بالوتيللي يدخل دائرة الجدل من جديد بتهمة توزيع المخدرات

مدرب الآزوري قال إن هناك من يسعى دائما لتوريط اللاعب في المشكلات

TT

يبدو أن النجم الأسمر بالوتيللي لا يستطيع أن يعيش بعيدا عن المشكلات والجدل. فلا يكاد لاعب الميلان ومنتخب إيطاليا البارع يبتعد عن المشكلات حتى تبدأ هي في مطاردته دون هوادة. ويواجه بالوتيللي، منذ الخميس الماضي، موقفا عسيرا يضعه في دائرة الاتهام، بعد أن تحدث أحد رجال المافيا التائبين في مدينة نابولي، وهو أرماندو دي روزا، عن قيام بالوتيللي بتوزيع المخدرات على سبيل المزاح في مدينة سكامبيو قبل 3 سنوات. وأثارت هذه المزاعم غضب بالوتيللي الذي نفى بشدة هذه الاتهامات، لكن المسألة قد تخضع لفحص وتحقيق من جانب رجال النيابة إذا ثبتت صحة هذه الاتهامات.

وطبقا لما رواه رجل المافيا التائب دي روزا، فقد قام بالوتيللي في يونيو (حزيران) من عام 2010، بتوزيع جرعة من المخدرات على بعض المدمنين. وكان بالوتيللي حينها في زيارة لحي سكامبيا الواقع بين سورينتو ونابولي من أجل تسلم جائزة حصل عليها. وتناول بالوتيللي غداءه في مطعم ريجينا مارغريتا، الذي يرتاده عدد من لاعبي كرة القدم. وقد أعرب بالوتيللي عن رغبته في زيارة منطقة سكامبيا، وقد استجاب صاحب المطعم المتهم حاليا في قضايا غسل أموال إلى مطلب بالوتيللي، ونظم له جولة في الحي المعروف بكونه ملاذا لمدمني المخدرات والمجرمين بشكل عام. وكانت النيابة قد استمعت لأقوال بالوتيللي في سبتمبر (أيلول) 2011 في قضية غسل الأموال المشار إليها، وكان تحقيقا روتينيا أوضح المحققون خلاله أنه أخطأ بزيارته لهذه المنطقة، حيث قالوا له: «عزيزي بالوتيللي، لا يذهب لهذا المكان سوى رجال الشرطة والمجرمين».

وقد انتهى الأمر وقتها عند هذا الحد، حيث كان بالوتيللي مجرد شاهد روتيني. لكن أقوال دي روزا الأخيرة تلقي بالاتهامات حول بالوتيللي الذي ربما يتم استدعاؤه للتحقيق مجددا، إذا أخذت النيابة أقوال دي روزا على محمل الجد. وقد يكون هذا الإجراء مفيدا من أجل «حماية» بالوتيللي ضد أي شبهات قد تطاله، ومن أجل توضيح الحقيقة حول توزيعه للمخدرات، مثلما يزعم دي روزا. وقد أوضح رجل المافيا التائب في أقوله للنيابة في إطار قضية غسل الأموال: «كان بالوتيللي بصحبة اثنين من رجال المافيا من عصابتين مختلفتين، وشاهد فتى يقوم بترويج تذاكر الهيروين والكوكايين. وطلب بالوتيللي من الفتى أن يسمح له أن يحل محله لفترة قصيرة في التوزيع». وأضاف دي روزا في أقواله: «وقام بالوتيللي إذن بتسليم التذاكر إلى أحد الزبائن. وأذكر أننا سألنا هذا المدمن إن كان قد تعرف على بالوتيللي لكنه لم يصدقنا». وأوضح رجل المافيا أيضا أنه علم بوجود بالوتيللي من صديق له، ولذلك فقد توجه إلى «محل حقن». وأكد أنه وجد بالوتيللي بصحبة بعض رجال المافيا: «تحققت من وجود بالوتيللي». وتحدث دي روزا كذلك عن وجود فتى يقوم بترويج المخدرات «كان معه كيس به كثير من جرعات الكوكايين والهيروين المسماة بالتذاكر الحمراء والصفراء». وأضاف رجل المافيا التائب أن «بالوتيللي قام بالتقاط بعض الصور مع 3 من رجال المافيا لأنهم جميعا من مشجعي الإنتر».

وقد علم بالوتيللي بهذه الاتهامات قبل مران منتخب إيطاليا، وشارك اللاعب في المران ثم خرج ليواجه الصحافيين ويرد على هذه الاتهامات قائلا: «أنا هنا لأتحدث لأن بعض الاتهامات لا يمكن تجاهلها. إنها اتهامات خطيرة، ولا أساس لها من الصحة. لا دخل لي بهذا الأمر على الإطلاق، ولم أروج المخدرات أو أتظاهر بترويجها. إنني أكره المخدرات ولا أطيقها، وهذه أكذوبة كبيرة ومخجلة. إن كل شيء بيد المحامي الخاص بي ومحامي نادي الميلان اللذين بدأ التحرك. وفيما يتعلق بزيارتي لحي سكامبيا، فهذه قصة أخرى، وقد قمت بجولة في المنطقة مع بعض أصدقائي، ولم يحدث أي شيء غير طبيعي». وأضاف بالوتيللي قائلا بشأن احتمالات عودته للمثول أمام المحققين في نيابة نابولي: «أقول إنه يبدو لي شيئا مبالغا فيه. فقد استمعوا لي مرة وأكدوا أن هذه الاتهامات أشبه بالدعاية. وإذا قاموا باستدعائي مرة أخرى فستكون هذه مبالغة منهم».

واختتم بالوتيللي تصريحاته بالحديث عن التغريدة التي كتبها على موقع «تويتر» للدفاع عن نفسه، ثم أزالها على الفور: «إنه شيء يبعث على الجنون حقا. لقد أثارت الاتهامات ضحكي في البداية. وفيما يتعلق بتغريدتي على (تويتر)، فقد كنت أنوي إزالتها على الفور، وكانت تبدو لي مسلية، فلم أكن قد أدركت خطورة المسألة بعد. لكنني بعد أن فكرت في الأمر لبعض الوقت شعرت بغضب شديد. إنني أدرك عدم إمكانية حصولي على إعجاب الجميع، لكن من الصعب أن أصدق وجود أناس بهذا القدر من الشر والغيرة، وهم أشخاص ليس لديهم أبدا ما يفعلونه. وهم يزجون بك في أمور خطيرة دون أن يعرفوا حتى مَن تكون».

وعلى الرغم من الانتقادات الكثيرة التي كان بالوتيللي يتعرض لها في السابق من جانب مدربيه وبعض زملائه، بسبب تصرفاته الطائشة والمتهورة، فإنه يحظى حاليا بدعم وتضامن الكثيرين ضد هذا الاتهام الأخير. وكان أول المدافعين عن بالوتيللي هو تشيزاري برانديللي مدرب المنتخب الإيطالي الذي علق على هذه الاتهامات قائلا: «يوجد بالوتيللي منذ فترة طويلة في بؤرة الاهتمام الإعلامي ويدفع به الكثيرون وسط المشكلات، وهو يرد بصورة صادقة وتلقائية وعاجلة وأحيانا بصورة مبالغ فيها أيضا. وقد فعل هذا أيضا اليوم. إنه يرغب فقط في أن يقول: (كفى). إننا لم ندرك حتى ما كان يحدث عندما قام بتوضيح رأيه عبر (تويتر). وعلى أي حال أقول إنه ليس هناك أي تعليق حاليا. ويجب أن ننتظر تصريحات الفتي، فعندما تواتيه الرغبة، فسيوضح لكم جميعا رأيه. إنه موضوع شديد الحساسية ولم يتضح حتى الآن إن كانت مجرد أكاذيب أو محاولة للمزاح».