بايرن ميونيخ على القمة الأوروبية للمرة الخامسة وهاينكس يتطلع لإنجاز تاريخي قبل الوداع

الإعلام الألماني يشيد بتتويج الفريق البافاري بطلا لدوري الأبطال.. وينتظر مواجهة غوارديولا ومورينهو في السوبر

TT

فرض بايرن ميونيخ نفسه بطلا لأندية أوروبا للمرة الخامسة في تاريخه بعد تتويجه بكأس دوري الأبطال على حساب مواطنه بوروسيا دورتموند بالفوز )2 – 1( في نهائي المسابقة على ملعب ويمبلي في العاصمة البريطانية لندن.

وأشاد الإعلام الألماني بمختلف أنواعه بتتويج بايرن ميونيخ المستحق، وامتدح بالخصوص الجناح الهولندي أريين روبن الذي سجل هدف الفوز في الوقت القاتل (الدقيقة 89)، والمدير الفني يوب هاينكس الذي بات قريبا من إحراز الثلاثية التاريخية قبل توديع الفريق البافاري نهاية الموسم.

وعنونت صحيفة «بيلد» الواسعة الانتشار صدر صفحاتها بـ«الكأس مع بايرن»، مشيدة في الوقت ذاته بدورتموند «الذي فاز بقلوب الجميع».

ورأت الصحيفة أن روبن كان «ملك ويمبلي».

وفي الصحيفة ذاتها، كتب القيصر فرانز بكنباور، الرئيس الفخري لبايرن: «يا لها من إثارة، مشاعر قوية. دورتموند لم يستسلم بتاتا أمام بايرن. وما حصل مع روبن كان جنونيا، الطريقة التي سجل بها هذا الهدف كانت مذهلة».

أما الصحيفة البافارية «سويدويتش زيتونغ»، فكتبت بدورها «روبن وضع بايرن على العرش.. النهائي كان مليئا بالإثارة»، معتبرة أن بايرن واجه صعوبة في البداية لكنه دخل بعدها في أجواء المباراة وتمكن في النهاية من الفوز بفضل «هداف لا ينسى» هو روبن.

وبدورهما، تطرقت صحيفة «دي ويلت» ومجلة «كيكر» إلى الأداء المميز الذي قدمه كل من الحارسين مانويل نوير ورومان فيدنفيلر، فيما كتبت صحيفة «فرانكفورتر الماين زيتونغ»: «بايرن في النعيم»، مضيفة: «دورتموند قام بكل شيء ضد ميونيخ لكن هدفا متأخرا من روبن حول المرشحين (بالفوز) إلى أبطال مسابقة دوري أبطال أوروبا. إنه التعويض بعد الكثير من الخيبات في الأعوام الماضية». في إشارة منها إلى خسارة بايرن للنهائي عامي 2010 و2012 على أيدي إنتر ميلان الإيطالي (صفر - 2) وتشيلسي الإنجليزي (بركلات الترجيح بعد التعادل 1 - 1 في الوقتين الأصلي والإضافي).

وبالطبع نال المدير الفني يوب هاينكس المدير الفني للبايرن الكثير من الإشادة، بعد أن أصبح رابع مدرب فقط يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا مع فريقين مختلفين، إذ سبق له أن رفع الكأس المرموقة عام 1998 مع ريال مدريد الإسباني على حساب يوفنتوس الإيطالي (1 – صفر).

ويأتي تتويج بايرن ميونيخ باللقب القاري للمرة الأولى منذ 2001 والخامسة في تاريخه في موسمه الأخير مع هاينكس الذي سيقول وداعا للنادي البافاري السبت المقبل عندما يخوض الأخير نهائي الكأس المحلية ضد شتوتغارت، على أمل الخروج فائزا لأن ذلك سيجعله أول فريق ألماني يحرز ثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا.

ولم يكن تتويج «ويمبلي» عاديا لهاينكس لأنه انضم إلى نادي النخبة حيث أصبح رابع مدرب فقط يتوج باللقب القاري مع فريقين مختلفين، ولحق هاينكس الذي استلم الإشراف على بايرن في مارس (آذار) 2011 وللمرة الثالثة خلال مشواره التدريبي (دربه بين 1987 و1991 ومن 27 أبريل (نيسان) 2009 حتى نهاية الموسم بعد إقالة يورغن كلينزمان)، بالنمساوي أرنست هابل الذي توج باللقب عام 1970 مع فيينورد روتردام الهولندي وعام 1983 مع هامبورغ الألماني، ومواطنه أوتمار هيتسفيلد الذي أحرزه عام 1997 مع دورتموند و2001 مع بايرن ميونيخ بالذات، والبرتغالي جوزيه مورينهو الذي توج به عام 2004 مع بورتو و2010 مع إنتر ميلان الإيطالي.

وقال هاينكس الذي سيترك منصبه في النادي البافاري للإسباني جوسيب غوارديولا: «ما قمنا به، حتى وإن لم ينته الموسم حتى الآن يعتبر استثنائيا». مضيفا: «شاهدنا العزيمة التي يتمتع بها فريقي. حان الوقت بالنسبة للاعبين مثل (الهولندي أريين) روبن، (فيليب) لام، (باستيان) شفاينشتايغر للفوز بشيء من هذا الحجم».

وواصل هاينكس: «في البداية واجهنا صعوبة لأن بوروسيا كان جيدا جدا، ضغطوا علينا ولم نتمكن من إيجاد إيقاعنا. كانت مباراة صعبة بالنسبة لنا، لكننا حصلنا على بعض الفرص قبل انتهاء الشوط الأول وبعد ذلك استلمنا زمام المبادرة. كنا أكثر هجوما وحصلنا على فرص أكثر، وبسبب ما قدمناه في الشوط الثاني، نحن نستحق الفوز».

في المقابل يشعر دورتموند بخيبة أمل عميقة بشأن الهزيمة القاتلة ولكن الفريق ودع استاد ويمبلي برأس مرفوعة.

وسيطر دورتموند على الفترات الأولى من المباراة، وتصدى مانويل نوير حارس بايرن ميونيخ للكثير من الفرص المحققة.

وتقدم ماريو ماندزوكيتش بهدف لبايرن في الدقيقة 60 ثم عادل دورتموند النتيجة في الدقيقة 68 من ضربة جزاء نفذها أيلكاي جوندوجان، ولكن الجناح الهولندي الدولي أريين روبن صعق الجميع بهدف قاتل قبل دقيقة واحدة من النهاية.

وقال يورغن كلوب المدير الفني لدورتموند: «لقد كانت مباراة درامية، النتيجة مستحقة، تهنئتي لبايرن ومدربه هاينكس، بدا جليا أننا نستحق الوصول إلى النهائي، وكنا قريبين من الفوز».

واتفق قلب دفاع دورتموند ماتس هوملس مع مدربه كلوب، قائلا: «الهزيمة محزنة للغاية لنا، لأننا لعبنا بشكل رائع في دوري الأبطال، ولكننا سننافس على الكأس مجددا الموسم المقبل».

وقال هاينكس (68 عاما و18 يوما) الذي أصبح ثاني أكبر مدرب يتوج باللقب بعد البلجيكي ريمون غويتال (كان يبلغ 71 عاما و232 يوما حين أحرز اللقب مع مرسيليا الفرنسي عام 1993)، «أنا سعيد من أجل النادي لأننا نجحنا هذا الموسم في تحقيق أشياء لم تحصل سابقا في الدوري الألماني».

وبالفعل، ما حققه هاينكس مع بايرن في الدوري المحلي هذا الموسم استثنائيا، إذ نجح في قيادته لحسم اللقب الدوري للمرة الثالثة والعشرين في تاريخه، محطما في طريقه الكثير من الأرقام القياسية، بينها أفضل انطلاقة للموسم في تاريخ الدوري! وأول فريق يتوج بلقب بطل الخريف بعد مرور 14 مرحلة فقط على الموسم، وأول فريق يتوج باللقب قبل 6 مراحل على نهاية الموسم، وأول فريق يحقق 29 انتصارا في الموسم وصاحب أكبر عدد نقاط في موسم واحد (91 والرقم السابق 81 كان باسم بوروسيا دورتموند حققه الموسم الماضي).

وحطم بايرن أيضا الرقم السابق (21 نقطة) من حيث الفارق في النقاط بين البطل ووصيفه بعد أن تقدم على دورتموند بفارق 25 نقطة.

كما سيودع هاينكس بايرن بأرقام قياسية أخرى هي أقل عدد أهداف دخلت شباكه (18 هدفا في حين أن الرقم السابق كان 21 باسم بايرن أيضا حققه موسم 2007 - 2008)، والمباريات التي أنهاها بشباك نظيفة (21).

والإنجاز الأهم الذي يسعى هاينكس إلى تحقيقه قبل أن يقول وداعا هو أن يجعل بايرن أول فريق ألماني يتوج بالثلاثية، ويبدو هذا الأمر في متناوله كون شتوتغارت ليس بالخصم القادر على الوقوف في وجه العملاق البافاري الساعي إلى توديع مدربه بأفضل طريقة ممكنة. ويقول هاينكس الذي أعلن أنه سيعتزل التدريب رغم أن فرقا كبيرة أخرى تريد التعاقد معه: «في تاريخ الدوري الألماني لم يكن هناك أي فريق ثابت في أدائه ونتائجه بالقدر الذي كان عليه بايرن».

ومن المؤكد أن ما حققه هاينكس هذا الموسم سيجعل من مهمة خليفته غوارديولا صعبة. وحول ذلك قال بيكنباور الرئيس الفخري لبايرن: «الآمال المعقودة أصبحت بالطبع كبيرة جدا. الجميع يعتقد بأن كل شيء سيصبح أفضل عندما يأتي غوارديولا. من المؤكد أن هناك بعض الأشياء التي بإمكاننا تحسينها، شكل الفريق على سبيل المثال، لكن سيكون من الصعب عليه التفوق على ما تحقق هذا الموسم».

ومن المؤكد أن المهمة أصبحت أصعب على غوارديولا خصوصا بعد أن نجح بايرن في إذلال الفريق السابق للمدرب الإسباني برشلونة (7 – صفر) بمجموع مباراتي الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا، وبعد أن حطم الغالبية العظمى من الأرقام القياسية في الدوري المحلي.

وسيكون هناك اختبار خاص لغوارديولا مع احتمال مواجهته للمدرب الشهير جوزيه مورينهو مرة أخرى في كأس السوبر الأوروبية حيث بات الأخير قريبا من العودة لتولي تدريب تشيلسي الإنجليزي.

وخاض غوارديولا ومورينهو الكثير من العداوت خلال فترة تدريبهما برشلونة وريال مدريد على الترتيب.

ويتوقع أن يرحل مورينهو عن ريال مدريد بعد نهاية الموسم الإسباني في الأول من يونيو (حزيران) المقبل عائدا لتدريب تشيلسي. ويلتقي بايرن مع تشيلسي في كأس السوبر الأوروبي في 30 أغسطس (آب) المقبل في براغ، وهو ما قد يجدد المواجهة بين مورينهو وغوارديولا. وما يزيد من سخونة الأوضاع، هو فوز تشيلسي على بايرن في نهائي دوري الأبطال العام الماضي، وبالتالي فإن الفريق الألماني يسعى إلى الثأر، بينما يبحث مورينهو عن توجيه ضربة قوية لغوارديولا لتثبيت أقدامه مع الفريق الإنجليزي بعد ولاية تدريبية لم تشهد الكثير من النجاحات مع ريال مدريد.