كونتي يتوارى عن الأنظار 20 دقيقة في ليلة تتويج اليوفي بدرع «الكالتشيو»

التعادل مع كالياري أفقد الفريق رقمين قياسيين.. وبوفون تمنى بقاء المدرب 40 عاما

TT

في نهاية مباراة يوم أول من أمس السبت، والتي تعادل فيها يوفنتوس على ملعبه أمام فريق كالياري بهدف لكل منهما ضمن المرحلة قبل الأخيرة لدوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم، تعانق الجميع في وسط الملعب. الجميع ما عدا المدرب أنطونيو كونتي. لقد توارى هو، ويفصح عن سبب غيابه قائلا «كنت بحاجة لـ20 دقيقة للتخفيف من غضبي لهذا التعادل. لقد ضايقني كثيرا، لأنني كنت أود الاحتفال بتحقيق الانتصار، وعلى العكس دفعنا ثمن بداية غير مناسبة. إنني مصنوع هكذا وينبغي أن يكون كذلك كل من يحيط بي»، أيضا في المستقبل، لكن قبل تبديد أي شك. ويتابع المدير الفني كونتي «يجب علي فهم إذا كان لا يزال يوجد تعطش من عدمه، والعام المقبل سيحتاج مجهودا ضخما. لقد وصلنا تقريبا للنقطة التي كل شيء فيها واجب، فالجميع ينتظر أن يكرر فريق يوفنتوس الفوز بالدوري العام المقبل للمرة الثالثة، وأن يصل لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وربما يحقق الكأس الأوروبية الكبرى. وهكذا، بينما ينتظرنا هذا، وبما أننا نعلم أنه ينتظرنا هذا، يجب أن نكون على علم واستعداد لمواجهة الموقف نفسه، لأنه وقت، أكرر، بذل المجهود وارتداء الخوذة والنزول إلى الخندق، وليس أناسا ممتلئي البطون».

إنه يتحدث عن التعطش والشراسة و«عن الطباع التي لا يجب أن تغيب أبدا حيثما أعمل، لا يجب أن أبدد أي احتياطي فلست أنا من يفعل هذا. إذا كان يوجد حماس وشراسة ورغبة في الفوز مثل أول يوم فإن المسيرة ستتواصل، بينما لو أدركت أن شيئا ما يتراجع فسيكون من الصعب الدخول في معركة». ويشرح كونتي «إنها ليست مسألة سوق انتقالات فقط، وسنتحدث في هذا الاثنين أو الثلاثاء مع إدارة السيدة العجوز، وهي ليست مسألة وجود كونتي في المستقبل أو عدمه، فالمهم احتفاظ فريق اليوفي بمميزاته». يسمو المدرب إلى مستويات فلسفة العمل، والعقلية، ووحدة النوايا للنادي بأسره. ثم تأتي الجملة المفتاح تقريبا، حينما قال «أود الوصول لشريط بداية الموسم المقبل بطموح محاولة الفوز بكل شيء». وهنا يتجاوز الأمر مسألة التعطش والشراسة، وهي مميزات أساسية بالطبع، لكنها غير مجدية من دون قوة فنية بارزة، وبالتالي فإنه يطلب تدعيمات، وتدعيمات مهمة.

جدير بالذكر أن المدير الفني أنطونيو كونتي سيقوم بزيارة خاطفة بصحبة ماركيزيو وبونوتشي للاحتفال مع عدد من الجماهير. وهو يوم كثيف وطويل، وقد يتم إرجاء لقاء القمة الأهم هذا العام في نادي يوفنتوس إلى يوم غد الثلاثاء. على أي حال خطوط كونتي الإرشادية جاهزة، والمتمثلة في شراء مهاجمين كبيرين، علاوة على يورنتي، وبوجه عام سبع صفقات جديدة لتنشيط الفريق المترهل بصورة لا يمكن تجنبها بعد عامين بأقصى سرعة، ولا استغناء عن بوغبا وفيدال، والضوء الأخضر لأي استغناء محتمل عن ماتري وكوالياريلا، وجوفينكو أو فوسينيتش، وماروني (لكن مع الإبقاء على ملكيته)، ودي تشيلي وليشتستاينر، مع التضحية بواحد من بين إموبيلي وبواكي وغابياديني، وهم جواهر شابة معارة هذا العام أو في ملكية مشتركة مع ناد آخر. في الواقع، يطالب كونتي بذلك، وتحديدا «لأن مسألة تحقيق مستويات عالية خلال فترة وجيزة تتطلب منا رفع سقف طموحاتنا، وليس قليلا». أجل، إنه محق، لأنه من يوليو (تموز) المقبل ستهتم إيطاليا بنادي يوفنتوس، وسيفيد قليلا التصريح بأهداف معينة في البداية. وتذكر كونتي في الأيام الماضية «يكفي التفكير في الانتقادات الغزيرة بعد الخروج أمام بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا. لقد سمعت حديثا عن المظهر السيئ وعن الفشل، رغم مواجهتنا لأقوى فريق بأوروبا..».

يذكر أنه بعد تعادل اليوفي أمام كالياري تلاشى رقمان قياسيان، ذلك الخاص بعدد النقاط (91 لليوفي بقيادة كابيللو) وعدد الانتصارات المتتالية (10 في عام 2005). فبعد الظفر بدرعين على التوالي، لا يزال لدى اليوفي في المستقبل شيء ما جدير بمتابعته، حتى وإن كان ما ظل هو قليل من المرارة كما أقر كلاوديو ماركيزيو، حيث صرح ماركيزيو بهذا الصدد عقب نهاية المباراة قائلا «كنا نود الفوز أمام جماهيرنا لإنهاء هذا الموسم على أفضل نحو، وكان الرقم القياسي ليصبح رائعا، لكن الأمر يسير بشكل جيد على هذا النحو. ولن ينزع التعادل الفضل من هذا الفريق الذي لا يزال يقوم بأعمال رائعة للغاية منذ عامين. إن الحقبة التي بدأت في الموسم الماضي لا تزال مستمرة على مستوى كبير، ونحن نتمنى أن نواصل سعينا في كوننا أهم لاعبين في أوروبا، وفي ما يتعلق بالرقم القياسي سنحاول تحقيق ذلك في الموسم المقبل». يشعر كلاوديو ماركيزيو بالأسف على الرقم القياسي الناقص.

من جهته، تمنى الحارس المخضرم بوفون لكونتي «قضاء 40 عاما في اليوفي، لدرجة تجعله يتجاوز فيرغسون. حيث يسير اليوفي في عروق أنطونيو وقبل أن يترك مقعد تدريب اليوفي من المفترض أن يحدث أمورا كثيرة للغاية». رفع الكأس إلى الأعلى لأول مرة كقائد للفريق بعد خمس مرات رفعها ديل بييرو. ويتابع قائد اليوفي حديثه قائلا «عندما تصبح قائدا للفريق، هذا يعني أنه مر القليل من الوقت. وأعتقد بالفعل أنني سأنهي مشواري الكروي بالفعل في اليوفي. ولن يكون إنهاء مشواري له معنى في أي مكان آخر في إيطاليا، وأنا في عمر لن يكون لتغيير الفريق فيه أي معنى». واختتم بوفون حديثه قائلا «ستكون مواجهة الألمان في الموسم المقبل صعبة للغاية لأنهم سيواصلون دعم أنفسهم. وسيكون إنجازا صعبا للغاية، لكن أحيانا تغير الأحداث المصائر، كقرعة تجلب حسن الحظ وصد كرة أو هدف إضافي».