عسيري يسحب البساط من تحت أقدام الشمراني ويهدد وجوده في النهائي

المهاجم الشاب القادم من الوحدة تفوق تهديفيا على نجم الشباب الأبرز

TT

لأول مرة منذ انطلاقة بطولة كأس الملك للأبطال صيف 2008م، سيجد ناصر الشمراني مهاجم الشباب نفسه خارج حسابات تشكيلة فريقه لنهائي البطولة وبالتحديد أمام غريم الأمس.. واليوم، الاتحاد الذي أزاح بطل الدوري ووصيفه بانتظار الثأر من هزيمتين تلقاهما من الأبيض في النسختين الأولى والثانية من البطولة.

وأول من أمس بعث البلجيكي ميشال برودوم، المدير الفني لفريق الشباب، رسالة جلية لكثير من المتلقين، وأولهم هداف الفريق خلال الموسم السبعة الماضية، حينما أجلسه على قائمة البدلاء أمام الأهلي على الرغم من احتياج فريقه إلى الفوز وذلك لتعويض خسارته الأسبوع الفائت بلقاء الذهاب، ودفع بدلا منه بالمهاجم مهند عسيري، الشاب الذي كان يقضي فترات طويلة عندما كان لاعبا بالفئات السنية في الوحدة لمتابعة الشمراني ذاته وزميليه عيسى المحياني وعلاء الكويكبي خلال التمارين اليومية، قبل سنوات كان الأربعة يدافعون عن ألوان فرسان مكة في موسم استثنائي حصل خلاله الوحدة على المركز الثالث.

ولم يدُر بخلد الشاب النحيل والمنحدر من منطقة عسير، جنوب السعودية، بأنه سيأتي يوم ويحظى بثقة مدرب على حساب اللاعب الذي لطالما شاهده بالتمارين والمباريات يجندل الخصوم ويمنح الوحدة النقطة تلو الأخرى، ولكن ميشال برودوم صنع تلك اللحظة لعسيري عندما أشركه في مباراة الإياب أمام الأهلي ولم يخيّب المهاجم المنتقل خلال الشتاء الفائت ظن البلجيكي الغاضب عندما منحه بطاقة التأهل للنهائي الثالث خلال 6 أعوام، وبرصيد تهديفي في 4 مباريات فاق ما سجله الشمراني خلال أربع نسخ ماضية.

هدفان أمام الرائد في الدور السابق، ومثلهما أمام الأهلي جعلت عسيري يتفوق رقميا على ناصر الشمراني هداف الدوري السعودي لمرات كثيرة، حيث سجل هدفا وحيدا أمام الرائد هذه النسخة، وآخر أمام النصر في النسخة السابقة، وفي نسخة 2011م لم يسجل أي هدف بعد قبول احتجاج الأهلي وتأهله بدلا عن الشباب، بينما لم يستطع المشاركة في نسخة 2010م بسبب الإصابة بالرباط الصليبي.

وبسبب مشكلات متعددة، كان البعض منها يقع ويبقى داخل أسوار النادي، فقد الشمراني البريق الذي كان يحيط به، وأصبح على غير العادة أسيرا لدكة البدلاء، وهو اللاعب الذي لم يكن مدربو الشباب السابقون وحتى برودوم نفسه في الموسم الماضي يفكرون بإبعاده عن التشكيلة الأساسية نظرا لإمكانياته التهديفية الهائلة، وهذا ما دفع البلجيكي إلى اتباع ما قاله الهولندي مارتن يول، مدرب فولهام الحالي وتوتنهام هوتسبر السابق: «في توتنهام، الفريق هو النجم، ولا غيره»، في مقولة شهيرة بعد إبعاد المصري حسام غالي بسبب مشكلاته، وهو الأمر الذي انطبق بشكل أو بآخر على الشمراني بعد تصاريح تلفزيونية أدلى بها منتصف الموسم الذي شارف على الانتهاء.

وعلى الرغم من المستويات الجيدة التي يقدمها عسيري مع الشباب مؤخرا وتسجيله لهدفين بقميصه في مباريات الدوري بالإضافة إلى الأربعة ببطولة كأس الملك، فإنه ما زال مطالبا بحسم البطولة لفريقه لاحتلال مكانة الشمراني بقلوب الجماهير الشبابية التي ما زالت أهدافه بنهائي كأس الملك أمام الاتحاد تتراءى في مخيلتها، كون هدفه الأول في باكورة النهائيات مهد الطريق لزملائه عبد الله شهيل ومارسيلو كوماتشو لتسجيل هدفين آخرين لتصبح البطولة شبابية بنتيجة 3 - 1، وفي النهائي الثاني أعاد الشمراني هوايته المحببة بالتسجيل بالمباريات النهائية وأمام الاتحاد من جديد، حيث أحرز الهدفين الأول والثاني، قبل أن يسجل حسن معاذ وفيصل السلطان الهدفين الثالث والرابع وتنتهي المباراة برباعية نظيفة لليوث العاصمة.