خسارة كأس إنجلترا تضع مستقبل مانشيني مع سيتي في مهب الريح

المدرب الإيطالي وصف ما يتردد عن إقالته بـ«الغباء».. والإدارة تبحث التعاقد مع بلغريني

TT

باتت الشكوك تحوم بقوة حول مستقبل المدير الفني الإيطالي روبرتو مانشيني مع نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، عقب الهزيمة «المستحقة» في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أمام ويغان، الذي لا تتجاوز أسعار جميع لاعبيه نصف قيمة صفقة الفرنسي سمير نصري (22 مليون جنيه إسترليني) الذي كان في أسوأ حالاته في هذا اللقاء.

وبينما كانت الأمطار تهطل على مانشيني وهو واقف في المنطقة المخصصة للمديرين الفنيين حول الملعب، كان من الواضح أن الجميع من حوله يدركون جيدا أن أيامه باتت معدودة في ملعب «الاتحاد»، بعد أقل من عام من تتويجه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز. وشعر عشاق مانشستر سيتي بأن التشيلي مانويل بلغريني مدرب ملقة الإسباني هو المدير الفني القادم للفريق.

ما أشبه الليلة بالبارحة، فبالأمس القريب كان مارك هيوز هو المدير الفني لمانشستر سيتي، وذهب لمباراة فريقه أمام سندرلاند وهو يعرف أن أيامه مع الفريق باتت معدودة بسبب التقارير التي كانت تشير إلى تعاقد النادي مع مانشيني، والآن يحدث الشيء نفسه، حيث بات مانشيني في مهب الريح، في الوقت الذي يسعى فيه النادي للتعاقد مع بلغريني. وكان مدير الكرة بنادي مانشستر سيتي تكسيكي بيغريستين قد اجتمع في وقت سابق من الشهر الحالي بوكيل أعمال بلغريني، جيسوس مارتينيز، في العاصمة الإسبانية مدريد لبحث التعاقد. ولذا كان مانشيني يدرك جيدا أنه بحاجة للحصول على بطولة مع الفريق لكي يُذكر مجلس إدارة النادي بقدراته التدريبية، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث جاء رئيس النادي خلدون المبارك إلى ملعب المباراة لكي يشاهد فريقه وهو منهار ويخسر البطولة التي كان يمني النفس بها.

وقام خلدون بزيارة مانشيني في الفندق ليلة الجمعة الماضية، وتحدث معه ومع اللاعبين. في الحقيقة، لم تكن نية مجلس إدارة النادي الإطاحة بمانشيني وليدة الحدث، لكنها كانت موجودة بقوة منذ فترة، بسبب فشله الذريع في تحقيق نتائج إيجابية في البطولات الأوروبية، علاوة على علاقته السيئة ببعض اللاعبين، بما في ذلك انتقاداته العلنية لحارس المرمى والنجم المحبوب من عشاق النادي جو هارت، وعدم اعتماده على اللاعبين الشباب.

وبالإضافة إلى ذلك، يشعر مجلس إدارة النادي بدهشة شديدة من تصريحات مانشيني التي أكد فيها أن النادي لم يبذل قصارى جهده للتعاقد مع النجم الهولندي روبن فان بيرسي، الذي فضل الانضمام لنادي مانشستر يونايتد، علاوة على تعجب مجلس الإدارة من الإشارة إلى أن مانشيني لا يرغب في لاعبين مثل سكوت سنكلير وجاك رودويل، لكنه في حقيقة الأمر يريدهما. وكانت هناك بعض التحفظات داخل مجلس الإدارة على السن المتقدمة لمايكون ومستوى خافيير غارسيا، لكنه استجاب لمطالب مانشيني وتعاقد معهما، ولم يقدم أي منهما إضافة للفريق حتى الآن. وكان المستوى الباهت الذي قدمه مانشستر سيتي خلال اللقاء، لا سيما شوط المباراة الأول، كفيلا بإثارة غضب خلدون، الذي لم يكن يتوقع على الإطلاق أن يخسر فريقه اللقب أمام فريق مهدد بالهبوط في الدوري الإنجليزي الممتاز ولاعبين تم شراؤهم بمقابل مادي زهيد، على العكس من لاعبي مانشستر سيتي الذين يحصلون على مرتبات خيالية.

لكن مانشيني يصف الأخبار التي تترد عن قرب إقالته بالغبية، وقال خلال المؤتمر الصحافي عقب المباراة «هذا الأمر موجود منذ ستة أشهر. أعتقد أن هذا غباء وأنتم تكتبون هذه الأمور. أنا موجود في عالم كرة القدم منذ مدة طويلة وسأنتظر لأرى ماذا سيحدث». وأضاف «مانشستر يونايتد لم يفز بالدوري الممتاز أو بكأس الاتحاد الإنجليزي الموسم الماضي، ولم تكتب الصحافة شيئا عن هذا، ربما تكون هناك أشياء لا أعلمها، لكن ما أسعى إليه الآن هو الفوز في آخر مباراتين لنا بالدوري، ولنر ماذا سيحدث في نهاية الموسم». وتابع «من هي الفرق التي لعبت أفضل منا هذا الموسم؟ فريق واحد: مانشستر يونايتد. نحن في المركز الثاني بالدوري وصعدنا إلى نهائي الكأس. لم نحقق أهدافنا لكننا خضنا موسما جيدا».

وعلى الرغم من أن مانشيني لا يزال مرتبطا مع النادي بعقد يمتد لأربعة مواسم مقبلة، فإن هناك شرطا جزائيا في عقده بقيمة 7.5 مليون جنيه إسترليني، أي راتب عام كامل. وبعد ذلك، سيتعين على النادي تلبية طلبات بلغريني في التعاقدات الجديدة، حيث يتردد بقوة اسم «إسكو» نجم نادي ملقة الإسباني. وقد اعتاد بلغريني على إنفاق الأموال بسخاء من أجل التعاقد مع لاعبين جدد، ويكفي أن نعرف أنه كان المدير الفني لنادي ريال مدريد الإسباني عندما أنفق نحو 200 مليون جنيه إسترليني على التعاقد مع لاعبين بارزين مثل كاكا وكريستيانو رونالدو وتشابي ألونسو وكريم بنزيمة. ولم يحقق النجاح إلا رونالدو وألونسو. وعلى الرغم من هذه الصفقات الكبيرة، فإن بلغريني لم يكن سعيدا بحالة عدم التوازن التي يعاني منها الفريق، حيث قال «ليس جيدا أن تكون هناك فرقة موسيقية تضم أفضل عشرة عازفي غيتار في العالم، ولا يوجد بها أي عازف بيانو!». ولم يحقق بلغريني النجاح المتوقع مع ريال مدريد ورحل عن النادي الملكي، لكنه يقدم الآن أداء طيبا يستحق الاحترام والتقدير مع نادي ملقه الإسباني، وقاده للمشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا قبل أن يودع البطولة أمام نادي بروسيا دورتموند الألماني. وفي المقابل، ظهر روبرتو مارتينيز مدرب ويغان أكثر سعادة، وقال «إنها لحظة لا يمكن تصديقها.. كان هناك شعور حقيقي بأننا ربما أهدرنا فرصتنا، لكن هذه المجموعة من اللاعبين واصلت الكفاح، كنت أفكر بالفعل في الوقت الإضافي وكيفية استغلال التفوق العددي في صفوف فريقي (بعد طرد زاباليتا مدافع سيتي في الدقيقة 85). وكان أمرا لا يمكن تصديقه أن نرى الهدف في الدقيقة الأخيرة».

ويمثل فوز الفريق باللقب الخطوة الأخيرة في الرحلة التي بدأها ديف ويلان مالك ويغان منذ أن اشترى النادي في 1995. وسبق لويلان أن تعرض لكسر ساقه خلال مشاركته في نهائي البطولة نفسها عام 1960. وقال مارتينيز «إنها قصة خيالية لا يمكن تصديقها.. رئيس النادي كسرت ساقه في 1960، والآن نجح الفريق في الفوز باللقب». لكن مارتينيز سيضع تركيزه الآن على إبقاء ويغان في الدوري الممتاز، إذ يقبع الفريق في المركز الـ18 بين 20 ناديا، ويحتاج للفوز في مباراتيه أمام آرسنال وأستون فيلا للنجاة من مصير لا يرغب فيه. وإذا هبط سيصبح ويغان أول فريق يفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي ويهبط في الموسم نفسه إلى الدرجة الثانية.