دي روسي يسعى لتوديع جماهير روما بهدف في مرمى لاتسيو

هيرنانيز يتمنى تحقيق الكأس اليوم في ديربي العاصمة الإيطالية

TT

لو أن أحد المنتجين السينمائيين أراد إنتاج فيلم ينتهي بنهاية حزينة في عالم كرة القدم فلن يجد أفضل من قصة دي روسي ومباراة الديربي التي يخوضها مع روما اليوم الأحد في نهائي كأس إيطاليا. فدي روسي يدخل هذه المباراة الهامة وهو يعرف أنها قد تكون الأخيرة له بقميص روما. وما يزيد من حرج الوضع هو أن هذه المباراة تأتي في نهاية واحد من أسوأ المواسم التي خاضها لاعب خط الوسط المتميز مع فريقه والدليل على ذلك هو أنه لم يحرز أي أهداف لروما هذا الموسم. ولعل دي روسي سيسعى لإحراز هدف في مرمى لاتسيو ليودع به جماهير فريقه.

ولا يمكن إنكار أن حب جماهير روما لمن كان يطلق عليه قائد المستقبل قد بدأ يضعف بصورة ملحوظة. فقد أصبح دي روسي على وشك الرحيل عن روما ولم تظهر أي مبادرات أو لافتات تأييد لبقائه داخل المدرجات مثلما كان يحدث من قبل. ويفتح كل هذا المجال أمام إجراء مفاوضات مع نادي تشيلسي الذي سيتولى مورينهو تدريبه قريبا؛ والمعروف أن المدرب البرتغالي يكن تقديرا كبيرا لدي روسي وأعرب له عن إعجابه به عن طريق بعض أصدقائه. ويعرض نادي تشيلسي مبلغا يتراوح بين 10 و12 مليون يورو لشراء دي روسي، وهو بالتأكيد ليس رقما كبيرا مثل الأرقام السابقة لكنه سيسمح لنادي روما على أي حال بالتخلص من عبء الراتب الباهظ الذي يصل إلى ستة ملايين يورو سنويا ويتقاضاه لاعب أوشك على إتمام عامه الـ30.

وقد تحدث فرانكو بالديني المدير التنفيذي لنادي روما مؤخرا بشأن دي روسي بلهجة غلب عليها الود حيث صرح قائلا: «أرى مستقبل دي روسي مع روما لكنني أتمنى أن يكون أفضل. فلم يكن أداؤه مثلما نتوقع وواجه مشكلات في علاقته مع زيمان كما أن هذا الموسم شهد عدة مشكلات بدنية بالنسبة له. وإذا استعاد دي روسي مستواه حتى بنسبة 70 أو 80% فسوف يصنع الفارق لنادي روما». وعلى الرغم من قرب رحيل دي روسي عن ناديه فإنه ما زال يعتبر أحد رموز النادي الهامة، لدرجة أنه كان اللاعب الوحيد من نادي روما الذي التقى يوم الجمعة الماضي مع نابوليتانو رئيس الجمهورية. وقد تحدث اللاعب قائلا بشأن هذا اللقاء: «كان لقاء ممتعا وتمنى نابوليتانو أن تخرج مباراة الديربي جميلة ونظيفة، في الملعب والمدرجات على السواء. إن هذه المباراة هامة بالنسبة لنادي روما ولكرة القدم حتى يحسنا من صورتيهما ولدينا مسؤولية كبيرة. وينبغي أن نسعى لتحقيق الفوز لكن هناك مسؤولية كبيرة تقع علينا حتى لا يتم شحن الجماهير. فالتوتر كبير للغاية ويجب أن نكون نحن أول من لا يبالغ في التوتر. أتمنى أن تقدم مدينتي دليلا واضحا على نضجها. وقد شهدت بعض مباريات الديربي في السابق أحداثا مؤسفة لكن هذا لا يقتصر على مدينة روما. وأنا متفائل على أي حال لأن هناك الكثير من الجماهير التي تتمنى تحقيق الفوز والاحتفال وستترك الأسلحة في المنازل. ستكون احتفالية كبيرة ودليلا واضحا على النضج». إنها أفضل طريقة حقا يودع بها دي روسي فريقه ومدينته.

وإذا كان رحيل دي روسي عن روما يبدو وشيكا عقب الديربي فالأمر لا يختلف كثيرا مع نادي لاتسيو ولاعبه المميز هيرنانيز. فاللاعب البرازيلي وصل لنهاية الموسم الثالث له مع لاتسيو ويرغب في استغلال فرصة تحقيق أول لقب له بقميص الفريق الإيطالي، بعد أن أحرز لقب الدوري البرازيلي مرتين مع سان باولو في عامي 2007 و2008.

وكان هيرنانيز قد صرح قائلا عام 2010 عند انضمامه للاتسيو: «أنا هنا لتحسين مستواي وتحقيق بطولة مع لاتسيو». ويعتبر نهائي كأس إيطاليا هو أفضل وسيلة لتحقيق هذا الهدف وربما لتتويج مسيرته مع لاتسيو والبدء في مسيرة جديدة. فهيرنانيز يبدو أقرب للرحيل عن لاتسيو خلال الصيف الحالي رغم أن عقده مع النادي ما زال ممتدا لموسمين آخرين حيث لم يبد اللاعب أو النادي رغبة كبيرة في تجديد هذا العقد. وقد يكون الفوز بلقب الكأس دافعا إضافيا للإسراع بالرحيل عن لاتسيو. وربما يفضل هيرنانيز خوض مغامرة جديدة في إنجلترا حيث تغازله الكثير من أنديتها منذ فترة طويلة.

لكن تركيز هيرنانيز ينصب في الوقت الحالي على مباراة الديربي التي ستكون هي الثامنة له أمام روما وأكثرها أهمية دون شك. وينظر الكثيرون لهيرنانيز على أنه رجل الديربي بعد أن سجل أهدافا في أربع من مباريات الديربي التي خاضها. لكن أهمية اللاعب البرازيلي في الديربي لا تقتصر فقط على الأهداف (التي سجل ثلاثا منها من ضربات جزاء) وإنما على الأداء المتميز الذي يظهره في هذه المباراة الهامة. ويبدو أن أجواء الديربي المتوترة تأتي بمفعول إيجابي مع هيرنانيز وتخرج أفضل ما لديه. ويتوقع البعض أن يتكرر ذلك في نهائي الكأس نظرا للحماس الكبير الذي يتدرب به اللاعب في الأيام الأخيرة. وهناك سبب آخر يدفع اللاعب البرازيلي لبذل قصارى جهده وهو رغبته في مصالحة جماهير لاتسيو عما حدث في مباراة الديربي الأخيرة يوم 8 أبريل (نيسان) الماضي. فقد أحرز هيرنانيز هدف التقدم لفريقه من تسديدة رائعة بعيدة المدى لكنه أهدر بعد ذلك فرصة تعزيز الهدف عندما أضاع ضربة جزاء وانتهت المباراة بالتعادل.