باريس تحتفل بإحراز سان جيرمان لقبه الأول منذ 19 عاما

بفضل ملاكه القطريين الذين قاموا بضم إبراهيموفيتش وبيكام والكثير من النجوم المعروفين لفريق العاصمة الفرنسية

TT

احتفلت جماهير كرة القدم في العاصمة الفرنسية باريس أمس بما وصف بأنه «تحرير» مدينتهم من جفاف الألقاب الذي ظلت تعاني منه طويلا، وذلك بعد إحراز فريق باريس سان جيرمان لقب مسابقة الدوري الفرنسي للمرة الأولى منذ 19 عاما.

وكان سان جيرمان تغلب على منافسه ليون 1 / صفر ليفوز بلقبه الأول بمسابقة الدوري المحلي منذ عام 1994. واحتفل المئات من مشجعي النادي بهذا الإنجاز بجادة الشانزلزيه، وذلك قبل أن يقوم فريق باريس سان جيرمان بجولته الاحتفالية على متن حافلة مكشوفة بجوار ضفاف نهر السين.

وكتبت صحيفة «ليكيب» الرياضية الفرنسية في عددها أمس: «باريس تحررت، بعد مرور 19 عاما»، مشيرة إلى أن فوز سان جيرمان على ليون في عقر داره هو إشارة إلى «انتقال السلطة من النادي الذي فاز بجميع الألقاب في العقد الأول من الألفية الجديدة إلى النادي الذي يتوقع له فرض هيمنته».

وربطت الكثير من وسائل الإعلام بين فوز سان جيرمان والانتعاش المالي الذي يشهده النادي بفضل ملاكه القطريين الذين قاموا بضم الكثير من النجوم المعروفين إلى صفوفه مثل مهاجم ميلان السابق زلاتان إبراهيموفيتش والنجم الإنجليزي المخضرم ديفيد بيكام، وذلك منذ شراء النادي الفرنسي في عام 2011.

ورأت صحيفة «ليبيراسيون» أن فوز باريس سان جيرمان بلقب بطل فرنسا، الذي يضمن له المشاركة ببطولة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، أثبت أن «القطريين لم ينفقوا أموالهم سدى».

ويأتي نجاح سان جيرمان وسط تردد الكثير من الشائعات حول مستقبل المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي مع الفريق، حيث يتردد أنه مرشح لتولي تدريب نادي ريال مدريد، بينما رفض المدرب الإيطالي نفسه التأكيد على بقائه مع سان جيرمان خلال الموسم المقبل.

وأثبت فوز سان جيرمان بالبطولة الفرنسية صحة قرار السويدي زلاتان إبراهيموفيتش بترك الدوري الإيطالي وميلان العريق من أجل الانضمام إلى نادي العاصمة الفرنسية، حيث اعتبر الكثيرون أن هذه الخطوة قد تشكل بداية النهاية بالنسبة لهذا اللاعب، خصوصا أن هناك فارقا هائلا في التاريخ بين فريقه الجديد والفرق التي لعب لها سابقا.

لكن المهاجم السويدي المثير للجدل في الكثير من الأحيان نجح في امتحانه الفرنسي وتمكن في موسمه الأول في عاصمة الأضواء من قيادة باريس سان جيرمان لإحراز لقب «ليغ 1» للمرة الأولى منذ 1994 بتسجيله 27 هدفا في 32 مباراة.

ورفع إبراهيموفيتش، 31 عاما، رصيده الشخصي إلى 8 ألقاب على صعيد الدوري مع 5 أندية مختلفة هي أياكس أمستردام الهولندي (2002 و2004) وإنتر ميلان (2007 و2008 و2009) وميلان الإيطاليان (2011) وبرشلونة الإسباني (2010)، إضافة إلى تتويجه مع يوفنتوس الإيطالي عامي 2005 و2006 قبل أن يجرد الأخير منهما بسبب فضيحة التلاعب بالنتائج.

ويتوجه إبراهيموفيتش لإحراز جائزة هداف الدوري الفرنسي كونه يتصدر بفارق 8 أهداف عن أقرب ملاحقيه قبل مرحلتين على نهاية الموسم، وذلك بعد أن سبق له وتوج هدافا للدوري الإيطالي مرتين عامي 2009 و2012.

ولم يكن تألق سان جيرمان مع مهاجمه الجديد منحصرا في الدوري المحلي وحسب، بل كان نادي العاصمة الفرنسية قاب قوسين أو أدنى من تحقيق المفاجأة على الصعيد القاري وبلوغ الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا على حساب برشلونة، لكن مشواره انتهى في نهاية المطاف على يد الفريق السابق لإبراهيموفيتش دون أن يخسر (تعادلا ذهابا في باريس 2 - 2 وإيابا في برشلونة 1 - 1). ولم يكن وصول إبراهيموفيتش إلى ملعب «بارك دي برينس» عاديا، حيث صرح في أول يوم له: «إنهم يعرفون من أنا»، بعد انضمامه إلى فريقه الجديد.

ومن المؤكد أن إبراهيموفيتش قد أظهر في البطولة الفرنسية ملامح عملاق قادم من عالم آخر مقارنة مع النجوم الموجودين، خصوصا أن نجوم الكرة الفرنسية سرعان ما ينتقلون للعب في الخارج قبل أن يصل القطريون إلى نادي العاصمة بهدف إعادته إلى ما كان عليه في أوائل التسعينات مع الليبيري جورج ويه والبرازيليين فالدو وراي وألن روش ودانيال برافو وجوسلان انغلوما وبول لوغوين وغيرهم، وذلك بضم لاعبين مثل الأرجتينيين ايزيكييل لافيتزي وخافيير باستوري والبرازيليين لوكاس مورا وتياغو سيلفا. وكان من الصعب أن يتخيل المرء قبل عامين انتقال إبراهيموفيتش إلى باريس سان جيرمان، لكن المبلغ الخيالي الذي أنفقه المالك القطري ناصر الخليفي كان في محله، وسجل اللاعب بعد انضمامه قبل 4 أشهر 19 هدفا في 21 مباراة بقميص النادي الباريسي (17 منها في 14 مباراة في الدوري) بعد ثلاثيته الأولى في مرمى فالنسيان (في 10 ديسمبر «كانون الأول»)، فضلا عن تمريرات حاسمة أتت بأهداف عبر زملائه والكثير من الفواصل الفنية النادرة المليئة بالإلهام والموهبة.

من جانبه أحرز المدرب الإيطالي كارلو انشيلوتي لقبه الثالث على صعيد الدوري، وذلك بعد أن سبق له وتوج في إيطاليا مع ميلان عام 2004 وفي إنجلترا مع تشيلسي عام 2010.

وبفوز سان جيرمان على ليون اشتعلت المنافسة في المرحلتين الأخيرتين على المركز الثالث الأخير المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

ويواجه ليون تهديدا من ليل ونيس وسانت اتيان، إذ لا يفصل بين الرباعي أكثر من أربع نقاط. وكان بإمكان سانت اتيان أن يصبح على بعد نقطة من ليون لو لم ينجح لوريان في أن يضع حدا لمسلسل المباريات التي خاضها الفريق الأخضر دون هزيمة عند 16 على التوالي وذلك بالفوز عليه 3 - 1.

ودخل سانت اتيان إلى هذه المباراة وهو يبحث عن المحافظة على سجله الخالي من الهزائم في الدوري خلال عام 2013 وتحديدا منذ خسارته أمام مرسيليا صفر - 1 في 23 ديسمبر 2012 وبهدف المحافظة على آماله بالمركز الثالث الأخير المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

لكن فريق المدرب كريستوف غالتييه لم يتمكن من تحقيق ثأره للخسارة الوحيدة التي مني بها في 2013 ضمن جميع المسابقات على يد لوريان في ربع نهائي مسابقة الكأس (1 - 2) في 16 أبريل (نيسان) الماضي، ومني بهزيمته السابعة هذا الموسم فتجمد رصيده عند 59 نقطة في المركز السادس بفارق 4 نقاط عن ليون.

وتأتي هذه الهزيمة لسانت اتيان قبل مواجهتين صعبتين جدا في المرحلتين الأخيرتين أمام ضيفه مرسيليا ومضيفه ليل الذي يصارع على المشاركة في دوري الأبطال (60 نقطة) أو على أقله «يوروبا ليغ».

ولم تكن حال نيس الذي يحتل المركز الخامس بفارق الأهداف خلف ليل ونقطة أمام سانت اتيان أفضل من الأخير وليون، إذ سقط بدوره خارج قواعده أمام ايفيان الذي يصارع من أجل تجنب الهبوط برباعية نظيفة. وستكون المرحلة المقبلة حاسمة لنيس لأنه يستضيف ليون قبل أن يختتم الموسم خارج ملعبه أمام اجاكسيو.

أما بالنسبة لايفيان الذي بلغ نهائي الكأس على حساب لوريان (4 - صفر)، فأنعش حظوظه بالبقاء متسببا في الوقت ذاته بهبوط بريست إلى الدرجة الثانية كونه أصبح يتخلف بفارق 8 نقاط عن ايفيان السابع عشر.