عيد يعلن إطلاق رابطة للهواة تستهدف 50 ألف لاعب خلال السنوات الأربع المقبلة

نفى تقديم نادي الاتحاد أي شكوى ضد «العنصرية».. والمعيبد: المشكلة لم تخرج عن الإطار «الإعلامي»

TT

أكد أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، صحة ما تناولته الـ«الشرق الأوسط» في عددها الصادر أول من أمس الثلاثاء، حيال عدم قيام نادي الاتحاد برفع شكوى ضد نظيره نادي الهلال بشأن الهتافات العنصرية التي أطلقتها الجماهير الزرقاء خلال مواجهتي الفريقين في إياب ربع نهائي كأس الملك للأبطال أمس، وقال في تصريحات إعلامية: «فيما يتعلق بالهتافات العنصرية فهي منبوذة من الجميع، ولا يصح أن يطلق شبابنا الواعي والمتعلم مثل هذه العبارات سواء داخل المدرجات الرياضية أو خارجها، وهي أمور مرفوضة بطبيعة الحال، أما بما يتعلق بأن تكون هناك عقوبة ستصدر على نادي الهلال فهي أمور تختص بها لجنة الانضباط، كونها هي جهة الاختصاص ونحن ندعمها في جميع الأحوال».

وعن اطلاع الاتحاد السعودي على الشكوى التي تقدمت بها الإدارة الاتحادية، قال عيد: «لم تصلنا أي شكوى من أشقائنا بنادي الاتحاد حيال ما بدر من الجماهير الهلالية من ألفاظ وتابعنا النقاشات الدائرة من الجانبين عبر وسائل الإعلام؛ ولكن لم يصلنا شيء رسمي يتعلق بالجانب ذاته وكذلك لجنة الانضباط، فكيف ستصدر عقوبة دون أن تكون هناك شكوى مقدمة؟».

يأتي ذلك في الوقت الذي أكد عدنان المعيبد المتحدث الرسمي للاتحاد الاتحاد السعودي لكرة القدم أن اتحاد الكرة يدين أي عمل سلبي في ملاعبه، سواء كان هتافات عنصرية أو اعتداءات على الحكام أو إتلاف ممتلكات الدولة كالمنشآت والملاعب وغيرها أو ما يخص انتهاك قواعد الذوق العام.

وشدد المعيبد في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «على أن اتحاد الكرة وحتى يوم أمس لم يتلقَ أي خطاب رسمي أو أي شكوى مقدمة من قبل نادي الاتحاد ضد جماهير نادي الهلال بشأن الهتافات العنصرية خلال لقاء الفريقين في مباراة الإياب للدور الربع النهائي لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال التي أقيمت يوم الجمعة الماضي، كما لم يصلنا تقرير من حكم المباراة يفيد بوجود هتافات عنصرية».

وأردف المعيبد في حديثه: «من خلال متابعتي الموضوع، فإن المتضرر نادي الاتحاد كان يطالب بحقه عبر وسائل الإعلام، وإذا كان يسعى إلى المطالبة بحقه، فيفترض أن يتقدم بخطاب رسمي لاتحاد الكرة، ومن ثم يتم رفعه إلى للجنة الانضباط التي تعد اللجنة التشريعية للبت في هذه الشكوى، وبناء على ما يتم تقديمه حتى تستطيع لجنة الانضباط وفق مرئيات أعضائها مناقشة جميع ملابسات القضية من خلال الاطلاع على شريط المباراة حتى تستطيع البت في إصدار القرار».

وختم المعيبد بالقول: «نحن كاتحاد كرة قدم مهمتنا الإشراف على اللجان الدائمة ومناقشة جميع الأمور التي تترتب عليها بعض القضايا والمشكلات، ومن ثم يتم إصدار القرار باسم اتحاد كرة القدم، ودائما وكما هو معروف أن اللجان القضائية لوائحها وأنظمتها معروفة؛ ولكن لا نستطيع التوجيه أو التدخل أو حتى نوصي باتخاذ القرارات ضد أي مشكلة، فاللجان القضائية لها استقلاليتها حالها حال المحاكم، ولا نتدخل في شؤونها أو في العقوبات التي يتم إصدارها من قبل اللجنة».

وكان رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم قد أعلن عن إطلاق رابطة سعودية لأندية الهواة تعنى بأندية مراكز الأحياء وتحتوي أكثر من 50 ألف لاعب و2400 مدرب وحكم خلال السنوات الأربع المقبلة، وكشف خلال ملتقى ومعرض رياضة الأحياء بقاعة صالح التركي بمقر الغرفة التجارية الصناعية بجدة أمس عن خطة طويلة الأجل لدعم واكتشاف الهواة في مختلف مناطق السعودية.

وقال عيد: «لقد بدأت مشواري الرياضي من مراكز الأحياء وبالتحديد من حي الهنداوية خارج سور جدة، وكنت محظوظا أن أتحول من مجرد مشجع في كرة القدم إلى حارس مرمى ثم كابتن للأهلي والمنتخب السعودي وصولا إلى رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، وتعرفت خلال هذا المشوار الطويل على أهمية مراكز الأحياء ودورها في اكتشاف المواهب والنشء، لذا حرصنا على عمل اتفاقات مع جمعية مراكز الأحياء ووزارة التربية والتعليم لإقامة برامج مشتركة تسهم في اكتشاف المواهب والمساعدة على تعزيز دور الموهوبين».

وأضاف: «كنت في حديث مع أحد المسؤولين في الاتحاد الألماني خلال زياتي الأخيرة وعرفت أن أندية الهواة التي تسمى (أندية مراكز الأحياء) لديهم تتجاوز 177 ألف ناد، كما أنهم يشرفون هناك على 3 ملايين لاعب و34 ألف حكم و24 ألف مدرب، في حين أننا في الاتحاد السعودي لكرة القدم نتعامل فقط مع 153 ناديا، ولدينا 16 ألف لاعب وألف مدرب ومثلهم من الحكام، ما يعني أن المشوار أمامنا طويل، لا سيما أن لدينا أكثر من 400 ألف لاعب في الأحياء والحواري لا يجدون مكانا لهم في الأندية وبينهم آلاف المواهب التي تحتاج إلى اكتشاف».

وأشار إلى أن اتحاد كرة القدم سيعمل على استثمار المواهب من خلال الأكاديميات والمدارس والأحياء والأندية، وقال: «نحن لا نبحث فقط عن صناعة بطل؛ بل نعمل على ترسيخ مفاهيم جديدة للرياضة بحيث تتحول إلى جزء من حياة كل مواطن، والمنظومة الرياضية في السعودية تسير بشكل رائع ووفق خطط مدروسة سيكون لها أثر كبير في المستقبل، وسيطلق الاتحاد السعودي لكرة القدم رابطة لأندية الهواة تشمل كل ما يتعلق بأندية مراكز الأحياء، بهدف احتواء 50 ألف لاعب، كما نستهدف 2400 مدرب وحكم».

من جانبه دعا الدكتور علي بن سعد الغامدي عضو مجلس أمناء أكاديمية النادي الأهلي باسم الأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس مجلس الأمناء إلى مد جسور التعاون مع مراكز الأحياء، وأشار إلى استعدادهم لاستقبال كل الموهوبين والتأكيد على أنهم خريجو هذه الأندية التي تتبع للأحياء، وأكد على ضرورة وجود هيئة تنسيقية تجمع كل الشتات الموجود في رياضة الأحياء.

وشدد الغامدي على ضرورة تحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة مستقلة، لا سيما أنها ترعى أكثر من 66% من سكان المملكة، وتعنى بقطاع الشباب الذي يمثل عصب التنمية الاجتماعية، مشيرا إلى أن وزارة المالية تتعامل بالقطارة مع الرياضة؛ حيث لم تتجاوز الميزانية على مدار السنوات الماضية 1.2 مليار ريال، وهو ما يتسبب في إعاقة نمو كثير من المشاريع الخاصة بالشباب والرياضة، لافتا إلى أن الأندية الرياضية والأكاديميات تقوم بدور الجهات الرسمية في رعاية النشء والحفاظ عليهم من الضياع.

واستعرض مدير عام التعليم بمحافظة جدة عبد الله الثقفي مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم والذي يهتم بالنشء والموهوبين، ويعزز العلاقة الموجودة بين وزارة التعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب، في حين قدم عبد الرحمن حمود آل مهدي نموذجا للدورات الرياضية التي تقام في مراكز الأحياء بمكة المكرمة وأكد أنها تشمل آلاف الشباب بمختلف الأعمال وتعمل على شغل وقت فراغهم وتعزيز قدراتهم في المشاركة الإيجابية والفعالة.

وأكد رئيس لجنة الاستثمار الرياضي بغرفة جدة عبد الله بن علي الغامدي أن الملتقى دعا في ختام جلساته أمس إلى إنشاء اتحاد رياضي للأحياء يرعى ملايين الشباب الذين لا يجدون فرصا في الأندية الرياضية الكبيرة، وشدد على ضرورة القضاء على التجاوزات الموجودة في المدرج الرياضي، والعمل على اجتثاث الهتافات العنصرية قبل أن تتفشى وتتحول إلى ظاهرة، وأوصى بتفعيل دور الاتحادات الرياضية في وضع برامج وخطط لاحتواء الشباب التابعين لمراكز الأحياء، وتعزيز البنية التحتية للملاعب الرياضية والسماح لشباب الأحياء باستثمارهما مع إقامة ورش عمل لتحقيق الاستثمار الأمثل للشباب في مراكز الأحياء وشغل أوقاتهم في الصيف، والاهتمام بالساحات الشعبية والحدائق العامة ووضع أماكن للشباب لممارسة الرياضة فيها.