عندما بدأ تشيلسي الإنجليزي وبنفيكا البرتغالي في سبتمبر (أيلول) الماضي موسمهما الأوروبي هذا الموسم، كان هذا من خلال دوري الأبطال ولكنهما ينهيان موسمهما الأوروبي اليوم في نهائي بطولة أخرى هي مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ).
ولم يقدم أي من الفريقين ما يليق به في الدور الأول لبطولة دوري الأبطال، حيث احتل كل منهما المركز الثالث في الدور الأول في مجموعته ليودع دوري الأبطال مبكرا وينتقل للمنافسة في مسابقة الدوري الأوروبي التي يعتبرها كثيرون بطولة الخاسرين أو بطولة أدنى كثيرا في المستوى من دوري الأبطال. وسبق لأسطورة كرة القدم الألماني فرانز بيكنباور أن أطلق على هذه البطولة لقب «بطولة الخاسرين».
ورغم هذا، يخوض تشيلسي نهائي اليوم على استاد «أمستردام آرينا» بالعاصمة الهولندية أمستردام بمعنويات مرتفعة للغاية بعدما ضمن الفريق يوم السبت الماضي بطاقة التأهل المباشر إلى دور المجموعات بدوري الأبطال في الموسم المقبل إثر فوزه الثمين 2 / 1 على أستون فيلا في الدوري الإنجليزي.
وفي المقابل، يخوض بنفيكا اللقاء بعد صدمة حقيقية حيث سقط الفريق في لقاء القمة بالدوري البرتغالي وخسر أمام مضيفه ومنافسه العنيد بورتو 1 / 2 لتكون الهزيمة الأولى له في الدوري البرتغالي هذا الموسم ويفقد الصدارة لصالح بورتو الذي أصبح مرشحا بقوة لإحراز اللقب من خلال المرحلة الأخيرة من المسابقة يوم الأحد المقبل.
وكان المشهد مؤثرا للغاية عندما اقتنص البرازيلي كلفين بديل بورتو هدف الفوز على ملعب «دراغاو» فجثا بعدها مدرب بنفيكا جورج جيسوس على ركبتيه غير مصدق ومتلقيا ضربة قاضية في مسيرة الدوري: «إنها لحظة صعبة علينا، لأننا سنخوض الأربعاء مباراة نهائية وهذه الخسارة كانت مؤلمة». وتابع جيسوس: «ولدت عام 1954، لكني أعلم تاريخ النادي لأني قرأت ذلك وهو موثق بالصور وبملعب النادي».
واعتبر المدرب السويدي المخضرم زفن غوران أريكسون الذي أشرف على بنفيكا سابقا (خلال خسارة نهائي كأس الأبطال 1990 ونهائي كاس الاتحاد الأوروبي 1983) والخبير في كرة القدم الإنجليزية (درب منتخب إنجلترا ومانشستر سيتي وليستر سيتي)، إن الفريق البرتغالي موهوب أكثر من الناحية الفنية رغم امتلاك تشيلسي «تشكيلة متوازنة للغاية». والتقي تشيلسي وبنفيكا في دور الثمانية لدوري الأبطال الموسم الماضي وفاز تشيلسي في كل من مباراتي الذهاب والإياب ليكمل طريقه بنجاح إلى منصة التتويج بلقب دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه. وسيكون تشيلسي مجددا هو المرشح بقوة لإحراز لقب الدوري الأوروبي من خلال التغلب على بنفيكا. وإذا نجح تشيلسي في تحقيق التوقعات المنتظرة منه وصعد لمنصة التتويج اليوم، سيكون رابع فريق على مدار التاريخ يفوز بألقاب جميع البطولات الأوروبية الثلاث للأندية. وسبق تشيلسي إلى هذا الإنجاز كل من يوفنتوس الإيطالي وأياكس الهولندي وبايرن ميونيخ الألماني.
ويخوض المدرب الإسباني رافاييل بينيتيز المدير الفني لتشيلسي اليوم مباراته قبل الأخيرة مع الفريق وقد يفتقد فيها جهود المدافع المخضرم جون تيري واللاعب البلجيكي الدولي إدين هازارد اللذين تعرضا للإصابة في لقاء أستون فيلا. وقال بينيتيز: «خسارة لاعبين مثل تيري وهازارد قد تكون أمرا صعبا. ولكننا نأمل ألا تكون هكذا لأننا نمتلك إمكانيات عالية في الفريق». وكان تيري قد غاب عن نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي لإيقافه، مما اعتبره زميله لاعب الوسط فرانك لامبارد الذي يعيش مرحلة رائعة أصبح فيها أفضل هداف في تاريخ النادي (203 أهداف)، بأنه ضربة مؤلمة لتيري: «أنا مستاء من أجله لأني أعرف مدى تأثره لغيابه عن النهائي الأخير، لكن رغم ذلك جاء ودعم الفريق بقوة».
وإذا توج تشيلسي باللقب اليوم، سيكون بينيتيز ثاني مدرب فقط في التاريخ يفوز بلقب الدوري الأوروبي مع ناديين مختلفين حيث سبقه إلى هذا المدرب الإيطالي جيوفاني تراباتوني. كما سيعزز الفوز في مباراة اليوم مستقبل بينيتيز التدريبي بعدما حقق هذا الإنجاز مع تشيلسي رغم اعتراضات الجماهير على تعيينه مدربا للفريق في وسط الموسم الحالي. ويخيم شبح المدرب جوزيه مورينهو على بينيتيز، في ظل الشائعات التي تتحدث عن عودته إلى تشيلسي حيث يواجه مشكلات حاليا في ريال مدريد الإسباني.
ويثق بينيتيز في أن فريقه استعد جيدا للمباراة. وقال بينيتيز: «أعرف بنفيكا ومدربه ولاعبيه. إنه فريق رائع». وسبق لديفيد لويز وراميريس نجمي تشيلسي أن لعبا في صفوف بنفيكا. وقال بينيتيز: «تحدثت إليهما وعما كانا يفعلانه بشكل طبيعي. إنه فريق رائع. ستكون المواجهة قوية وصعبة للغاية». ونظرا لأهمية المباراة أمام أستون فيلا يوم السبت الماضي، لم يكن بإمكان بينيتيز منح راحة للاعبيه الأساسيين والبارزين قبل مباراة اليوم. ولكن من المرجح أن يدفع المدرب الإسباني بمواطنه فيرناندو توريس في التشكيل الأساسي اليوم لقيادة هجوم الفريق في غياب السنغالي ديمبا با لعدم أهلية مشاركته في مسابقة الدوري الأوروبي. ويتصدر توريس قائمة هدافي تشيلسي في الدوري الأوروبي هذا الموسم برصيد خمسة أهداف.
ويرى جيسوس المدير الفني لبنفيكا أن فريقه استحق أن يكون في المباراة النهائية. وأوضح المدرب البرتغالي: «لدينا توقعات جيدة قبل مواجهة تشيلسي. ولدينا كثير من الثقة.. سنخوض هذه المباراة النهائية بكثير من الاحترام للفريق المنافس مثلما نفعل دائما. ولكننا نثق كثيرا في إمكانية الفوز بهذه المباراة». ويبرز من نجوم بنفيكا حاليا لاعب الوسط نيمانيا ماتيتش نجم تشيلسي السابق والذي قال إن ماضيه لن يغير شيئا في تعامله مع المباراة. وأوضح: «لا ينتابني شعور خاص لأن هذه المباراة مثل أي مباراة في الدوري البرتغالي. إنها مباراة نهائية بالطبع ونخوضها أمام فريق جيد ولكنني والفريق بأكمله سنبذل قصارى جهدنا لتحقيق الفوز».
ويتطلع لويزاو قائد بنفيكا إلى مواجهة زميليه السابقين لويز وراميريس في مباراة اليوم. وقال لويزاو: «نشعر بالسعادة لأنهما لاعبان رائعان.. ديفيد لويز قدم مسيرة مبهرة كما أنني أحد مشجعي راميريس داخل وخارج الملعب لأنه شخص رائع. ولذلك، نشعر بالسعادة للعب أمامهما. لقد تركا الفريق منذ فترة ونحن ننتظر الآن فقط أن نخوض المباراة النهائية». وصنع لويزاو أحد الأهداف الثلاثة التي قلب بها الفريق نتيجة مباراة الإياب أمام فنربخشة التركي في المربع الذهبي للبطولة بعدما تقدم الفريق التركي 1 / صفر وفاز بنفيكا في النهائية 3 / 1.
ورغم هذا، أشعل بابلو إيمار نجم خط وسط بنفيكا الموقف بين الفريقين قبل مباراة اليوم عندما قال إن الفريق الحالي لتشيلسي هو الأسوأ للنادي الإنجليزي منذ أن اشتراه الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش. وقال إيمار: «تشيلسي ناد كبير بالطبع ولكنه ليس نفس الفريق الذي فاز بلقب دوري الأبطال قبل عام. لم يكن الفريق مقنعا في المسابقة الأوروبية أو الدوري الإنجليزي هذا الموسم. ليس فريقا يسير خلف مدربه (لا يتبع تعليمات مدربه تماما). علينا أن نستغل أن تشيلسي ليس في أفضل حالاته ولا يلعب كفريق. إنه أمر مدهش أن يتغير الفريق بهذا الشكل في غضون 12 شهرا ولكنها كرة القدم». ومن المنتظر أن يحرص لاعبو تشيلسي على الرد بقوة على تصريحات إيمار من خلال مباراة اليوم.
وكانت أمستردام مسرحا لتتويج بنفيكا الثاني في مسابقة دوري أبطال أوروبا عام 1962 أمام ريال مدريد المدجج بالنجوم، لكن منذ ذلك الوقت لم يذق بنفيكا طعم الفوز في أي مسابقة قارية، إذ خسر في 6 مباريات نهائية، آخرها قبل 23 عاما أمام ميلان الإيطالي 1 - 0 في نهائي كأس الأندية البطلة.