الفيفا تمنح الحكام سلطات أقوى لمكافحة العنصرية في ملاعب الكرة

العقوبات تصل إلى اللعب من دون جمهور.. وخصم النقاط من الفرق المدانة

TT

بموجب مقترحات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الجديدة لمناهضة العنصرية سيحصل الحكام على الحق في طرد اللاعبين من أرض الملعب وخصم النقاط من الفرق التي تدان بالعنصرية. وقد اختير أبرز حكام إنجلترا هوارد ويب ورئيس اتحاد كرة القدم ديفيد برينشتين ضمن قوة العمل لمناهضة للتمييز والعنصرية المؤلفة من 12 شخصا. وهناك إجماع كبير بين أفراد المجموعة حول الحاجة لفرض عقوبات جديدة قوية رادعة ضد الانتهاكات العنصرية الخطيرة. وانضم إلى قوة العمل أيضا، كيفن برينس بواتينغ، لاعب خط وسط ميلان الذي قاد انسحاب فريقه من أرض الملعب خلال مباراة ودية في يناير ( كانون الثاني) ردا على الإساءة العنصرية التي وجهت له.

وجاء هذا التحرك بعد سنوات من التقاعس عن العمل، حيث أدى الارتفاع الأخير لحوادث الإساءات العنصرية إلى ضغوط في الفيفا بزيوريخ لفرض عقوبات مشددة ضد العنصرية ضد الجماهير أو الأندية. وانتقل بلاتر رئيس الفيفا بذلك من مواجهة دعوات لاستقالته في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 عندما قال إن الإساءات العنصرية يمكن التغلب عليها بدءا «بالمصافحة» إلى التصريحات الحادة بشكل متزايد مؤخرا بشأن هذه المسألة. واعترف أن الغرامات «ذات تأثير محدود» وأن خصم النقاط ربما يكون الحل الأنسب، وطالب قوة العمل، التي يرأسها نائب رئيس الفيفا ورئيس الكونكاكاف جيفري ويب، تقديم مقترحات ملموسة على الفور. وأعرب ويب عن اعتقاده أن العقوبات المالية لن تشكل رادعا كافيا ودعا إلى فرض عقوبات أشد صرامة.

ومن المرجح أن تدور النقاشات الرئيسة لفريق عمل الفيفا حول ما إذا كان ينبغي تشجيع الحكام على وقف المباراة لمواجهة إهانات عنصرية خطيرة، أم ما إذا كان ينبغي أن يطبق خصم النقاط بدلا من ذلك. وإذا تم اتخاذ الخيار الأول، فسوف تعتبر الفرق التي حاول مشجعوها التعطيل، خاسرة للمباراة. وقد اقترح الأمين العام للاتحاد الأوروبي لكرة القدم جياني إنفانتينو، الشهر الماضي حدا أدنى بالإيقاف عشر مباريات بحق أي لاعب يدان بتوجيه إهانات عنصرية واللعب من دون جمهور في حال إدانة الجمهور. وبعد حادثة ميلان، التي أدت بنادي برو باتيا الذي يلعب في دوري الدرجة الرابعة للعب من دون جمهور، قال بلاتر إن ترك الملعب «لا يمكن أن يكون الحل» ولكنه أشاد في وقت لاحق بموقف اللاعب واصفا إياه بأنه كان «قويا وشجاعا».

وكانت سلسلة من الحوادث العنصرية قد أثرت على سمعة اللعبة على مستوى الأندية والمستوى الدولي في الأشهر الأخيرة. ولا تزال تداعيات القضيتين، اللتين تورط فيهما لويس سواريز، الذي أوقف ثماني مباريات لتوجيهه إساءة عنصرية ضد لاعب مانشستر يونايتد باتريس إيفرا، وجون تيري، الذي عوقب بالإيقاف لمدة أربع مباريات بسبب توجيه سباب عنصري للاعب نادي كوينز بارك رينجرز أنطون فرديناند، مستمرة. ويعمل اتحاد كرة القدم على مراجعة الحد الأدنى للعقوبات الخاصة بالعنصرية في أرض الملعب في أعقاب انتقادات بحق العقوبات على تيري، والتي رأى البعض أنها جاءت هينة.