريت بأكثر بكثير من 14.82 في المائة في بورصة داو جونز في الفترة نفسها. ووفقا لذلك تأكد لكثير من متابعي كرة القدم أن السير أليكس فيرغسون كان أكثر أصول كرة القدم قيمة عندما انخفضت قيمة أسهم مانشستر يونايتد 100 مليون جنيه إسترليني عقب إعلانه التقاعد. وانخفض سعر سهم يونايتد من 18.77 دولار (12.10 جنيه إسترليني) إلى 17.73 دولار (11.43 جنيه إسترليني) في بورصة نيويورك في أعقاب قرار فيرغسون بالتقاعد نهاية الموسم الحالي، وهو ما يمثل انخفاضا بقيمة 94 مليون جنيه إسترليني في قيمة النادي التي تصل إلى ملياري جنيه إسترليني، وهو ما يقزّم الرقم القياسي الذي دفعه ريال مدريد لمانشستر يونايتد مقابل انتقال كريستيانو رونالدو في عام 2009 والذي بلغ 80 مليون جنيه إسترليني. وقد ارتفع سعر السهم إلى 18.50 دولار (11.91 جنيه إسترليني)، إلا أنه شهد انخفاضة أخرى بعد ظهور تقارير عن تولي ديفيد مويز قيادة مانشستر يونايتد خلفا لفيرغسون.

وقال دان جونز، الشريك في «ديلويت»، والمسؤول عن تقرير «Football Money League» الذي يهتم بعائدات الأندية «الأسواق تكره الشكوك والتغيير، لذا نتوقع أن تصاب الأسواق بحالة طفيفة من القلق تجاه رحيل فيرغسون». لكن جونز أصر على أن تقاعد المدير الفني البالغ من العمر 71 عاما كان سيتسبب لا محالة في أضرار لخزينة النادي. وقال «سيدرك الأفراد أن موقف النادي التجاري قوي للغاية، فهناك الكثير من العقود التي تنتظر النادي، فاتفاق (شيفروليه) لم يبدأ بعد، واتفاق شركة (إيون) تم الإعلان عنه، واتفاق البث التلفزيوني سيوقع العام المقبل».

وكان مسؤولو مانشستر يونايتد قد حذروا المستثمرين قبل تعويم الأسهم بأنهم يعتمدون بشكل كبير على أفراد الإدارة والفريق الفني واللاعبين. وأي خليفة للمدير الفني ربما لا يكون مثل نجاح فيرغسون. ويرى كريغ ماودسلي، المدير التنفيذي لوكالة «AMVBBDO» للإعلان، أنه على الرغم من كل العمل الجيد الذي قام به في إيفرتون، فإنه لم يتمكن من الفوز بالبطولات. وإذا لم يتمكن مويز من تحقيق النجاح نفسه الذي حققه سلفه فسوف يفقد مانشستر يونايتد قيمته كناد وعلامة تجارية. وقال «إذا تأثرت النتائج بصورة تبدو تراجعا في مستوى النادي فسوف يخسر النادي مكانته لأن كرة القدم عمل قاس ينسى الناس بسرعة كبيرة للغاية».

وفي الوقت ذاته توقع جونز جني مانشستر يونايتد أرباحا مالية من تفضيل مويز على مورينهو. وقال «بشكل عام الأسماء الكبيرة في كرة القدم تحدث تغييرات كبيرة في الأندية وتعتمد على الإنفاق الضخم. بينما إذا أحضرت مديرا فنيا سيتعامل مع ميزانية أكبر من تلك التي اعتاد عليها فربما يكون ذلك أكثر جاذبية من وجهة نظر مالية». وأضاف «صحيح أنه لم يفز بأي بطولة، لكن الصعود بإيفرتون إلى المرتبة السادسة أو السابعة في الدوري كل عام في الوقت الذي تفرض فيه الميزانيات الضئيلة عليه أجورا واختيارات معينة فهو إنجاز رائع في حد ذاته».