تركي بن خالد في ملتقى الاستثمار الرياضي: مشكلة الرياضة السعودية تكمن في المقارنات

الفوزان طالب بمحاكم رياضية.. التويجري شدد على المنتج.. والمقيرن مستاء من عدم وجود أنظمة

TT

وسط حضور كثيف اضطر معه البعض إلى البقاء واقفا على قدميه زهاء الساعتين، افتتح مساء أول من أمس ملتقى الاستثمار الرياضي «آمال وتطلعات»، الذي نظمه مركز الأمير سلمان في فندق المشرق بالعاصمة السعودية الرياض، بمشاركة الأمير تركي بن خالد المشرف على المنتخب السعودي سابقا، والدكتور حافظ المدلج رئيس لجنة التسويق بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والمهندس طارق التويجري رئيس لجنة التراخيص برابطة دوري المحترفين، وأحمد المقيرن رئيس شركة «آر بي إم» للاستثمار الرياضي، والدكتور راشد الفوزان الخبير الاقتصادي المعروف.

وقال الأمير تركي بن خالد: «الاستثمار عصب الرياضة الحديثة، والخصخصة إحدى الأدوات لتحسين المنتج الرياضي، وأي منظمة تبحث عن الاستثمار لتصرف على نفسها من الإيرادات التي تحققها، ولاحظت هنا أن الكثير يخطئون بفهم الخصخصة ويربطونها بالملكية، ونحن لدينا خصخصة للأندية من قبل الدولة على مستوى رؤساء الأندية، لكنها لا تفعل بشكل صحيح».

ورأى المشرف سابقا على المنتخب الأول قبل نحو عقد من الزمان أن المشكلة الحقيقية بالرياضة السعودية تكمن في المقارنات؛ إذ قال الأمير تركي بن خالد: «الكل يعتقد أن منتخب الإمارات حقق بطولة الخليج عندما جنس لاعبا واحدا دون الالتفات إلى العمل الجبار الذي قام به المسؤولون هناك، ومحليا الكل يريد أن يكون مثل الفتح، وهو نموذج - في رأيي - لن يتكرر إلا كل 50 عاما».

ويضيف: «الاستثمار بالأندية جيد، لكن المشكلة إدارية، فحينما يزيد الدخل يزيد معدل الإنفاق، ونحن ارتكبنا خطأ كبيرا عندما سمحنا باحتراف اللاعبين دون مداخيل مالية، وأصبح رؤساء الأندية هم القادرين على دفع الأموال فقط». واعتبر أن التخصيص لن يحصل بالأندية السعودية حتى بعد 10 أعوام.

وقال: «لدينا مشكلات كبيرة، مثل النقل التلفزيوني وحقوق الملكية والملاعب، وقوانين رعاية الشباب، والحل الوحيد هو تحويل الأندية إلى قطاعات ربحية، وليست قطاعات قائمة على الهبات والتبرعات»، فيما طالب بأن يعود الرياضيون إلى الرياضة بعد أن هجروها، وقال: «يجب أن يعود الرياضيون إلى الرياضة بعد أن هجروها ودخل بدلا منهم بعض الأشخاص هذا القطاع».

من جانبه أكد المهندس طارق التويجري أنه عمل في الأندية ويعرف حقيقة ما تحتاجه وقال: «السؤال الدائر دائما حول العالم: هل الأندية قطاع ربحي أم عكس ذلك؟ وأعتقد أن الجواب الأمثل هو أن الأندية قطاع ربحي، وذلك للاستفادة من أرباحها في الصرف على أنشطتها». وشدد على ضرورة الاهتمام بالمنتج الحقيقي داخل الملعب، ويقول: «نحن لم نرتب أولوياتنا، وأهملنا الجانب الفني، ولو عدنا بالذاكرة إلى الأزمة العالمية المالية أواخر 2008م، كان الاقتصاد العالمي يعاني، بينما الأندية الرياضية تحقق أرباحا وهذا يدل على أن المشجعين يبحثون عن المتعة».

ويضيف: «الأندية تتعامل مع الشركاء كرقم فقط، والآن يتردد أن الشركات الكبرى ستنسحب مع الرعاية وتكتفي بالإعلان على القمصان، وهذه نتيجة للتعامل السيئ من الأندية مع الرعاة، وكثير من الرعاة كانوا يستجدون اللاعبين لتصوير إعلان، بينما يطالب الآخرون بمبالغ كبيرة بطريقة لا تحترم النادي، وإن دل ذلك، فإنه يدل على ضعف عقلية التسويق لدى الأندية».

واعتبر أحمد المقيرن أن المسؤولين لا يهتمون بحقيقة الاستثمار داخل الأندية، وقال: «لن نتطور طالما المسؤول غير معترف بحقيقة الاستثمار، وما يحصل الآن أن الأندية ملك للدولة، ولكنها لم تدعم بشكل كامل، ولم تصل لكونها منشأة مالية، ودليل ذلك النقل التلفزيوني، ومن أكبر المعوقات التي تواجه الاستثمار لدينا عدم وجود أنظمة تحمي القطاع الخاص وتساعده على النجاح، وعلى سبيل المثال هناك بالإمارات نحو 300 مناسبة رياضية، بينما نحن لا نملك عشر هذا الرقم رغم الفوائد الاجتماعية والأمنية للرياضة».

ودافع المقيرن كمستثمر رياضي عن نفسه وزملائه، مؤكدا أن المستثمرين لن يحققوا أرباحا عالية، ويقول: «لن نستطيع كمستثمرين تحقيق أرباح عالية بسبب غياب الاستثمار، وينبغي على الدولة أن تدعم المنتج الرياضي، وإذا لم يفعل القطاع الحكومي ذلك، فإن القطاع الخاص بالطبع لن يقوم بذلك الدور، والسبب عدم وجود مرجعية تضمن الحقوق، وعلى سبيل المثال عندما انخفض مستوى الرياضة في ألمانيا قبل نحو 15 عاما، كانت وزارة الداخلية من أعاد الحياة إلى هذا القطاع نظرا لأهميته، بينما نحن نراها مجرد لعبة وهواية».

وأضاف: «هناك مشكلة حقيقية في اختلاف الهيكلة بين الرئاسة والوزارات، وصعوبة التخاطب بين تلك المنظمات، أما عن الأرباح التي يتحدث عنها البعض، فنحن نتكلم عن قطاع الاتصالات، وهو القطاع الذي سيحقق أرباحا حتى لو لم يدخل بالاستثمار الرياضي؛ بسبب تعلق الشباب السعوديين بالاتصالات والتواصل».

ويؤكد حافظ المدلج أن الخصخصة لن تحل مشكلات الرياضة السعودية، ويقول: «لدينا اللاعب الأجنبي من أواخر السبعينات، وما زلنا نجد مشكلات في اختياره، ولدينا احتراف منذ التسعينات، وما زالت المشكلات الاحترافية موجودة، مشكلتنا الحقيقية أننا نمتلك أنظمة لكننا لا نطبقها، أو نعطي استثناءات للبعض، وإذا أردنا معرفة الحقيقة فلنتابع مباريات الفرق التي ستلعب بدوري أبطال آسيا وكأس الملك لنرى التنظيم والنظام الذي يصب لمصلحة قوانين الأول».

وأكد أنه سعيد بانتهاء الرعاية الكاملة للأندية وقال: «نادي يوكوهاما لديه 65 راعيا، ويلزم أن يكون هناك أكثر من راع وملعب خاص لكل ناد، والأهم قبل هذا كله إيجاد أنظمة واضحة دون استثناءات».

وهاجم راشد الفوزان رعاية الشباب بسبب المنشآت الرياضية، وقال: «البنية التحتية بالمملكة سيئة للغاية، فملاعب نجران والفيصلي أشبه بملاعب الاستراحات، وأكثر اللاعبين لدينا هم من الأحساء وجازان ومكة، المدن التي لا تمتلك منشآت جيدة». وطالب بإيجاد قوانين تحمي المستثمر: «الكل يعرف قصة الهلال مع شركة (الاتصالات السعودية) عندما انسحب الأول من العقد الذي يربطه بالأخير، وهذا أكثر ما يخيف الشركات الأخرى، مثل قطاع البنوك على سبيل المثال. علينا إيجاد أنظمة وتشريعات تحمي المستثمر».

ويضيف: «علينا الأخذ بالتجربة الإنجليزية أو الإيطالية بقطاع الاستثمار الرياضي، لكنني أشك بنجاح ذلك؛ لأن لدينا الكثير من الرؤساء الذين يبحثون عن الحفاظ على مناصبهم».

وفتح الفوزان النار على رابطة دوري المحترفين بسبب غياب الشفافية، حسب وصفه، ويقول: «لا أحد يعرف ماذا حصل للملايين التي لا يعرف مصيرها، كما أعرف أن الرابطة أقرضت الاتحاد السعودي مبلغ 50 مليون ريال من أموال الأندية لتسديد مبلغ فرانك ريكارد. علينا إيجاد محاكم رياضية لتطبيق الأنظمة».