في أول رد فعل رسمي على الحادث المؤسف الذي تعرض له أطفال جمعية «إنسان» في مباراة الأهلي والنصر أول من أمس في الرياض عندما تم منعهم من الدخول ومرافقة لاعبي الفريقين إلى أرض الملعب؛ الأمر الذي تسبب لهم في أذى نفسي كبير وأثار سخطا كبيرا في أوساط المجتمع، أكد الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب وجوب الاهتمام بكل قطاعات المجتمع بصفة عامة و«أبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام بصفة خاصة»، مشيرا إلى أن تطبيق الأنظمة والتعليمات أثناء إقامة المباريات الرياضية لا يعني الإساءة إلى الآخرين أو عدم تحقيق رغباتهم.
وأضاف الرئيس العام لرعاية الشباب، أن «ما حدث لبعض أبنائنا من منسوبي جمعية أيتام أثناء إقامة مباراة النصر والأهلي على استاد الملك فهد الدولي هو أمر مرفوض ولا نقره مطلقا».
ووجه المسؤولين في كل ملاعب السعودية بضرورة الاهتمام بمثل هذه المشاركات من قبل كل الجمعيات الخيرية والإنسانية والتعاون معها في كل ما من شأنه إبراز دورها في المجتمع وتوفير كل الخدمات اللازمة لهم في الملاعب، مشيرا إلى أنه ستتم مساءلة ومحاسبة كل من كان طرفا فيما حدث أثناء مباراة النصر والأهلي.
كما وجه بتخصيص 100 مقعد على حسابه الخاص في كل مباراة للأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، زيادة على ما هو مؤمن لهم سابقا، وفي كل الدرجات بالملعب، وأمر بتخصيص يوم أولمبي رياضي للجمعيات الخيرية بما في ذلك جمعيات الأيتام، حرصا على نشر رسالة هذه الجمعيات، وأوضح أنه سيستقبل أبناءه الأيتام الذين لم يتمكنوا من حضور المباراة الأخيرة في أقرب فرصة للاطمئنان عليهم.
من جانبه، قال أحمد الحربي رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم: «إن ذوي الاحتياجات الخاصة وأبناء الجمعيات الخيرية بما فيها جمعية (إنسان) هم أبناء لأسرة كرة القدم السعودية، ولهم جميعا مكانتهم، فهم فئة عزيزة علينا، ووجودهم في جميع مسابقات الاتحاد السعودي لكرة القدم في جميع ملاعب السعودية إيجابي، وإن اتحاد كرة القدم يحرص كثيرا على أن تقدم كل التسهيلات لهذه الفئة الغالية، وتمكينهم من حضور المباريات وأيضا من المشاركة في أي فعالية أو نشاط مصاحب لأي مباراة».
ورفض رئيس اتحاد الكرة ما حدث في مباراة فريقي النصر والأهلي أول من أمس في ملعب الملك فهد الدولي لأبناء جمعية «إنسان» الخيرية، وأكد أن الاتحاد السعودي بدأ معرفة المتسبب في ذلك، تمهيدا لاتخاذ القرارات اللازمة، مشددا على تقديره الكبير لأبنائه «أبناء جمعية إنسان الخيرية» ولجميع القائمين على الجمعية.
من جانبها، أصدرت شركة «صلة» الرياضية، مسوق مباريات الدوري السعودي ومسؤول مبيعات التذاكر، بيانا حول حادث عدم تمكن أطفال من أبناء جمعية «إنسان» من دخول الملعب، لدعم أهداف الجمعية من خلال لوحات توعوية، والسلام على الفريقين، وقالت: «إن الشركة تود إيضاح أن عملية النزول إلى أرض الملعب أثناء المباريات الرسمية، وكما جرت العادة، تحتاج إلى موافقات وتنسيق بين عدد من الجهات المسؤولة، وإشعارنا بذلك كمشغلين للمباريات. ولم يردنا من الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهي الجهة المنظمة للمسابقة، مما يشير إلى السماح لأي جهة بدخول الملعب، إلا أننا قمنا بإجراء الكثير من الاتصالات، وحاولنا مع المسؤولين أصحاب الصلة تلبية رغبة الجمعية، ولكنهم رفضوا تحمل المسؤولية، وبالتالي لم يكن من الممكن السماح لمنسوبي الجمعية بدخول أرض الملعب، لذا فإن الشركة تتمنى من جميع الجمعيات الخيرية التي نعتز بها، وبما تقدمه لفئات عزيزة على قلوبنا، في حال رغبت في المشاركة في فعاليات المباريات، أن تتقدم بهذا الطلب إلى الجهات المعنية، قبل المباريات بوقت كاف، ليتسنى لنا خدمتهم، وتقديم كل التسهيلات لهم».
وختمت الشركة البيان بالقول: «اعتزازا بجمعية (إنسان) وما تقدمه من خدمات جليلة، وتضامنا مع أهدافها النبيلة، فإن شركة (صلة) الرياضية، على الرغم من محاولاتها الحثيثة في الملعب لتحقيق متطلبات الجمعية، تعتذر عن الصعوبات التي تعرض لها الأبناء في ملعب المباراة، وحرصا على إسعادهم، والمشاركة في زرع الفرح في قلوبهم، فإنها قررت التبرع بمبلغ 300 ألف ريال لصالح جمعية إنسان، وهو ما يعادل دخل المباراة بالكامل. ودعوة الأبناء أنفسهم من الجمعية الذين حضروا المباراة السابقة، لحضور المباراة النهائية والسير مع اللاعبين، من أجل تأكيد اعتزازها بالعمل الخيري الذي تقدمه الجمعية، ولحرصها التام على أبنائنا في الجمعية».