الاتحاد يتمسك بمدرب «الأبطال».. ويبحث عن نجوم «عالميين»

الجماهير تجوب شوارع جدة وتضيء سماء المدينة بالألعاب النارية ابتهاجا باللقب الكبير

TT

تدرس إدارة نادي الاتحاد أمر الإبقاء على المدرب الإسباني بينات الذي حل بديلا لمواطنه كانيدا (أقيل في ديسمبر/ كانون الأول الماضي) في سدة مسؤولية الجهاز الفني في الفريق الكروي الأول، عقب المستويات اللافتة التي قدمها وقادت الفريق إلى إحراز بطولة كأس الملك للأبطال بعد فوزه على الشباب 4-2 أول من أمس في نهائي البطولة.

وأشاد كثير من النقاد بإمكانات المدرب الإسباني الشاب الذي استطاع توظيف إمكانات النجوم الصاعدين بطريقة لافتة وذكية قادت الفريق الأصفر إلى اللقب رغم عدم تمتع معظم لاعبيه بالخبرة الكافية مقارنة مع الفرق التي أطاح بها خلال منافسات البطولة وهي الهلال والفتح (بطل الدوري) والشباب.

وكانت إدارة الاتحاد منحت الجهازين الفني والإداري واللاعبين إجازة تمتد شهرا واحدا تبدأ من أمس وحتى 29 يونيو (حزيران)، حيث يبدأ تجمع اللاعبين وعودتهم إلى التدريبات في جدة ضمن البرنامج الإعدادي استعدادا للمغادرة للمعسكر الخارجي المنتظر أن يقام في إحدى الدول الأوروبية ويمتد إلى ثلاثة أسابيع.

من جهة أخرى، تخلف عدد من اللاعبين يتقدمهم عبد الملك الطريدي وعلي المزيدي عن مرافقة بعثة الفريق الكروي الأول إلى جدة بعد تحقيقهم للقب بطولة كأس الأبطال يوم أمس حيث فضلا التوجه إلى المنطقة الشرقية وقضاء الإجازة مع أسرهم، في حين كانت بعثة الفريق قد وصلت في ساعة مبكرة من صباح أمس وسط استقبال جماهيري كبير اكتظت به ممرات ومواقف السيارات الخاصة بصالة الطيران الخاص (عرب ساسكو) وسط وجود أمني مكثف حال دون اقتراب المشجعين من اللاعبين.

وقررت الإدارة الاتحادية إقامة حفل تكريمي خلال الأسبوع المقبل؛ من أجل منح اللاعبين مكافآت البطولة التي تصل إلى 100 ألف ريال لكل لاعب.

وتحسم الإدارة الاتحادية خلال الساعات القليلة المقبلة مصير الرباعي مبروك زايد وحمد المنتشري وإبراهيم هزازي وراشد الرهيب بصورة نهائية، ومن المنتظر أن توقع مخالصة مالية مع الرهيب ومنتشري وزايد في حين تدرس الإبقاء على إبراهيم هزازي ضمن صفوف الفريق. في حين تعكف على توقيع عدة عقود احترافية للاعبي الشباب والأولمبي للفريق يتقدمهم لاعب الفريق الأول محمد قاسم الذي أرجعت الإدارة توقيع عقده الاحترافي إلى ما بعد نهاية بطولة كأس الملك للأبطال.

وعبرت جماهير نادي الاتحاد عن سعادتها بفوز فريقها ببطولة كأس الأبطال حيث انطلقت بعد صفارة النهاية لتحتفل في شوارع جدة، ووجود قرابة خمسة آلاف مشجع في مقر النادي بشارع الصحافة وأطلقت الألعاب النارية في الهواء وسط أجواء احتفالية صاخبة. كما وجد الجمهور الاتحادي حتى ساعات الفجر الأولى ما بين النادي والمطار في انتظار وصول اللاعبين وأدى الازدحام الشديد إلى تعطيل الحركة المرورية في صالة مطار الملك عبد العزيز الداخلية وأيضا صالة الطيران الخاص التي وصلت إليها طائرة البعثة.

من جانبه، وجه محمد قاسم لاعب فريق الاتحاد شكره وتقديره لجماهير فريقه نظير دعمهم المستمر لهم كلاعبين شباب وثقتهم الكبيرة التي وضعوها فيهم، وأضاف: «الحمد لله الذي مكنا كلاعبين أن نكون محل الثقة التي منحت لنا من قبل إدارة نادينا وجماهيرنا التي لم تبخل علينا بالدعم والمؤازرة وتحقيق البطولة، والمستويات التي ظهرنا بها كلاعبين شباب هي نتاج طبيعي للدعم اللامحدود الذي وجدناه من الجميع ولله الحمد».

من جهته، بارك الدكتور خالد المرزوقي رئيس هيئة أعضاء شرف الاتحاد لجماهير فريقه وإدارة ناديه واللاعبين المكاسب التي تحققت أول من أمس، مشيرا إلى أن اللاعبين أثبتوا أنهم رجال مواقف يعتمد عليهم وأنهم يشكلون مستقبلا باهرا لناديهم، مشيدا بالعمل الكبير الذي قدمته إدارة ناديه التي كانت تستحق عليه البطولة.

وبين أن البطولة التي تحققت ستغير مفاهيم عدة لدى بعض المختلفين مع الإدارة حيال سياسة الإحلال التي انتهجتها بعد أن أثبت نجوم الفريق الأولمبيون أنهم أهل للثقة، منوها بأنه يتوقع فوز الاتحاد لثقته في لاعبيه والمستويات الكبيرة التي يقدمونها، مشيرا إلى أن ما تحقق ما هو إلا بداية لمرحلة تاريخية جديدة في الاتحاد.

في المقابل أكد أسعد عبد الكريم عضو شرف النادي الفعال استمرار مدرب فريقه الحالي الإسباني بينات مع الفريق؛ بسبب تعرفه على إمكانات اللاعبين الفنية، خصوصا أنه درب عددا منهم إبان إشرافه على الفريق الأولمبي، مبينا أن المدرب لديه إمكانات فنية أثبتها من خلال إعادة الفريق إلى التوهج بتحقيقه أغلى البطولات السعودية.

وأضاف عبد الكريم أن الإدارة ستقوم بتجهيز الفريق للموسم المقبل فنيا، حيث سيتم التعاقد مع لاعبين أجانب ذوي إمكانات فنية عالية، موضحا أن الإدارة تحتاج وقفة أعضاء الشرف خصوصا العضو عبد المحسن آل الشيخ الداعم الحقيقي للنادي، مبينا أن هذا الفريق هو نتاج الدعم المستمر من قبل آل الشيخ الذي يتابع الاتحاد قلبا وقالبا.

من جانبه، شدد صالح باهويني عضو شرف الاتحاد على أن عودة الفريق إلى معترك البطولة الآسيوية سيضيف إليها بعدا آخر، مبديا ثقته في نجوم الفريق الواعدة التي يجد أن أمامها مستقبلا مشرقا، مؤكدا ضرورة مواصلة الإدارة الاتحادية اهتمامها بالفئات السنية التي تعد البنية الأساسية للفريق الكروي الأول. وقال أحمد محتسب عضو شرف نادي الاتحاد إن جماهير الاتحاد كان لها الدور الكبير في عودة الفريق إلى البطولات من خلال وجودها المستمر إلى جانبه ودعمه ومؤازرته، مبينا أن ثقته في اللاعبين الشباب لم تهتز مطلقا، وكان داعما لهم منذ أول مشاركة لهم حيث رأى الحماس والروح القتالية التي يتمناها أي محب وعاشق للكيان تعود من جديد بحيوية الشباب التي امتزجت بالخبرة ليتوج العمل القائم بالبطولة الأغلى والعودة إلى منافسة آسيوية والمشاركة في كأس السوبر العربية.

وأضاف: «بعد انتقادات واسعة طالت الإدارة الاتحادية مع بدء تطبيقها سياسة الإحلال بالفريق الكروي الأول صفقت جماهير كبيرة، حتى ممن عارض وغضب، لفريقهم أول من أمس مع تحقيقه أغلى البطولات السعودية وهي كأس الملك للأبطال، لتكسب الإدارة الاتحادية الرهان مع من وقف أمامهم وانتقدهم بتوجيه وابل من الاتهامات للإدارة فيما ذهب البعض لمطالبتها بالرحيل»، في الوقت الذي أنصفت النجوم الشابة بالفريق الإدارة الاتحادية أول من أمس بتحقيقها أغلى البطولات السعودية بعد هزيمتهم وصيف الدوري (فريق الهلال) وبطل الدوري (فريق الفتح) والتتويج أمام صاحب المركز الثالث بالدوري (فريق الشباب).