الدوري البرازيلي «معمل تفريخ» نجوم لتصديرها إلى الأندية الأوروبية

دعوة لوقف هجرة المواهب الواعدة للنهوض بمنتخب السامبا

TT

انتقال النجم البرازيلي نيمار إلى نادي برشلونة الإسباني، يعني أن الدوري البرازيلي قد حُرم من أبرز نجومه وأنه لن يكون هناك موهبة قادرة على تعويض رحيله، على الأقل خلال السنوات القليلة القادمة.

تيم فيكيري الناقد الرياضي بشبكة بي بي سي يتذكر جيدا أول مرة رأى فيها نيمار في الرابع والعشرين من مايو (أيار) 2009. عندما شارك في الدقائق العشر الأخيرة من مباراة سانتوس أمام فلومينينزي وكانت النتيجة هي التعادل بين الفريقين. وفي هذه الفترة القصيرة، تمكن نيمار من صناعة هدفين، كما تسبب في طرد الجناح الأيمن للفريق المنافس، وأعطى انطباعا بأنه سيكون نجما استثنائيا في كرة القدم البرازيلية والعالمية.

ويرى فيكيري أن الدوري البرازيلي يعتبر بمثابة معمل تفريخ للاعبين الشباب اللذين ينطلقون بعد ذلك للتحليق في سماء الكرة الأوروبية، وهو أكثر ما يميز هذه البطولة، ويقول: إنه في كل مرة يذهب لمشاهدة مباراة في البطولة البرازيلية، ينتابه إحساس بأنه قد يشاهد نجما شابا سيكون قريبا أحد أهم نجوم الكرة العالمية، مؤكدا أن الدوري البرازيلي لا يخلو دائما من النجوم الواعدة. وثمة شيء آخر يميز كرة القدم البرازيلية بخلاف «إنتاج» اللاعبين الصغار الذين يتمتعون بالمواهب، وهو عدم قدرة المشاهد على التنبؤ بنتيجة أي مباراة. صحيح أن كرة القدم البرازيلية لم تعد هجومية بالشكل الذي كانت عليه قبل عقد من الزمان، عندما كان عدد قليل من الأندية ينافس على البطولات في ظل قلة الموارد المالية، غير أن هذه المسابقة قد باتت الآن تحقق أرباحا كبيرة ونجحت الأندية في مضاعفة عائداتها خلال السنوات الأربع الماضية.

وقد أدت هذه الأرباح الكبيرة إلى اتساع الفجوة بين الأندية، ولا سيما أن عائدات البث التلفزيوني يتم توزيعها على أساس فردي، حيث تحصل الأندية الكبرى على عائدات أكثر بكثير من الأندية الأصغر. ومع ذلك، يضم الدوري البرازيلي عددا كبيرا من الأندية الكبرى، بحيث لا يستطيع ناد واحد السيطرة على البطولات لفترة طويلة. وفي القريب العاجل، يمكن أن يرتفع عدد الأندية الكبرى التي تنافس على البطولات والألقاب، حيث تكمن قوة الدوري البرازيلي وكرة القدم البرازيلية بصفة عامة في العدد الهائل لمدن الجزء الجنوبي الشرقي المتمثلة في ساو باولو وريو دي جانيرو، بالإضافة إلى مدينة بيلو هوريزونتي القريبة ومدينة بورتو اليغري في أقصى الجنوب.

ونادرا ما تكون فرق الجزء الشمالي الشرقي الأفقر قادرة على المنافسة، رغم عدد سكانها الكبير نسبيا، ولكن هذه المنطقة تتلقى كثيرا من الاستثمارات، وسوف تنظم نصف مباريات مسابقة كأس القارات، وثلث مباريات كأس العالم القادمة، على أمل أن يساعد ذلك في تحويل الأندية في مدينتي سلفادور وريسيفي إلى أندية كبرى قادرة على إفراز لاعبين دوليين. وكانت مدينة سلفادور قد قامت بإعادة بناء ملعب فونتي نوفا الذي أصبح رائعا رغم أن عدد الجماهير التي حضرت لمشاهدة أول مباراة في الدوري البرازيلي لم تتجاوز 10.000 متفرج في مشهد محبط إلى حد ما. ويظهر هذا أنه رغم أن الدوري البرازيلي جيد، إلا أنه يمكن أن يكون أفضل من ذلك بكثير، ولا سيما في ضوء التقدم على كافة المستويات، بدءا من تطوير الملاعب وحتى وجود جيل جديد من المديرين الفنيين ودخول الأندية عالم الاحتراف بشكل أكبر.

ولا تتمثل قوة الدوري البرازيلي في الأندية، ولكن في وجود 27 اتحاد فيدرالي – اتحاد لكل ولاية من الولايات التي تكون هذا البلد الكبير – كما أن قوة هذه الاتحادات تتمثل في أولئك الذين يسيطرون على الأندية الصغيرة. وعلى هذا الأساس، نجد أن جدول مباريات الدوري البرازيلي يتم تحديده من قبل أشخاص لا يمثلون إلا أنفسهم، وهو ما قد يساعد على تفسير السبب وراء انطلاق الدوري البرازيلي لكرة القدم يوم المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا قبل نحو أسبوعين، وهو ما يعد خطأ كبيرا بالنسبة لمسابقة تبحث دائما عن الترويج لنفسها بصورة أكبر على الساحة العالمية.

ويعود الحديث مرة أخرى عن رحيل نيمار إلى برشلونة الإسباني، حيث كتب الصحافي البرازيلي المعروف جوكا كفوري يقول: «رحل نيمار لأنه بات أكبر من كرة القدم البرازيلية ببطولتها المحلية وملاعبها السيئة وتوقيتها الذي لا يتناسب تماما مع مواعيد البطولات العالمية». وأنهى كفوري المقالة بجملته المفضلة: «لقد من الله علينا بأفضل اللاعبين، وحتى يتم معادلة الأمور أعطانا أسوأ المديرين».

جدير بالذكر أن قائمة المنتخب البرازيلي، التي اختارها المدير الفني لخوض منافسات كأس القارات لكرة القدم الذي تستضيفه البرازيل والتي تقام بين يومي 15 و30 يونيو (حزيران) المقبل، تضم 23 لاعبا بينهم 12 لاعبا يلعبون لأندية خارج البرازيل إضافة إلى نيمار وهم: في المرمى: جوليو سيزار (كوينز بارك رينجرز الإنجليزي). في الدفاع: دانيال الفيش (برشلونة الإسباني) ومارسيلو (ريال مدريد الإسباني) وفيليبي لويس (اتلتيكو مدريد الإسباني) وتياغو سيلفا (باريس سان جرمان الفرنسي) وديفيد لويز (تشيلسي الإنجليزي) ودانتي (بايرن ميونيخ الألماني). في الوسط: لويس غوستافو (بايرن ميونيخ) وهرنانيس (لاتسيو الإيطالي) وأوسكار (تشيلسي الإنجليزي) ولوكاس (باريس سان جرمان الفرنسي). وفي الهجوم: نيمار (سانتوس) وهولك (زنيت سان بطرسبورغ الروسي).

من جهة أخرى أعلن نادي بايرن ميونيخ أمس أن الثنائي الدولي دانتي ولويز غوستافو سيغيبان عن المباراة النهائية لكأس ألمانيا بسبب انضمامها إلى قائمة المنتخب البرازيلي في كأس القارات.

وقال كارلوس ألبرتو باريرا المدير الفني للمنتخب البرازيلي في وقت سابق، إنه في حال لم ينضم اللاعبان إلى المنتخب البرازيلي بحلول يوم السبت المقبل فإنهما لن يشاركا مع المنتخب البرازيلي في البطولة ووفقا للوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فإن الأندية ينبغي عليها أن تسمح للاعبين بالانضمام إلى المنتخبات الوطنية قبل 14 يوما من البطولات التابعة للفيفا.

وألقى كارل هاينز رومينيغه رئيس مجلس إدارة بايرن ميونيخ باللوم على خطأ من قبل الاتحاد الألماني لكرة القدم في تحديد موعد المباراة النهائية لكأس ألمانيا، التي يلتقي خلالها بايرن مع شتوتغارت السبت المقبل.