الشباب والاتحاد في صراع تاريخي اليوم على ذهب كأس «الملك»

الأبيض يسعى لحصد اللقب الثالث.. والأصفر بعناصره الشابة يبحث عن بطاقة آسيا

TT

تتجه أنظار الجماهير السعودية، مساء اليوم (الأربعاء)، نحو ملعب الملك فهد الدولي في العاصمة الرياض، لمتابعة المباراة النهائية التي ستجمع فريقي الشباب والاتحاد على كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال لكرة القدم، التي سيرعاها نيابة عن خادم الحرمين الأمير خالد بن بندر أمير منطقة الرياض.

ويعد فريق الشباب الأكثر جاهزية من الناحية الفنية في ظل خبرة لاعبيه الميدانية وتكامل صفوفه وثبات المستوى العام للفريق على الرغم من أنه لم يحقق أي لقب محلي هذا الموسم، إلا أنه وصل لدور الثمانية من دوري أبطال آسيا بجدارة واستحقاق.

أما الاتحاد، فقد ظهر بمستوى مغاير عما قدمه في دوري المحترفين السعودي ومسابقة كأس ولي العهد متسلحا بمعنويات لاعبيه التي تجلت في تغيير جلد الفريق بشباب وصلوا بالفريق للنهائي، ويأملون إنهاء الموسم ببطولة تمنحهم فرصة المشاركة الآسيوية.

ولم يكن مشوار الفريقين سالكا في الأدوار السابقة، بل واجه كل منهما صعوبة من أجل الوصول للنهائي.

فالاتحاد استهل مشواره بمواجهة الهلال وصيف الدوري في ذهاب ربع النهائي الذي أقيم في الشرائع ونجح في تحويل تأخره بهدف إلى فوز بثلاثة أهداف لهدفين، وسجل أهدافه مختار فلاته (هدفين) وعبد الرحمن الغامدي. وفي الإياب لحق بمنافسه وأدرك التعادل بواسطة الغامدي.

وفي نصف النهائي، واجه فريق الفتح بطل الدوري، وتمكّن من الفوز عليه ذهابا بهدفين لمختار فلاته ومحمد قاسم في مكة المكرمة، قبل أن يكرر فوزه إيابا في الأحساء، وبرباعية نظيفة لأحمد الفريدي وفهد المولد ومحمد أبو سبعان ونايف هزازي.

أما الشباب، فقد استهل مشواره بمواجهة سهلة في ربع النهائي، حيث تخطى الرائد (ثامن الدوري) بهدفين سجلهما مهند عسيري وسعيد الدوسري في مباراة الذهاب في بريدة، قبل أن يفوز إيابا في الرياض بثلاثة أهداف لسعيد الدوسري وناصر الشمراني ومهند عسيري مقابل هدف.

وفي نصف النهائي، واجه الأهلي بطل النسختين الماضيتين، فخسر أمامه ذهابا في مكة 0/ 1، ثم انتفض إيابا في الرياض وفاز بهدفين دون رد سجلهما مهند عسيري.

يتفوق الشباب نسبيا على الاتحاد بتكامل خطوطه وبوجود البديل الجاهز الذي يعوض غياب أي نقص في الفريق، ويبرز في صفوفه الحارس الدولي وليد عبد الله وحسن معاذ وعبد الله الأسطا والكوري الجنوبي كواك تاي هي ونايف القاضي والبرازيلي مارسيللو كماتشو ومواطنه فرناندو مينغازو والأرجنتيني سيباستيان تيغالي وعبد الملك الخيبري وأحمد عطيف وناصر الشمراني ومهند عسيري وسعيد الدوسري، إحدى أهم أوراق المدرب البلجيكي ميشال برودوم.

في المقابل، يبرز في الاتحاد مجموعة من اللاعبين الشباب يعتمد عليهم الإسباني بينات مثل الحارس فواز الخيبري وأحمد عسيري ومحمد قاسم وعبد الفتاح عسيري وفهد المولد ومختار فلاته وعبد الرحمن الغامدي ومحمد أبو سبعان، فضلا عن أصحاب الخبرة الكاميروني موديست إمبابي وسعود كريري وأحمد الفريدي وأسامة المولد.

وعلى وقع اللقبين اللذين اقتنصهما من منافسه الاتحاد في نسختين سابقتين من بطولة كأس الملك للأبطال, يدخل الشباب اليوم نهائي النسخة السادسة، وأمام الفريق ذاته، مستندا إلى تاريخ مشرف في هذه البطولة.

وعند النظر إلى لغة الأرقام وحسابات الفوز والخسارة فإنها تبدو قريبة من بعضها في الجانبين؛ الاتحاد والشباب، حيث التقى الفريقان منذ مطلع الألفية الجديدة موسم 2000/ 2001 حتى نهاية الموسم الجاري في 32 مباراة موزعة على ثلاث مسابقات، منها 27 مباراة على صعيد الدوري الممتاز، ومواجهة وحيدة في دوري أبطال آسيا، وأخيرا 4 مواجهات كانت في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال.

في هذه المواجهات التي بلغت 32 مباراة بين الفريقين حضر التعادل بينهما في 10 مرات، في حين تساوت الكفة بين الطرفين في حسابات الفوز، حيث نجح الاتحاد في تحقيق الفوز في 11 مباراة، ومثلها كان نصيب الشباب من الفوز في تلك المواجهات التي جمعت بين الطرفين من بداية الألفية الجديدة.

ومنذ مطلع العقد الأول للألفية الجديدة تقابل الفريقان في ثلاث مواجهات نهائية كان صوت الشباب فيها الأقوى، حيث نجح في تحقيق البطولة من أمام غريمه الاتحاد.

النهائي الأول كان على صعيد الدوري السعودي بموسم 2003/ 2004 إبان نظامه القديم «المربع الذهبي»، حيث تقابل الفريقان على نهائي الدوري في ملعب الأمير عبد الله الفيصل بمدينة جدة، وحينها نجح الشباب في تحقيق الفوز على نظيره الاتحاد بهدف دون رد ليتوج بلقب الدوري.

أما النهائي الثاني، الذي جمع بين الفريقين في هذه الفترة فكان في النسخة الأولى من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، وذلك في موسم 2007/ 2008 على ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة السعودية الرياض، وحينها أمطر الشبابيون شباك غريمهم الاتحاد بثلاثة أهداف مقابل هدف يتيم للاتحاد. البداية كانت للمهاجم الشبابي ناصر الشمراني، حيث سجل الهدف الأول مع الدقيقة العاشرة من انطلاقة المباراة، ثم عمّ هدوء كبير أجواء المباراة قبل أن تسخن في الدقائق العشر الأخيرة، البداية بهدف سجله عبد الله الشهيل في الدقيقة 82 ثم تقليص للفارق للجانب الاتحادي عن طريق مهاجمه طلال المشعل، قبل أن ينجح البرازيلي كماتشو في إطلاق رصاصة الرحمة للطرف الشبابي بتسجيله الهدف الثالث في شباك الاتحاد مع الدقيقة 93 ليتوج الشباب بطلا لهذه المسابقة في نسختها الأولى.

وامتدادا للصراع الشبابي الاتحادي على صعيد النهائيات، فقد شاءت الأقدار أن يجتمع الفريقان مرة ثانية في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، في موسم 2008/ 2009، وعلى الملعب ذاته الذي احتضن النسخة السابقة.. انطلقت المباراة بشيء من التنافس المحتدم, فالاتحاد يسعى لرد الثأر، والشباب يحاول إثبات أفضليته وأحقيته بالفوز. البداية بهدف خاطئ سجله صالح الصقري بشباك فريقه الاتحاد مع الدقيقة العاشرة، وبعد مضي مثلها من الدقائق نجح مهاجم الشباب ناصر الشمراني في تعزيز تقدم فريقه بالهدف الثاني، ولأن المصائب لا تأتي فرادى فقد أشهر حكم المباراة اليوناني كيروس فاساراس البطاقة الحمراء لحارس الاتحاد مبروك زايد مع الدقيقة 38، وأتبعها ببطاقة مماثلة لصالح الصقري الذي بعثر أوراق فريقه في تلك المباراة بهدف في شباكه، ثم طرد ليلعب الاتحاد بقية دقائق المباراة ناقصا (تسعة لاعبين), ثم بدأ لاعبو الشباب بإمطار شباك الاتحاد الجريح في تلك الليلة بهدفين عن طريق حسن معاذ، ثم فيصل السلطان، ليصبح الإجمالي رباعية نظيفة دون رد توج معها الشباب بطلا للمرة الثانية في تاريخه ببطولة كأس الملك.

وما زال فريق الاتحاد الفريق الأكثر حضورا في نهائي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، التي انطلقت في موسم 2007/ 2008، حيث حضر الفريق الاتحادي في 4 مباريات نهائية سابقة، إضافة إلى نهائي هذا المساء، ليصبح الإجمالي 5 مباريات نهائية من أصل 6 نسخ لهذه البطولة.

النهائي الأول جمع الفريق الاتحادي بنظيره الشبابي، ونجح الأخير في الفوز فيه بـ3 أهداف مقابل هدف للاتحاد, وفي النسخة الثانية من نهائي البطولة التي أقيمت في موسم 2008/ 2009 واجه الاتحاد نظيره الشباب ونجح الأخير في تحقيق البطولة عقب فوزه على الاتحاد بأربعة أهداف دون رد, أما في النسخة الثالثة من البطولة فقد نجح الاتحاد بعدما وصل للمباراة النهائية في تحقيق لقب البطولة بعدما فاز على الطرف الثاني في المباراة فريق الهلال عن طريق ركلات الترجيح 5/ 4 ليتوج بطلا للمرة الأولى في تاريخه, وفي الموسم الرابع لهذه البطولة الجديدة تأهل الاتحاد للمباراة النهائية التي أقيمت في مدينة جدة وجمعته مع غريمه التقليدي الأهلي، حيث انتهت المواجهة بفوز الأخير بركلات الترجيح 4/ 2 ليتوج بطلا على حساب الاتحاد.

أما في النسخة الأخيرة من البطولة، فقد غاب الاتحاد عن المباراة النهائية التي كان فريقا الأهلي والنصر طرفيها وتوج بها فريق الأهلي, أما الاتحاد فقد ودع البطولة بالنسخة الماضية من الأدوار الأولية للبطولة عقب خسارته من الهلال بفارق الأهداف وحسابات الأرض في مواجهات الذهاب والإياب.

اليوم يعود الاتحاد للمباراة النهائية التي تعتبر الخامسة له هذا المساء ليقابل نظيره الشبابي في كلاكيت للمرة الثالثة بين الطرفين كانت فيها كفة الأفضلية في المرتين السابقتين تميل لصالح الشباب.