الفتح والاتحاد.. صراع مثير لبلوغ نهائي كأس الملك للأندية الأبطال

الأول يلوح بورقتي الأرض والجمهور.. والثاني ينطلق من ثنائية الذهاب

TT

وسط الآمال والطموحات العريضة ببلوغ نهائي أغلى البطولات السعودية، يحسم فريقا الفتح والاتحاد مساء اليوم تأهل أحدهما لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال من خلال مواجهة «الإياب» التي ستجمعهما على ملعب الأمير عبد الله بن جلوي بالأحساء ضمن دور نصف النهائي لبطولة كأس الملك للأبطال.

ويدخل فريق الفتح بطل الدوري المتوج للمواجهة بحثا عن تعويض خسارته بثنائية نظيفة في مواجهة الذهاب في مكة وإلحاق الخسارة بمنافسه الاتحاد متسلحا بعاملي الأرض والجمهور بحثا عن تحقيق إنجاز غير مسبوق ببلوغ المباراة النهائية والظفر باللقب كثاني بطولة له هذا الموسم وتدوين أسماء لاعبيه من ذهب في سجلات التاريخ.

ورغم أن المهمة ليست بالسهلة أمام الفتحاويين فإنها ليست مستحيلة في ظل رغبة مدربه التونسي فتحي الجبالي ولاعبيه في تحقيق منجز تاريخي لناديهم وتأكيد تفوقهم على منافسهم في محصلة مواجهات الفريقين حينما التقيا في 9 مواجهات حقق الفتح الفوز في 4 مباريات، فيما حقق الاتحاد الفوز بـ3 منها بينما انتهت مواجهتين بتعادل الفريقين. وتظل آمال الفتحاويين معقودة بتجاوز منافسهم الاتحاد ثقتهم بلاعبيهم وإمكانياتهم الفنية من خلال كوكبة من العناصر المميزة والذين باستطاعتهم ترجيح كفة فريقهم يتقدمهم محترف الفريق البرازيلي التون وحمدان الحمدان وربيع السفياني وسلطان الشمري.

وتظل فرص الفتح قائمة في خطف بطاقة التأهل للنهائي في حال تعامل مدربه التونسي فتحي الجبالي مع المباراة بواقعية دون مبالغة في الاندفاع للهجوم وإغلاق المناطق الخلفية لفريق جيدا. ومن المنتظر أن يدخل الجبالي للمواجهة بتكتيك 4-4-2 مع الاستحواذ على منطقة المناورة بمنتصف الملعب وخلق التوازن بين صفوفه الخلفية والأمامية وعدم التسرع في التقدم بغية التسجيل مع الإيعاز للاعبيه بخلق هجمات منظمة بحثا عن تسجيل هدف مبكر يجنبهم الضغط الذي قد يتعرضون له في حال تأخرهم عن التسجيل، والاعتماد على تفعيل الأدوار الهجومية لأطراف الجنب مع التزامهم بأداء مهامهم بالارتداد السريع للتغطية والإيعاز لمحترف فريقه البرازيلي التون لتراجع للخلف والتنقل بحرية بمنتصف الملعب للهرب من الرقابة المتوقعة أن تفرض عليه وتسهم في خلق الثغرات لزملائه للاختراق من العمق والأطراف بالاستفادة من الإمكانات الفنية للاعبيه لزعزعة دفاعات منافسهم الذي سيسعى لإغلاق المناطق الخلفية له بإحكام بغية عدم التسجيل في مرماه الأمر الذي يتطلب التركيز على الاختراق من العمق والاستفادة من الأخطاء الدفاعية التي دوما ما يقع بها لاعبو الاتحاد بعدم وقوفهم على خط واحد بجانب نقص خبرة لاعبي منافسهم واندفاعهم المتكرر للمقدمة لبناء هجمات منظمة وسريعة لاقتناص هدف على أقل تقدير قبل نهاية الشوط الأول تسهل من مهمة الفريق للعودة في الشوط الثاني لتعديل النتيجة وحسم المباراة.

فيما يعاب على فريق الفتح بطء بناء الهجمة وعدم الارتداد السريع للتغطية الأمر الذي يترك مساحات لمنافسه لبناء الهجمة السريعة وتهديد مرماه فيما يمتاز الفريق بالكرات الطولية والاستفادة من الكرات الثابتة عبر الأخطاء التي تحسب لصالحه خارج منطقة الثمانية عشرة لمنافسه ويتميز بها محترف الفريق البرازيلي التون.

وتظل المهمة صعبة أمام فريق الفتح إلا أنها ليست مستحيلة على مدرب الفريق التونسي فتحي الجبالي الذي يتطلب منه عملا كبيرا فنيا ومعنويا للمباراة من خلال وضع التكتيك المناسب وتجهيز لاعبيه نفسيا للمواجهة مع التركيز على عدم المبالغة في الاندفاع للمقدمة مع حثهم أن تعديل النتيجة والفوز ليس أمر مستحيلا في كرة القدم بل قد يكون واقعا إذا ما كان تركيز اللاعبين حاضرا في المباراة كون الهدف يأتي في ثانية، ومطالبا لاعبيه باستثمار أنصاف الفرص لتسجيل هدف مبكر يسهل من مهمتهم ويمنحهم دافعا أكبر لتعديل النتيجة والفوز.

في المقابل، يدخل فريق الاتحاد للمواجهة وهو الأكثر حظوظا في بلوغ النهائي كأس الأبطال دون أي ضغوط تذكر عليه في ظل النتيجة الإيجابية حققها في مواجهة الإياب والرضا الذي يحظى به من قبل جماهيره بعد المستويات المتميزة التي ظهر بها لاعبوه الشباب في مواجهات الفريق الأخيرة الأمر الذي سيسهل مهمة الفريق حين حلوله ضيفا على الفتح في ظل تسجيله ثنائية نظيفة في مواجهة الذهاب بمكة تصعب من مهمة مضيفه لتعديل النتيجة.

ويظل أمام فريق الاتحاد إذا ما أراد الحفاظ على مكتسباته التي حققها خلال مواجهة الذهاب بالفوز بهدفين نظيفين وخطف بطاقة التأهل للنهائي وعدم المبالغة في النواحي الدفاعية والهجومية وخلق توازن فيما بينهما مع ضرورة الاهتمام بالشق الدفاعي الأكبر بالإيعاز لظهيري الجنب محمد قاسم ومنصور شراحيلي عدم التقدم وإغلاق المناطق الخلفية بإحكام والسيطرة على منتصف الملعب والاعتماد على الهجمة المرتدة من خلال الاستفادة من سرعة لاعبيه فهد المولد وعبد الفتاح عسيري للاختراق من العمق والأطراف أو بتمرير الكرات البينية السريعة من العمق لمهاجم الفريق عبد الرحمن الغامدي لاقتناص هدف مبكر يبدد آمال منافسه في تعديل النتيجة.

ومن المتوقع أن يكون نايف هزازي أحد الحلول الفنية أمام مدرب الفريق للزج به في المباراة في حال اعتماده على الهجمة المرتدة وإرسال الكرات الطولية داخل منطقة الجزاء لمنافسه وذلك لتميز هزازي بالارتقاء العالي للكرات العالية والتهديف من خلالها والاحتفاظ بالغامدي على دكة البدلاء كورقة رابحة للفريق.

ويعاب على فريق الاتحاد نقص خبرة لاعبيه واندفاعهم المبالغ فيه للمقدمة بجانب الأخطاء الدفاعية المتكررة الأمر الذي يمكن منافسهم من الاستفادة من المساحات بين المدافعين والتسجيل، فيما يمتاز بحيوية لاعبيه الشباب وروحهم القتالية العالية وبناء الهجمة المرتدة السريعة.

وكما هو مطالب مدرب فريق الفتح ينتظر الإسباني بنيات مدرب فريق الاتحاد ذات المهمة في إعداد فريقه فنيا ومعنويا للمواجهة بوضع التكتيك الأنسب والعمل على تجهيز اللاعبين نفسيا بعدم التفاؤل المفرط منهم كون المباراة لم تنته وحثهم على التركيز العالي خلال المباراة وعدم المبالغة في التقدم على حساب الجوانب الدفاعية والسعي من الاستفادة من سرعة لاعبيه في بناء الهجمات المرتدة السريعة للتسجيل بغية إنهاك منافسهم وتحطيم آماله في تعديل النتيجة وبلوغ طموحهم نحو خطف بطاقة التأهل وبلوغ النهائي الأغلى.