خبراء سعوديون: خسارة الهلال في «آسيا» انتصار للكرة السعودية.. وشرفيوه مجاملون

خروج الأزرق من «دوري الأبطال» يشعل «الكرسي الساخن».. والرئيس مطالب بالرحيل

TT

لا جديد على الهلال في فكره الجديد، خسارة وخروج مرير بات ديدنا للهلال الحالي منذ تسلم الأمير عبد الرحمن بن مساعد دفة الإدارة مطلع الموسم 2008-2009 خلفا للرئيس السابق الأمير الشاب محمد بن فيصل.

بن مساعد الذي جدد ولايته لفترة رئاسية أخرى مطلع الموسم الجاري يبدو أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، ويبدو أن العلاقة في طريقها للنهاية مع كرسي الرئاسة الأزرق بعد موجة غضب عارمة انطلقت من المدرج الأزرق عشية نهاية مباراة الفريق مع نظيره لخويا القطري الذي أخرج الهلال من المسابقة القارية، المطالبة الجماهيرية بالاستقالة وتوجيه اللوم حاصرت الرئيس عند خروجه من ملعب المباراة، وشعلة الغضب ازدادت في مواقع التواصل الاجتماعي حتى إن أحد الجماهير الزرقاء كتبت «شبيه الريح وش باقي من الآلام والتجريح» مستعيرا قصيدته الشهيرة التي كتبها في فترة سابقة على وضع الهلال الحالي تحت إدارة الأمير الشاعر عبد الرحمن بن مساعد.

«الشرق الأوسط» تستضيف نخبة من الإعلاميين المطلعين على الشأن الهلالي وتتحاور معهم عن المستقبل الأزرق وأبرز القرارات المتوقع صدورها في الاجتماع المقبل لمجلس الإدارة في 30 مايو (أيار) المقبل.

محمد العبدي: خسارة الهلال انتصار للكرة السعودية وأعضاء الشرف مجاملون البداية كانت مع مدير الشؤون الرياضية بصحيفة «الجزيرة» محمد العبدي الذي قال: «نهاية متوقعة عطفا على العمل السيئ الذي قدمته إدارة الهلال وقلتها سابقا هذه النهاية التي يجب أن ينتهي بها الهلال».

مضيفا: «كل عمل إدارة الهلال في السنتين الأخيرتين سيئ، فهناك دائرة ضيقة جدا تحكم الهلال ولا يمكن أن يدار الهلال بهذا الشكل، فهو صاحب أكبر مدرج بالخليج العربي ولو نجح الهلال في ظل هذه السياسة أعتقد أنها مأساة، وأنا أقول الفشل نجاح للكرة السعودية بحيث تعاد صياغة العمل في أكبر أندية الوطن».

وعن أكبر السلبيات في الإدارة الحالية، هل هي إدارية أم فنية أم إعلامية؟ قال العبدي: «عمل إداري بحت، نعرف أن الهلال يدار بفكر وسياسة وشخصية الرجل الواحد وهو الأمير عبد الرحمن بن مساعد، وهناك من يلوم سياسة الزميل عبد الكريم الجاسر، فهو يمثل فكر وسياسة إدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد، فالعمل الإداري بالهلال سيئ جدا، يا أخي شاهد مقاعد البدلاء لتدرك حجم الفوضى التي يعيشها فريق الهلال، في مباراة الاتحاد الأخيرة نشاهد على مقاعد البدلاء سعد الحارثي ويحيى المسلم وعبد اللطيف الغنام ومحمد مسعد وفهد الشمري هذا احتياطي أكبر أندية الوطن الذي يحلم بالبطولات مستحيل صراحة».

وعن الخطوات المتوقعة لأعضاء الشرف في الأيام المقبلة قال العبدي: «مشكلة الهلال أن أصحاب القرار فيه كلهم أصحاب (شأن) فتطغى المجاملة على العمل، وكلهم يجاملون بعضهم، ما يعتقده أعضاء شرف الهلال عن الإدارة غير ما يقولونه ويصرحون به في الاجتماعات أمام الإدارة، فالهلال الآن يدار بالمجاملة بين الإدارة وأعضاء الشرف ولن ينجح بهذه السياسة وهذه يتحملها الأمير بندر بن محمد، فهو متوقع ومطلوب منه أكثر مما يفعله الآن، ولا يمكن أن يتدهور الهلال بهذا الشكل ويتفرج».

مضيفا: «وهذا ليس نتاج موسم؛ بل التخبطات مستمرة لأكثر من موسمين، الأمير عبد الرحمن بن مساعد عمل موسمين بشكل جيد، وبعد ذلك اتكأ على ما قدمه سابقا وترك الأمور بهذا الشكل والمقبل أسوأ إذا استمر الأمير عبد الرحمن».

وعن الهجوم الجماهيري الكبير لإدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد قال: «لأنه باختصار ما يحدث يتحمله أعضاء الشرف فجماهير الهلال لم تكن يوما من الأيام صاحبة قرار أو تطالب بقرار معين أو تهاجم الإدارة؛ لأنها كانت تعتمد على أعضاء الشرف لأنهم كانوا يتدخلون عند حدوث الأخطاء ولكن حاليا (لا تعليق)؛ ولكن أقول ما حدث من مصلحة الكرة السعودية؛ لأنه مشكلة أن تنجح هذه التخبطات»، وعن قراءته للمستقبل وهل سيرمي الأمير عبد الرحمن بورقة الاستقالة؟ قال العبدي: «المطلوب من الهلاليين تجديد دماء النادي كاملة سواء بمجلس إدارة جديد وهذا شيء جيد، والهلال معتاد على أن الأربع سنوات كافية لأي رئيس، والأمير عبد الرحمن بن مساعد قدم عملا نصفه جيد ونصفه سيئ، ومع الأسف أن النصف السيئ عكس إدارات الأندية بالعالم، فقد حدثت أخطاء جديدة، فهو في البداية قدم عملا جيدا؛ ولكن بعد ذلك حدث عدد من المشكلات»، مضيفا: «ولكن إذا لم يأت رئيس متفرغ لكرة القدم يجب أن يتم تعيين مشرف كرة قدم يستطيع مواجهة اللاعبين ومتطلباتهم وحمايتهم وغير ذلك، فالهلال في وضع لا يعلمه إلا الله».

مختتما العبدي حديثه: «يجب أن يتم فتح التدريبات بدلا من إغلاقها لمدة سنتين، وهذا أحد أسباب تدهور اللاعبين وفي مقدمتهم ويسلي الذي كان مغيبا عن الجماهير ولا يشاهدهم إلا في الملعب».

عايض الحربي: 3 في قفص الاتهام وأنا مع استمرار الإدارة من جهته قال رئيس القسم الرياضي في صحيفة «الرياض» عايض الحربي إن الهلال قدم أسوأ عروضه في المواسم الأخيرة، مشيرا إلى أن الهلال يمر بمرحلة اختلال في نهاية كل موسم، مضيفا: «يبدو أن تحضيرات الهلاليين تقتصر على بداية الموسم ومنتصفه قبل أن يدخل مرحلة هبوط في نهاية الموسم، وهذا يتحمله التحضير البدني والإدارة في عدم تفعيلها فترة الانتقالات الشتوية وسد احتياجات الفريق».

موضحا الحربي: «ثلاثة يدخلون قفص الاتهام هم: الإدارة والجهاز الفني واللاعبون الذين يجب عليهم الإخلاص والتفاني في خدمة الفريق، فما نراهم الآن ليسوا لاعبي الهلال الذين يعرفهم الجمهور والدليل مهاجمتهم من قبل الجماهير في مواقع التواصل الاجتماعي».

وعن مطالبة الجماهير باستقالة الإدارة الحالية قال: «المطالبات حق مشروع؛ ولكن أن تربط مصير الهلال بتحقيق بطولة، فهذه مشكلة، فهي بطولة ذات مطلب جماهيري؛ ولكن لا تظل هي الفيصل بعلاقة الجماهير بناديهم، فالهلال ناد عظيم في القارة، وبالتالي تحجيم الهلال بالبطولة لا يمكن، أنا أعتقد أن البطولة ستأتي؛ ولكن بمزيد من الحكمة والعمل والإخلاص»، مضيفا: «إن هناك مطالبات بالبقاء».

وعن التوقعات بالنسبة للقرارات التي ستعلنها الإدارة في 30 مايو المقبل قال: «أولا أتمنى بقاء الأمير عبد الرحمن بن مساعد؛ لكن بمزيد من الانفتاح مع الهلاليين المخلصين وليس الذين يسعون إلى التدمير، فإقصاء بعض الهلالين من دائرة النقاش فيه شيء من التجني، وبالتالي أتمنى بقاء عبد الرحمن بن مساعد؛ لكن مع إعادة النظر في بعض الأشياء والأفكار التي يسير عليها، ومشاورة الهلاليين الأوفياء أصحاب الخبرة وعدم الاعتماد على أشخاص لا يحبون الهلال إطلاقا».

وعن سياسة النادي إعلاميا والانتقادات التي تطول مدير المركز الإعلامي الزميل عبد الكريم الجاسر قال الحربي: «أقدر مهنية عبد الكريم الجاسر، فهو زميل وأستاذ مدجج بالخبرة والمعرفة والعمل الإعلامي، وأعتقد أن الجاسر ناجح؛ ولكنه لا يدخل في جدال مع الجماهير، فهو يطبق سياسة النادي؛ ولكن دون أن يناقش الجماهير. عموما هو شخص ناجح وأنا مع بقائه».

فياض الشمري: إدارة الهلال تبيع الوهم.. وشعارها لا للنقد من جانبه تحدث الناقد السعودي فياض الشمري عن أسباب الإخفاق الأزرق في دوري أبطال آسيا وقال: «هناك من يقول إنها مشكلة نفسية؛ ولكن بالعكس هي مشكلة إدارية، فإدارة الهلال تكرر الأخطاء والوعود كل موسم، فمن المفترض أنها إذا لم تملك أسلحة الكسب لا تطلق الوعود».

مضيفا: «إدارة الهلال هي من يحبط الفريق مع الأسف، فدائما وأبدا في كل منافسة تتحدث عن أمور جانبية تؤثر في الفريق، فالآن قبل مباراة لخويا (الإياب) تحتاج إعدادا نفسيا وبدنيا وتركيزا عاليا على كيفية الكسب، خصوصا أن الفارق بسيط؛ ولكن هناك من هم قريبون من الإدارة قاموا بالتحدث عن تغييرات عدة مقبلة أبرزها نائب الرئيس الأمير نواف بن سعد، وهذه الأمور في كل مناسبة وكل موسم تنتشر، وإدارة الفريق ليست قادرة مع الأسف على ضبط هذه الأمور».

وأوضح الشمري: «أقولها صراحة الهلال لا يحتاج إلى إدارة؛ بل إدارة الهلال تحتاج إلى إدارة توجهها للطريق الصحيح».

وأشار إلى أن إدارة الهلال تبيع لجماهيرها الوهم، وقال: «مع الأسف الهلال فريق بطل وصاحب أولويات كثيرة في الرياضة السعودية، وبالتالي لا يبحث عن المشاركة من أجل المشاركة، فجماهير الهلال تريد عندما يذهب الفريق للمشاركة أن يأتي بالبطولة».

مضيفا: «إدارة الهلال تعاملها مع الإعلام سلبي، فمن يكتب عن الإدارة ويدافع تجده قريبا من الإدارة، ومن ينتقد بصدق وإخلاص يجد التهميش، ومع الأسف إدارة الهلال شعارها (لا تنتقدني وانتقد الفريق)».

وواصل الشمري حديثه عن إدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد حيث قال: «الأمير عبد الرحمن بن مساعد بلا شك قدم الكثير والكثير في أول موسمين عندما كان الأجنبي يصنع الفارق؛ ولكن مع الأسف عندما تخلى عن هذه السياسة فشل ولا أعلم من أدخل في فكر الإدارة قضية الاستثمار، فهذا أمر يضر الهلال».

وقال الشمري: «الصفقات الأخيرة للهلال لم يستفد منها طالما أنهم جالسون على مقاعد البدلاء، وهذا يعني أمرين، إما أنها لا تأخذ الرأي الفني عند التعاقد أو أنها تتعاقد مع اللاعبين لمجرد إرضاء الجماهير».

وأوضح أن الجماهير الهلالية أصبحت لا تحتمل أي هزة للفريق، وهذا يعني أن إدارة بن مساعد أمام أمرين، إما أن تعمل بإخلاص أو تقدم ورقة استقالتها.

وعن التغييرات التي ستعلن في 30 مايو المقبل، هل هي من باب امتصاص الغضب خاصة أنها أعلنت قبل مباراة لخويا؟ قال: «هذه الخطوة من أكبر الأخطاء والكوارث أن تعلن التغييرات وفريقك في منافسة مصيرية، أولا أنت سحبت الثقة من المدرب، وأنه مدرب مؤقت واللاعبون كذلك عندما تعلن تغييرات».

مضيفا: «هذه التغييرات هي امتصاص للغضب الجماهيري فقط، ومع الأسف الأمير عبد الرحمن بن مساعد بدأ يعتمد على الوعود بعدما فقد كافة الأدوات التي تسانده».

مختتما حديثه: «إذا كان الأمير عبد الرحمن بن مساعد يريد مصلحة الهلال، عليه أن يترك الهلال ويغادر كرسي الرئاسة والهلال لديه أعضاء شرف كُثر قادرون على توفير الرجل المناسب والرئيس المقبل».