آرسنال في مهمة صعبة أمام ويغان «بطل الكأس» الذي يصارع الهبوط اليوم

مانشستر يونايتد يبدأ التفكير في مرحلة ما بعد فيرغسون بمواجهة مشكلة روني الراغب في الرحيل

TT

دعا الفرنسي أرسين فينغر المدير الفني لفريق آرسنال لاعبيه إلى «إنهاء المهمة» بأيديهم وانتزاع الفوز أمام ويغان اليوم في الجولة قبل الأخيرة للدوري الممتاز الإنجليزي ومن أجل الحفاظ على أمل التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

ووجد آرسنال نفسه في المركز الخامس متخلفا بفارق نقطتين عن توتنهام صاحب المركز الرابع (الأخير المؤهل لدوري أبطال أوروبا) بعد انتزاع الأخير لفوز مثير على ستوك 2-1 أول من أمس، وبات يتوجب على آرسنال الفوز على ويغان المهدد بالهبوط لكي يستعيد المركز الرابع.

لكن مهمة فينغر ورجاله ستكون غاية في الصعوبة لأنها ستصطدم بفريق يقاتل من أجل البقاء، وأيضا منتش بتحقيق إنجاز تاريخي إثر تتويجه بكأس إنجلترا السبت على حساب مانشستر سيتي القوي.

وقال فينغر: «كلا الفريقين لديه الدافع للقتال، إنها مباراة صعبة لنا وللمنافس، نقدم أداء جيدا في هذه الأوقات، في الشهور الماضية لم تكن الأمور تسير في صالحنا، لكن الآن مصيرنا في أيدينا». وأضاف فينغر موجها كلامه للاعبيه: «ودعونا ننهي المهمة».

وتعززت صفوف فريق آرسنال بعودة لوكاس فابيانسكي وكيران جيبس من الإصابة، بينما سيغيب المهاجم أوليفييه جيرو لإنجاز آخر مباراة في العقوبة الموقعة عليه بالإيقاف ثلاث مباريات.

في المقابل يعيش ويغان حالة من الانتعاش بعد تتويجه بكأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم لأول مرة في تاريخه، ويتمنى أن تنسحب هذه الحالة على مباراته اليوم أمام آرسنال بالدوري لكي يتقدم خطوة في طريق النجاة من الهبوط.

وكافح ويغان الذي ينتمي لبلدة شمالية صغيرة قريبة من مانشستر وليفربول لتفادي الهبوط على مدار المواسم الثلاثة الماضية.

وسيكون ويغان مطالبا بالفوز على آرسنال اليوم قبل أن يستقبل أستون فيلا في آخر مبارياته بالدوري الممتاز يوم الأحد المقبل في مباراة أخرى مصيرية.

ويحتل الفريق حاليا المركز 18 في الترتيب برصيد 35 نقطة ويحتاج إلى كل نقطة للبقاء في دوري الأضواء.

لكن بن واطسون الذي حل بديلا في مباراة الكأس أمام مانشستر سيتي ليسجل هدف الفوز يوم السبت يؤمن بحظوظ فريقه في النجاة والبقاء في الدوري الممتاز ويقول: «توجهنا إلى آرسنال الموسم الماضي وهزمناه في عقر داره. بعد الانتصار على سيتي أعتقد أن ويغان يستطيع تخطي آرسنال».

وتابع: «نعم نحن سعداء جدا بالفوز بالكأس وسنلعب في كأس الأندية الأوروبية الموسم المقبل لأول مرة لكن يتعين علينا أيضا البقاء في الدوري الممتاز وبوجود الرئيس ديف ويلان والمدرب مارتينيز نستطيع النجاة من الهبوط».

واشترى ويلان نادي ويغان في 1995 حينما كان ينافس وقتها في الدرجة الثالثة، ووعد حينها الجماهير على الفور بالصعود لدوري الأضواء في تصريح تندر عليه البعض وقتها لكن الإنجاز تحقق في 2005.

ومول ويلان عملية إنشاء ملعب جديد ليحل مكان استاد سبرينج فيلد بارك في 1999 وتعاقد مع مجموعة من اللاعبين المميزين على مدار 18 عاما الأخيرة ليرتقي الفريق بين الدرجات المختلفة للدوري.

ولا يتعين أن ينسب النجاح أو الفشل لشخص واحد ومع ذلك لن يكون من قبيل المبالغة إذا قلنا إنه من دون الرئيس ديف ويلان ما كان لنادي ويغان أن يفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي لأول مرة في تاريخه أو البقاء على مدار السنوات الثماني الأخيرة بين الكبار في الدوري الإنجليزي الممتاز.

ووضع ويلان نادي ويغان على خريطة كرة القدم ويؤمن بقدرة فريقه على الاستمرار في دوري الأضواء بعد فوزه المفاجئ بهدف دون رد على مانشستر سيتي العملاق على ملعب ويمبلي في نهائي الكأس.

ورغم أن ويغان يعيش في ظل جاره نادي ويغان واريورز للرغبي الأكثر شهرة في منطقته، فإن الأضواء تسلطت عليه بعد انتصاره التاريخي بكأس إنجلترا واستعداده لخوض التجربة الأوروبية بقيادة المدرب روبرتو مارتينيز.

وكان ويلان أصيب وهو في 23 من عمره بكسر في الساق أثناء مشاركته مع بلاكبيرن روفرز في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1960 أمام ولفرهامبتون واندرارز على ملعب ويمبلي أيضا، وهو ما أسدل الستار مبكرا جدا على مسيرته في دوري الأضواء وقضى على طموحه في الدفاع عن ألوان إنجلترا.

وقال ويلان بعد انتصار فريقه على سيتي: «إنه حلم تحول إلى حقيقة، خاصة بعدما تعرضت له سابقا على نفس الملعب في 1960 ولذلك لا أستطيع التعبير عن مشاعري. الأمر كله يثبت أن باستطاعتك تحقيق أي حلم متى كنت تؤمن بقدراتك».

وانتقل ويلان إلى فريق كرو الكسندرا المنتمي للدرجة الرابعة بعد عامين من إصابته بكسر في الساق لكنه استطاع من خلال أموال التعويض التي حصل عليها من بلاكبيرن روفرز عقب الإصابة البدء في نشاط تجاري كان فاتحة خير كبيرة لمسيرة ناجحة أصبح بعدها من أصحاب الملايين.

وعن الأخبار التي تتردد عن احتمال ترك المدرب مارتينيز للفريق خاصة في حالة الهبوط قال ويلان: «لقد قادنا روبرتو لإنجاز تاريخي بكل ما تحمله الكلمة أنه مدرب كبير أنجز مهمة رائعة لهذا النادي كلاعب وكقائد للجهاز الفني، وحينما يأتي اليوم الذي يبلغني فيه برغبته في الانتقال لفريق أكبر سأتفهم موقفه. بالطبع سأوافق. لكنه في الوقت الراهن مدرب الفريق وتتبقى لنا مباراتان حاسمتان للبقاء في الدوري الممتاز ولذلك سوف أؤجل الاحتفالات».

وتكهنت تقارير باحتمال انتقال مارتينيز لتدريب إيفرتون لتعويض ديفيد مويز الذي سيحل مكان اليكس فيرغسون في مانشستر يونايتد اعتبارا من الموسم المقبل. لكن ويلان أشار إلى مارتينيز يحتاج لفريق ذي إمكانات أكبر من إيفرتون لإظهار مهاراته كمدرب، نحن سنعمل ما في وسعنا للإبقاء عليه وأتمنى أن يستمر لمدة أربع أو خمس سنوات أخرى.

ويقول ويلان: «سيكون من سخرية القدر أن يهبط النادي من الممتاز في أوج مجده وتألقه».

من جهة أخرى بدأ مانشستر يونايتد الذي ودع مديره الفني السير الأسكوتلندي اليكس فيرغسون على ملعب «أولدترافورد» في التفكير في مستقبل الفريق بعد 27 عاما من الإنجازات على يد الخبير الأسكوتلندي آخرها كأس الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الثالثة عشرة تحت قيادته.

وستكون أولى مهام الأسكوتلندي الآخر ديفيد مويز القادم من إيفرتون لخلافة فيرغسون هي المهمة الشاقة المتمثلة بمستقبل المهاجم الدولي واين روني مع «الشياطين الحمر».

وكان فيرغسون قد «رمى» بقنبلة سيبقى صداها مسموعا لعدة أسابيع بعد أن أكد بأن مهاجم الفريق واين روني طالب بالرحيل عن النادي.

وخاض فيرغسون آخر مبارياته في ملعب أولدترافورد ضد سوانزي سيتي (2 - 1) من دون روني الذي لم يتواجد حتى على مقاعد الاحتياط لكنه احتفل بعدها بتسلم كأس الدوري مع زملائه.

وعزز هذا الأمر الشائعات التي تتحدث عن رحيل «الفتى الذهبي» عن يونايتد في نهاية الموسم ثم أكد فيرغسون أنه لم يشرك لاعب إيفرتون السابق في المباراة الاحتفالية لأنه ليس في الوضع الذهني المناسب لخوض اللقاء.

وأضاف فيرغسون الذي يخوض مباراته الـ1500 الأخيرة مع يونايتد على ملعب وست بروميتش البيون الأحد المقبل قبل الاعتزال رسميا: «لا أعتقد أن واين كان عازما على اللعب لأنه طالب بالانتقال من الفريق ويريد التفكير بالأمر». وتابع فيرغسون: «لن نسمح له بالرحيل، أعتقد أنه يشعر بالإحباط بعض الشيء نتيجة إخراجه من الملعب مرة أو مرتين في الأسابيع القليلة الماضية».

وسبق لفيرغسون أن أكد بأن روني لن يترك يونايتد الصيف المقبل بعد الخروج من الدور الثاني لمسابقة دوري أبطال أوروبا على يد ريال مدريد الإسباني. وقال حينها: «ما يقال في الصحف تفاهات ليس إلا»..

ومنع فيرغسون حينها صحيفتين من حضور المؤتمر الصحافي حتى تتقدما باعتذارهما بعد تحدثهما عن رحيل روني وعن أن الأخير لا يتحدث مع مدربه خلال التمارين.

ورغم تأكيد فيرغسون بأنه لا يواجه أي مشكلة مع روني، فإن مهاجم إيفرتون السابق ليس مرتاحا دون أدنى شك للدور الذي يلعبه في الفريق منذ قدوم الهولندي روبن فان بيرسي في بداية الموسم الحالي من آرسنال، لأن الأخير فرض نفسه رأس الحربة الأساسي الفريق تاركا لروني تشارك المركز الثاني في خط المقدمة مع ويلبيك أو حتى كاغاوا في حال قرر فيرغسون تعزيز خط الوسط الهجومي على حساب مهاجم صريح.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن رحيل روني، إذ سبق للفتى الذهبي أن لمح في أكتوبر (تشرين الأول) 2010 إلى رغبته بترك «الشياطين الحمر» لكن لأسباب مختلفة تماما عن الوضع الحالي، إذ اعتبر حينها بأن فريق فيرغسون يفتقد إلى الطموح قبل أن يعود لاحقا عن رأيه ويوقع عقدا جديدا لمدة خمسة أعوام.

والمفارقة أن مويز كان خلف ظهور روني إلى الساحة عندما وثق بقدراته وأشركه مع الفريق الأول لإيفرتون حين كان اللاعب في السادسة عشرة من عمره، لكن علاقة الرجلين تدهورت حين انتقل «الفتى الذهبي» إلى يونايتد عام 2004 وانتقاد اللاعب لمدربه السابق في سيرته الذاتية بشكل صادم جعلهما يتواجهان في المحاكم، لكن تم الصلح بينهما فيما بعد.

وأكد مويز على أنه سيلتقي الأسبوع المقبل مع لاعبي يونايتد، لكنه لن يخوض في مشكلة روني.