ريال مدريد يبدأ ترتيب البيت من الداخل.. ونجوم كبار يستعدون للرحيل

بعد مرور «إعصار مورينهو» الذي تسبب في انقسامات كثيرة في النادي الملكي

TT

بدأ فريق ريال مدريد رحلة البحث عن إعادة ترتيب البيت من الداخل بعد فك الارتباط مع مدربه البرتغالي جوزيه مورينهو وتكهنات بالإطاحة بعدد من نجوم الفريق. وكان رحيل مورينهو عن ريال مدريد محتوما. ويعتقد بأن عدم وجود تفاهم بين لاعبي الفريق والمدرب ربما كان السبب الرئيسي الذي حمل رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز على التفكير برحيل مورينهو. ويعد غياب التفاهم مع اللاعبين أمرا غير معتاد في مسيرة المدرب البرتغالي، الذي دائما ما تباهى بأنه يرحل عن الأندية «بأصدقاء كثر»، ولا سيما من اللاعبين. فبالإضافة إلى العلاقة التي وصلت إلى درجة القطيعة بين مورينهو وكريستيانو رونالدو مواطنه والنجم الأبرز في فريقه، كانت العلاقة السيئة واضحة بين مورينهو والإسبانيين سيرخيو راموس وإيكر كاسياس، النجمين الآخرين الأبرز في صفوف الفريق الملكي.

وبعد انتهاء الحقبة العاصفة لمورينهو، بدأ ريال مدريد رحلة بناء مشروع رياضي جديد وسط شائعات كثيرة حول صفقات انتقال، وشكوك بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة للنادي. وأصبح مورينهو تاريخا في النادي الملكي، حتى ولو كان المدرب سيقود ريال مدريد في مباراتي تحصيل حاصل متبقيتين قبل نهاية الموسم. لكن حان الوقت لنادي العاصمة كي يبدأ مرحلة جديدة وعملية اتخاذ قرارات. ويبدو القرار الأكثر إلحاحا متمثلا في التعاقد مع المدرب الجديد. ورغم أن الكثير من وسائل الإعلام تؤكد التعاقد مع كارلو أنشيلوتي، فإن باريس سان جيرمان يطالب بأموال لفسخ العام المتبقي في تعاقده مع الإيطالي. في هذه الأثناء تظهر في الصحف أسماء بديلة مثل الألماني يوب هاينكس والإسباني رافاييل بينيتيز. كما بدأت تتردد أسماء لاعبين يعتقد أن النادي الملكي مهتم بضمهم.

ويحتاج ريال مدريد إلى بيع الأمل لجماهيره بعد إخفاق هذا الموسم، وفلورنتينو بيريز عليه أن يعزز صورته كـ«حاصد ألقاب»، قبل انتخابات 16 يونيو (حزيران) المقبل على رئاسة النادي. هكذا، أكدت محطة (كادينا سير) مؤخرا أن ريال مدريد سيسلم شيكا على بياض لبوروسيا دورتموند من أجل ضم المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي. وأضافت أن بيريز يتطلع أيضا إلى ضم إسكو، لاعب وسط ملقة والنجم الصاعد في عالم الكرة الإسبانية. فيما نشرت صحيفة (أس) أن ريال مدريد يعد لـ«هجوم» من أجل ضم الويلزي غاريث بيل، نجم توتنهام وأحد أبرز لاعبي العالم حاليا.

من جانب آخر، تظهر في وسائل الإعلام أيضا أسماء مرشحين للرحيل بنهاية هذا الموسم، مثل الأرجنتينيين الاثنين غونزالو هيغوين وآنخل دي ماريا والكرواتي لوكا مودريتش والبرتغاليين الاثنين بيبي وفابيو كوينتراو. لكن دور اللاعبين في إعادة بناء ريال مدريد يبدو أصغر بالمقارنة بالحاجة إلى إعادة تنظيم المؤسسة، وتوزيع السلطات عقب مرور «الإعصار مو». فبمرور الوقت، تعددت المهام التي كان يتولاها البرتغالي منذ وصوله إلى ريال مدريد في 2010. حتى بات مسؤولا عن التعاقدات والأطباء والاتصالات وحتى الطعام في أواخر رحلته مع الفريق. ولكن مورينهو، الذي تمكن بعد عام من وصوله من التسبب في رحيل الرجل الثاني للنادي، الأرجنتيني خورخي فالدانو، فاتحا الباب أمام التعاقد مع من كانوا مقربين منه.

ومنحه فلورنتينو بيريز نفسه واحدة من أهم المهام التي كان يتولاها بنفسه وهي إبرام التعاقدات. وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده يوم الاثنين للإعلان عن رحيل مورينهو، لم يشر رئيس النادي إلى إذا ما كان سيعيد وظيفة المدير الرياضي في المرحلة الجديدة، أم سيستعيد هو مهمة الصفقات. وهناك مهمة أخرى أمام ريال مدريد تتمثل في استعادة الوحدة، وتحدث بيريز الاثنين عن عدم وجود انقسامات داخلية. ومن الواضح أن الصراع بين مورينهو وقائد الفريق إيكر كاسياس قد خلف انقساما عميقا بين الجماهير. وأخيرا، تبقى هناك قضية أخرى غير واضحة في المستقبل العاجل لريال مدريد، بطلها هو كريستيانو رونالدو. فتجديد عقده أو عدمه باتت قضية حساسة في يد بيريز، الذي لا يرغب في أن يسجل التاريخ اسمه على أنه الرئيس الذي سمح برحيل النجم البرتغالي. ومع ذلك، فدون مورينهو في الفريق، الذي كان قد وصل معه إلى حالة قطيعة تامة، يبدو إقناع كريستيانو بالبقاء أسهل بعض الشيء.